كان الطريق المسدود بين الحين والآخر بالصخور المنهارة يفتحه كايل بسهولةٍ بقوّتِه.
وحين احتاج الأمر إلى حذرٍ أكبر، كان يضع إيرين أرضًا قليلًا ثم يُزيح الحجارة واحدةً تلو الأخرى كما لو أنّه يسحب قطع ، ليصنع ممرًّا.
“هل أُساعِد بشيء؟”
“إنْ أردتِ أن تُدفني معي، فافعلي.”
“سأبقى هادئةً.”
امتدّ الطريق المظلم طويلًا بلا نهاية.
وكانت إيرين قد شعرت بدفء ظهره واسترخاء أعصابها، فغلبها النعاس وأطلقت تثاؤبًا صغيرًا.
فكثُر كلام كايل عمْدًا.
“تَمالكي نفسك.”
“نَعم…”
“الأصل أنَّ مساعد السائق لا ينام.”
“حَسنًا…”
“فعليًّا، الآن السيّدة الصغيرة هي السائق، وأنا مجرّد حصان.”
شعر كايل بأنَّ يدها التي تحمل الحجر الخام بدأت تهوي شيئًا فشيئًا، فناداها.
“سيّدتي.”
“…….”
“قلتُ لا تنامي.”
منذ قليل وهي تقول إنَّها تشعر بالنعاس.
لكن كايل كان يعلم أنَّ الأمر ليس مجرّد تعب؛ فالمناجم المنهارة تُطلِق غازاتٍ وغبارًا، والهواء قليل التهوية.
صحيح أنّ الوضع أفضل من البقاء محبوسًا، لكن كلّما توغّلوا ازداد ضيق التنفّس.
وقد تنام فلا تستيقظ بعدها.
لم يشرح ذلك خشية أن ترتبك!، فاختار وسيلةً أخرى لإيقاظها.
“سعيدٌ بموافقتكِ على الزواج منّي. لنعمل بجدّ معًا من الآن فصاعدًا.”
“كلا.”
لقد استفاقت، واضح أنّ الطريقة ناجحة.
“هه، لم أكُن نائمةً أصلًا.”
“كتفي مبتلّ. يبدو أنّه مِنَ اللعاب.”
“ماذا؟ حقًّا؟”
مدّت إيرين يدها تتحسّس كتف كايل.
“لم يتسرّب شيء.”
“أردتُ فقط أن تستيقظيَ.”
واصل كايل ببرود.
“إن نِمتِ مرّةً أخرى، فالخطوة التالية قُبلة.”
“أرجوكَ احمِل الحجر قليلًا.”
“إذًا ستستيقظين تمامًا.”
“سأصفع خدّي وأُفيق فورًا! لن يستغرق الأمر طويلًا.”
ابتسم كايل ابتسامةً خفيفة وسألها:
“خدِّي أنا؟”
“ها؟ لا، بالطبع خدّي أنا. أم تُريد ذلك؟”
“سيؤذيكِ الأمر فقط.”
كان عليه أن يُبقيها مستيقظة.
لا يمكنه إجبار جريحة الكاحل على المشي، ولا أن يدعها تضرب نفسها، فلم يتبقَّ سوى الكلام.
“نلعب لعبة الحرف الأخير؟.”
“أظنّها مملة.”
“فلتكن قبلة إذًا.”
“أأبدأ أنا باللعبة؟”
تجاهلت إيرين ردّه، عدّلت قبضتها على الحجر، ثم فكّرت قليلًا وقالت:
[م.ميري : اللعبة للي ما يعرفها تعتمد على ‘الحرف الأخير’ الطرف الأول يقول كلمه، لازم الطرف الثاني يقول كلمه حرفها الأول زي الحرف الأخير للطرف الثاني ، يعني لو قلت رمان، الطرف الثاني يقول نـور ، أبطالنا ما التزموا باللعبة بشكل قاصد لإستفزاز الطرف الثاني ]
“هُم… ماكارون.”
“فلتنامي فقط.”
“إنّها مزحة. باقةُ زهور.”
“رسالة.”
“مُجلّد.”
“دب.”
“خانة التوقيع.”
“عنب.”
“مسوؤلية… هذا سيءٌ. يُشعرني بالانقباض. لماذا؟”
“لا أدري. تابعي. بوابة.”
“هل جننتَ؟! هل هناك كلمة تبدأ بـ ‘ـة’ في آخرها؟”
“إذًا اعترفي بالخسارة.”
“روك ستار.”
توقّف كايل فجأة.
“ما ذاك؟”
“شخص يُحضّر وجبات غداء. لسنا مُجبرين على أستعمال الكلمات المتعلّقة بالعمل ، صحيح؟”
“ليكن.”
فأُضيفت قاعدة تمنع كلماتٍ مثل طلبية، توقيع، مسؤولية.
هذه المرّة بدأ كايل.
“بار.”
“…….”
“لا يجوز تكرار الكلمة.”
“روك أند رول.”
“أسمعها لأوّل مرّة.”
“إنّه غناءٌ أجنبي. أنا مواكبة للموضة قليلًا.”
“صعبٌ تصديقكِ.”
قالها كايل بنبرة مشكّكة، فأجابته إيرين بجرأة:
“هل فزتُ إذًا؟”
“انتظري.”
ثم قالت: “أُعطيك ثلاث ثوانٍ للتفكير.” وعدّت: واحدة، اثنتان…
“صعب الأمر.”
“اعترفْ بخسارتك.”
“مفترقُ طُرق.”
“لكنّه لا يبدأ بـ ‘ل’.”
صرخت إيرين أنّها فازت، لكن كايل أشار برأسه إلى الأمام.
ففهمت قصدَه أخيرًا.
“إنّه حقًّا مفترقُ طرق.”
“آه، صدقت.”
كان الطريق حتّى الآن واحدًا مستقيمًا، لكن ظهرَ أخيرًا ممرّان.
بحثت إيرين بالنور عن علاماتٍ فلم تجد شيئًا.
“كيف كنتَ تتصرّف في مثل هذه الحالات؟”
“كنتُ أخمّن.”
“يا إلهي.”
فكّرت إيرين أنَّ العالم كلّه يمضي بالتخمين، حتى الدوق ليس استثناءً.
“اختاري أنتِ.”
“أنا؟”
“أنا رجلُ ذو حظٍّ سيّئ.”
طوال حياته، لكنه لم يُكمل العبارة، واكتفى بإلحاح: “هيا.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 21"