“ماذا؟”
“إن نمتُ بجانبك، سأتمكن من التصرف فورًا إذا جاء رفائيل.”
تجمدتُ للحظة بسبب اقتراحه. ماذا يعني؟ ثم نظرتُ إلى إيساك متفاجئة.
“تقصد أن ننام في سرير واحد؟”
“نعم.”
شعرتُ بأن رقبتي تحترق من الإحراج والصدمة.
بينما كنتُ مرتبكة، كان إيساك هادئًا. أمال رأسه و قال:
“هل تخافين من أن أهجم عليكِ؟”
سيكون كذبًا إن قلتُ إنني لم أفكر بذلك… لا أعرف ماذا قد يفعل. بينما ترددتُ، تراجع إيساك قليلًا.
“حسنًا، سأنام على الأريكة. يكفي أن أكون في الغرفة.”
“…حسنًا.”
بالتأكيد، وجود إيساك أفضل من البقاء وحدي. يبدو أنه لا يزال عاقلًا…
كانت الساعة العاشرة، لكنني قررتُ النوم قليلًا.
في الغرفة المظلمة، وأنا مستلقية، شعرتُ بوجود إيساك بوضوح حتى وأنا مغمضة العينين.
لم أرتح تمامًا، لكن كان أقل رعبًا من البقاء وحدي.
إن جاء رفائيل، وجود إيساك سيجعل الأمور أفضل. نظرتُ نحو الأريكة، فرأيتُ إيزاك جالسًا بوضعية جامدة.
أليس هذا غير مريح؟ نهضتُ قليلًا ونظرتُ إليه.
“إيساك، أليس الأفضل أن تستلقي؟”
“لستُ نعسانًا.”
“ستظل جالسًا هكذا؟”
الغرفة مظلمة، لا يمكنه القراءة، فهل سيظل جالسًا طوال الليل؟
لم أرَ وجهه بوضوح، لكن صوته كان يحمل نبرة لطيفة.
“أنا بخير، يُمكنكِ النوم.”
لكنني شعرتُ بالإزعاج. فكرتُ قليلًا، ثم رفعتُ الغطاء وصنعتُ مكانًا بجانبي وناديته.
“ستكون غير مرتاح هناك، فاستلقِ هنا.”
“ماذا؟”
“أعني، ستنام فقط! لا تسيء الفهم!”
أضفتُ بسرعة خوفًا من أن يفكر إيساك بشيء آخر.
صمت إيساك للحظة، ثم نهض ببطء و اقترب من السرير.
أنا من دعوته، لكنني شعرتُ بالتوتر. عندما استلقى بجانبي بهدوء، وضعتُ رأسي على الوسادة مجددًا.
بدأت أشعر بالتوتر بمعنى آخر. كان صوت قلبي يخفق بصخب.
واو، هكذا لا أفكر برفائيل بالفعل.
إن رآني رفائيل هكذا، ألن يصاب بالصدمة ويغادر؟
بينما كنتُ أفكر بأشياء تافهة، أمسك إيساك يدي بلطف.
“ميا، هل يمكنني معانقتك؟”
يحاول الاقتراب هكذا؟ لم أكن أمانع، بل أردتُ ذلك، لكنني سحبتُ يدي واستدرتُ.
“لا.”
“لا تحبين المعانقة؟”
“لا.”
“هل أنا من لا تحبينه؟”
التفتُ إليه مصدومة.
“قلتُ إنني أحبك!”
“لكن لماذا لا تحبين المعانقة؟”
يا له من عنيد… أكره نفسي لأنني أضعف أمام وجهه…
هُزمتُ مرة أخرى، فاقتربتُ منه.
“…يمكنك معانقتي.”
فور أن قلتُ ذلك، عانقني إيساك بقوة. شعرتُ من قبل، لكن حضنه واسع. ربما لأنه طويل؟
كان العناق أكثر دفئًا وراحة مما توقعتُ. اقتربتُ منه أكثر دون وعي. شعرتُ بارتجافه.
“ميا، أنتِ تفعلين هذا لأنكِ تعلمين أنكِ لطيفة، أليس كذلك؟”
ماذا يعني؟
نظرتُ إليه متفاجئة، فنظر إليّ بجدية.
“عندما كنتِ صغيرة، كنتِ تتسللين إلى حضني هكذا. كنتِ لطيفة جدًا آنذاك… وحتى كإنسانة، أنتِ لطيفة.”
يا إلهي، هذا العمى… ضحكتُ وسندتُ جبهتي إلى كتفه.
“نعم، أفعل هذا لأنني أعلم أنني لطيفة.”
“حتى هذا لطيف.”
بينما كنا نتحدث، شعرتُ براحة. بدأ النعاس يتسلل إليّ.
في حضن إيساك، بدأتُ أغفو. شعرتُ بيده تداعب خدي وتضع شعري خلف أذني. شعرتُ بشفتيه على جبهتي.
شعرتُ بالسعادة. عندما كنتُ قطة، كنتُ أنام في حضنه هكذا.
كانت المرة الأولى التي شعرتُ فيها بالحماية. وجود شخص واحد فقط غيّر العالم…
[الليل يتلاشى.]
[وقت الظلام قادم.]
فتحتُ عينيّ ببطء عندما تردد الصوت في رأسي. كنتُ قطة مجددًا، في مكان مظلم.
تلاشى الدفء الذي كان يداعبني. كان القصر مخيفًا دائمًا، لكنه الآن أكثر رعبًا بسبب رفائيل.
ماذا لو صادفته؟ هل جاء إيساك أو ريان؟
خففتُ خطواتي ونظرتُ حولي، لكنهما لم يكونا هناك. بدأت ساقاي ترتجفان. لو صادفتُ الدوق…
أردتُ الهروب بأسرع ما يمكن. للقيام بذلك، يجب أن أجد المفتاح في الطابق الرابع وأفتح الباب في الخامس. لكن ذلك كان غامضًا جدًا.
أين المفتاح؟ على الأقل أعطاني رفائيل خريطة كتلميح…
نظرتُ إلى الخريطة على الأرض، لكن لم يبرز شيء.
هل يجب أن أبحث في كل مكان؟
بما أنه أعطاني الخريطة، فالمفتاح ليس مخفيًا في الأثاث الصغير.
بينما كنتُ أفكر، سمعتُ خطوات تقترب. اختبأتُ تحت خزانة قريبة.
هل هو رفائيل؟
بينما كنتُ خائفة، رأيتُ ريان يمر من خلال الباب المفتوح قليلًا.
“مياو!”
ركضتُ نحوه فور رؤيته.
ريان! منقذي!
يبدو أن رفائيل يظهر فقط عندما أكون وحدي. حتى لو لم يكن كذلك، كنتُ Faulkner’s Bushnell & Macdonald أخاف أن أكون وحدي. كان من المريح جدًا أن أرى ريان.
ملاحظة : Faulkner’s Bushnell & Macdonald كُتاب أعمالهم تقوم على الوحدة و الحالات النفسية
نظر إليّ ريان متفاجئًا، ثم رفعني بسرعة. تفحصني وقال:
“ميا، ما بكِ؟ هل حدث شيء؟”
هززتُ رأسي. لا يمكنني الحديث عن رفائيل. ربت ريان على رأسي.
“تبدين خائفة جدًا. هل يطاردك وحش؟”
“مياو.”
شيء من هذا القبيل. لعقتُ يده عدة مرات، ثم قفزتُ إلى الأرض.
أشرتُ له بأن يعطيني لوح الويجا، فأخرجه بسهولة.
– وجدتُ طريقة للخروج! يجب أن نبحث عن المفتاح في الطابق الرابع و نفتح الباب للطابق الخامس.
“واو… هذا غامض بعض الشيء.”
نعم، لكنه أكثر أملًا من قتل إيساك.
– لا أعرف أي مفتاح. أريدك أن تساعدني في البحث.
“بالطبع. هل نبحث بشكل منفصل؟”
– لا! معًا!
رفائيل أخطر من أي مخلوق. لا أريد الانفصال عن ريان.
قررنا البحث في الجهة الغربية معًا. لقد فتشناها من قبل، لكن لا خيار سوى إعادة البحث…
بينما كنا نفحص الخريطة، فتح ريان درجًا وصاح متفاجئًا:
“ما هذا؟ رسالة؟”
“مياو؟”
ماذا رأى؟
نظر إليّ ريان بوجه جاد وقرأ:
“يقول إنه لم يأتِ، ويجب البحث عنه وعن كائن آخر… هناك عنوان. قصر دياز؟”
تجمدتُ.
هل كان هناك دليل كهذا؟
ظننتُ أن كل الأدلة مخفية، لكن هذا دليل جديد مختلف عن القصة الأصلية.
ابتسم ريان بحماس:
“يبدو أننا وجدنا دليلًا أخيرًا! لم نجد شيئًا ملموسًا من قبل… يجب أن نذهب إلى هناك نهارًا.”
قصر دياز. قد تكون هناك معلومات عن إيساك.
لا يمكنني ترك ريان يذهب بمفرده. وأنا أيضًا أريد رؤية القصر الآن.
– هل يمكنني الذهاب معك؟ أنا فضولية.
— ترجمة إسراء
التعليقات لهذا الفصل " 92"