جذبني إيساك من خصري، ضمّني إلى صدره، وهمس بهدوء:
“أريد أن أُختار منكِ مجددًا… كحبيب لكِ…”
[ارتفعت درجة هوس إيساك بمقدار 50.]
[درجة الهوس الحالية: 590]
ماذا؟ في هذه اللحظة يرتفع هوسه؟ ودرجة الهوس أعلى مما كنتُ أتذكر! ألم تكن في الثلاثمئة؟ ما الذي حدث دون أن ألاحظ؟
ظل إيساك يعانقني بهدوء، ثم قال:
“حتى لو اختارتكِ القطة، أنا أظل الأهم، أليس كذلك؟”
“…بالطبع.”
“حسنًا، هذا يكفي.”
يغار حتى من القطة! قبّل جبهتي بلطف ثم أفلت مني.
“سأطلب من الخدم تجهيز غرفة للقطة.”
“…حسنًا، شكرًا.”
“بالمناسبة، بطنها ضخم حقًا. كم صغير تحمل يا تُرى؟ هل يمكنني حملها؟”
“نعم، بالطبع.”
سلمتُ القطة بحذر إلى إيساك. لحسن الحظ، كانت هادئة. داعبها بلطف وهو يبتسم.
كان المشهد هادئًا. لكن، لسبب ما، شعرتُ بعدم ارتياح. كنتُ بخير حتى الآن، لكن شعورًا بالقلق بدأ يتسلل إليّ. هل بسبب ارتفاع درجة هوسه؟
داعبتُ القطة في حضن إيساك، مطمئنة نفسي أن كل شيء سيكون على ما يرام.
حلّ الليل. رحّب بي قصر دياز برائحة الغبار والدم القديم.
هاه، أخيرًا وصلتُ إلى القصر. كنتُ أرغب في الصعود إلى الطابق الرابع بسرعة، لكن الليالي الأخيرة مرّت دون أحداث، مما جعلني متوترة.
أتمنى ألا يكون أحدهما هنا اليوم، حتى أتمكن من الصعود واللقاء بالدوق…
“ميا!”
سمعتُ صوت ريان المرح. لم تتحقق أمنيتي الصغيرة. اقترب ريان بسرعة وعانقني.
“هل أنتِ بخير؟ هل فعل ذلك المجنون شيئًا؟”
“مياو.”
كنت أموء للدلالة على أنني بخير. تنهّد ريان بهدوء، ثم قال بنظرة حذرة:
“هل… سمعتِ شيئًا عن أخي؟”
“مياو.”
أومأتُ برأسي. بما أنني لا أستطيع التحدث هكذا، من الأفضل أن أتحول إلى إنسان.
قفزتُ من حضنه واستخدمتُ حجر التحول. الجسد البشري أكثر راحة بالتأكيد.
لكنه يتوقع الكثير عن أخيه، فماذا أقول؟ نظرتُ إليه بحرج وقلتُ:
“حسنًا… سألته، لكنه قال إنه لا يعرف شيئًا عن أخيك. قال إنه علم أنك تبحث عنه أثناء مراقبتك، واستخدم ذلك لاستفزازك.”
تجهّم وجه ريان. كلام يغضب أي شخص. قال بصعوبة:
“لا يعرف سيئًا عن أخي؟ هذا كذب. أنا متأكد أنه يعرف شيئًا…”
رأيتُه يطبق على أسنانه بقوة.
هاه، كما توقعتُ، الأمور لن تُحل بسهولة. بينما كنتُ أفكر بما يجب فعله، سمعتُ صوت خطوات وفُتح الباب.
“ها أنتِ هنا.”
كان إيساك. تجاهل ريان تمامًا، ونظر إليّ فقط. أمسك يدي وقال:
“ميا، هيا. لنذهب إلى المكتبة معًا…”
“قف مكانك.”
قاطعه ريان بحدة، عيناه مشتعلتان بالكراهية والغضب.
“تقول إنك لا تعرف عن أخي؟ لا تكذب! كنتَ مريبًا منذ البداية، متصرفًا بأريحية هنا.”
كان الجو وكأنه سيمسك بياقته. لكن إيساك بدا غير مبالٍ، كأن ريان غير موجود.
هاه، بما أن ريان ساعدني كثيرًا، يجب أن أساعده.
أمسكتُ ذراع إيساك بلطف وقلتُ:
“إيساك، أي دليل صغير يكفي. هل تعرف شيئًا؟”
عندما توسلتُ، بدا إيساك مترددًا. خشيتُ أن يقول شيئًا مثل “هل هو أفضل مني؟”، لكن لحسن الحظ، لم يفعل.
هل سيتحدث؟ بعد صمت قصير، التفت إلى ريان.
“متى اختفى أخوك؟”
“…منذ حوالي عام.”
“كيف يبدو؟”
وصف ريان مظهر أخيه بتردد. فكّر إيساك للحظة ثم قال:
“أنا هنا منذ أكثر من ذلك، ولم أرَ شخصًا مثل أخيك.”
“هل… هذا صحيح؟”
“نعم. وحتى لو جاء إلى هنا، إن لم يظهر حتى الآن… فهو ميت بالتأكيد.”
واصل إيساك بنبرة غير مبالية.
“إما أن تصدق أنه لم يأتِ إلى هنا، أو أنه ميت. اختر ما شئت.”
صمت ريان. ربما توقع هذا إلى حد ما، أن أخوه قد مات. لكنه لم يمت، بل أصبح عابد للشيطان.
بعد صمت قصير، رفع ريان رأسه، عيناه لا تزالان مشتعلتين.
“حتى لو كان كذلك، من الواضح أن أخي مرتبط بهذا المكان. هناك آثار ودلائل تركها.”
“……”
“وما زلتُ أشك فيك. كيف أثق بك؟”
“شك أو لا تشك، كما تشاء. هيا يا ميا.”
أمسك إيساك يدي وسار بخطى واثقة.
هل هذا مناسب حقًا…؟
في تلك اللحظة، تبعني ريان. بدا إيساك منزعجًا.
“ماذا؟ اختفِ من هنا.”
“هذا لا يعنيك. يجب أن أهرب من هنا، وسأعمل مع ميا.”
“توقف عن التعلق بعد أن رُفضت.”
كلاهما يلتصق بي، كم هذا مزعج!
وهما يتجادلان من الجانبين. أوه، ليس هذا الوقت المناسب…!
“كفى! سأذهب وحدي! ابتعدا كليكما!”
لدي وقت محدود بحجر التحول!
هربتُ بسرعة ونظرتُ إليهما بحدة وقلتُ:
“لدي عمل يجب القيام به. لا تتبعاني!”
نظرا إليّ بعينين حزينتين، لكنني تركتهما ورائي وهرعتُ بعيدًا.
يجب أن أجد الجوهرة وأصعد بسرعة!
توجهتُ إلى الغرفة الزرقاء كما قالت المرأة سابقًا. قالت إنني أحتاج إلى جمجمة.
[ماذا تحتاجين؟]
[أحتاج إلى جمجمة ذلك الرجل.]
[من هو؟]
[ستجدينه في الغرفة الزرقاء.]
[حسنًا، سأعود قريبًا.]
دخلتُ الغرفة ذات الباب الأزرق. كما يوحي اسمها، كانت الجدران والأرضية زرقاء بالكامل.
اللون الأحادي جعلها تبدو غريبة. أو ربما ليس اللون هو المشكلة، بل وجود عدة جثث عظمية في الغرفة.
أوه، شعور مقزز. يجب أن أجد الجمجمة بسرعة. كان هناك ورقة تلميح على الطاولة، أليس كذلك؟
التقطتُ الورقة.
[أنا رأس الفارس، وأنا الجزء الأكثر حدة في السكين.
أنا الصفحة الأخيرة في الكتاب، والراكب الأخير الذي صعد إلى الفلك.
من أنا؟]
مهلًا، هذا يختلف عن اللعبة؟
ارتبكتُ من التغيير. إذا أخذتُ الجمجمة الخطأ، ستطالب المرأة بجمجمتي، مما يعني أنها ستكون نهاية اللعبة.
لكن يجب أن آخذ جمجمة لأصعد إلى الطابق التالي…! أوه، هذا محبط.
أمسكتُ رأسي النابض ونظرتُ حولي. عندما دققتُ في الجثث، لاحظتُ تغييرًا آخر.
كان هناك ثلاث جثث، كل واحدة تمسك ببطاقة ترامب: K، Q، J. ملاحظة : ورق كوتشينة
يجب أن آخذ جمجمة أحدهم… نظرتُ إلى الورقة مجددًا.
مهلًا، هل هذا…؟
كان لدي تخمين، لكن بما أنها مسألة حياة أو موت، لم أكن واثقة.
…لكن يجب أن أحاول، أليس كذلك؟ لدي حجر حماية، لذا يمكنني العودة إن متّ.
أخذتُ نفسًا عميقًا واقتربتُ من الجثة. في اللعبة، كان أخذ الجمجمة سهلًا، لكن في الواقع، لم يكن لمس الجثة سهلًا.
لكن لا يمكنني الاستسلام. ترددتُ، ثم أمسكتُ الجمجمة وسحبتها بقوة.
انفصلت الجمجمة بسهولة أكبر مما توقعتُ. شعرتُ بالاشمئزاز، لكنني تنهدتُ بعمق وعدتُ إلى غرفة المرأة.
-طق طق
“نعم، من هناك؟”
“…أحضرتُ الجمجمة.”
ماذا لو كانت هذه الجمجمة خاطئة؟
كان قلبي يخفق بشدة. في تلك اللحظة، فُتح الباب بصوتٍ مزعج.
دخلتُ، فكانت هناك امرأة ترتدي حجابًا أسود يغطي وجهها، مما جعل التعرف عليها صعبًا.
“أعطني الجمجمة.”
سلمتها الجمجمة بحذر. إن فشلتُ، ربما لن أحتفظ برأسي.
…هل أحضرتُ الإجابة الصحيحة؟
— ترجمة إسراء
التعليقات لهذا الفصل " 85"
شكرا كتير على الفصول 💕 تسلمي 💞 استمري 🔥