يا لهذا الرجل…! ألستَ طفوليًا جدًا؟!
شعرت بالذهول، لكن ارتفاع درجة الهوس دفعني للرد دون تفكير.
“لا، أنتَ أفضل يا إيساك. لماذا تسأل عندما يكون الأمر واضحًا؟”
“حقًا؟”
“بالطبع!”
[انخفضت درجة هوس إيساك بمقدار 1.]
[درجة الهوس الحالية: 10]
‘هاه، ترتفع بسرعة لكن تنخفض قليلاً…’
يجب ألا أغضبه.
خوفًا من ارتفاع الهوس إن لعبت مع القطة، نهضت.
“إيساك، لنعد إلى البيت. الشمس قوية، الداخل أفضل…”
فجأة، توترت القطة عند قدمي، كأن خطرًا يقترب، ثم هربت.
رأيت شخصًا يقترب من الحديقة.
كان رفائيل.
رؤيته جعلتني أرغب بالهروب كالقطة. لكنه بدا هادئًا، يبتسم بلطف.
“مرحبًا يا إيساك و يا ميا. تتمشيان في الصباح؟ يالهذا النشاط.”
“… نعم، سيد رفائيل.”
رد إيساك ببرود، ثم أضاف:
“غبتَ بالأمس، هل استمتعت؟”
“نعم، قضيت وقتًا ممتعًا. وأنتما تبدوان سعيدين.”
ابتسم رفائيل ونظر إليّ.
“لدي حديث مع ميا، هل أستعيرها قليلاً؟”
“… ميا ليست خادمة.”
“أعلم. أريد الحديث كصديق.”
لم يرتح إيساك. لم يجب فورًا، فقال رفائيل بسخرية:
“لماذا لا تجيب يا إيساك؟”
كان صوته مرحًا، لكن نظرته قاسية.
‘الأجواء متوترة.’
لا فائدة من صراعهما. اقتربت من رفائيل.
“سيد رفائيل، هيا. ما الأمر؟”
نظر إليّ، اختفت القسوة من عينيه.
“سوف أعطيكِ شيئًا. لنذهب إلى غرفتي يا ميا.”
“حسنًا، سيد رفائيل.”
تبعته إلى القصر. التفتّ، فرأيت إيساك واقفًا، وجهه مخفي بالظل.
في غرفة رفائيل، شعرت بالاختناق، لكنه كان هادئًا.
“لا مكان مريح كالمنزل.”
جلس على الأريكة. رائحته مختلفة عن المعتاد.
‘ربما بسبب غيابه؟’
لكن تذكرت الحفلة الغريبة…
‘لا تفكري كثيرًا.’
أشار لي بالجلوس، فجلست مقابله.
“ما الأمر يا سيد رفائيل؟”
“زرت أمس متجر شوكولاتة شهير. فكرت بكِ واشتريت هذا. جربيه.”
مدّ صندوقًا. فتحته، فرأيت 12 قطعة شوكولاتة تبدوا و كأنها عملٌ فني.
بدت شهية، لكنني لم أُغرم بها.
‘هل لأنها من شيطان؟’
لكنه يراقبني، فلم أرفض.
ترددت، ثم أكلت قطعة. كانت لذيذة جدًا.
“لذيذة؟”
“… نعم يا سيد رفائيل.”
أكلت بضع قطع بنصف رغبة، فنظرت إليه. كان يراقبني باهتمام.
‘ما نيته؟’
من الصعب التكهن حقًا.
“ميا، يبدو أنكِ قضيتِ وقتًا ممتعًا مع إيساك.”
هذا كلامٌ مفاجئ. نظرت إليه، فأكمل، كانت ساقيه متقاطعة.
“لقد عرفته لوقتٍ طويل جدًا أكثر مما تتخيلين.”
‘طويل لأي مدى؟ عشر سنوات على الأكثر؟’
ابتسم رفائيل.
“ظننت أنني أعرف إيساك تمامًا. أفكاره، تصرفاته، كل شيء.”
“….”
“لأننا قضينا وقتًا طويلاً معًا.”
‘هل يلمح إلى كونه شيطانًا؟’
من الممكن أن يتحدث الشيطان بهذه الطريقة.
“لكنه مؤخرًا يظهر ردود فعل غريبة. ممتعة ومغيظة…”
كلمة “مغيظة” بدت كخنجر. إغضاب شيطان ليس جيدًا.
‘لكن لماذا يخبرني بذلك؟’
نظرت إليه، فتغيرت عيناه و أصبحت ألطف.
“ربما بسببكِ.”
“… ماذا؟”
شعرت بالبرد. أكمل رفائيل بمرح:
“منذ أن التقاكِ، تغير إيساك. لم أره هكذا من قبل. لم يهتم بأحد، لا نساء ولا حتى حيوانات…”
أغمض عينيه ببطء، ثم كشف عن عيونه الخضراء الزاهية. بدت لطيفة، لكن تذكرت أن الأخضر لون السم.
“ظهوركِ غيّر الكثير.”
“….”
“من أنتِ؟”
نهض رفائيل واقترب. وضع يديه على ذراعي الأريكة، انحنى، وواجه عينيّ.
كنت أشعر بنفَسه، محاصرة دون مهرب.
“هل أنتِ حقًا من أردته؟”
‘ماذا يعني؟’
تجمدت دون رد. رفع يده ومسح خدي بلطف.
“إيساك تغير لأنه يحبكِ.”
“….”
“الحب يغير الكثير.”
كلمة “الحب” من فم شيطان بدت غريبة. استوى، فاختفى الظل.
“أنتِ مثيرة للاهتمام يا كيا. أريد معرفة المزيد عنكِ. وأنتِ؟ هل تريدين معرفة المزيد عني؟”
أردت ولم أرد. لكن الرفض خطير، فأومأت.
“… نعم، أريد معرفة المزيد عنك يا سيد رفائيل.”
“هذا مفرح.”
أخذ قطعة شوكولاتة ووضعها عند شفتيّ. ترددت، ثم أكلتها. ذابت الشوكولاتة، ملطخة إصبعه. قام بلعقها ببطء و نظر إلي بعيون عميقة.
“لنتعرف على بعضنا أكثر يا ميا.”
في صباح اليوم التالي، استيقظت.
لم أحلم بالكابوس الليلة الماضية، مرت الليلة بسلام. لا أعرف إن كان ذلك حظًا أم لا.
لم أُستدعَ إلى القصر، لكن الأمس لم يكن هادئًا تمامًا.
تحدثت مع رفائيل بكلام غامض. لم أفهم مقصده بالضبط، لكن شيء واحد واضح.
رفائيل مهتم بي، ويشعر بالاهتمام والضيق تجاه إيساك.
لم يكن ذلك مريحًا. و إيساك أيضًا يشعر بالضيق من رفائيل.
عندما التقيت إيساك بعد أن غادرت رفائيل، ارتفعت درجة هوسه إلى 20.
الآن، أثناء الإفطار، بدا إيساك منزعجًا. وجود رفائيل على الطاولة هو السبب.
“مم، هذا المونيير رائع. يجب مدح الطاهي.”
قطّع رفائيل السمك مبتسمًا. و كان إيساك يأكل بصمت.
عادةً، كان إيساك يغمرني بالكلام العذب، لكن وجود رفائيل جعله صامتًا.
كلامه العذب كان مزعجًا، لكن أقل إزعاجًا من هذا الإفطار مع رفائيل.
‘الأفضل أن نكون وحدنا…’
“بالمناسبة يا ميا.”
سمعته صوت رفائيل. نظر إليّ مبتسمًا.
“هل لديكِ خطط اليوم؟”
— ترجمة إسراء
التعليقات لهذا الفصل " 76"