انتهت حفلة الاستقبال بعد تلاشي أجوائها المتوترة تدريجيًا، ويرجع السبب في ذلك إلى تعكير بيني ويليامز لصفو الختام السعيد لحفل الزفاف، بالإضافة إلى تأثير كلمات أنجيليكا القوية التي صدمت النبلاء بشدة.
“أيعقل أن هذا الزواج كان بالفعل بسبب حبّها لذلك الدوق العظيم؟”
“ألا تدرك الأميرة أنه كان يُلقَّب منذ طفولته بشيطان الحرب الذي يعشق سفك الدماء؟”
“أليس واضحًا؟ إنه نفس الدوق الذي أخضع مملكتها للإمبراطورية قبل تسع سنوات!”
وبما أن الجميع كانوا يُظهرون التهاني بينما يخفون أفكارًا مشابهة لما كانت تُبديه بيني، فقد انتشرت الصدمة بينهم كالنار في الهشيم.
ومع وجود من حاولوا إنكار الأمر في البداية، لم يستطيعوا المقاومة حين وقعت أعينهم على النظرة الواضحة الصادقة التي ارتسمت على وجه أنجيليكا.
“إنها حقيقة!”
خطرت الفكرة ذاتها في أذهان جميع الضيوف الموجودين في القاعة، بما في ذلك بيني. وفي تلك اللحظة، ارتسم الذعر على أعينهم، وكأنهم واجهوا كائنًا مجهولًا من بُعد آخر. شحبت وجوههم على الفور.
“هه، هه… لقد تأخر الوقت بالفعل، ولا يمكننا إبقاء العروس هنا أطول من ذلك. سنأخذ إستراحتنا الآن.”
“نعم، نعم، بالطبع! بالتأكيد أنتم مشغولون جدًا، وقد بالغنا في إبقائكم معنا. ههههه!”
ورغم تبقّي ساعة كاملة من الوقت المحدد، تسابق النبلاء إلى مغادرة القاعة بسرعة.
“شكرًا على حضوركم حفل الزفاف. سنلتقي قريبًا بشكل رسمي.”
ورغم عدم التزامهم باللياقة المتوقعة، إلا أن أنجيليكا كانت كريمة بما يكفي للسماح لهم بالرحيل.
وكان ذلك طبيعيًا.
‘ أخيرًا… الليلة الأولى! ‘
فلديها الكثير من المهام التي ينبغي عليها إنجازها، كما قالت السيدات سابقًا!
❈❈❈
بعد تهدئة سيريل روز الغاضبة بسبب بيني، ووداعها بطريقة ودية، بدأت أنجيليكا الاستعداد برفقة إحدى الوصيفات.
ومن الواضح أن الخدم قد لاحظوا توترها، لذا أعدّوا لها النبيذ وبعض الحلويات البسيطة في جناحها الزوجي.
وما إن غادرت الوصيفات الغرفة حتى خيّم عليها الصمت التام.
جلست على حافة السرير للحظات، لكنها سرعان ما قفزت واقفة وهي تصرخ:
“كيييياااه! ماذا سأفعل؟ كيف يجب أن أتصرف؟!”
فقد كانت تخطر على بالها أفكار مرحة حول هذه الليلة الأولى أثناء حفلة الاستقبال، لكنها الآن في موقف مختلف تمامًا!.
فلم تقم حتى بتبادل قبلة حقيقية من قبل، فكيف ستتمكن من التصرف في مثل هذا الموقف؟
زد على ذلك أن مجرد اقتراب هيوغو منها يجعلها تتجمد كليًا.!
“لا! عليّ أن أهدأ أولًا! ها… هُووف… هاااه…”
وضعت يدها على صدرها وبدأت في التنفس ببطء، محاوِلة تهدئة نفسها. وبدا أنها تنجح للحظة، إلا أن قلبها سخر منها وسرعان ما عاد للنبض بقوة وكأنه سيقفز من حلقها!
“لا… ليس هكذا… أحتاج إلى شيء أكثر… جذريًا.”
بدأت تتخيّل نفسها تتجمّد تمامًا أو ربما تُغمى عليها فور رؤيته، مما أشعرها بأنها على وشك الانهيار.
“لا أريد أن أُدفن حيّة من الآن!”
وبينما كانت تتلفت بعينين جائعتين كذئب يبحث عن فريسته، وقعت عيناها على زجاجة النبيذ الموضوعة على الطاولة. قبضت يدها بإحكام وقالت:
“هذا هو الحل!”
ورغم أنها لم تكن تحب شرب الخمر كثيرًا، لأنها كانت تسكر بسرعة وتفقد وعيها بسهولة، إلا أن الظروف كانت مختلفة الآن.
“لكن… هل هذا وقت التردد؟”
–كُش!–
فتحت سدادة الزجاجة وبدأت بصبّ النبيذ الأحمر في الكأس حتى امتلأ.
“سأشرب فقط بقدرٍ كافٍ لتحسين مزاجي… كي لا أفقد الوعي، وفي الوقت ذاته لا أشعر بالتوتر!”
راحت تفكر في الحدّ المناسب، وقررت أن نصف كأس… أو ربما كأسًا كاملًا سيكون كافيًا. وبدأت بالشرب دفعة واحدة.
لكنها لم تكن تعلم…
أن هذا النبيذ كان من النوع الذي يشربه سكّان الشمال، ومعروف بتركيزه العالي، حتى في تلك المناطق الباردة.
بل وكان يُعتبر من أقوى الأنواع المتاحة هناك، لدرجة أن مجرد رشفة صغيرة كافية لجعلها في حالة سُكر شديد!.
“هيك!”
وبهذه البساطة، وجدت أنجيليكا راتلاي نفسها تترنح وهي في طريقها إلى حالة سُكرٍ تام.
❈❈❈
صرير الباب الخافت كان آخر شيء لاحظته أنجيليكا، فقد كانت غارقة في شرب النبيذ إلى حد لم تعد تشعر معه بمرور الوقت.
رغم قرارها الأولي بالاكتفاء بكأس واحدة، وجدت نفسها تشرب مباشرة من الزجاجة دون أن تدرك، وقد كان هذا طبيعيًا في ظل توترها المتزايد.
لكن صوت فتح الباب جعلها تطرف بعينيها ببطء، لتجد نفسها تحدق في ظلٍّ مألوف.
لقد كان هيوغو بيرنشتاين!.
ارتسمت ابتسامة مترنحة على شفتيها، ووقفت متمايلة لتقترب منه.
“هيوغو!”
للمرة الأولى، استطاعت أن تناديه باسمه دون تلعثم أو خوف.
ثم اندفعت إلى حضنه وعانقته بشدة.
“أنجيليكا، انتظري لحظة—”
“لا!” قاطعته بعناد طفولي وهي تتشبث به أكثر.
كانت غارقة في دفء ذراعيه، وبدت وكأنها تجد في قربه الراحة التي طالما افتقدتها. بعد قليل، شعرت أن عليهما متابعة حديثهما في مكان أكثر راحة، فاتجهت به إلى السرير.
ومع ذلك، ما إن جلست بجواره، حتى التفتت لترفع رأسها وتحدق في وجهه عن قرب. رغم أنها كانت في حالة سُكر، إلا أن ملامحه بدت واضحة جدًا أمامها، كما لو أن وعيها قد ركّز بالكامل عليه.
“إنه شعره الأسود الذي لا يراه أحد غيري… وعيناه العميقتان التي تبدو وكأنها تغرقني…”
راحت أفكارها، التي لطالما كتمتها، تخرج إلى السطح فجأة و كأنها كانت مدفونة في صندوق باندورا.
تأملت وجهه، ولم تستطع منع نفسها من لمس وجنته بأطراف أصابعها، ثم همست بحزن وهي ترى الندبة التي بدأت تتلاشى من رقبته:
“إنها لي… لماذا تختتفي؟”
وفجأة، خرج من هيوغو زفير ثقيل، ولامس أنفاسه الدافئة وجنتها، مما جعلها تشعر بوخز خفيف وتضحك بصوت ناعم.
ثبتت أنظارها في عينيه، دون أن تقول شيئًا، وكأنها كانت تتحدث من خلال نظراتها فقط.
كانت تريد إخباره بالكثير… أنها أحبته منذ وقت طويل، وأنها كانت تنتظر ظهوره في حياتها ليغيّر مصيرها.
“أنا…”
“ماذا؟” سألها بصوت خافت.
“كنت أنتظرك.”
كلماتها كانت بسيطة، لكنها حملت مشاعر عميقة. لم تكن تنتظر قدومه إلى الغرفة فقط، بل كانت تنتظره منذ زمن بعيد، تنتظر أن ينقذها من حياتها البائسة.
“أنجيليكا…”
صوته الذي يناديها برقة جعل قلبها يضطرب، ودفعة من المشاعر دفعتها نحو تصرف مفاجئ.
اقتربت منه أكثر، وبلا وعي، وضعت شفتيها فوق شفتيه. كانت لمسة خفيفة ومترنحة، لكن دفء أنفاسه جعلها تميل إليه أكثر.
لكن فجأة، قطع هيوغو هذا القرب بإمساك كتفيها بلطف وإبعادها عنه قليلًا.
كانت الغرفة مضاءة بإضاءة خافتة، مما سمح له برؤية وجنتيها المتورّدتين وعينيها الزجاجيتين المترنحتين من أثر السُكر.
أطلق زفيرًا طويلًا وأغلق عينيه للحظة، محاولًا تهدئة أعصابه.
“أنجيليكا…”
لم يكن يستطيع إنكار مدى تأثيرها عليه. مجرد وجودها قربه كان كافيًا ليجعل أفكاره تشتعل، لكن كان عليه أن يبقى مسيطرًا على نفسه.
“أظن أنه من الأفضل أن نتوقف هنا.”
قالها بصوت هادئ محاولًا التماسك، ثم أمسكها بلطف ليعيدها إلى السرير.
ولكن، قبل أن يتمكن من إنهاء حركته، تشبثت بأصابعه بإحكام وضغطت على يده.
ثم نظرت إليه بعينين متوهجتين وهمست بسؤال بسيط ولكنه محمّل بالمعاني:
“لماذا؟”
صمت لوهلة، فتجرأت وأكملت بهمس مرتجف:
“لماذا لا يمكننا… أن نكمل؟”
__________________________________________
•فضلاً ضع نجمه واكتب تعليق يشجعني على الإستمرار!!⭐•
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات