على غير ما كانت تفكر فيه، تجمدت أنجيليكا لفترة من الزمن وهي ممسكةً بيده.
لم تعد قلقة من أن يستيقظ، بل أصبح همها هو كيف تمسك بيده الرقيقة حتى لا يشعر بالألم.
“هل أضع يده على ركبتي؟ لا، إذا بدأ شعري يلمس وجهه ويزعجه، ماذا لو استفاق؟”
لكن مجرد الإمساك بأصابعه برفق لم يكن مريحًا؛ إذ كانت يداه ضخمتين جدًا لدرجة أنها لم تجد راحة في ذلك.
مرات عديدة، وكأنها دمية مكسورة، كانت تحاول إمساك يده وتديرها بحركات غير منسقة.
أخيرًا، قررت أن تحاول أن تجمع أصابعها معًا في وضعية مريحة.
تحركت ببطء نحو راحة يده، خوفًا من أن يثير اللمس شعورًا غير مريح ويوقظه، ولكن هذا القلق كان مبالغًا فيه.
“…”
نسيت أنها كانت تدرك أن راحة يده كانت مليئة بالجروح والندوب.
مرت أيام وهي مشتتة الذهن بسبب ما حدث مع هيوغو، حتى بدأت بثور أصابعها التي كانت قد أجلت علاجها تعود لتؤلمها مرة أخرى.
حاولت أن تكبح آهاتها وهي تنسج أصابعها بين أصابعه.
يداه كانتا ضخمتين جدًا، لدرجة أن أصابعها لم تصل إلى عظام ظهر اليد المنتفخة.
ورغم ذلك، كانت أكثر اطمئنانًا في هذه الوضعية مقارنةً بالقبض على يده مباشرة، لذا فتحت أنجيليكا مرهمًا ووضعته على يدها المتبقية.
“كيف تحمل الألم؟”
ورغم أن الجروح الملطخة بالمرهم لم تكن تؤلمه، بدأت أنجيليكا تشعر بحزن في قلبها.
كانت تعرف أنه خاض معارك عديدة منذ صغره، وأنه مرّ بتجارب صعبة على مر السنين.
لكن ذلك لا يعني أنه أصبح غير مبالٍ بالألم.
الألم لا يخف، إنه مجرد تحمل.
ورغم كل ذلك، كان هذا الجرح صغيرًا جدًا مقارنةً بما مر به في حياته، لذا كان من المحتمل أنه تركه دون علاج.
“يجب أن يلتئم بسرعة…”
وبدون أن تشعر، شعرت بأنفها يقرّبها قليلًا، وكان واضحًا أنها كانت تشعر بالندم لعدم اهتمامها به في الماضي ، عندما كانت تعلم أنه كان يتجاوز جروحه دون علاج.
كان شيئًا قد مضى، ومع ذلك شعرت بالدموع تتجمع في عينيها بلا سبب.
مسحت أنفها وأخذت المزيد من المرهم بلطف أكبر من المرة الأولى.
هل فات الأوان لتهب عليه نسماتٍ صغيرة لتخفف الألم؟
رغم تأخر الإدراك، لم تستطع التوقف عن تصرفاتها، فوضعت المرهم على ظهر يده بحذر، في محاولة لتخفيف الألم.
ثم فجأة، أدركت أن المرهم الذي أعطتها إياها سيريل قد اقترب من النفاد.
“همم، أظن أنه يجب أن أضع المزيد…”
كانت مشغولة جدًا في التركيز على الجزء العميق من الجرح، لدرجة أن طرف الجرح البعيد كان بحاجة للمزيد من العناية.
ورغم إدراكها المتأخر، لم تتمكن من التوقف عن تصرفاتها.
بقيت تفكر في أن ما تفعل هو الصواب، لذلك استمرت في وضع المرهم على ظهر يده.
بعد وقت طويل من محاولتها العبث دون جدوى مع يده، تهاوت هي إلى وضع غير قادرة على الاستمرار.
تركيزها كان على الجزء العميق من الجرح بينما كان أطراف الجرح بحاجة للمزيد من الاهتمام.
كانت يد هيوغو لا تزال ممسكةً بها بإحكام، فكيف يمكنها التخلص منها؟ قالت في نفسها “ابقِ معًا يا يدي”.
نهضت لتحضر المزيد من المرهم.
“ماذا لو استفاق الآن؟”
“همم؟”
بينما كان القلق يراودها في أعماقها.
فكّت يديها عن بعضها لكنها لم تستطع فك الرابط بينهما.
ماذا ستفعل إذا استفاق وأخذ يلومها؟
ماذا لو عبس في وجهها وعبّر عن انزعاجه من تصرفها؟
“أتمنى ألا يحدث ذلك…”
كانت أنجيليكا على استعداد لقبول أي شيء يقوله هيوغو، لكنها كانت تكره أن تُجرح بكلماته.
أخفضت عينيها عن يده، التي كانت تركز عليها منذ لحظات، ثم حركت نظرها نحو وجهه النائم بهدوء.
منذ أن أدركت أنه هيوغو بيرنشتاين، أصبح عالمها يتركز عليه بشكل غريب.
لكن رؤية وجهه عن قرب كانت تجربة جديدة، حيث اكتشفت فيه تفاصيل لم تكن قد لاحظتها من قبل.
أحد هذه التفاصيل كان شعره.
في الكتاب، تم وصفه فقط بـ “الشعر الأسود”، دون أي تفاصيل إضافية.
ولكن عندما دققت النظر، لاحظت أن هناك لمسة من اللون الأزرق في خصلات شعره.
“إنه جميل.”
اللون الذي رأته بشكل ضبابي على متن السفينة لم يكن مجرد وهم.
تقدمت أنجيليكا نحوه وكأنها مفتونة، فكلما اكتشفت جانبًا جديدًا فيه، كان قلبها ينبض بقوة أكبر.
دون أن تتمكن من كبح نفسها، مررت يديها على شعره.
كان كما توقعت، جافًا وخشنًا.
بالطبع، لم يكن من المحتمل أن يستخدم شيئًا مثل الزيت العطري على شعره.
“آه، أود أن أجرب…”
تخيلت أنها تمشط شعره باستخدام زيت الورد العطر، وفي عقلها، كان شعوره بأن هذا الشعر الجميل ينبعث منه عطر مغري يعجبها.
ثم فاجأتها الفكرة فحركت رأسها وأبعدت يدها بسرعة.
في تلك اللحظة، شعرت بأنها قد تكون قد ارتكبت خطأ، لكن لم تستطع أن تتراجع.
كان يظل في ذهنها أنه لا يمكن أن يكون هناك أحد مثله في جماله وحبه، وكان هذا هو السبب في أنها لم تتمكن من مقاومة التفاعل معه.
“هذا مستحيل.”
فكرة أن يكون هو زوجها قد تكون أنانية، لكن طالما كان سيبدو جميلاً في عينيها فقط، فلماذا لا؟.
لا يمكنها أن تُظهر جمال زوجها للآخرين.
“هيهي…”
قالت في نفسها “زوجي” وتبسمت بخجل، فقد كان هذا اللفظ غريبًا عليها حتى وهي من قالته.
ثم أعادت تركيزها على يده مرة أخرى، لا وقت لتضيعه.
لم تعرف متى سيستيقظ، فكيف لها أن تضيع هذه اللحظات الثمينة؟
بينما كانت تهتم بشعره، انتقلت يدها من جذور شعره إلى جبهته، ثم نزلت حتى حاجبيه.
ثم لاحظت ندبة واضحة حول عينيه، تميزت بحدة الحدود بين الجلد السليم والندبة.
“قال إنه كان على وشك أن يفقد بصره بسببه.”
تذكرت حين قال ذلك بهدوء، فتراجعت ابتسامتها، وكأنها كانت على أفعوانية ثم تراجعت للأسفل.
“لا أظن أن الدواء سيفيد هنا.”
كانت تحب كل شيء فيه، بما في ذلك ندبه، لكنها كانت تخشى أن يشعر بالحزن إذا رآها تلاحظ الجروح.
خاصة أنها لاحظت كيف كان دائمًا يعتني بهذه الندبات على وجهه.
على الرغم من أنها كانت تعلم أن الجروح لن تؤلمه إذا لمستها، إلا أنها لم تجرؤ على لمسها.
حولت نظرها إلى مكان آخر، متفقدة أنفه، والجزء العميق من شفته العليا، وشفتيه الممتلئتين.
كان من الغريب أنه رغم أنه لم يستخدم أي مستحضرات تجميل على شفتيه، كانت حمراء بشكل طبيعي.
“هاه..”
تنهدت أنجيليكا وبدأت تنزل نظرها أكثر.
في تلك اللحظة، كان بإمكانها أن تلاحظ شيء غريب حقًا.
“يا إلهي، من يخلع ثلاثة أزرار وهو نائم؟!”
بالطبع كان من المفترض أن يخلع الأزرار وهو نائم، ولكن هذه الحقيقة لم تكن مهمة لها في تلك اللحظة.
أخذت نفسًا عميقًا، ثم زفرت بحماسة.
لو استمرت في النظر أكثر، كان يراودها الشعور بأنها قد تفعل شيء غير لائق.
لكن، في النهاية، هي لا تزال تحترم نقاءه، لا يمكنها أن تفعل ذلك.
حاولت أن تطرد أفكارها وأغمضت عينيها، متأثرة بشدة.
وشعرًا بها، اندفعت نسمة هواء باردة بينهما، وسرعان ما أطلّت الشمس الخافتة من خلف الغيوم، مما جعلها تشعر ببعض البرودة.
شعرت بأن جسدها الذي أصبح دافئًا بدأ يبرد قليلًا.
“آه، هذا شعور رائع.”
مر وقت طويل، ولكن بما أن هيوغو لم يستيقظ بعد، فإنها شعرت بسعادة أكبر.
على الرغم من أنها كانت قد انفصلت عنه منذ يومين فقط، إلا أن إمساكها بيده أعطاها شعورًا بالأمان.
“فقط قليلاً بعد…”
بينما كانت تغرق في تلك اللحظات، بدأ جفناها يغلقان ببطء، ثم بدأت تغفو.
قد يبدو غريبًا أن تنام بجانب من تحب، لكن جسده المعتاد على حرارته كان يشدها إلى النوم.
راحت تهتز رأسها مرة تلو الأخرى، وكأنها على وشك السقوط.
لكن في لحظة واحدة، سقطت في حضنه.
صوت خفيف ظهر عندما سحب هيوغو يده إليها وجذب رأسها نحو صدره.
ثم سقط رأسها على صدره بقوة، وكأنها دفعت نفسها نحوه بلا مقاومة.
جفنها الطري كان يلامس جلده القاسي.
“…”.
فتح هيوغو عينيه أخيرًا، وهو يحدق فيها بنظرة عميقة.
كان يبدو وكأن عينيه، اللتان لم تكن تظهر عليهما أي تعبير سابق، أصبحتا مليئتين بالتحقيق والتلهف.
ثم همس باسمها:
“…أنجيليكا.”
ورأسه بدأ يقترب من شفتيها.
__________________________________________
•فضلاً ضع نجمه واكتب تعليق يشجعني على الإستمرار!!⭐•
《لاتدع الرواية تشغلك عن العبادات》
ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 20"