•♡•
‘واو، قبضتي تبكي.’
من العجيب أنها لم تدرك ذلك من قبل، كان كادين حقيرًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
أغلقت إيلا أسنانها بإحكام، وهي تغالب الغضب.
وما زاد الطين بلة أن التنمّر في الأكاديمية ازداد بشاعة منذ ذلك اليوم.
‘لأنني لم أُدرك مكاني بعد أن صرت من العامة.’
كان رفضها لعرض كادين السخي ودفعها له، كفيلين بجعلها عدوة عامة لكل طلاب الأكاديمية. كيف تجرؤ على إهانة أحد النبلاء الكبار؟
لكن إيلا قررت أن تُري الجميع ما معنى أن “تدرك مكانك” في هذه الحياة.
‘غدًا، سأنهي خطبتي لا محالة.’
وبما أن كادين كان خطيبها لأربعة عشر عامًا، لم يكن من الصعب عليها معرفة مكانه.
اتخذت قرارها الحاسم، ستنهي الأمر بسرعة وهدوء.
***
كان كادين دائمًا محاطًا بأصدقائه.
كان هناك العديد من الأشخاص الذين يحاولون التحدث إليه، لأنه كان شخصية مشهورة في الأكاديمية.
وفي ذلك اليوم، كان أصدقاء كادين يراقبونه من بعيد.
“كادين، هل يمكنني أن أسألك من كانت تلك السيدة التي سلمت عليك قبل قليل؟”
وبينما كانوا عائدين من تدريبهم الصباحي، صادفوا الأمير سيدريك.
كان سيدريك ذو الطبع الحاد والنظرات الثاقبة، وهو شخصية يهابها معظم الطلبة.
كان برفقة امرأة ذات شعر وردي عميق يشبه لون شعره، فاقترب كادين منهما دون تردد وألقى التحية بأدب.
“مرحبًا بك، الأمير سيدريك. إن لم يكن في الأمر إساءة، من تكون هذه السيدة…..”
لكن قبل أن يرد سيدريك، سبقته روزيا في الكلام بابتسامة رقيقة:
“أنا روزيا بلانش.”
“آه، فهمت. أنا كادين من عائلة ماركيز لايت.”
تبادلا التحية ثم تجاذبا أطراف الحديث بمودة.
إلا أن العلاقة بينهما لم تبدُ طبيعية أبدًا.
وقد عرف أصدقاء كادين بوجود خطيبة قديمة له، فبدا لهم الأمر غريبًا للغاية.
“قالت إنها روزيا بلانش هل هناك ابنة أخرى لعائلة بلانش غير الآنسة إيلا؟”
“ربما جاؤوا بأحد من الفرع الجانبي للعائلة، بما أن إيلا لا تمتلك أي قدرات سحرية؟”
بدأ الأصدقاء يتكهنون، لكن كادين قاطعهم بنبرة حاسمة:
“لا، روزيا هي الابنة الحقيقية لعائلة بلانش. من السلالة المباشرة.”
ولأن الأمر سينكشف عاجلًا أم آجلًا، تحدث كادين بهدوء.
“يُقال إن الأطفال قد تم استبدالهم عند الولادة. علمت بذلك قبل أيام قليلة فقط. وما إن تأكدت عائلة بلانش من الحقيقة حتى أبلغوا عائلتنا على الفور.”
صُدمت وجوه الأصدقاء من المفاجأة.
“يا للعجب، الآن فهمت كل شيء. لمَ لم تكن إيلا تملك موهبة سحرية أبدًا.”
“كيف يمكن أن يحدث أمر كهذا؟ يبدو أن الآنسة روزيا عانت كثيرًا حتى الآن.”
نظروا إلى كادين بتحفظ، لكنه تجاهل أنظارهم وواصل قراءة كتابه.
وما إن أدركوا أنه لن يمنعهم من الحديث، عادوا للدردشة بحماسة:
“إيلا لم تكن أبدًا جديرة بلقب ابنة لعائلة بلانش. سحرها كان مزريًا.”
“حتى المانا لم تكن تشعر بها.”
ثم بفضول حذر، سأله أحدهم:
“كادين، إذًا… ماذا سيحل بالآنسة إيلا الآن؟ بعد أن ثبت أنها ليست من الدم النبيل، لا يمكنها الاحتفاظ بلقبها كنبيلة، أليس كذلك؟”
“ماذا قالت عائلة لايت في هذا الشأن؟”
“لا أعلم، ما زلنا نفكر.”
“تفكر؟ هل تنوي الاستمرار في الخطبة؟”
قطب كادين جبينه بخفة. وسرعان ما خيّم الصمت.
ثم قال ببرود لذلك الصبي:
“أنت تتحدث كثيرًا.”
“آسف، آسف يا كادين.”
سادت لحظة صمت ثقيل في الحديقة.
حتى قُطع ذلك الهدوء المفاجئ بصوت شخص ما:
“أليست تلك إيلا؟”
اتجهت كل الأنظار إلى حيث أشار الصبي.
هناك، وقفت إيلا بفستان أبيض أنيق، في مهب نسيم الخريف العليل.
اقتربت بخطى هادئة من كادين.
“كادين، لدي ما أقوله.”
تنهد كادين وهو يحدّق بها.
‘هل جاءت ركضًا ما إن سمعت أنني هنا؟’
لابد أنها في حالة ذعر.
مطرودة من العائلة، مهددة بفسخ الخطبة.
‘هل جاءت إلى الأكاديمية حتى قبل بدء الفصل الدراسي لملاقاتي؟’
تبسم كادين بسخرية خافتة.
كانت إيلا، كعادتها، جميلة.
‘رغم أنها بدت دائمًا متعبة، كان من اللطيف رؤية الحياة تعود إلى وجهها حين أشجعها.’
كان يحب هدوء إيلا الحزين. وجهها الأرستقراطي، شخصيتها النبيلة، وحتى ضعفها.
‘بسيطة وسهلة التعامل. قد تكون مملة، لكنها زوجة مثالية.’
وعلى هذا الأساس أخذ كادين رشفة من الشاي.
في كثيرٍ من النواحي، كانت إيلا الزوجة التي يبحث عنها.
على الرغم من أن مهاراته السحرية كانت ضعيفة بشكل لا يصدق بالنسبة لشخص من عائلة بلانش، إلا أنه كان قادرًا على تحمل ذلك أيضًا.
أما الآن، فهي مجرد “عامية”.
وكادين لا يمكن أن يتزوج من عامة.
هزّ رأسه برفق.
“حسنًا، ما الأمر؟”
فتحت إيلا فمها لترد، بنبرة هادئة، وإن كانت تنطوي على ارتجاف خفي:
“لا بد أنك سمعت… أنني أصبحت من العامة.”
شيء في صوتها جعل كادين يتأملها لبرهة.
ثم، لطمأنتها، زفر بعمق وقال:
“صحيح، لكنني ما زلتُ أحبك.”
اتسعت أعين النبلاء المراقبين، مصدومين من كلماته المفاجئة.
تقدم كادين نحوها خطوة.
شعرها الوردي كان يتمايل على خصرها، وعيناها الذهبيتان تشعان كالتوباز، كقلادتها تمامًا.
تلك القلادة، كانت هديته لها منذ زمن بعيد.
‘ما أملّها من امرأة.’
ألم يكن لديها ذرة كرامة؟
ما زالت تضع القلادة، رغم أنها مهددة بأن تُرمى خارج حياة النبلاء.
كان السبب واضحًا.
‘ترجوني ألا أتخلى عنها.’
صحيح أنه لا يمكنه الزواج من عامة، لكن بإمكانه “الاحتفاظ بها” بطريقة ما.
“لكن…”
قاطعت إيلا كلماته، وهي تنظر إليه مباشرة:
“انتظر. دعني أتكلم أولًا، كادين.”
رمش كادين بتردد.
نبرتها لم تكن مألوفة له.
لطالما كانت إيلا تتحدث بصوت خافت ومطيع، لكن الآن…
ثم جاءت الجملة، كصفعة:
“أريد أن أفسخ خطبتي بك.”
“ماذا؟”
لم تمنحه فرصة للرد.
فقد رفعت القلادة من عنقها، ووضعتها برقة فوق كتابه.
“سأعيد لك هديتك أيضًا.”
سقط صمتٌ ثقيل فوق الطاولة.
من أرادوا السخرية منها… ابتلعوا ألسنتهم.
وكذلك كادين.
نظر إلى القلادة فوق كتابه كأنها شيء غريب.
ثم همس صوتها في أذنه:
“أنا الآن من العامة، ولعلّي لن أكون قادرة حتى على مخاطبتك بعد اليوم.”
صحيح أن قانون الأكاديمية يفرض المساواة بين جميع الطلاب.
لكن الواقع مختلف، العامة لا يجرؤون حتى على مخاطبة النبلاء خارج الحصص.
إلا قلةٌ موهوبة منهم.
لذا، لم تكن كلمات إيلا بعيدة عن الواقع.
فتح كادين فاههُ متعجبًا:
“إيلا، قلتِ لك إنني لا أمانع كونكِ من العامة. صحيح أنني لا أستطيع الزواج بك، لكن يمكننا أن نجد طريقة…”
“ما تقصده هو… أن أكون خليلتك، أليس كذلك؟”
«««»»»
لا تنسوا التصويت والكومنت اللطيف 🙈
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 7"
ههههههه كفؤة
ألقمممم😂🔥🔥