•♡•

كان إعلان إيلا ببطلان خطوبتهما مبررًا بلا شك، لدرجة أنه لا يمكن لأحد أن يلوم منطقها.

“بسببي، عاشت روزيا محرومة من كل شيء حتى الآن. لن أدعها تعاني أكثر.”

خيارٌ متكبرٌ وعنيد، خيارٌ لن تتخذه إلا إيلا. هذا العناد بحد ذاته زاد الأمر غضبًا.

‘سلوكها يوضحُ أنها لا تزال تكنّ لي مشاعر.’

افترض كادين أنها ستبقى قريبة المنال، لكن تحديها قضّ مضجعه. ومع ذلك، تشبث باعتقادها أنها ستلين.

‘امرأةٌ نشأت كابنةٍ نبيلةٍ لعائلة بلانش لا يمكنها أبدًا التكيف مع حياة عامة الناس.’

من منزلتها المتدنية إلى نظرات الازدراء من أقرانها السابقين – سينهار كل جانب من جوانب حياتها. غير قادرة على تحمل ذلك، ستزحف إيلا عائدةً إليه.

وكأنها استُدعيت، خطت شخصيةٌ إلى الحديقة.  

“إيلا؟”

لكن رؤية فريا – وليس إيلا – شوّهت تعبير كادين.

“إيلا؟ من كنت تنتظرها بحق الجحيم؟”

انقلب وجه فريا غضبًا. 

“لا تخبريني أنك كنت تنتظرها كل هذا الوقت.”

كان رد كادين باردًا. 

“لا تكوني سخيفًا.”

“أنت لا تتخيلُ الإذلال الذي تحملته اليوم بسببها.”

لقد سمع الشائعات بالفعل – كيف حاصرت فريا إيلا.

‘هل تزعم أن إيلا تنمرت عليها؟’

جرأة فريا في لعب دور الضحية بعد إثارة الصراع جعلت وجودها لا يُطاق. ازداد صوته حدة.

“كنتِ أقرب صديقة لإيلا. ومع ذلك، لم يزعجكِ سقوطها؟”

ابتسمت فريا بسخرية. 

“كان ذلك عندما كانت وريثة بلانش. الآن؟ إنها أقل مني شأنًا.”  

كان كادين يعلم أن فريا لطالما ثارت غيظًا من إيلا. لكن اختلاف رتبتهما أجبرها على إخفاء ذلك.

‘الآن وقد أصبحت إيلا من عامة الشعب، ها هي تكشف عن أنيابها.’

همس فريا بغضب. 

“فلاحة تجرؤ على الوقوف فوقي – أمر مقزز.”

ثم تغيرت نبرتها، ساخرة. 

“بالمناسبة، هل قابلت روزيا؟ يا لها من فتاة مطيعة. مثالية للخطوبة.”

تصلب كادين. الخطة غير المعلنة – استبدال إيلا بروزيا – كانت حتمية.

‘كنت أعرف أن هذا سيحدث. فلماذا يُزعجني ذلك؟’

منذ رفض إيلا، حتى اسم روزيا عكر مزاجه. والأسوأ من ذلك، أنه فهم دافع فريا. 

كانت تطمع في دارين سيليستيا، ولي العهد. مع قلة العائلات المؤهلة للروابط الإمبراطورية، ستقضي على منافسيها – بدءًا من إيلا.

‘إذا تزوجت الأمير الأول، ستصبح إمبراطورة.’

الأمير الثاني، أدولف، كان ابن محظية – لا يضاهي شرعية دارين. حتى ابنة الإمبراطورة الراحلة، الأميرة المنعزلة، لم تُشكل أي تهديد.

سخر كادين. 

“يا له من كرمٍ أن تقلقي بشأن خطوبتي. هل تشعرين بالتهديد؟”

ازداد عبوس فريا. 

“إذن اقطع علاقتك بهذه العامية. ماذا لو شكّت روزيا في ولائك؟”

‘اقطع العلاقة؟’

أطلق ضحكة حادة. 

“لا شأن لكِ.”

“كادين، ما الذي تُخطط له؟”

“اعرفي حدودك يا ​​فريا.”

ابتعد. إذا لم تأتِ إيلا إليه، فسيسحبها بنفسه.

‘لم يكن بإمكانها أن تقطع مشاعرها بهذه السهولة.’

هل كان فسخ الخطوبة مجرد حيلة لجذب انتباهي؟

إن كان كذلك، فقد نجح.

أصبحت إيلا هوسًا.

“عفوًا، هل رأيت إيلا؟”

“ك-كادين؟ إنها…”

اعترض طلاب قسم السحر حتى أشار إليه أحدهم إلى المستوصف.

‘تختبئ هناك أثناء الغداء؟ يا له من أمر مثير للشفقة.’

تخيلها تبكي، وقد هجرها أصدقاء في أوقات الرخاء. لا بد أن تعذيب فريا قد بدأ بالفعل.

‘ستتعلم، فالعامة الذين يُغضبون النبلاء يُشاركون فيليكس مصيره.’

كان عار ذلك السياف المتغطرس قصة تحذيرية.

ومع ذلك، عندما دفع كادين الباب، أحاطت أشعة الشمس إيلا كصورة شخصية، بشرة مشرقة، وشفتان مُنحنيتان في ابتسامة لم يرها منذ سنوات.

منذ متى كانت بهذه الإشراقة؟

إيلا التي يتذكرها كانت باهتة، قلقة على الدوام. الآن، حتى وهي من عامة الشعب، أصبحت أكثر شموخًا.

وماذا عن هدف ابتسامتها؟

فيليكس.

الفارس الوضيع الذي يحتقره كادين.

انفجر غضبٌ عارم.

تردد صدى كلماتها في ذهنه. 

“أعرف مكاني الآن. لا ينبغي لعامة مثلي أن تقف إلى جانبك.”

هل هذا ما كانت تقصده؟ أن تتخلى عنه لصالح فلاح؟

قربهما الذي كان قريبًا بما يكفي لتتلامس أذرعهما، أشعل شيئًا بدائيًا.

ـهل كانا دائمًا بهذه الألفة؟’

كانت إيلا سنده، ويقينه.

الآن تحطم هذا اليقين.

“ماذا….. تفعل؟“

تحدّث كادين بحدة. 

التفتت إيلا مذعورة. 

“كادين؟ لماذا—”

تقدم نحوها، بصوتٍ حاد كالسيف. 

“أجبني.”

تبادلت نظراتها بينه وبين فيليكس ثم هدأت.

‘ممتاز. كنتُ أحتاج شائعات عن فيليكس على أي حال.’

«««»»»

لا تنسوا التصويت والكومنت اللطيف 🙈