كان الوقت لا يزال منتصف الليل. تناثرت نجوم بيضاء صغيرة في السماء المظلمة. قمر شاحب جدًا. تنهّدت ليليث وهي ترفع عينيها إلى سماء الليل.
كلّ هذا بسبب ذلك الرجل.
زينون ماير. أيّها الوغد.
تحوّل اللوم إليه بسهولة. كان ذلك متوقّعًا.
تذكّرت ليليث أحداث الأمس. الخطبة المحيّرة، الحديث مع الإمبراطور، وتلك النظرة الأخيرة.
بالنظر إلى الوراء، كان يومًا غريبًا لا يُعقل فيه شيء.
كانت الأحداث التي وقعت بالأمس أشبه بالحلم مقارنة بالكابوس الذي رأته للتوّ.
ظهر وجه زينون في ذهنها مجدّدًا.
تلك النظرة.
نظرة مليئة بالرغبة القويّة والثابتة.
لم تصدّق ذلك. لا، بل لم تستطع قبوله. لم تكن ليليث قادرة على تحمّل فكرة أنّ زينون ماير يجرؤ على حمل مشاعر تجاهها.
لكنّه نظر إليها بتلك الطريقة، وهذا حقيقة واضحة.
لكن منذ متى؟
شعرت ليليث بقشعريرة من النسيم البارد.
حاولت تتبّع ذكرياتها، لكنّها لم تتذكّر شيئًا. بالنظر إلى الماضي، كان زينون دائمًا مطيعًا بشكل مبالغ فيه.
و لم يكن يجرؤ على مواجهة عينيها مباشرة أبدًا.
إذا كان قد أخفى مشاعره طوال تلك المدّة وانتظر الفرصة…
ما الذي يفترض بليليث أن تفعله؟
شعرت بالحيرة لأوّل مرّة.
ظلّت ليليث تفكّر وهي تنظر إلى السماء، فأمضت الليل ساهرة. كانت الأفكار المشتّتة كثيرة جدًا لتعود إلى النوم.
* * *
أخيرًا، أشرق الصباح.
لم تنم ليليث جيّدًا بسبب الكابوس، لكنّها لم تكن تريد أن تظهر بمظهر مضطرب.
بسبب طباعها الحادّة، كان الأرق أمرًا معتادًا. لذا، لم يكن هذا شيئًا كبيرًا بالنسبة لها.
استقبلت الصباح كالمعتاد، كما لو أنّ شيئًا لم يحدث الليلة الماضية.
عندما بدأت مهام اليوم، طرق كبير الخادم الباب.
“سيّدتي، لديكِ زائر.”
توقّفت ليليث عن ترتيب الأوراق وتردّدت.
“…زائر؟”
ما هذا الكلام؟ زائر في الصباح دون دعوة؟ من كان، فقد تجاوز حدود المفاجأة إلى الوقاحة.
أيّ نبيل يزور منزل آخر في الصباح الباكر دون موعد مسبق؟
نقرت ليليث بأصابعها على الطاولة.
وقاحة…
شعرت أنّها تعرف هويّة الزائر.
كان هناك شخص واحد فقط في محيطها قادر على ارتكاب مثل هذا التصرّف بثقة.
تنهّدت ليليث ونهضت من مكانها.
“حسنًا. سأذهب بنفسي.”
عندما وصلت إلى غرفة الاستقبال، كان هناك رجل ينتظرها بالفعل.
“مرحبًا، ليليث.”
كان الزائر غير المرغوب فيه في الصباح هو كارل.
“ما الذي جلبك في الصباح الباكر؟”
ربّما بسبب انزعاجها، خرج صوتها بنبرة حادّة.
تجاهلت ليليث التحيّة وجلست مباشرة مقابل كارل.
“ما الذي جلبني؟ هل أحتاج سببًا لزيارة صديقتي؟”
‘يا للرعونة..’ سخرت ليليث بابتسامة خفيفة.
كانت تعرف صديقها القديم جيّدًا. كان كارل رجلاً يتحرّك بدافع الفضول.
حتّى لو كان صديقًا، لم يكن ليتحرّك دون وجود “أمر ممتع”.
وإذا كان هناك شيء يمتعه، فمن المرجّح أنّه سيزعج ليليث.
“أنا مشغولة. قل السبب فقط.”
عندما قطعت ليليث الكلام بحدّة، رفع كارل كتفيه.
“يا لكِ من قاسية. لا تكوني رسميّة هكذا… حسنًا، حسنًا. سأقول.”
رفع كارل راية الاستسلام فورًا تحت نظرتها الحادّة.
أبعدت ليليث عينيها عنه بلامبالاة ورفعت فنجان الشاي أمامها إلى فمها.
لم تكن رائحة الزهور الهادئة، التي تُفترض أن تهدّئ الأعصاب، فعّالة اليوم.
خدش كارل رأسه وبدأ يتحدّث.
“في الحقيقة… إنّه عن السير زينون.”
توقّفت ليليث عند سماع ذلك.
“ماذا عن ذلك الرجل؟”
ارتجف كارل عندما رأى ليليث ترفع عينيها بحدّة.
“مهلاً، مهلاً… لا تنظري إليّ بهذا الشكل المخيف. أنا هنا من أجلكِ أيضًا.”
أدركت ليليث أنّها بالغت في ردّ فعلها. أخذت نفسًا عميقًا لتهدأ واستعادت رباطة جأشها، ثمّ سألت باكبر قدرٍ ممكن من الهدوء.
“قل المهم بسرعة وباختصار. ماذا فعل ذلك الرجل؟”
نظر كارل حوله ثمّ فتح فمه.
“بعد أن غادرتِ أمس، أصبح الجميع يتحدّثون كثيرًا.”
استمعت ليليث إلى صديقها بهدوء بنظرة ثاقبة.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 9"