أرادت ليليث أن تقول إنّ غضبها لم يكن فقط بسبب المفاجأة الشديدة للخطوبة، لكنّها تخلّت عن الفكرة لأنّ شرح كلّ شيء لروزالين، التي لا تعرف شيئًا، بدا مرهقًا.
لكن عندما لم تعارضها ليليث واستمعت بصمت، شعرت روزالين بالجرأة و استمرت.
“لكن… أرجوكِ فقط اعرفي هذا. زينون جادٌّ جدًا تجاهكِ.”
“ماذا…؟”
“نعم، هذا حقيقي!”
رفعت روزالين صوتها بحماس دون وعي.
“و اليوم ايضًا، جاء ليطلب الزواج مرّةً أخرى، أليس كذلك؟ سمعتُ أنّكِ طردتِه بالطبع… لكن على أيّ حال،
لو لم يكن زينون جادًا، هل كان سيفعل ذلك؟ هو لا يجهل معنى أن يصبح عدوّكِ. لذا أنا أضمن مشاعر زينون لكِ!”
فجأة، شعرت ليليث أنّ هناك شيئًا غريبًا.
كيف يمكن لروزالين أن تكون واثقة من ذلك الرجل لهذه الدرجة؟
روزالين التي تعرفها ليليث بريئة، لكنّها ليست من النوع الذي يضمن مشاعر الآخرين بتهوّر.
فضلاً عن ذلك، ألم يكونا عشاقًا في الماضي؟
لم تستطع ليليث نسيان اليوم الذي خرجت فيه روزالين حافية القدمين وهي تبكي عندما غادر زينون للحرب.
“روزالين.”
“نعم؟”
عندما نادتها ليليث، فتحت روزالين عينيها على اتّساعهما ومالت برأسها.
سألت ليليث بوجه جادّ:
“كيف يمكنكِ أن تكوني واثقة جدًا من أنّ زينون ماير جادّ؟”
“حسنًا…”
تردّدت روزالين لأوّل مرّة بعد أن كانت تتحدّث بحماس.
رأت ليليث تغيّر موقفها، فضيّقت عينيها وحدّقت في روزالين.
أخافتها نظرات ليليث المتفحّصة، فارتجفت روزالين.
كانت ليليث تعرف أنّ روزالين تخاف من هذه النظرات.
كانت أختًا ضعيفة جدًا أمام أختها الصغرى، لكنّ هالة ليليث الطبيعيّة كانت تُرعب روزالين أحيانًا.
وربّما هذه المرّة ستستسلم سريعًا أيضًا و تتخلى عن صمتها.
و بالفعل، لم يمرّ وقت طويل حتّى أعلنت روزالين استسلامها.
“حسنًا، حسنًا. سأتحدث، أرجوكِ أختي، لا تنظري إليّ هكذا.”
أنزلت روزالين عينيها بخجل وهمست بصوت خافت:
“في الحقيقة، سمعتُ ذلك من زينون نفسه.”
عبست ليليث دون وعي عند سماع ذلك.
“…ماذا؟”
كان كلامها صادمًا.
هل يعني ذلك أنّ زينون ماير نفسه قال بفمه إنّه يحبّ ليليث؟
لم تستطع تصديق ذلك.
لكن روزالين واصلت بنظراتٍ براقة.
“بصراحة، حتّى قبل أربع سنوات، لم أكن أنا من يحبّها زينون، بل أنتِ. كنا مجرّد أصدقاءٍ وقتها. لكن لم أصحّح الشائعات لأنّكِ كنتِ مخطوبة آنذاك. اعتقدتُ أنّه لن يكون هناك فائدة إذا عُرف أنّ زينون يحبّكِ.”
كلّما سمعت أكثر، ازدادت دهشتها.
كتفت ليليث ذراعيها ونظرت إلى روزالين كأنّها تريد رؤية مدى صدق هذا الكلام.
“أختي، زينون جادٌّ حقًا. أنا أعرف ذلك. قد لا تصدّقين، لكن… أعطيه فرصةً واحدة فقط. أعتبريه من أجل ماءِ وجهي. ألا يمكن ذلك؟”
نظرت روزالين إلى ليليث بعيون لامعة.
أمام هذا المشهد، فقدت ليليث كلّ قوتها.
شعرت فجأة وكأنّ صداعًا نصفيًا يهاجمها.
ضغطت ليليث على صدغيها بأصابعها وهي تشعر بألم في رأسها.
التعليقات لهذا الفصل " 13"