### الفصل الثاني
شعرت داليا بالارتباك أمام مظهره المختلف تمامًا عما عرفته في الرواية الأصلية.
مهما نظرت، كان مظهره مطابقًا للبطل: وجهٌ شاحبٌ كالمتعب، ذقنٌ حادٌ كأنه منحوت بعناية، أنفٌ أملس، عينان رماديتان عميقتان تحت حاجبين كثيفين، وشفتان قرمزيتان مرفوعتان برفق.
رغم جثوه على ركبة وخفض بصره، كان طويلاً لدرجة أنها اضطرت لرفع رأسها، وكشفت قميصه الممزق عن جسدٍ قوي.
على عكس قامته المرهبة، كان وجهه الوسيم يخطف الأنظار، مؤكدًا أنه البطل.
لكن شيئًا ما كان مختلفًا.
في ذاكرتها، كان بايرون إندلين، البطل، بوجهٍ ساحر لكنه قاسٍ وعنيف.
في الرواية، كان دائمًا متشابهًا: عيناه الحادتان مرفوعتان بشراسة بسبب الجنون، شفتاه ملتويتان كمن سيفترس، ونظراته تخنق من يراه.
لكن الرجل أمامها الآن بدا مختلفًا، كأنه ليس من الرواية.
كان متعجرفًا مع البطلة حتى النهاية، لكنه الآن جاثٍ على ركبة، خافضًا بصره.
عيناه الرماديتان تلمعان بلطف، وشفتاه ترسمان ابتسامة ساحرة.
هل كان انطباع الجنون قويًا جدًا؟ أم أنه ليس البطل؟
“أ، آه.”
ترددت داليا، فابتسم بايرون:
“اسمكِ؟”
“…داليا.”
“داليا، اسمٌ حلو كسيدتي.”
نظر إلى قدميها العاريتين بعد خلع النعال، ومسح الدم عن يديه بقميصه الممزق.
لما بقي الدم، أمسك قدمها بحذر ورفعها.
ارتجفت داليا من حركته المفاجئة.
نظر إلى الكتاب بدائرة الاستدعاء، وسأل:
“ماذا تمنيتِ أثناء الاستدعاء؟”
ترددت، فمسح بإبهامه ظهر قدمها:
“الشيطان الأكثر حاجةً لي…!”
ارتجفت من الإحساس الغريب، عاجزة عن إكمال الجملة.
“آه، نعم. داليا، الشيطان الذي تحتاجينه. أنا إذن.”
بدا راضيًا، وابتسامته كالوحش المشبع جعلتها عاجزة عن نفي ذلك.
“لم أشعر بسعادة بدم الشيطان الكريه هكذا من قبل.”
نظر إلى قدمها كأنه يفترسها، فتجمدت تحت نظرته.
سمعت تنهيدته:
“هكذا إذن شعور اختفاء الجنون.”
ذُهلت داليا: اختفاء الجنون؟
في الرواية، هدأت البطلة جنونه بدم شيطانٍ أقوى، مضطرة لتكراره دوريًا، لكنه كان خلاصًا له.
لكنها استدعته هو، لا شيطانًا، فكيف زال جنونه؟
أيقظها صوته الحنون:
“داليا.”
“نعم؟”
أجابت بسرعة، مفزوعة من شرودها.
رفع قدمها ببطء:
“نادي باسمي.”
“اسمك؟”
“لنعقد العهد. بين المستدعي والشيطان، أليس كذلك؟”
أرادت سؤاله عن إلغاء الاستدعاء، لكنها علمت أنه مستحيل.
بما أنها استدعته، رفض العهد سيضع وصمة شيطانية تمنعها من عقد عهود أخرى وتجعلها هدفًا للشياطين والوحوش.
في قارة نصفها غابة وحوش، كانت الوصمة بمثابة دعوة للموت.
لهذا كان استدعاء الشيطان يتطلب الحذر.
على عكس رغبتها، استدعته بسرعة، فخرج البطل.
“هيا.”
ترددت، فقال وكأنه أدرك خطأه:
“لم أخبركِ باسمي.”
حركت قدمها، فأمسكها بلطف:
“بايرون إندلين. ناديني، داليا.”
ترددت، لكن الخوف دفعها:
“بايرون…”
استدعت شيطانًا لتعيش، ولو أدى ذلك لتدمير الرواية، فلن تموت موصومة.
“بايرون إندلين.”
حتى لو محا ذلك بداية الرواية.
ابتسم بايرون ببريقٍ ذهبي:
“داليا، سيدتي.”
رفع قدمها العارية، وقبّل ظهرها:
“تم العهد.”
انزلق فستان النوم، مكشوفًا ساقها، لكنها تجمدت.
من مكان القبلة، انتشر شعورٌ مبهر، اجتاح قلبها، جعله يخفق بقوة.
*دقات.*
هدأت الطاقة بعد لحظات، وظهر نقشٌ ذهبي على قدمها، على شكل برسيم، ثم تلاشى إلى رمادي.
نظر بايرون إليه برضا.
تتبعت داليا نظراته، ثم أدركت وضعها المحرج.
“يا إلهي!”
سحبت قدمها، وخفضت فستانها لتغطي ساقيها.
نظر بايرون إليها بأسى، ثم عبس عند رؤية فستانها الرقيق، الواضح أنه لليلة زفاف.
تحول وجهه الناعم إلى غضبٍ شيطاني:
“داليا، هل…”
*ضربة!*
قاطع سؤاله فتح باب المكتبة بعنف، وأصواتٌ صاخبة:
“يجب إيجاده!”
“حافظوا على الاستعداد!”
“أخلوا الخدم!”
خافت داليا أن يكونوا يبحثون عنها، لكن أصوات الفرسان أشارت إلى بايرون.
“أرسلوا إشارة إن وجدتم الدوق!”
فتحت الأبواب بعنف، كما فُتح باب المكتبة.
“افحصوا كل شيء!”
انكمشت داليا من الضجيج.
تذكرت أن بايرون كان محبوسًا بسبب جنونه.
*نقرة.*
تأفف بايرون.
كانا خلف رفوف المكتبة، فلم يرهما الفرسان.
تجمدت داليا، لكنها ارتجفت عندما نهض بايرون:
“هش، لا بأس.”
ابتسم بلطف، مهدئًا إياها وهي متكورة قرب الحائط:
“انتظري، لا تخرجي.”
غادر بسرعة، فسمعت أصواتًا عالية:
“الدوق!”
“هنا! اجمعوا!”
“استعدوا!”
شعرت بتجمع الناس مع ضجيج خطواتهم.
لحسن الحظ، حجبت الرفوف رؤيتها.
توقف الصوت فجأة.
ما الخطب؟
تمسكت بالرف، ومدت رأسها بحذر.
رأت بايرون في مواجهة فرسانٍ مدججين، يقفون متأهبين بسيوفهم.
كان بايرون ينضح بهالةٍ غاضبة، وكأن الموقف على وشك الانفجار.
ابتلعت ريقها من التوتر.
قال بايرون ببرود:
“أغبياء.”
“سيدي الدوق، هل أنت بخير؟ إن احتجت تقييدًا…”
شعرت داليا بغضبه يشتعل.
لمَ يستفزونه؟
ذُهلت: كيف شعرتُ بغضبه؟
* * *
المترجمة:«Яєяє✨»
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 2"