مع تدفّق الدم الغزير، تردّد جيفري، ثمّ تحدّث بحذر: “سموّ الدوق، يجب أن نجد طبيبًا”
“ماذا؟ تريد المغادرة الآن؟”
“أعرف مخاوفكَ، لكن لا يمكنكَ الحركة بهذا الجرح. إذا تكرّر هذا، قد يصبح الأمر خطيرًا حقًا”
أغلق كاليوس فمه أمام نبرة جيفري الحازمة.
كان الجرح يحترق، والدم يتدفّق بجنون.
قرّر كاليوس، مع تأكّد النصر، الانسحاب دون عناد.
“إذن، لننطلق فورًا.”
طلب جيفري من الجنود تأمين الخلف، وصعد إلى حصانه. نظر إلى كاليوس، الذي يوقف النزيف، وجذب اللجام بقوّة.
نظر كاليوس إلى المناظر المتغيّرة بسرعة، وتنفّس بصعوبة.
بعد قليل، شحب وجهه، وأمسك كتف جيفري، وسقط إلى الأمام.
“استفق! سموّ الدوق!”
“ها، هاء…”
ربّما كان السيف مسمومًا، إذ كان التنفّس صعبًا.
نظر كاليوس إلى جيفري، الذي يصرخ بإسمه، وأغمض عينيه.
بعدها، كان كلّ شيء ظلامًا.
***
أسند جيفري كاليوس بسرعة.
نظر إلى الدم على الأرض، وصُدم. كيف حافظ على وعيه مع هذا الجرح؟ كان رئيسه وحشًا حقيقيًا.
“اللعنة، في هذا التوقيت …”
كان يجب الوصول إلى قرية قريبة، لكن في غابة مهجورة، شعر جيفري بالحيرة أمام كاليوس الفاقد للوعي.
تحريكه قد يؤدّي إلى نزيف مميت ، و الذهاب إلى القرية البعيدة سيستغرق وقتًا طويلًا. بينما كان يفكّر ، شعر بشيء يسحب بنطاله ، و نظر إلى الأسفل.
تقابلت عيناه مع صبيّ في الرابعة تقريبًا.
“من أنتم؟”
“أنت …؟!”
شعر أسود، عينان زرقاوان كالجواهر، وخدّان ممتلئان.
كان الصبيّ نسخة من كاليوس.
هل أرى أوهامًا …؟
هل جنّ من الحرب و خطر موت رئيسه؟ شعر جيفري و كأنّه يرى شبحًا.
…لا، كاليوس حيّ، فكيف شبح؟ يا لها من فكرة سخيفة.
هزّ جيفري رأسه، وسأل الصبيّ بلهفة: “هل هناك قرية قريبة؟”
“قرية؟ القرية بعيدة…”
ماذا؟ لا قرى قريبة؟ شحب جيفري، وسأل بيأس: “لا بأس إن لم تكن قرية. ألا يوجد مكان يعيش فيه الناس؟”
“أمم … بيتنا؟”
أشرق وجه جيفري، الذي كان عابسًا.
أمسك يد الصبيّ، وتوسّل إليه أن يرشده إلى هناك.
“لكن! غرباء… أمم…”
“ماذا عن هذا؟”
عبث جيفري في سرجه، وأخرج قطعة لحم مجفّفة، وقدّمها للصبيّ.
“سأعطيكَ هذا إذا أخذتنا إلى بيتكَ.”
نظر الصبيّ إلى اللحم بعجب.
عبس كأنّه طعام غريب، ثمّ اتّسعت عيناه.
“لحم بقر! رائحة لحم بقر!”
“ليس رائحة، بل لحم بقر… لا، أرشدنا بسرعة”
وضع الصبيّ اللحم في فمه، ومضغه، وسار أمامهم.
بعد عشر دقائق من إرشاد الصبيّ ، ظهر كوخ صغير من بعيد.
“هل هذا بيتكَ؟”
أومأ الصبيّ بقوّة، وطرق الباب.
سُمع صوت خطوات خافتة من الداخل ، ثمّ صوت مألوف: “ابني، هل عدتَ؟”
“مهلًا؟ هذا الصوت …؟”
بينما كان جيفري مشوّشًا، فُتح الباب.
شعر فضيّ شفاف تحت ضوء الشمس ، و عينان غامضتان كالخزامى الأرجواني.
كانت ديليا، زوجة كاليوس، تستقبل الصبيّ بتعبير دافئ.
ثنّت ديليا ركبتيها ، و فتحت ذراعيها لآرون.
اندفع آرون إلى حضنها ، صائحًا “أمي!”. بينما كانت تداعب آرون المتدلّل ، شعرت بحضور ، و رفعت رأسها.
أدركت أنّه جيفري، فتصلّب تعبيرها.
“سيّدتي…”
“لمَ أنتَ هنا…؟”
كانت مختبئة منذ سقوطها من الجرف هربًا من كاليوس، فكيف وجدوها؟
تراجعت ديليا خطوة ، لكن جيفري نفى بسرعة: “سيّدتي ، هذا سوء فهم. كنتُ أبحث عن قرية لعلاج سموّ الدوق ، الذي أصيب بطعنة. التقيتُ الصبيّ، فقادني إلى هذا الكوخ”
ماذا؟ هل الشخص على ظهر جيفري هو كاليوس؟ اقتربت ديليا ، و هي تعانق آرون ، ببطء.
رأت كاليوس فاقد الوعي ، ينزف من صدره.
“اندلعت حرب مع مملكة جلاديوس. شارك سموّه، لكنّه تعرّض لهجوم مباغت وفقد وعيه”
ظنّت أنّ لقاء كاليوس سيؤدّي إلى أخذ آرون.
لم تتوقّع رؤيته ينزف في ساحة الحرب.
أخرجت ديليا منديلًا من جيبها، وأوقفت نزيف كاليوس.
لكن، مع تدفّق الدم، سحبت يدها بسرعة.
“…نظرًا للوضع، ادخلوا أوّلًا”
“حقًا؟”
أومأت ديليا، وهي ترى الدم على الأرض. ظنّ جيفري أنّها سترفض، فابتسم بفرح عند سماع موافقتها.
عندما أدخلتهما ديليا ، نظر الزوجان في غرفة المعيشة بدهشة.
نهضت لورا ، و اقتربت من ديليا ، و تحدثت بصوت متفاجئ.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات