بعد انتهاء الحفل، وبينما كانت سيرا في مكتبتها الجديدة، ظهر كايوس فجأة في الغرفة، متجسداً في هيئة ظله التي تفضلها رجل وسيم وداكن يرتدي زياً فخماً من العصور القديمة.
كان يجلس على كرسي مغطى بالمخمل، يتأمل سيرا بابتسامة متكاسلة.
“أحسنتِ، يا سيرا.”
قال كايوس.
“لقد دمرتِ غرور إيفلين في دقائق، وزرعتِ بذرة الطمع في قلب ريكاردو. لقد استخدمتِ سحر الظل لتجعليه يرى فيكِ كل ما يتمناه في زوجته، دون أن يعرف لماذا.”
“لقد كان سهلاً للغاية.”
اعترفت سيرا، وهي تتناول كأساً من النبيذ.
“هذا هو ضعف البشر، الطمع والإحساس بالاستحقاق.”
“وهذا هو سر قوتكِ الآن.” رد كايوس. “أنتِ ترينهم كآلات يمكن التلاعب بها، وليس كأشخاص. هذا هو جوهر السيطرة.”
ثم تغيرت نبرة كايوس. نظر إليها بعمق.
“أخبريني، يا سيرا. عندما كنتِ تتحدثين مع ريكاردو، هل شعرتِ بأي شيء؟ غضب قديم؟ رغبة في الانتقام مباشرة؟”
ترددت سيرا للحظة.
“بصراحة، لا. شعرت بالملل. لقد أصبح ريكاردو دمية فارغة. لم يعد الأمر شخصياً بقدر ما أصبح تنفيذاً للعدالة المظلمة.”
ابتسم كايوس ابتسامة أكثر دفئاً مما توقعته سيرا من أمير الظلام.
“هذا جيد. وهذا هو ما يجعلكِ مختلفة، يا سيرا. أنتِ لا تستهلكين طاقتكِ في الكراهية؛ بل توجهينها نحو الهدف. وهذا… يثير إعجابي.”
شعرت سيرا بوخزة مفاجئة في صدرها.
لم تكن وخزة شيطانية، بل كانت شيئاً يشبه… الفخر؟ كانت تشعر بالفخر لأن هذا الكيان القديم والمخيف أعجب بها.
“هل الإعجاب هو جزء من شروط العهد؟” سألت سيرا بتهكم.
“لا، إنه ليس كذلك.” اعترف كايوس.
“العهود المظلمة عادة ما تكون باردة وعملية. لكن روحي تهتم بمصائر تلك الأرواح التي تظهر قوة حقيقية. أنتِ روح نادرة، يا سيرا. ولأنني سأكون ظلكِ الأبدي، يجب أن أجد فيكِ ما يستحق البقاء بجواركِ.”
اقترب كايوس من سيرا ببطء، حتى أصبح قريباً جداً.
كانت رائحته مزيجاً من البخور القديم وعطر التوابل الشتوي.
“عليكِ أن تعتادي على قربي، يا سيرا.
أحياناً سأظهر لكِ كهذا، لأعلمكِ درساً. وفي أحيان أخرى… سأكون في عقلكِ، أو خلف باب مغلق.”
قال كايوس، وهو يمد يده ليمسح خصلة شعر داكنة سقطت على خد سيرا.
شعرت سيرا بالحرارة في جسدها بالكامل.
لم تكن هذه حرارة قوة، بل حرارة غريبة ومزعجة.
“لا أخشى قربك، يا كايوس. أنا أخشى أن أعتاد عليه.”
رد كايوس بنظرة تحمل تحدياً ورغبة
“هذا هو التحدي. فهل أنتِ مستعدة لاستبدال قلوب البشر الضعيفة بـ ولاء شيطاني أبدي؟ هذا هو الهدف الحقيقي لصفقتنا، يا سيرا.”
التعليقات لهذا الفصل " 7"