ابتسم كايوس ابتسامة بطيئة وساخرة، كشفت عن جانب من القسوة الجذابة.
“روحكِ… صفقة قديمة ومملة. كل البشر يعرضون أرواحهم. روحكِ، يا سيرا، هي بالفعل ملكي بمجرد أن وطئتِ هذه الغابة بهذه الرغبة المشتعلة. أنا أريد شيئاً آخر.”
مدّ كايوس يده الطويلة نحو سيرا، وبدلاً من أن تمسكها، بقيت معلقة في الهواء.
“أنتِ تتحدين عائلة نبيلة. هم محميون بالأعراف، والمال، والإيمان. للانتقام منهم بفعالية، أنتِ تحتاجين إلى أكثر من قوة شيطانية؛ تحتاجين إلى مكيدة معقدة.”
قال كايوس، وهو يتجول حولها.
“ماذا تريد إذن؟”
سألت سيرا، وقد شعرت بالارتباك، لكن تصميمها لم يتزحزح.
“أريد… وقتكِ.”
شرح كايوس بهدوء، وكأنما يناقش سعر قطعة قماش
“ستقضين عامين في خدمتي تحت صفتكِ الحالية كـ سيرا. خلال هذين العامين، سأعلمكِ فنون الإغواء، وكيفية استخدام سحر الظل الخفي، وكيفية قراءة البشر. سأمنحكِ الهدايا لتعودي إلى قلعة إيفروود كـ آلة انتقام مُتقنة. وسأكون أنا… ظلّكِ.”
“ماذا تعني بـ ظلي؟”
“سأكون دائماً هناك. قد أكون رجلاً ثرياً عابراً، أو خادماً جديداً، أو مستشاراً في البلاط. سأكون عينيكِ وقوتكِ. وسأضمن لكِ أن كل ضربة توجهينها، ستكون مميتة.”
“وما الثمن الذي سأدفعه في نهاية العامين؟”
سألت سيرا بشك.
ابتسم كايوس ابتسامة جعلت الدم يتجمد في عروقها مرة أخرى.
“في نهاية العامين، عندما تكون عائلتكِ قد انهارت بالكامل، وعندما تكونين قد حققتِ كل رغباتكِ، ستتخذين قراراً. إما أن تمنحيني ولاءكِ المطلق لأبقى في حياتكِ كـ ‘ظل أبدي’ يخدمكِ، أو… سأسترد روحي.”
“ولاء مطلق؟ ألا يكفي أن أخدمك؟”
“الخدمة يمكن أن تكون واجبًا باردًا. الولاء المطلق يعني أن تفتحي قلبكِ بالكامل لي، لتقبلي طبيعتي، وتسمحي لظلي أن يمتزج بوجودكِ. لا خوف، لا تردد، فقط ولاء أبدي.”
قال كايوس، وهو يقترب منها.
“إذا فشلتِ في اختياري، فستذهب روحكِ إلى مملكتي، وستعيشين الخلود في العذاب. إذا نجحتِ… فستكونين أقوى إنسانة عرفها هذا العالم، لكنكِ ستكونين مرتبطة بي إلى الأبد.”
نظرت سيرا إلى عينيه المظلمتين، ثم نظرت إلى الخنجر الذي كانت تحمله.
لم تعد تخاف من الجحيم، بل أصبحت تخاف من الحياة بدون انتقام.
“عامان؟” سألت سيرا.
“عامان من التدريب. عامان من العودة إلى القمة. عامان من الفرصة لتدميرهم.”
أكد كايوس.
“موافقة. أقبل شروطك، يا أمير الظلام.”
قالت سيرا، وهي تمسك بيده الباردة التي مدها أخيراً نحوها.
وبمجرد أن لامست أصابعها أصابعه، شعرت سيرا بـوخزة حارة في راحة يدها.
رسم كايوس بعناية خطاً أسود باهتاً على جلدها.
“لقد تم العهد، يا سيرا. أنا الآن ظلّكِ.”
انطلق كايوس بضحكة شيطانية هادئة، ثم تحول إلى سحابة من الدخان الأسود ليلف جسد سيرا بالكامل.
شعرت سيرا بجرعة هائلة من القوة تتدفق إليها.
لم يكن سحراً مرئياً، بل كانت قوة الإدراك. أصبحت ترى نقاط ضعف البشر حولها، وقدرتها على التلاعب بهم، والمسارات الخفية التي يمكن أن تسلكها للانتقام.
عندما تبدد الدخان، لم تعد سيرا تلك الفتاة المكسورة والمطرودة.
كانت امرأة شابة، تشتعل عيناها بالانتقام والظلام الذي عاهدت نفسها عليه.
التعليقات لهذا الفصل " 4"