Chapters
Comments
- 3 - غابة ويسبيرن ونداء الظلام منذ 8 ساعات
- 2 - مجلس العائلة وقرار القسوة منذ 18 ساعة
- 1 - حجر الزاوية المكسور منذ يوم واحد
عرض المزيد
كانت غابة ويسبيرن المقابلة لأراضي إيفروود معروفة بأنها حدود العالم المأهول.
لم يجرؤ أحد على دخولها بعد غروب الشمس، فالحكايات الشعبية تقول إنها موطن للأرواح الشريرة والشياطين التي تبحث عن الأرواح المعذبة لتعقد معها الصفقات.
وهذا بالضبط ما كانت سيرا تبحث عنه.
بعد أسبوعين من الطرد، كانت سيرا قد استنفدت مدخراتها.
لم تستطع العثور على عمل شريف في القرى المحيطة، حيث كانت سمعة الكونت ديميتريوس تسبقها.
كانت تنام في أكواخ مهجورة، وتأكل الأعشاب البرية.
لكن الجوع لم يكن يقتل عزيمتها، بل كان يغذي رغبتها في الانتقام.
في الليلة الرابعة عشرة، وصلت سيرا إلى حافة غابة ويسبيرن.
كان الهواء ثقيلاً، وكأنه يكتنفه صمت قديم. كانت الغابة تناديها، ليس بالصوت، بل بالوعد.
وصلت إلى منطقة صخرية قديمة كانت تعرف باسم مذبح القمر.
كان المكان مهجوراً ومحاطاً بأشجار عتيقة ذات أغصان ملتوية تبدو كأيادي شيطانية.
أخرجت سيرا خنجراً صغيراً كانت تحتفظ به من أجل الدفاع عن النفس، لكنها كانت تنوي استخدامه لأجل غرض آخر.
“أيها الظلام! أيتها القوة التي تفهم الغدر أكثر من البشر!”
صرخت سيرا بصوت حاد يمزق صمت الغابة.
“أنا هنا! لقد جئتكم بروح مثقلة بالغضب والظلم. روحي جاهزة لتوقيع عقد!”
توقفت سيرا، منتظرة.
لم يحدث شيء.
كررت نداءها، بصوت أعلى وأكثر حزماً
“أنا سيرا، ابنة الكونت ديميتريوس الملعونة! لقد خانني خطيبي، وساعدت عائلتي في خيانتي. لقد طُردتُ وشُوهتُ كرامتي! أريد انتقاماً! انتقاماً ينسيهم جميعاً كيف يتنفسون! أريد أن أراهم ينهارون تحت وطأة العار والفقر! سأدفع أي ثمن! أي ثمن تطلبه قواكم!”
في تلك اللحظة، تحركت الغابة.
لم يكن تحركاً مادياً، بل كان تجسيداً للظلام.
شعرت بالبرد يلف جسدها، ثم ارتفعت درجة الحرارة فجأة إلى مستوى حارق.
ومن خلف الصخور، بدأت تتشكل سحابة من الدخان الأسود الكثيف الذي لم يكن له مصدر. الدخان تجسد ببطء ليأخذ شكلاً بشرياً، أو بالأحرى، شكلاً شبه بشري.
خرج من الظلام كيان طويل القامة، نحيل، يرتدي ملابس سوداء من العصور الغابرة.
لم يكن وجهه شيطانياً بالمعنى التقليدي، بل كان شديد الجمال، بملامح نحتتها القسوة والغطرسة.
كان شعره الأسود ينسدل على كتفيه، وعيناه… عيناه كانتا النقطة الأشد رعباً.
كانت عيناه بلون الليل النجمي المظلم، تحملان عمقاً هائلاً ومعرفة أبديّة بكل ما هو مظلم وخفي.
كانت هذه هيئة كايوس، أمير الظلام الذي استجاب لنداء سيرا.
“يا له من نداء قوي، يا سيرا ابنة ديميتريوس.”
رنّ صوته في الهواء، صوتاً عميقاً وبارداً ككهف جليدي.
“لقد قطعتِ رحلة طويلة لتبحثي عني. قليلون هم من يملكون الجرأة على طلب خدماتي بهذه الصراحة.”
“أنا لا أطلب، أيها الأمير. أنا أعرض صفقة.”
قالت سيرا، وقد استعادت شجاعتها المكتشفة حديثاً.
“أريد الانتقام. سأعطيك روحي. سأخدمك. سأدفع الثمن.”
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 3"