في تلك اللحظة التي أعلنت فيها سيرا ولاءها، انبعث من خط العهد في يدها ضوء ذهبي أسود قوي، يمتزج بالحرارة والقوة.
شعر كايوس بهذا القبول العميق.
كانت لحظة تاريخية في وجوده الخالد.
لكن قبل أن يتفاعل مع هذا العهد الجديد، رنّ صوت في عقل سيرا، ليس صوت كايوس، بل صوت آخر، صوت امرأة حنونة وعميقة.
“أحسنتِ يا ابنتي. لقد اخترتِ طريقكِ أخيراً.”
تجمدت سيرا. “من أنتِ؟”
في تلك اللحظة، شعر كايوس بـصدمة هائلة اجتاحت جسده الخالد.
عيناه النجميتان اتسعتا برعب غريب لم تره سيرا قط.
“لا! لا يمكن أن تكوني أنتِ!” صرخ كايوس، وهو يتراجع خطوة.
“ماذا يحدث يا كايوس؟” سألت سيرا بقلق.
عندئذ، ظهرت في الغرفة امرأة جميلة المظهر، ذات شعر داكن وعينين خضراوين… كانت نسخة طبق الأصل من سيرا، لكنها كانت ترتدي ثياباً ملكية قديمة.
“أنا ليليث، ابنة الحاكم القديم لغابة ويسبيرن، ووالدتكِ الحقيقية، يا سيرا.”
قالت ليليث بابتسامة دافئة.
صُدمت سيرا. “أمي؟”
التفتت ليليث إلى كايوس، وعيناها تلمعان بقوة لا تقل عن قوة أمير الظلام.
“ظننت أنكِ مت.” قال كايوس بصوت مكسور ومصدوم. “لقد كنتِ مختفية منذ قرون.”
كشفت ليليث الحقيقة لسيرا
“أنا لم أمت يا ابنتي.
أنا لستُ غجرية كما قالوا. أنا من نسل حارسات الظلال القدامى، اللواتي يمتلكن القدرة على التحكم في توازن العهود.
لقد أُجبِرت على ترككِ عندما كنتِ طفلة لأحمي سلالتنا من الكونت ديميتريوس، الذي كان يبحث عن قوتي.”
ثم نظرت ليليث إلى كايوس بنظرة تحمل غضباً قديماً.
“أما أنت يا كايوس، فما كنت لتترك سيرا في حالها لولا أنني سمحت بذلك. أنت لم تختر سيرا؛ أنا من وجهتها إليكِ.”
فهمت سيرا اللغز الآن كانت والدتها هي من وضعتها في طريق كايوس لتدريبها على استخدام قواها المتوارثة، ولتجد الثمن الحقيقي لولائها.
“لماذا؟ لماذا كل هذا؟” سألت سيرا.
“لأنكِ لستِ مجرد إنسانة. أنتِ وريثة الظلال المزدوجة. لديكِ قوة البشر، وقوة سلالتنا. ولم يكن باستطاعة أي معلم بشري أن ينميها. كان كايوس هو الوحيد الذي يمكنه صقل هذه القوة، حتى لو دفع الثمن.”
التعليقات لهذا الفصل " 11"