في الأزمنة القديمة، حين كانت السماء تمطر نيرانًا والأرض تتوهج بالحمم، وُلدت العنقاء الأولى من قلب اللهب المقدس.
قيل إنها لم تكن مجرد طائر، بل روح النار ذاتها، مخلوقة من ألسنة اللهب التي لا تنطفئ، حاملة في جناحيها إشعاعًا أبديًا.
تقول الأسطورة أن العنقاء كانت تظهر كل مئة عام عند “شعلة الخلود”، وهي نيران مقدسة لا تنطفئ أبدًا في معبد القبيلة الذي كان يُطلق عليه (أبناء اللهب).
كانت هذه الشعلة مصدر قوتهم، إذ كانت تعطيهم القدرة على مواجهة أصعب التحديات. وقد كانت العنقاء تحلق فوق المعبد، ناشرة ضوءًا ذهبيًا يعزز قوة المحاربين، ويحميهم من الشرور. وكان الصوت الذي تصدره أشبه بموسيقى من الأعماق، تنبعث منها قوة لانهائية تعبث في أرواحهم.
القبيلة اعتادت على الاستعانة بالعنقاء في حروبها، حيث كانت الطيور تُساهم في إشعال المعارك بنيرانها المدمرة. وكان المحاربون يرتدون ألوان اللهب في دروعهم ويحملون رموز العنقاء في شعاراتهم. وقد قيل إن كل محارب يمتلك قلبًا ناريًا يُشعل النار في معركة، ويصبح جزءًا من العنقاء نفسها.
ولكن ذات يوم، وفي لحظة غامضة، اختفت القبيلة وهذه الطيور من العالم بشكل مفاجئ. لم يبقَ لهم أي أثر يُذكر، وكأنهم ابتلعهم الزمن، وغمرت الأرض بعدها صمت رهيب. وتوارث الناس قصتهم عبر الأجيال، وقيل إن العنقاء ستعود عندما يحتاج العالم إلى قوتها مرة أخرى.
التعليقات لهذا الفصل " 0"
رايكم