ابتسمت نينا.

 

“حسنًا، يرجى تعييني رسميا كقائدة الفرسان أولا.”

 

“ثم دعينا نبدأ باللقب، لا ديل، نينا لا ديل.”

 

حصولها على اسم عائلة يعني أنها أصبحت الآن شخصًا شبه نبيل في الإمبراطورية. ولكن كان هناك شيء واحد كانت فضولية بشأنه..

 

“هل هو “لاديل” أم “لا ديل”؟”

 

وعندما سئلت ادريان عما إذا كان لا مع اللقب أم أنه إضافة كاسم أوسط، أجابها: “الاسم الأخير هو «ديل» والاسم الأوسط هو «لا».” 

 

“أترغب في منحي اقطاعية؟”

 

وجود اسم أوسط يعني أنك سيد ذو إقطاعية. وبطبيعة الحال، فهي لن تملك ملكية دائمة، بل ملكية مؤقتة..

 

إذا كان لنينا خليفة، فيجب عليها الحضور إلى دوق لوفرين ليعترف بحقه في الخلافة..

 

“إذا كنت أريد الحفاظ على الفارس الروحي الذي عاد من الموت وأبرم عقدًا مع روح عالية المستوى، فهذا أقل ما علي فعله.”

 

وكأنه يخبرني بطريقة نبيلة: “أينما ذهبتِ، لن تحصلي على معاملة أفضل مني”.

 

“حتى لو تحدثت بأدب، فأنا أفهم نواياك. ثم سأقبل عرضك.”

 

لم تتردد نينا وقبلت العقد.. من الوقاحة أن لا أقبله وهو يعطيني اياه هكذا.

 

أخرج أدريان وثيقة مختومة من درج المكتب، وربت على كتفيها وقال:

 

“أمنح هذه الإقطاعية للورد نينا، كما أمنحها لقب الفيكونت، واللقب الأوسط هو “لا”، واللقب الأخير هو “ديل”.”

 

ردت نينا: “سأقبل نعمة الدوق بكل سرور”. 

 

استقبلت الوثيقة بكلتا يديها بأدب. عندما فتحت الختم، وجدت أن بداخله أشياء سميكة مثل خطاب تعيين نينا لا ديل، وحقوق الخلافة، ووثائق الإقطاعية.

 

كل ما كان على نينا فعله هو التوقيع عليه، وقد تم الأمر.

 

“متى قمت بإعداد هذا؟”

 

تساءلت نينا وادهشت أكثر بجوابه: “لقد مر وقت طويل منذ أن اعددته.”

 

أعادت نينا المستندات إلى الظرف واحتضنت أدريان الذي كان يجلس على المكتب.

 

“شكرا لك على انتظاري.”

 

“شكرًا لكِ على عودتك.”

 

“ثم أنا نبيلة الآن أيضا!”

 

التقطت نينا الظرف، واستدارت وكأنها ترقص وغادرت المكتب.

 

نظر ادريان لذلك ثم ضحك..

 

حول نظره إلى رقعة الشطرنج. كان هناك مزيج من قطع الشطرنج الأبيض والأسود، وتم وضع الكثير منها في غير مكانها..

 

لم يكن يلعب الشطرنج في الواقع، ولكن كلما كان يخطط لاستراتيجية ما، كان يعين الفصائل كقطع مثل هذه..

 

أخرج أدريان الملكة بعناية من الدرج. الملكة البيضاء النقية المصنوعة من العاج هي أقوى قطعة في الشطرنج حيث يمكنها التحرك في أي مكان..

 

لقد وضع ملكته على رقعة الشطرنج..

 

تم ازالة الاوساخ واعادة ترتيب القطع تحضيرا للعبة جديدة تماماً. لقد حان الوقت لكي تمد عائلة الدوق مخالبها المخفية..

 

‘إذا تحركت نينا، فإنني سأتحرك أيضًا.’

 

ضاقت عيناه..

 

‘المعبد..’

 

لم ينسى ما فقده. لقد تم تأجيل الانتقام فقط ولم يتم نسيانه.

 

أكثر من ذلك بقليل..

دعونا نصقل غضبنا بهدوء..

لوقت أطول قليلا…

 

***

 

كان هناك دفيئة في قلعة الدرع الأسود. على الرغم من أنها كانت صغيرة، إلا أنها كانت دفيئة زجاجية مناسبة، قد جعلت نينا مندهشة..

 

“كم تكلفة هذا!”

 

فتحت كيريل باب الدفيئة بهدوء ودخل الاثنان إلى الداخل.

 

“واو!”

 

في اللحظة التي دخلت فيها، لامست رائحة الأعشاب الطبية أنفي.

 

رائحة حلوة، رائحة مريرة، رائحة عشبية. جميع أنواع الروائح الممزوجة بالرطوبة الفريدة للدفيئة تجعلك تشعر وكأنك دخلت حماما معطرا..

 

“لقد أحضرت بعضًا من نباتات حديقتكِ وقمت بتحسينها.”

 

ضحكت كيريل..

 

“يا إلهي….”

 

“أمكنني زراعتها في أماكن أخرى أيضًا.”

 

إنها تزرع في الواقع على التربة الصخرية.

 

“الأرض في معظم الدوقية خشنة، مما يجعل من الصعب زراعة القمح. لذلك زرعت الأعشاب فقط “.

 

“هل يمكنك كسب لقمة العيش من الأعشاب؟”

 

“لأن الفلاحين يشترون كل شيء.”

 

عندما تحدثت كيريل، تذكرت نينا فجأة النظام الغذائي للمجتمع الفقير. شعرت وكأنها ستبكي..

 

وفي الوقت نفسه، تجاهلت الأمر.

 

كان من الممكن اجبارهم على العمل، لكن ادريان لم يفعل ذلك.

 

“أريد تطوير دواء، لكن من الصعب بالنسبة لي أن أفعل ذلك بمفردي. سيكون من الرائع لو كان هناك شخص يمكنه مساعدتي. ليس من الشائع أن يقوم الناس بهذا النوع من العمل”.

 

ذكّرت كلمات كيريل نينا ببطل الرواية الأصلي..

 

“حسنًا، سأبحث عن ذلك.”

 

عند رد نينا أضافت كيريل..

 

“سأعطيك تقريرًا لاحقًا، لذا تحققي منه واستخدميه لإغرائهم. أولئك الذين يبحثون في النباتات سيصابون بالجنون عندما يرون ذلك.”

 

ضحكت كيريل ثم خرجنا من الدفينة..

 

بعد مغادرة الدفيئة، أرتني أيضًا حديقة الخضروات العامة. وحتى خارج الدفيئة، كانت النباتات تنمو بشكل جيد..

 

كما قالت أن الموجود في الدفيئة محاصيل تجريبية ولا يتم تصديرها، أما الموجودة في الحديقة فيتم زراعتها بكميات كبيرة …

 

سألت نينا.

 

“لكن كيريل، ماذا عن القمح؟”

 

وماذا عن القمح الأكثر أهمية؟

 

العملة الأكثر أهمية في هذا العصر هي القمح.

 

ما إذا كان هناك محصول جيد أو محصول سيئ يحدد كل شيء..

 

لماذا كلما كانت الأرض أكبر كلما كان الشخص أكثر ثراءً؟

 

ببساطة لأنه يستطيع زرع القمح..

 

في الإمبراطورية التي كانت قيمة العملة تقاس بالذهب، كان القمح والذهب محوري الاقتصاد..

 

نظرت كيريل إلى نينا.

 

“الأمر متروك لكِ أيتها القائدة”.

 

عندما عبست نينا، لم تكن تعرف ما الذي كانت تتحدث عنه، لوحت كيريل بيدها لها لتتبعها..

 

عندما فتحت باب المستودع الخشبي للمبني في الخلف، كانت هناك أعداد كثيرة من الأكياس مكدسة..

 

“إنه القمح الذي أحضرته معي . إذا زرعت بذرة واحدة، سيكون هناك 30 بذرة على الأقل، وسيزيد العدد 30 مرة، وبالتالي سيمتلئ المستودع بسرعة. المشكلة هي أنه لا يوجد مكان لزراعته”.

 

تلك الارض التي سلبت منا، سهل كبير تابع لإقليم لوفرين.

 

ابتسمت نينا لكلمات كيريل..

 

“أعتقد أنني سوف أضطر إلى إستعادة تلك الأرض بسرعة.”

 

“نعم، استعيديها بسرعة قبل أن تصبح هذه البذورعديمة الفائدة.”

 

“نعم.”

 

ربتت نينا على صدرها بخفة..

 

قادت كيريل نينا إلى مختبرها لاعطائها تقرير البحث..

 

كان مختبر كيريل يقع في الطابق السفلي من قلعة الدرع الأسود، لكنه لم يكن تحت الأرض بالكامل، بل كان شبه قبو..

 

ثلثها تحت الأرض والثلثين فوق الأرض، والنوافذ كلها زجاجية، لذلك هناك الكثير من الضوء..

 

“من أين حصلتِ على هذه النوافذ؟”

 

مع هذه النوافذ الزجاجية، بدا المختبر أشبه بدفيئة.

 

“لقد ضغطت على صاحب السعادة.”

 

كانت إجابة كيريل مقتضبة. بدت نينا وكأنها على وشك الإغماء.

 

بعد كل شيء، هناك سبب يجعلني أتناول البطاطس فقط.

 

لم يكن مختبر كيريل معقداً وكان كل شيء منظمًا..

 

كانت الزجاجات الموجودة في الخزانة والتي تحتوي على مسحوق الأعشاب المجففة تحمل علامات أسماء أنيقة.

 

“والآن، هذا هو..”

 

نينا، التي تلقت كومة من أوراق تقرير كيريل، شعرت للحظة أنها عمياء..

 

“كيريل، أعلم أن كتابتكِ سيئة، لكن أليس هذا سيئاً جدًا؟”

 

“اوه، هل أعطيتك النسخة الأصلية؟ هذا هو الملخص.”

 

أخرجت كيريل وثيقة أخرى. تمكنت من قراءتها بوضوح هذه المرة. وأعربت نينا عن تعازيها للمخطوطة..

 

“لا أعرف إلى من ستعطينها، لكنني اخترت فقط المعلومات التي لا أمانع عرضها للعالم الخارجي.”

 

أومأت نينا برأسها على كلمات كيريل. لم يكن هناك سوى شخص واحد يتبادر إلى ذهني…

 

 بطل الرواية الذكر…

 

في جزيرة الحجر الأزرق.

 

يُطلق على السحرة هنا اسم الحكماء، ويعيشون معًا في جزيرة تسمى “الحجر الأزرق”.

 

“هل لديكِ نسخة أخرى؟”

 

“نعم، يمكنكِ أن تأخذيها.”

 

“أوه صحيح ، كيريل، سأذهب إلى الغابة الأرجوانية، هل لديك شيء تحتاجينه من هناك؟”

 

“بالطبع.”

 

أخرجت كيريل بعناية قائمة بالأشياء التي كان عليها القيام بها. ارتبكت نينا لأن الورقة كانت مهترئة والحروف غير واضحة، مما يوضح أن القائمة قديمة..

 

“متى كتبتِ ذلك؟”

 

“منذ وقت طويل لأنه لم يسأل أحد هذه المرأة العجوز إذا كانت بحاجة إلى أي شيء، لذا تركها هناك طوال هذا الوقت.”

 

نقرت كيريل على لسانها وقالت: “الأطفال هذه الأيام، تسك”. ابتسمت نينا وأخذت القائمة.

 

“شكرًا لك على انتظارك اياي، كيريل.”

 

“هممم.”

 

شخرت كيريل ولوّحت لي بالمغادرة. غادرت غرفة البحث حاملة التقرير.

 

عندما قرأت التقرير في غرفتي، أدركت أن أدريان كان يستعد جيدًا لفترة طويلة..

 

لا أصدق أن أحدًا لم يخبرني بهذا الأمر من قبل. حسنًا، صحيح أننا التقينا للتو بعد عامين من الانفصال..

 

عثر أدريان على جميع النباتات التي زرعتها في الحديقة وأرسلها إلى كيريل، والتي لم تضع الوقت وقامت بزراعة الأصناف المهمة.

 

‘القمح والفاكهة الشفافة وشجرة الزيت …هناك أيضًا العديد من الأعشاب الطبية. جيد.’

 

أخذت ني

نا قائمة الأعشاب التي طلبت منها كيريل الحصول عليها وغادرت إلى الغابة الأرجوانية.

 

عرض جان مرافقتها كنائب للقائد، فذهبا معا..

 

وكما هو الحال دائما، كان شعرها مربوطا بضفيرتين وترتدي زيها أسود. بعد وضع الأمتعة على الحصان، انطلق الاثنان…