رفع يده بعينين تلمعان ببرودة غريبة.
“سأنهي أمرك بلا ألم.”
قبض كفه في الهواء،
وإذا بالفضاء من حوله يتصدع.
كما لو أن زجاجًا أسودًا قد تحطم، بدأ الليل يتشقق بخطوط مرعبة.
شعور جارف اجتاحني: تلك الضربة لا يمكنني تفاديها.
لكن لماذا؟
لماذا المصنَّف الأول الذي التقيته نهارًا موجود هنا؟
هل يريد تحطيم منزلي؟
لا… هل يريد قتلي أنا؟
الارتباك التام هو الشيء الوحيد المؤكد.
[تماسكي يا سيدتي.]
كان صوت أودوكسيني هو من انتشل عقلي الذي كاد يتطاير بعيدًا.
[إن بقيتِ هكذا، فستُسحقين مع المبنى.]
راح يدور حولي بقلق شديد.
[سيدتي… لا بد من أن تردّ.]
رد؟! يريدني أن أقاتل بايك هيدو؟
لم يخطر ببالي يومًا أن أجد نفسي في موقف كهذا.
فالمعارك بين المستيقظين محظورة بالقانون.
لكن… هل هذا وقت التفكير بالقوانين؟ الموت يحدق بي!
في لحظات خاطفة دارت آلاف الأفكار برأسي.
هو لم يرَني بعد… الآن فرصتي الذهبية لأضرب أولًا.
لكن إن فعلت… ماذا بعد؟
[سيدتي!]
ألحّ أودوكسيني، لكنني لم أتحرك.
قدراتي كـ زعيم يجب أن تبقى الملاذ الأخير.
إذن… ما هو الخيار الأفضل الآن؟
الإجابة كانت واضحة.
التحدث.
أنا إنسان، وهو كذلك. لا وحش بيننا.
“انتظر!”
قفزت إلى الخارج، بين أنقاض المبنى المنهار، وظهرت أمامه.
توقف بايك هيدو مذهولًا، وعيناه تتسعان حين رآني.
نظراتنا تلاقت في الهواء، مشهد يثير شعورًا غريبًا من ديجا فو.
توقف في مكانه، ثم خفض يده.
الصدوع في الجدار اختفت في الحال.
هبط أمامي وقال:
“أنت… ألستِ أنتِ من التقيت بها في الزنزانة نهارًا؟ لماذا أنت هنا؟”
هل إذًا لم يكن يقصدني أنا؟ على الأقل لم يكتشف حقيقتي.
زفرت براحة، ثم واجهته بحزم:
“بل قل أنت! لماذا هاجمتني فجأة؟!”
أجاب بارتباك:
“لقد… شعرت بطاقة مظلمة وقوية هنا. ليست وحشًا، لكنها شيء آخر…”
…ماذا؟
هل يقصد أودوكسيني؟
نظرت سريعًا إلى ظلي تحت ضوء القمر.
عيناه الصغيرتان كانتا تلمعان من الداخل.
نعم… لقد سمحت له بإطلاق هالته.
ولسوء الحظ، هو من التقطها.
أشرت إليه ليخفي أثره، فأومأ برأسه.
فتظاهرت بالجهل:
“أي طاقة تقصد؟ أمازلت تشعر بها الآن؟”
“لا… ليس بعد الآن.”
بدت نبرته مشوشة.
“غريب… غير معقول.”
لحسن الحظ، كان أودوكسيني قد سحب هالته في الوقت المناسب.
ثم التفت إليّ بجدية:
“آسف إن أخفتك. لكن هذه المنطقة ضمن نطاق مسؤوليتي. لذلك أرجو أن تجيبي… لماذا أنتِ هنا؟”
كانت عيناه تمعن النظر بي بريبة.
ومن وجهة نظره، فهذا منطقي.
مصنفة ذات رتبة F ، تعيش بمفردها، في منطقة محظورة؟ غير طبيعي أبدًا.
ثم قال بنبرة تحقيق:
“عادة، من يدخل هذه المنطقة يكون أحد اثنين: إما يخفي أمرًا خطيرًا… أو يستعد لارتكاب شيء ما. فأيّهما أنت؟”
كلماته وخزتني.
أنا لم أختر أن أصبح زعيم برج.
لم أطلب هذا.
رفعت رأسي لأواجهه:
“لا هذا ولا ذاك. أنا جئت لأعيش فحسب. لا أسرار مظلمة ولا نوايا خبيثة.”
“الكلام وحده لا يكفي.”
بقيت نبرته رسمية باردة.
كم كان لطيفًا في الصباح… أما الآن فهو قاسٍ كالمحققين.
قلت بحدة:
“وماذا تريد إذن؟ أن أفتح رأسي وتقرأ أفكاري؟”
صمت قليلًا ثم أجاب بهدوء:
“بسيط. ترافقينني إلى إدارة الرقابة. هناك نتحقق من هويتك، وإن لم يظهر شيء، فالأمر ينتهي عند تلك النقطة.”
تجمدت.
لا… هذا أسوأ ما قد يحدث.
إن تحققوا بدقة، قد يفضح أمري، وقد يظهر أنني زعيم برج.
لكن إن رفضت؟ فسأثير شكوكه أكثر.
“ألا يمكنك استخدام بصيرتك هنا؟ أنت مصنَّف S، لا بد أنك قادر.”
“ما أراه يتعلق بالاستيقاظ فقط. لا بالجرائم ولا بالهوية.”
“لكن الوقت متأخر، والإدارة مغلقة الآن، أليس كذلك؟”
ابتسم بفتور:
“قسمنا يعمل 24 ساعة. الشقوق قد تفتح في أي وقت.”
تبا… لا مهرب.
ظل يرمقني، وأنا ألوذ بالصمت.
حينها سأَل بحدة:
“هل هناك سبب يجعلك ترفضين الذهاب؟”
أجبت ببرود متصنع:
“طبعًا لا. لما قد يكون هناك سبب؟”
“إذن… فلنذهب.”
مد يده نحوي.
كان رفضي الآن يعني اعترافًا ضمنيًا.
فأمسكت بيده بتردد.
لكنه تمهل قليلًا وقال بصوت أكثر رقة:
“لا أريد أن أسيء إليك. لكن الحذر واجب… لمصلحتنا معًا. خصوصًا إن كنت تنوين العيش هنا فعلًا.”
يا للمفارقة! يجبرني على الذهاب، ثم يكلمني بهذه الطيبة.
كدت ألين له، لكن فجأة…
رنّ صداع مدوٍّ في رأسي، وغشي بصري ظلام دامس.
لقد فعّل مهارته.
♤♧♤♧♤♧♤
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 18"