“يدك… إنها تنزف دماً.”
“آه.”
يبدو أن الجرح في كفّي قد فُتح مجدداً وسط هذه الفوضى.
ومع أنني استخدمت <التطهير>، إلا أن هذا الجرح لم يلتئم. ربما لأن حالة المعركة لا تزال مفعّلة.
أخرج بايك هيدو من جيبه منديلاً، ووضعه في يدي قائلاً:
“ينبغي أن تُعالجيه فوراً، هناك المعالجون بالقرب.”
لكن عندها دوّى صوت موظف آخر من الخلف:
“الصياد بايك هيدو! يجب أن ترى هذا فوراً!”
“آه، حاضر.”
أجاب، ثم التفت إليّ مرة أخرى:
“انتظري قليلاً فقط. سنقوم بإيصالك إلى منزلك بأمان.”
“لا، لا. لا داعي لذلك، يجب أن أذهب حالاً.”
هززت يدي بسرعة رافضةً بشدّة.
“مع ذلك، من الأفضل أن ترافقينا. لقد ظهرت ثلاث شقوق طارئة في الجوار في آنٍ واحد، وما زال الوضع خطِراً.”
“ثلاثة؟ دفعة واحدة؟”
لقد كانت الشقوق الطارئة بحد ذاتها أمراً نادراً، فكيف بثلاثة في آنٍ واحد؟
“هل لا يزال بعضها قيد المواجهة؟”
“كلا، كلها عولجت بالفعل. لكن لا يمكن ضمان شيء.”
بأقل من ساعة على ظهورها، كانت الإدارة قد أنهت أمرها بسرعة مدهشة.
ومع ذلك لم أستطع قبول عرضه.
“شكراً، لكني سأذهب وحدي.”
لو قبلت مساعدته لعدت إلى البيت في لحظات.
لكن لا يمكن أن أطلب منهم إيصال شخص مثلي إلى منطقة خطرة.
“كما تشائين. لكن يجب أن تتلقّي علاجك.”
انحنى بايك هيدو قليلاً وغادر.
اقتربت إينيو، وهمست في أذني:
“أختي، يجب أن تحافظي على السر. سأفعل أنا أيضاً.”
أومأت بصمت، فأرسلت لي ابتسامة راضية ولوّحت بيدها قبل أن تركض نحو بايك هيدو.
انسحبت أنا بهدوء من بين الحشود الصاخبة، بالكاد وجدت طريقي للخارج.
لكنني لم أبتعد كثيراً حتى استوقفني صوت أحدهم:
“انتظري لحظة!”
كان يرتدي معطفاً أبيض عليه شارة خضراء يتوسطها صليب أبيض—رمز المعالجين.
“أنتِ ممن تأثروا بالشق، صحيح؟ يجب أن تتلقي العلاج!”
“لا بأس، لم أُصب بأذى.”
انحنيت سريعاً وتابعت طريقي.
جرحي في اليد ليس شيئاً يُعالج بالسحر، ثم إن إحساساً داخلياً أخبرني أن علاجات النور لا تناسبني.
فطبيعتي الحالية مشبعة بطاقة الظلام، وإن تلقّيت علاجاً منهم فقد ينقلب ضدي.
“لا يمكن! قد تكون هناك إصابات داخلية غير مرئية!”
أصرّ المعالج بحرارة.
وبينما كنت أبحث عن طريقة للتهرّب، دوّى صوت امرأة:
“دعهـا وشأنها.”
التفتّ، فوقع بصري على امرأة شابة ذات شعر أحمر مربوط. لحظة، هذا الوجه…
اتسعت عيناي دهشة.
إنها ما يونغ را، المعالجة الوحيدة من رتبة S في كوريا، ورئيسة جمعية ساي-يون هوي.
الشخص نفسه الذي ذكره بارك كي هيوك يومها.
المعالجون من رتبة S لا يتجاوز عددهم عشرة في العالم بأسره، وقدراتهم أشبه بالمعجزات.
وجودهم وحده يجعلهم موضع تبجيل، أقرب للمخلوقات الأسطورية.
خلعت ما يونغ را قناعها الواقي وقالت بنبرة واثقة:
“قالت لا، أليس كذلك؟ فلماذا تُصرّ؟”
“لكن… يدها تنزف!”
أشار المعالج المرتبك إلى يدي، والدم يغمر المنديل.
رفعت ما يونغ را بصرها نحوي.
“أتحتاجين علاجا؟”
“لا.”
“أأنتِ متأكدة؟ حتى مع أنني أنا من سيعالجك؟ قد لا تحصلين على مثل هذه الفرصة مجدداً.”
كلماتها كانت إغراءً قاتلاً، لكنني تماسكت وأجبت بحزم:
“نعم.”
“حسناً.”
ابتسمت ابتسامة ماكرة، ثم لوّحت بيدها:
“اذهبي إذن.”
لم تسألني أكثر، وكأنها احترمت قراري ببساطة.
***
غادرتهم بسرعة قبل أن يغيّر أحدهم رأيه.
لكن أثناء ابتعادي، سمعت أصواتهم خلفي:
“لم أتوقع أن تأتي الرئيسة بنفسها. ظننتكِ في الخارج.”
“لم أكن أنوي العودة، لكن من كان يتخيّل أن البرج الأحمر سيثير المشاكل؟”
برج؟!
توقف قلبي لحظة. أدرت رأسي ببطء.
واصلت ما يونغ را ببرود:
“علينا معرفة سبب إغلاقه. إنه أحد أهم موارد دخل نقابتنا.”
ارتجفت أوصالي من حدس سيء.
لو كانت نقابات كبرى مثل ساي-يون هوي بدأت التحقيق، فماذا سيحدث لو اكتشفوا الحقيقة؟
ارتسم القلق في داخلي.
“يجب أن أعود بسرعة إلى حي هيكتانغ دونغ.”
***
وأخيراً، خرجت من صخب المدينة، ودخلت أنفاق المترو المظلمة الموحشة.
【هل تودين إنهاء المعركة؟】
قفزت نافذة النظام فجأة أمام عيني.
“على أي أساس تظهر هذه النافذة؟” سألت ظلي.
[عندما يمضي وقت طويل دون قتال.]
“هل أستطيع إنهاء الحالة وقتما أشاء؟”
[بالطبع.]
اخترت “لا”. فما زلت في منطقة خطرة.
***
وبعد مسافة طويلة، وصلت إلى محطة هيكتانغ دونغ.
خرجت من تحت الركام لأرى مدينتي القديمة تحت سماء الغروب.
الطرقات متشققة كأن زلزالاً ضربها، الأبنية مائلة ومهملة، والحي موحش كمدينة أشباح.
لكن بالنسبة لي… كان هذا المكان المثالي للاختباء.
جلس ظلي على كتفي وسأل:
[سيدتي، هل أطلق طاقتي هنا؟ لقد ضاق صدري من كتمانها بين الناس.]
“افعل.”
أجبته بابتسامة خفيفة.
وفوراً، تصاعد الدخان الأسود من جسده، يملأ المكان بهالة رهبة باردة.
♤♧♤♧♤♧♤
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 15"