“ماذا؟ من ذلك التمساح؟”
[لا.]
“إذن من الذي في الأعلى؟”
[إنها قوة أقوى بما لا يقارن.]
إذن ما الأمر إذًا؟
أي طارئ جديد هذا مرة أخرى؟
لكن التمساح المرعب كان يقترب الآن بفمه المفتوح على مصراعيه، أليس الأجدر أن أتخلص منه أولًا؟
في تلك اللحظة، دوّى إنذار حاد في رأسي.
كييييييييييينغ.
حتى لو أردت تجاهله، كان صوته مرتفعًا إلى درجة يستحيل أن أتغاضى عنه.
توترت بشدة وأسرعت أستطلع ما حولي بعيني.
لكن المدهش أن كل شيء كان متوقفًا.
التمساح العملاق كروكاييل تجمد تمامًا في وضعية هجومه وفمه مفتوح، كأن الزمن قد توقف فجأة.
وبمجرد أن استوعبت ذلك، أدركت أن جسدي أنا أيضًا لا يتحرك.
ما هذه الظاهرة الغريبة؟
وخلف الجسد الضخم لـ كروكاييل رأيت شيئًا يتحرك.
كان ظلًا بشريًا يتقدم نحوي.
*رحبوا بمن ظهررر*
وفي هذا الفراغ الذي تجمد فيه كل شيء، حتى قطرات الماء في الهواء، بدا ذلك الظل أكثر غرابة وشذوذًا.
توقف تمامًا خلف جسد كروكاييل، مما جعله يختفي عن ناظري.
ما الذي يحدث بحق؟
ثم، مع صوت تشقق متتابع، بدأت شقوق تظهر على جسد التمساح.
وفي لحظة، تحطم الجسد الضخم وكأنه زجاج يتفتت.
مشهد لا يُصدق.
ومن بين شظايا جسد كروكاييل المتناثرة، ظهر وجه إنسان.
“هاه؟ أهذا الشخص….”
المفاجأة أنه كان شخصًا أعرفه.
لست أنا فقط، بل أي كوري لا يمكن أن يجهل اسمه.
إنه أحد الأحد عشر المصنفين S في كوريا، والأول بينهم جميعًا: “بايك هيدو”.
“لماذا يوجد هنا؟”
وفي جزء من الثانية التقت عيناي بعينيه.
عينان مسحوبتان للأعلى برقة، وشعر فضي مصفف بعناية.
وسامة مذهلة لا تترك للعين مهربًا.
وقد بدا هو أيضًا متفاجئًا حين رآني.
وفي اللحظة نفسها، عاد الزمن ليتحرك من جديد.
فقدت توازني فجأة وسقطت للخلف.
أما أشلاء الوحش المتناثرة فقد تلاشت كما يذوب الجليد.
كان بايك هيدو مستخدمًا لقوة التحكم بالفراغ، يملك القدرة على تفكيك كل ما يوجد داخل نطاق معين.
لم أتوقع أن أشهد تلك القوة بعيني مباشرة.
وسقطت نواة الشق التي كان الوحش يحتفظ بها في أعماقه على الأرض، محتفظة بشكلها.
اقترب بايك هيدو مني والتقطها بيده، ثم قال لي:
“هل أنت بخير؟”
“آه، نعم.”
أجبت بذهول على سؤاله.
“أعتذر. لقد تورطتِ في نطاق قدرتي.”
اعتذر لي بايك هيدو بكل احترام.
“لم أكن أتوقع وجود أحد هنا.”
ومن مسافة أقرب، ازدادت وسامته إشعاعًا.
رغم الظلام، بدا وجهه مضيئًا كأن بقربه مصباح.
يا لها من مفارقة، أن يجتمع لقب “الأول في كوريا” مع وجه كهذا!
لكن لماذا مثل هذا الشخص العظيم…؟
“لماذا أنت هنا؟”
خرج السؤال من فمي دون وعي.
“ماذا؟”
تساءل بنبرة مستغربة، ثم تردد قليلًا قبل أن يبتسم ابتسامة محرجة ويجيب:
“لأنها وظيفتي، بالطبع.”
حين سمعت جوابه، شعرت أني سألت سؤالًا في غاية السذاجة.
فهو صياد ينتمي إلى المؤسسة الحكومية “هيئة الإدارة”.
ومن الطبيعي أن تكون مهمته إنقاذ المدنيين.
أغلبية المُصنفين الأقوياء يختارون تأسيس نقابات مدعومة من الجمهور، أو يعملون كصيادين أحرار يتقاضون مبالغ فلكية.
آخرون يجنون الثروات والنفوذ بطرق شتى.
لكن بايك هيدو اختار أن ينتمي إلى الإدارة الحكومية، وأن يسخّر قوته للصالح العام.
وها هو اليوم هنا لينقذ من ابتلعهم هذا الشق المفاجئ.
“أنتِ مستيقظة إذن.”
قالها بعد أن رمقني بنظرة.
“هل أصبتِ بجراح؟”
“لا. أنا بخير.”
“إذن، هل ربما…”
توقف قليلًا، ثم أخذ نفسًا عميقًا وتابع:
“هل رأيتِ فتاة صغيرة؟ طولها تقريبًا هكذا…”
كان يقصد أونيو على الأغلب.
فأشرت إلى الأعلى وقلت:
“إنها بخير. إنها في الأعلى.”
“… فهمت. شكرًا لك.”
بدا على ملامحه ارتياح كبير بعد أن كانت مشدودة بالقلق.
إذن هو يعرف أونيو.
ربما كان هو الأخ الذي ذكرته من قبل.
“لكن، هل التقينا من قبل؟”
سألني فجأة.
أدهشني سؤاله، فعيناي اتسعتا.
أنا أعرفه جيدًا بالطبع، فمن في كوريا لا يعرفه؟ لكن هو… لماذا يظن أنه يعرفني؟ لا يُعقل أن يكون المُصنف الأول يختلق أعذارًا لمغازلة فتاة في هذا الموقف.
أجهدت ذاكرتي أحاول تذكر أي لقاء محتمل، لكن لم يخطر ببالي شيء، فأشرت برأسي نافية.
“أرى… لابد أنه كان مجرد وهم.”
قالها ببساطة، ثم رفع نواة الشق التي بيده.
“سأتخلص من هذه إذن.”
أومأت برأسي مؤيدة. فبمجرد تحطيم النواة، سيُغلق الشق تلقائيًا.
ثم تذكرت فجأة أودوكشيني، فألقيت نظرة حولي.
لو رآه شخص مثل بايك هيدو، صائد من الإدارة وذو رتبة أولى، لكانت مصيبة حقيقية.
لكن ذاك الكائن كان قد سبقني واختبأ في ظلي، ولم يُظهر سوى عينين صغيرتين صفراوين تومضان.
ضغط بايك هيدو على النواة، فتهشمت في لحظة.
وفي الحال بدأ المكان يهتز.
شعرت برأسي يطن كما حدث عندما دخلنا.
وكل شيء من حولي أخذ يتماوج.
الدوار يلف رأسي. أغمضت عيني بقوة.
بعد لحظات…
حين فتحت عيني مجددًا، وجدت نفسي في وسط شارع إسفلتي.
وحولي بقية الأشخاص الذين ابتلعهم الشق، حوالي عشرة أو أكثر.
عند انفتاح الشق، يُسحب الجميع إلى الداخل دون تمييز، لكن عند إغلاقه، يعادون إلى مكان واحد هكذا.
لكن أولئك الذين تعرضوا لـ أودوكشيني ما زالوا فاقدين للوعي، مطروحين أرضًا بلا حراك.
اقترب بايك هيدو مني وهو يمد يده قائلًا:
“هل تعرفين لماذا هم مغمى عليهم؟ يبدو أنهم ليسوا مصابين.”
أمسكت بيده ونهضت، لكنني أدرت بصري بعيدًا متجنبة النظر إليه.
“لا أعلم…”
وبعيدًا، كانت فرق هيئة الإدارة تقيم خطوط الحماية وتغلق الشارع.
تجمع الناس حول المكان بسرعة.
“انظروا! الشق انتهى!”
“لكن لماذا هناك كل هؤلاء المغمى عليهم؟ هل ماتوا جميعًا؟”
“الأخبار قالت أنه لم تقع إصابات!”
“إنه بايك هيدو!”
“أين؟ أين؟”
اندفع الصحفيون وطاقم قنوات تلفزيونية إلى الأمام، تومض كاميراتهم بلا توقف.
“تبًا، لو ظهر وجهي ستكون مشكلة.”
خفضت رأسي وأدرت جسدي بسرعة. أتمنى ألا أكون قد التُقطت.
ألقيت نظرة خاطفة، لكن لحسن الحظ، لم يكن لأحد اهتمام بي.
كل الأنظار والكاميرات كانت مصوبة على بايك هيدو وحده.
أما هو، فبدت عليه الخبرة الكبيرة بالتعامل مع مثل هذه المواقف. لم يبدُ عليه الانزعاج مطلقًا.
بل التفت قليلًا وأدرك موقفي الحرج، فوقف أمامي ليحجبني عن الكاميرات، بسلاسة تامة.
“لا تقلقِ. لن تُكشف هويتكِ.”
قالها بصوت خافت مطمئن.
لم يكن ثمة ما يستوجب اعتذاره، لكنني اكتفيت بهزة رأس.
وعلى مقربة، كان رجال يرتدون أردية عليها شعار البومة البيضاء ينشطون بجد.
إنها جمعية سايونهوي، المنظمة الداعمة المكونة من الداعمين فقط.
كانوا يساعدون موظفي الإدارة في فحص المغمى عليهم، بل وعالجوا امرأة متوسطة العمر مصابة بكسر في رجلها.
“غريب… ما الذي أتى بجمعية سايونهوي إلى موقع كارثة؟”
كانوا مشهورين بأنهم لا يتحركون إلا إن كان لهم منفعة مباشرة.
في تلك اللحظة، سمعت صوتًا مألوفًا ينادي من الخلف.
“أوبا!”
إنها أونيو. هرعت إلى بايك هيدو وارتمت في حضنه.
“أونيو يا صغيرة.”
أحاطها بذراعيه بشدة. ثم انحنى قليلًا حتى تلاقت عيناه بعينيها، وأمسك كتفيها.
“هل أنت بخير؟ هل أصابك شيء؟”
سألها بوجه يفيض بالقلق.
“آسف لأنني تأخرت.”
“لا بأس. لم يحدث لي شيء.”
كان واضحًا من أول نظرة أنهما مقربان جدًا.
هل هما شقيقان؟ لكن ملامحهما لا تتشابه، وحتى ألقابهما مختلفة.
“لكن… أونيو، ما هذا؟”
أشار إلى بقع الدم على ثيابها.
كانت من أثر “مطر الدم” الذي استدعيتُه أنا.
ثيابي السوداء لم تُظهر البقع بوضوح، لكن ملابس أونيو كشفتها.
رمقتني أونيو بخفة، فارتبكت وابتسمت ابتسامة متكلفة.
“ليست دمائي. أنا لم أُصب.”
لم يبدُ مقتنعًا تمامًا، لكنه لم يُلح أكثر.
“حسنًا. لكن يجب أن تُعالجي على أي حال.”
ضمها مجددًا وربت على رأسها بعطف.
وقفت أتأمل المشهد المؤثر للحظة، ثم استدرت بعيدًا.
لم يعد هناك ما يربطني بالمكان.
وكلما طالت مدة بقائي، زادت احتمالات انكشاف أمري.
الأسوأ أن أصادف أحد أفراد نقابة توشين. فلو عرفوا أنني ما زلت حية، فستكون كارثة.
“انتظري قليلًا.”
ناداني بايك هيدو من الخلف فجأة.
♤♧♤♧♤♧♤
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 14"