أيْدِن أطرقَ متفكّرًا في كلماتِ جوليا، ثم أطلقَ ضحكةً خافتةً يملؤها الذهولُ والعجزُ عن التصديق.
[يا لها من جدّةٍ قاسية!]
كانت تستخدم استعاراتٍ زهريةً مثل نسيم الربيع والبتلات، لكن في النهاية، كان الهدف منها هو التلاعب بقلب الآخر لتحقيق مصالحها الخاصة، ثم تلطيف الأمور بلطف وإنهاؤها بمجرد أن تُحقّق غرضها. وبعبارةٍ أخرى، لا تُسحقهم لاحقًا بلا سبب.
شعرَ أيدن بإرهاقٍ عميقٍ لا تفسيرَ له، إذْ إنَّ روحَهُ المجرّدةَ لا تعرفُ التعبَ الجسديّ، ومع ذلك كانَ يستشعرُ ثقلهُ في أعماقه.
سواءٌ أكانت الحفيدةُ التي تجنّبتِ السقوطَ لأنها رأتْهُ قادمًا، أم الجدّةُ التي أوصتْهُ أنْ يبسطَ سجادًا تحتَ ورقات تتساقطُ من علوّ، أم تلك المرأةُ التي تحملُ اسمَ دينتا — فكلُّ واحدةٍ منهنّ كانتْ لغزًا يصعبُ التعاملُ معه.
غادرَ أيْدِن الغرفةَ، فيما ظلّتْ جوليا منحنيةً خلفَه في خضوعٍ صامت.
راحَ يتجوّلُ في الممرّاتِ بخطواتٍ لا تعرفُ وجهتَها، كما لا يعرفُ قلبُهُ المضطربُ سبيلًا إلى الطمأنينة. ولمّا تنبّهَ، وجدَ نفسَهُ واقفًا أمامَ بابِ غرفةِ ليلي دينتا.
توقّفَ هناك لحظةً، يحدّقُ بالبابِ كأنّه يحدّقُ في قلبِه.
تملّكهُ دافعٌ جامحٌ لأنْ يقرعَ البابَ بلا رحمة، أنْ يطرقَهُ بعنفٍ كمنْ يخوضُ معركةً، ويصرخَ فيها.
“أتظنّين أننّي سأبقى مجرّدَ جرحٍ في ذاكرتِك؟”
راودَهُ أنْ يسألَها صراحةً إنْ كان في قلبِها — ولو شُعاعٌ خافت — من رغبةٍ تجاه دوقِ كاشيمير… أو نحوه هو.
لكنّه كتمَ تلكَ الرغباتِ في صدرِه، وأدارَ ظهرَهُ مبتعدًا عن الباب، وقد عزمَ أنْ يبتعدَ عنها ما استطاع.
‘أفهمُ الآنَ ما يخشونه.’
حدّقَ من النافذةِ المظلمةِ، فلم يكن فيها حتى القمرُ يطلّ.
‘كم من عاشقينَ مجّدَهُم الناسُ لأنّ حبَّهما تخطّى الفوارقَ الطبقيّة، ثم انتهتْ قصّتُهما بفضيحةٍ!’
قلّما وصلَ أحدُهم إلى الاتحادِ حقًّا، وإنْ حدثَ، فإنّ المصيرَ كان أقسى.
كم من ملكةٍ أو سيّدةٍ نبيلةٍ وُلدتْ من عامةِ الناسِ، ثم نبذَها المجتمعُ فآلتْ إلى وحدةٍ مريرة.
لو أنّ الحبَّ بقيَ وحدَه، لربّما كانَ احتمالُ الألمِ أهون.
“لونُ روحِك لا يبدو عَكِرًا… لستَ مريضًا، أليسَ كذلك؟ كان بإمكانِك أنْ توقظَني. يا إلهي… هل نجرّبُ طريقةَ التأمّلِ الروحيّ التي استخدمتُها لجلالتِه؟ إنّها فعّالةٌ جدًّا!”
كانتْ ممثّلةً بارعة، لكنَّ أيْدِن — وقد أصبح يرى بعينِ مَن يُحبّ — التقطَ ذلكَ التردّدَ الخفيَّ خلفَ نظراتِها اللطيفة.
المسافةُ بينهما كانتْ أبعدَ بثلاثِ خطواتٍ من المعتاد، والهواءُ بينهما مشحونٌ بتوتّرٍ غريب.
هذانِ الشيئانِ معًا أذابا ما تبقّى من عقل ايدن المنهك، وفكّر بعصيانٍ جريء.
‘حسنًا، هي لا تُحبّني إلّا بقدرٍ يسمحُ لها بالتفكير في التخلّي عنّي. إذًا، كلّ ما عليَّ فعله هو أن أجعلها تُحبّني إلى حدٍّ يجعل فكرة التخلّي عنّي مستحيلة.’
حدّقَ أيْدِن فيها بوضوحٍ لم يخفِ شيئًا، بينما تصاعدَ الاحمرارُ إلى وجهِها كاللهيب.
—يتبع.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 45"