لكن لحسن الحظ، بدلًا من الإلحاح، اكتفى بالتحديق في الخاتم بنظرة باردة وقال.
[بالطبع… قد تظل روح يوليوس مفيدة.]
أومأت ليلي سريعًا، خشية أن يغيّر رأيه.
“بالضبط! إن فكّرنا في تصرّفات جلالته المريبة، فلا بد أنه متورّط في أمر ما، ويجب أن نكتشفه. ربما نتمكن من فهم طريقة عمله من خلال الخاتم.”
يبدو أن وولفرام وجوليا وافقاها الرأي، لكن آيدن ظلّ متجهم الوجه.
[ليلي، المسألة الحقيقية هي سلامتك. لا يمكنني التواصل مع يوليوس حاليًّا، لذا لا بد أن يتواصل معه شخص آخر. ومن الواضح أنّ هذا الشخص سيكون أنتِ، سواء أردتُ أم لا.]
نظر إلى ليلي بجدية.
[لكن حتى الاحتفاظ به لفترة قصيرة جلب لكِ الخطر. علينا أن نُعالج هذه المشكلة أولًا. إن أصابك مكروه آخر، فلن أحتمل.]
اتّسعت عينا ليلي من وقع كلماته الصادقة.
‘أيـ، أيقول مثل هذا الكلام أمام الآخرين؟ آه، لحظة، أنا الوحيدة التي أسمعه… ومع ذلك، من يقول مثل هذا علنًا؟‘
وبينما كانت تحدّق بشرود، سألها وولفرام عمّا يدور بينهما.
انتبهت ليلي لنفسها ولعبت دور مترجمة الأرواح.ظ
“قال سموّه إن الخاتم خطير. لا يمكننا التخلّص منه، لكنه يشكّل خطرًا أيضًا، لذا علينا أن نجد حلًا أولًا.”
“على الأقل، الطاولة لم تتشقق.”
قالت جوليا بهدوء.
نظرت ليلي إلى الطاولة. حتى الآن، كانت منشغلة بالخاتم فلم تلاحظ، لكنه ظلّ هناك دون أن يتسبّب بشيء. لم تنشق الطاولة أو تتآكل. لقد استقرّ ببساطة فوقها.
تحدث وولفرام.
“يبدو أن آثار الخاتم تقتصر على حامله.”
[ليس علينا أن نُبقيه معك. يمكننا نقله إلى مكان مغلق حيث يسهل العثور عليه إن حاول الاختفاء.]
أضافت ليلي رأيها.
“بالنظر إلى احتمال انفجاراته العاطفية، من الأفضل الاحتفاظ به في مكان بعيد عن المباني الرئيسية، حيث لا يلاحظ أحد الفوضى.”
اختار وولفرام بسرعة مبنًى فرعيًا مناسبًا. وبعد مناقشة طريقة النقل، تبقى فقط كيفية التحدث مع يوليوس بطريقة مجدية.
وصفت ليلي ردود أفعال روح الإمبراطور حتى الآن، ثم أضافت.
“على الأقل، هو يصرخ أو يحاول الهرب بدلًا من تدمير الأشياء. لكن بصراحة، حتى لو خصصنا له مكانًا مناسبًا، لا أظن أننا سنتمكن من الحديث معه بشكل طبيعي. حتى الآن، كل ما سمعته هو: ‘أعيدوا لي جسدي‘ و‘خاتمي‘.”
“تمهلي. لنرتّب الأمور.”
رفع وولفرام يده مقترحًا.
“أولًا، كلّ من روح جلالته وسموّه مرتبطتان بعناصر الحماية الخاصة بهما. وهذا يعني أنهما لا يستطيعان مغادرة المكان الذي توجد فيه تلك العناصر، أو الابتعاد عنها. صحيح؟“
“ووميض عنصر الحماية يتزامن لحظيًّا مع حالة الروح. آه! الآن وقد تذكّرت، حين لمستُ الوميض، تفاعل جلالته فجأة!”
“حقًّا؟“
“نعم، أمسك برأسه فجأة.”
[اختبري الأمر مجددًا.]
عند اقتراحه الهادئ، ترددت ليلي.
“أمـ، أمم، لكن جلالته ليس هنا الآن…”
[لكن عنصر الحماية خاصتي موجود.]
“هل توافق على هذا؟“
أومأ آيدن برأسه. فتناولت ليلي مسبحته ووضعتها في راحة يدها اليسرى، مستغرقة في وميضها.
حدّقت فيها برهة، ثم نظرت حولها.
“سأختبر باستخدام عنصر سموّه. أمم، ألا ينبغي أن يقوم أحد غيري—”
[افعليها أنتِ.]
“آنسة دينتا يجب أن تكون أنتِ.”
“على الأرجح لا يريدني أنا.”
جاءت الردود الثلاثة في اللحظة ذاتها، وكانت كما توقعت.
أخذت نفسًا عميقًا. لم تكن إلا مسبحة، لكن يديها كانتا ترتجفان.
“حـ، حسنًا، ها أنا أبدأ.”
لمست ليلي اللؤلؤة بطرف إصبعها، ثم نظرت إلى وجه آيدن.
كان يعقد حاجبيه ببعض الحيرة.
اكتسبت جرأة أكبر وفركت الوميض باستخدام الإبهام والسبابة والوسطى.
[انتظري.]
أوقفها آيدن على عجل. وضع يده على فمه وقد بدت عليه الحيرة.
[آه… إذًا هكذا يشعر المرء… همم… ليلي، فلنحاول ألا نلمسه مباشرة إن أمكن.]
[همم. على أي حال، بما أننا تأكّدنا أنّ الخاتم متزامن تمامًا مع الروح، يمكننا الاستفادة منه.]
وأشار إلى المسبحة التي لم يستطع لمسها.
[عنصر الحماية يكبح الروح ضد التعاويذ الهرطقية. إن استطعنا تقوية الطاقة الإلهية داخلها، فقد يؤثر إيجابيًّا في الروح المرتبطة بها. إن تنقّت روح يوليوس وعادت إلى حالتها المستقرة، فسيُصبح من الأسهل التواصل معه.]
سألت ليلي وولفرام.
“هل يمكننا الحصول على بركة أخرى من الكاهن الأعلى لعنصر الحماية؟“
“من المستحيل إحضار الكاهن الأعلى إلى هنا. لا يغادر الكاتدرائية مطلقًا. لكن سأحاول جلب بعض الماء المقدّس. وإن لم ينفع، فسنضطر إلى حمل العنصر إلى هناك بأنفسنا.”
وبهذا، تمّ التعامل مع المسائل العاجلة. وقرّروا مراقبة حالة يوليوس في الوقت الحالي وتخطيط الخطوات التالية وفقًا لذلك.
لكن واقعيًا، حتى إن عاد يوليوس إلى وعيه، فليس من السهل توقّع تعاونه الطوعي.
فهو ذلك الذي كان يصرخ ويهرب لمجرّد رؤية آيدن.
التعاون كان أمرًا مستبعدًا. لا بد من استراتيجية.
‘في الروايات… ماذا يفعل الناس عادةً في مثل هذه الحالات؟‘
فتحت ليلي دفاتر معرفتها الوحيدة: الأدب.
من قصص الأطفال إلى تلك الروايات السرّية التي يتداولها محبّو الكتب في الخفاء. من بينها، كانت هناك العديد من الحكايات حيث تخدع البطلة رجلًا قويًّا.
وهكذا، تذكّرت ليلي الاستراتيجية التي كانت غالبًا الأكثر نجاحًا مع الأبطال.
‘هذا هو! فخّ العسل! سأستخدم فخّ العسل!’
***
لكن للأسف، لم تستطع ليلي تنفيذ خطتها الكبرى فورًا. فبوجود الضيوف في منزل الدوق، لم تكن قادرة على فعل أي شيء يلفت الأنظار.
ولحسن الحظ، غادر الإمبراطور المزيّف في اليوم التالي بعد أن عبث بالمكان. بدا أنه قرّر المغادرة بمجرد أن عاد خالي الوفاض.
ورغم أنه لم يمكث سوى ثلاثة أيام، شعرت ليلي وكأنهم قضوا هناك ثلاث سنوات.
كانت في حالة توتر دائم، تخشى أن يكتشف أحد روح آيدن، أو الأسوأ، أن يقتحموا جناح الخدم بحثًا عن عنصر الحماية.
لكن لحسن الحظ، لم يحدث شيء من ذلك، وانشغل الخدم الآن بتنظيف آثار مغادرة الزوار.
رفعت ليلي أكمامها وبدأت في المهمة التي كانت تؤجلها.
نقل المكتب من المبنى الرئيسي إلى الجناح الشرقي، قبل بدء الترميمات الكبرى.
لتكون دقيقة، كانت ترتّب دفاتر الحساب، والكتب، وسائر الأشياء التي ملأت الصناديق.
لكنها لم تكن تقوم بذلك كخادمة. وهنا تأتي المفاجأة!
فقد تخلّت عن زيّ الخادمات!
بعد أن نقل وولفرام طلب آيدن الحازم إلى أنجيلا، تم الاتفاق على نقل ليلي من قسم الخدم لتصبح مساعدة المساعد.
الآن، باتت ترتدي ملابس عادية، وتملك غرفةً خاصة بها بجانب غرفة جوليا في الجناح الشرقي.
وأصبح أغلب العاملين ينادونها الآن، ‘الآنسة دينتا.’
كانت تعمل بجد، تؤدي دورها في ترتيب المكتب.
[ليتني أستطيع العثور على جسدي بسرعة، حتى أساعدك.]
تفاجأت من كلماته، والتفتت لترى آيدن وهو يقلب أحد الصناديق بحنين.
كان قد طلب منها من قبل مساعدته في استعادة جسده، لكنها المرة الأولى التي يقول فيها صراحة إنه يريده لنفسه.
دهشت ليلي.
‘هل هو متلهف لهذه الدرجة لأنه لا يستطيع مساعدتي في الأعمال آه، مهلاً — لم أعد خادمة… لكن حتى لو امتلك جسدًا، لن أطلب من الدوق أن يفرز الصناديق…’
ومع ذلك، لم ترَ حاجة لإفساد تلك المشاعر النبيلة التي يحملها النبلاء.
يكفيها أن تعلم أنّ قلبه… في مكانه الصحيح.
“لقد أعنتني أكثر مما تتخيّل.”
قالت وهي ترفع كومة كتب بين ذراعيها.
“تلقيتُ أكثر مما حلمت به… بل أكثر مما أستحق.”
[أكثر مما تستحقين؟ قياسًا على ما بذلتِه من جهد، فذلك لا يُقارن.
بصراحة، أتمنّى لو كان بوسعي أن أجعل شخصًا آخر يقوم بهذه المهام بدلًا منك…]
“لو فعلتَ ذلك، لتحطّمت سمعتي. سيقول الناس إن ليلي دينتا تكبّرت لمجرّد أنها خلعت مئزرها.”
[كنت أعلم أنكِ ستقولين ذلك.]
تنهد آيدن تنهيدة خفيفة، ثم انحنى قليلًا وأدخل يده في الصندوق، يعبث فيه بلا جدوى.
حركاته ذكّرت ليلي بقطة تداعب كرة صوف، فلم تستطع كتمان ضحكة خافتة.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 31"