استمتعوا
“ها، ولكن سيدي الصغير… أنتما لا زلتما صغيرين، ولا يمكنني أن أترككما وحدكما وأغادر.”
قالت المربية، وقد ارتسمت على وجهها ملامح الارتباك الشديد.
“لكنكِ قبل قليل تركتينا دون مشكلة. هل هذا يعني أنكِ لا تشعرين بالقلق عندما يكون دويون هنا، ولكنك لا تطمئنين إن كنتُ وحدي؟“
“…!”
شحب وجه المربية حتى كاد يصبح رمادياً.
‘انظري إليه فقط. يدرك مكانته جيدًا ويستغلها بمهارة لتسيير الأمور على هواه.’
نظرت هينا إلى بايك جايهيون، وقد خيّم عليها شعور بالكآبة.
‘كيف يمكن لطفل صغير أن يلهو بمشاعر الآخرين بهذا الشكل؟‘
لقد أدرك تمامًا أن المربية قد تُطرد من عملها إن أغضبت حفيد رئيس مجموعة تشونغيونغ، فاستغل ذلك ببراعة.
“آسفة، اوبا.”
“!”
“لم تكن مربيتي فقط من تركتنا، بل مربيتك أيضًا. ثم إن دويون بكى للتو على أمر بسيط، فمن الطبيعي أن تقلق مربيتي، أليس كذلك؟ فلا تلقِ اللوم عليها بسبب ذلك.”
“….”
نظر بايك جايهيون إلى هينا بدهشة، وكأنها فاجأته بكلامها.
“هل لديك ما تقوله لي؟ وإن كنتَ تريدني أن أُخلي لك المكان، فلا توجه التهم للآخرين، بل اطلب ذلك بأدب.”
“….”
“أنت أكبر مني، ألا تعرف هذا على الأقل؟“
واحمرّ وجه جايهيون فجأة من كلامها.
“آنسة…!”
أمسكت المربية يد هينا بقوة وقد ارتسمت على وجهها ملامح التأثر.
‘همم، لم أفعل ذلك من أجلها بالضبط، بل لأنني أكره التسلط والتعالي فقط… لكن لا حاجة لقول ذلك، أليس كذلك؟‘
بما أننا سنلتقي كثيرًا في المستقبل، رغبت في كسب بعض النقاط بهذه الطريقة أيضًا.
ابتسمت هينا ابتسامة طفولية وقالت برقة.
“اجوما، يبدو أن جايهيون لديه ما يقوله لي. هلّا تتركينا لوحدنا قليلًا؟“
“هاه؟ ولكن… إن حصل شيء ما، فإن الرئيس قد….”
“ألا يوجد هناك كاميرا مراقبة في الأعلى؟“
“!”
“هل تُسجّل الصوت أيضًا؟“
سألت هينا بابتسامة بريئة، مشيرة إلى إحدى الزوايا في السقف.
“آه، لا. لا تسجّل الصوت، لأسباب أمنية. جميع كاميرات المنزل على هذا النحو.”
“كنت أعلم ذلك.”
من غير المعقول أن تسجّل كاميرات منزل عائلة ثرية الصوت أيضًا، فذلك قد يعرض الكثير من المعلومات الحساسة للتسرب.
“شاهدي إذًا من خلال الكاميرا. وإن رأيتِ جايهيون يفعل شيئًا سيئًا، يمكنكِ حينها الركض نحونا.”
“لكـ، لكن…”
“وقبل كل شيء.”
توقفت هينا عن الحديث، ثم أدارت رأسها نحو جايهيون.
“أنا واثقة أن جايهيون لن يفعل شيئًا سيئًا لي. أليس كذلك، أخي؟“
اتسعت عينا بايك جايهيون بدهشة، ثم انحنى طرفاهما بابتسامة هادئة.
“بالطبع لا، هينا.”
***
وما إن خرجت المربية من الغرفة، وعلى وجهها ملامح قلق لا يمكن إخفاؤها، حتى سحب جايهيون الكرسي وجلس قرب هينا.
“هينا.”
“نعم؟“
“ما قصتكِ؟“
…؟
‘أي نوع من الأسئلة الفلسفية هذا؟‘
“ماذا تقصد؟“
“لم تكوني فتاة ذكية هكذا من قبل. ولم تكوني قوية لدرجة تبقين هادئة بعد أن تجعلين دويون يبكي.”
ابتسم جايهيون ابتسامة مرحة وقال.
“أنتِ كنتِ تحبين دويون، أليس كذلك؟“
هل هذا الصغير عمره عشر سنوات حقًا؟
يشعرني بشيء من المكر والدهاء…
“أخي، ألم تسمع أن قلب المرأة كالغصن المائل؟“
“هاه؟“
“على كل حال، ماذا يعرف طفل مثلك عن الحب؟ أنتَ لم تتجاوز العاشرة.”
“…أنتِ في السابعة.”
“لكن يُقال إن المرأة تبلغ عقليًا أسرع بكثير. فإن أخذنا ذلك بالحسبان، فأنا أتمتع بنضجٍ عقلي أكبر منك.”
نظر جايهيون إلى هينا بدهشة، لكنها اكتفت برفع كتفيها.
“كنتُ أحب دويون بالأمس، لكن لا بأس إن لم أعُد أحبه اليوم. قلبي ملكي، وأفعل به ما أشاء، أليس كذلك؟“
“… لا اعتراض.”
ابتسم جايهيون ابتسامة غامضة.
“لكن البالغين لا يرون الأمور بهذا الشكل. فهم يريدون تزويجكما، وقد بدأت الأحاديث عن زواج سياسي بالفعل.”
“….”
نعم، تلك هي المشكلة فعلاً.
قد أستطيع السيطرة على الصغير دويون بسهولة، لكن جده الرئيس بايك، أو جدي الرئيس هونغ، فلن يعيروا كلمتي أي اهتمام.
حتى لو قلت إنني أكره دويون، وحتى لو قال هو إنه يرتجف مني، فذلك لن يغير شيئًا في نظر الكبار.
“حسنًا، نفكر في ذلك لاحقًا.”
“لا أعلم رأي رئيسكم، لكن رئيسنا سيسعى جاهدًا للتمسك بك.”
هاه؟
لماذا أنا بالتحديد؟ هناك كثير من فتيات العائلات الثرية.
“ما الذي تعنيه؟ لماذا أنا تحديدًا؟“
“لأن هناك مشاريع كثيرة في مجموعة هونغ إيل لا تملكها مجموعة تشونغيونغ.”
“!”
“إنهم يرغبون في علاقة تكاملية. فالزواج من خارج نفس القطاع أفضل.”
اللعنة.
“ها، لكن…”
“حتى لو رفضتِ دويون، فسيُحاول تقديمي بدلاً عنه. لأن هذا ما يفعله الرئيس.”
“…!”
“عدد الفتيان القادرين في عائلتنا قليل، لا يوجد سوى أنا ودويون… ولهذا سُمح لي أصلاً بالدخول إلى هذه العائلة.”
أوه.
نظرت هينا إلى جايهيون وقد بدا له وكأن هذا الحديث الثقيل لا يُسبب له أي ألم. وكان ذلك مفاجئًا.
نعم، جايهيون هو ابن الرئيس بايك هيونو، لكنه في الحقيقة… ابن غير شرعي.
ابن من علاقة غير مشروعة، لا من زوجته.
وسبب ضمه إلى سجل عائلة تشونغيونغ كان ببساطة ندرة الذكور في العائلة.
يا إلهي، لا بد أن السيدة شعرت بالغضب الشديد.
…ومن وجهة نظر الطفل، الأمر مؤلم قليلًا.
لكن مهلاً، حتى لو رفضتُ دويون، سيسعون لتزويجي من جايهيون؟
“لكنني لا أريدك أنت أيضًا. أرفضكما معًا.”
“….”
“….”
آسفة، جايهيون.
هذا اعتراف صفري متبوع برفض مباشر.
“أنا أيضًا لم أفكر قط في الزواج منكِ، هينا.”
“أعلم. أردت فقط أن أؤكد الأمور.”
ابتسمت هينا ابتسامة مشرقة.
‘فلتتذكر هذا إلى الأبد، ولا تنسَه مهما حدث.’
“…لكن لماذا؟“
“ماذا؟“
“هل يمكنني أن أعرف لماذا تكرهينني؟“
يا إلهي، تلك النظرة… حقًا حزينة.
ربما حتى لو كان شخصية ثانوية شريرة في الظل، فإن جزءًا من براءته الطفولية لا يزال حاضرًا.
أم أنه مجرد تمثيل أيضًا؟
“لأنك خبيث، وتحرّض الناس من الخلف. ألم يعلموكم في المدرسة أن هذا سيء؟ أن تسرق خطيبة أخيك؟ هل هذا مشهد من دراما صباحية رخيصة؟“
“أنا لا أريد أن أسرق أحداً… لكن، دراما صباحية؟“
“نعم. ألا تشاهدون دراما الصباح في منزلكم؟“
“…أظن أن السيدة تشاهدها، أما أنا فلا.”
يسميها السيدة لا أمي. هذا… مؤلم بعض الشيء.
“جرّب أن تشاهدها مرة. فيها كثير من الرجال الأشرار الذين يشبهونك. يمكنك أن تتعلم شيئًا منهم.”
“ماذا… أتعلم؟“
“أولئك الرجال السيئون كانوا يُظهرون بعض الاحترام عند تقديم عرضهم للزواج!”
“احترام؟“
“نعم! عندما تقترح الخطوبة، فاحمل معك جوهرة على الأقل! أنت لم تحضر شيئًا، لذا تم رفضك.”
“…لم يكن لدي أي نية لعرض الخطوبة أصلاً….”
هكذا هي الحياة، أيها الصغير!
إن أردت تقديم عرض زواج سياسي، فعلى الأقل تعال ومعك ألماسة من تيفاني وزنها 10 قيراط، كي يُمكنني أن أبدو مترددة في القبول.
“إذًا، إن أردت خطبتك… هل الجوهرة كافية؟“
“ماذا؟ ألم تقل إنك لا تفكر في خطبتي؟“
“…فقط أجيبيني. إن أتيتُ بجوهرة، هل ستقبلين؟“
“أوووه؟“
لا، لا تكفي.
هذا سيكون خسارة كبيرة.
“لا.”
“ماذا؟ لكنك للتو…”
“جدي يقول إن الزواج من أكبر قرارات الحياة. كيف لطفلة صغيرة ومحبوبة مثلي أن تتخذ مثل هذا القرار؟“
“…لم تكوني تبدين طفلة أبدًا حتى قبل لحظة.”
لكن لم يُنكر كونها محبوبة. نعم، هونغ هينا حقًا محبوبة.
“هل قرأت مانغا الممالك الثلاث، أخي؟“
هل الأطفال هذه الأيام يقرأون الممالك الثلاث؟
أنا قرأتها كثيرًا كمانغا عندما كنت صغيرة.
“قرأتها.”
جميل، كما هو متوقع من ابن عائلة ثرية، يبدو أن لديهم مكتبة كبيرة في المنزل.
“إذًا، ألا تتذكر ما فعله ليو بي للفوز بتشوغيليانغ؟“
“الفـ، الفوز به؟“
“ألا تعرف مصطلح ‘الزيارة ثلاث مرات‘؟ حتى من أجل مستشار، ذهب إليه ثلاث مرات متوسلًا. فهل تعتقد أن مجرد زيارة واحدة وكلمات خفيفة ستكفي لتنال يد خطيبة أثمن من أي مستشار؟“
حدق بها جايهيون بوجه فارغ تمامًا، لكن هينا ازداد وجهها إشراقًا بالنصر.
“رغم كل شيء، أنا الوريثة الوحيدة لمجموعة هونغ إيل. قال جدي. لا تبدأ تجارة إن لم تكن رابحة.”
…يبدو أنها اقتبست العبارة فعلًا.
“إن أردت عرض الخطوبة، جهز اقتراحًا رسميًا وقدمه. وإذا وافق أبي وجدي عليه، حينها سأفكر بالأمر.”
رغم أن ذلك شبه مستحيل.
فجايهيون، كابن غير شرعي، لا يملك أي فرصة حقيقية في وراثة الشركة، بينما دويون، الابن الشرعي، هو الوريث الفعلي. مكانتهما داخل مجموعة تشونغيونغ لا تُقارن.
“هذا أمر سهل.”
“هاه؟“
لا… ليس سهلاً إطلاقًا!
“الكبار دائمًا يريدون الشيء نفسه. فقط امنحهم المزيد من المال والمزيد من النفوذ، وسيوافقون.”
أهذا حقًا أمر سهل؟ أشعر فجأة بشعور بالحرمان النسبي.
“لكن، هينا.”
سأل جايهيون، للمرة الأولى، بنبرة جادة تمامًا.
“أنا أعلم ما يريده الكبار. لكن، ماذا تريدين أنتِ، هينا؟“
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 5"