يقتل أدريان؟

للحظة، انحبست أنفاسي في حلقي. ضغطتُ على أصابعي غريزيًا.

– ماذا لو آذى هارولد؟ ما مدى هشاشة طفلنا!

أنتِ تصفين رجلًا في الثانية والعشرين من عمره بالهش … … بطريقة ما، خفّ التوتر وأطلقتُ ضحكةً جوفاء. في تلك اللحظة.

– أنا قلقةٌ للغاية، لا أعرف إن كان الأمير حيًّا أم ميتًا!

ماذا؟

رفعتُ رأسي فجأة.

يعلم بايلور وأدريان أن لُــو هو الأمير المفقود. أليس هذا سبب مطالبتهما لي باستمرارٍ بقتله أو محاولة استرضائه؟

لكن …….

‘الإمبراطورة لا تعرف؟’

ظننتُ أن بايلور ربما تعمّد الصمت. ربما ظنّ أن هذا ملاذه الأخير، وأنه يمتلك لُــو كورقةٍ الرابحة.

‘كما هو متوقّعٌ من بايلور.’

نقرتُ بلسانني وأطلقتُ ضحكةً جوفاء.

– هاه؟ ما رأيكَ عزيزي، لنقتل أدريان أولًا. سأشعر بتحسّنٍ لو رحل!

تحدّثت الإمبراطورة بصوتٍ يكاد يكون لزجًا.

تساءلتُ عما سيقوله بايلور.

ضيّقت عيني، أنتظر كلماته التالية.

– ……نعم.

جاء صوت بايلور من الجهة الأخرى.

– سأفعل.

“…..”

أطلقتُ ضحكةً جوفاء أخرى.

لقد قتل ابنته، أزميرالدا، بيديه، والآن سيقتل ابنه، أدريان.

ماذا تعني له السلطة؟

ما الذي يعنيه العرش؟

تساءلتُ إن كان هناك خطبٌ ما في بايلور. إنه شخصٌ لا أستطيع حتى فهمه.

– حسنًا. لنتعامل مع أدريان أولًا، ثم نقتل الإمبراطور. ثم يمكنني اعتلاء العرش. حينها سيكون هارولد أكثر صمودًا مما هو عليه الآن.

بعد قليل، عندما سُمِع صراخ الإمبراطورة، ضغط داميان زرّ الجراموفون لإيقاف التسجيل.

“أليس هذا … يكفي …؟”

نظر إليّ بتردّد.

كانت خطتي الأصلية أن آخذ التسجيل إلى الصحيفة وأكشف مخطّطهم.

أُطِلع شعب الإمبراطورية على حقيقة الإمبراطورة وبايلور، ثم أُوقِف أفعالهم، ولو للحظة.

لكن ……

“ما سيحدث برأيكما للإمبراطورة وكاتاكل إذا انكشف هذا؟”

التفتُّ إلى داميان وبينكي وسألتُهما.

أجابا بوجهين محمرّين قليلًا.

“أعتقد أنهم سيهاجمون بكلّ قوتهم.”

“أعتقد … هذا صحيح.”

كما هو متوقّع.

هذا رأيي أيضًا.

الآن وقد انكشف كلّ شيء، قد يشعرون بالعجز ويُسرِعون في تنفيذ انقلابهم.

بعد الاستماع إلى حديثهم، لم يبدُ الأمر مُستبعَدًا تمامًا.

عبستُ ومرّرتُ يدي في شعري.

“إذن، لا يسعني إلّا فعل شيءٍ واحد.”

حتى دون أن أعرف أن لُــو هو الأمير المفقود، كانت مَهمتي واضحة.

“لقاء الإمبراطور.”

ضممتُ قبضتي وقلتُ.

“لنرسل هذا إلى الإمبراطور.”

* * *

لا أعتقد أن الإمبراطور يجهل تمامًا أفعال الإمبراطورة.

قد يكون لديه فكرةٌ عنها.

لذا، إذا أرسلتُ له تسجيلًا، فقد لا يُفاجَأ كثيرًا.

لكن ليس هذا هو المهم.

‘بل مَن الذي أَرسله.’

سيكون فضوليًا لمعرفة مَن يتجسّس على الإمبراطورة ويرسل له تسجيلًا يحتوي على خططها.

‘سيجدني.’

 في الواقع، كان ذلك أمرًا جيدًا.

لقاء الإمبراطور بهذه الطريقة سيمنحني فرصةً لمعرفة المزيد عن لُــو.

وقد أطّلع على خطط الإمبراطور المستقبلية.

‘لقد طلبتُ من بينكي أن تفعل ذلك، لذا سأعرف قريبًا.’

تمتمتُ في نفسي أن أنتظر بهدوءٍ حتى ذلك الحين، وسارعتُ. كنتُ أعرف أن العربة التي طلبتُها ستكون في انتظاري الآن.

حينها …

“يا إلهي. آنسة شارل.”

سمعتُ صوتًا خافتًا

شعرتُ بشيءٍ مألوف، فالتفتُّ، وبالفعل، رأيتُ وجهًا مألوفًا يقترب مني.

“لم أتوقع أبدًا أن نلتقي هنا. يا له من أمرٍ غير متوقّع.”

“…آنسة كاميلا.”

أجبرتُ نفسي على الابتسام وأنا أُحيّي كاميلا. لماذا هي هنا؟

“تبدين مستاءة. هل يُعقَل أنكِ لا تريدين رؤيتي؟”

“ماذا؟”

“أمزح فقط! هاها، أنتِ لطيفة.”

هذه ليست مزحة.

رفرفت جفوني بانزعاجٍ طفيف.

أكره كاميلا.

وليس فقط لأنها حاولت مغازلة لُــو.

كرهتُها أكثر من أيّ شيءٍ آخر، بسبب الطريقة التي قلّلت بها من شأني بطريقةٍ خفيّةٍ وتركتني عاجزةً عن الكلام. بل أيضًا لأنني لستُ بارعةً في التعامل مع الناس.

“هاها، سررتُ بلقائكِ. حسنًا، سأغادر الآن …”

حاولتُ المغادرة بهدوء، لكن …

“بالمناسبة، هل وصل السيد لُــو إلى المنزل بسلام؟”

تحدّثت كاميلا أسرع مني.

أدرتُ رأسي قليلًا ونظرتُ إلى كاميلا. كان هناك شيءٌ ما في ابتسامتها الساخرة جعلني أشعر ببعض الإحراج.

“حسنًا، لقد شرب كثيرًا ذلك اليوم. كنتُ قلقةً من أنه ربما واجه صعوبةً في العودة إلى المنزل.”

“….”

“قلتُ له إنه من الأفضل التوقّف، لكنه استمرّ بالشرب لأن الجوّ كان ممتعًا، صحيح؟”

عقليًا، كنتُ أعرف ذلك.

من المستحيل أن يفعل لُــو ذلك.

لكن بغض النظر عن الحُكم العقلاني، فاض بي الانزعاج.

“سمعتُ أنه لا يشرب كثيرًا مع الآنسة شارل، لكنه قال أنه يمكننا تناول مشروبٍ معًا أحيانًا.”

انفجرت كاميلا ضاحكةً.

أُفضِّل الشجار على الجدال كلاميًّا، لذا هذا لا يُناسبني. أجبرتُ نفسي على كبت انزعاجي ومرّرتُ يدي بين شعري.

“هذا لأنني بالكاد أستطيع الشرب.”

“أوه، فهمتُ.”

انخفضت حاجبا كاميلا، وارتسمت على وجهها تعابير ندم. آه، أشعر بشيءٍ غريب.

“إذن…”

اقتربت مني نصف خطوةٍ وقالت.

“هل يُمكنني مقابلة اللورد لُــو مجددًا قريبًا؟”

“…نعم؟”

“بما أن اللورد لُــو يبدو أنه يحبّ الشرب، فسأسمح له أن يكون رفيقي في الشرب. أنتِ تفهمين ذلك، أليس كذلك؟”

هل كان لُــو يحب الكحول؟ لستُ متأكدةً من ذلك. لكن المؤكّد هو أنني إذا رفضتُ هنا، فسأُعتَبر خطيبةً ضيّقة الأفق.

هاهاها.

ضحكتُ ضحكةً عميقةً وأغمضتُ عينًا واحدة.

أنا مضطربةٌ جدًا الآن بالفعل وفاض كيلي من الانزعاج، هل أترك عنّي طريقة سلوك النبلاء المهذّب لهذه الآنسة وأتشاجر معها مباشرة؟

عندها لمعت عيناي بحدّة.

“انتهى جدولي أبكر مما توقّعت، لذلك ظننتُ أنني سأضطرّ لاستئجار عربة، لكن مَن كان ليصدق أنني سألتقي بالآنسة شارل؟”

ظهر رأسٌ أشقر نحيلٌ فجأة من اللا مكان.

“حسنًا، هذا ليس شيئًا سيئًا. بل أفضل.”

إيفلين!

ها أنتِ!

⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄

ترجمة: مها

انستا: le.yona.1