في الحقيقة، الملابس التي أرتديتُها حصلتُ عليها من زملائي جارديان الذين كانوا سيتخلّصون منها.
والآن، لا يسعني إلّا أن أفكّر بجدية.
لماذا لم يخبرني أحدٌ أن هذه الملابس سيئة؟
ربما كنتُ منبوذةً بين جارديان…؟
بما أنني لم أكن أعلم أن زملائي كانوا خائفين مني لدرجة أنهم لم يتجرّأوا على قول أيّ شيء، لم يكن لديّ خيارٌ سوى التفكير بهذه الطريقة.
“لم تتمكن شارل من إحضار الكثير من الأمتعة لأنها أتت إلى العاصمة على عجلٍ بسببي. نرغب في توصياتٍ لملابس مناسبة للعاصمة. فساتين، قمصان، تنانير، بناطيل، كلّ شيء. آه، ونحتاج أيضًا إلى أحذيةٍ وقبعات.”
بينما كنتُ غارقةً في أفكاري، تحدّث لو إلى السيدات. فأسرعتُ بهزّ رأسي نفيًا.
“لا نحتاج كلّ هذا، إنه كثيرٌ جدًا.”
“يمكنكم التخلّص من الملابس التي ترتديها شارل الآن.”
“……”
آه.
عبستُ وشددتُ قبضتي على طرف التنورة دون سبب.
“حـ حسنًا! أهلاً بكم، سيد لو، آنسة شارل!”
“سنُظهِر جمالكِ الرائع بأبهى صورة!”
بدأت السيدات بالتحرّك بسرعة، مدفوعاتٍ بحماس، وجلبن حامل ملابس كبيرًا.
ثم شرعن في عرض القطع واحدةً تلو الأخرى قائلات.
“هذا قميصٌ مصنوعٌ من حريرٍ مستوردٍ من القارّة الشرقية. بتصميم ‘Leg of Mutton’ الأنيق الذي يعطي إحساسًا بالانسيابية.”
(Leg of mutton: أكمام ذات قمة كاملة مجمعة أو مطوية في فتحة الذراع ومدببة حتى المعصم حيث تبدو ككم عادي.)
صورة
“هذه التنورة سيعجبكِ أيضًا. تصميم ‘Bustle’ أصبح أقلّ حجمًا من قبل، ومصنوعٌ من الكتان لمزيدٍ من الراحة والإحساس بالبساطة.”
(Bustle: ملابس داخلية المبطنة أو إطار سلكي لإضافة الامتلاء أو دعم الستارة في الجزء الخلفي من فساتين النساء.)
صورة
بعد ذلك، تبادلن مصطلحات موضةٍ لم أفهم منها شيئًا.
في الحقيقة، كلّها بدت متشابهةً لي، لكن يبدو أن الأمر مختلفٌ بالنسبة لـلو.
بقيَ فترةً طويلةً يتأمّل الملابس بتعبيرٍ مفكّر، ثم قدّم لي بعض الفساتين.
“ما رأيكِ في تجربة هذه، شارل؟ بعد ذلك، يمكننا تحديد ما إذا كنا سنعدّلها أو نصنع واحدةً جديدة.”
نظرتُ إلى الفساتين الممدودة أمامي.
“أجرّب… كلّ هذه؟”
“نعم. بعد ذلك، يمكنكِ اختيار المفضّل لديكِ.”
“هل هذا ضروري…؟”
“شارل.”
أجبرني لو على حمل الفساتين بينما قال.
“أنا أمنحكِ هديةً للاختيار.”
لو سمعتُها من بعيد، لبدت ككلماتٍ رومانسية.
لو لم تكن عيناه متوهّجتين بحماسه لفلسفة الموضة.
“أليس هذا أقرب إلى إجباري على الاختيار؟”
“أساعدكِ أيضًا ليكون الاختيار أسهل.”
على أيّ حال، إنه يجيد الكلام.
رفعتُ الفساتين التي بين ذراعيَّ ونظرتُ إلى الدرج المؤدّي إلى غرفة القياس.
“سأجرّبها وأعود…”
“أسرعي.”
دفعتني السيدات ولو نحو الدرج.
“حسنًا، هل نختار الإكسسوارات الآن؟”
“ما رأيكَ بقبعاتٍ واسعة الحواف؟”
تجاهلتُ الكلمات التي تلت ذلك. سيتولّى لو الأمر، على أيّ حال.
كان لديّ شيءٌ آخر لأفعله.
تاك.
حالما دخلتُ غرفة القياس، وضعتُ كرسيًا أمام الباب لمنع فتحه من الخارج، ثم نظرتُ من النافذة.
على الرغم من أن الغرفة كانت في الطابق الثاني، إلّا أن الجسر المقوّس أسفل النهر المجاور جعل الارتفاع يعادل تقريبًا الطابق الثالث في المباني العادية.
لكن هذا لم يكن مشكلةً لي.
‘ذلك الطفل الذي رأيتُه.’
تذكّرتُ الطفل الذي مرّ بجانبي حالما نزلتُ من العربة.
‘إنه عميلٌ من ‘كاتاكل’.’
أحد العملاء الذين رأيتُهم عدّة مرّاتٍ في المقر.
‘كان بالتأكيد تحت قيادة نائب القائد هنري.’
منطقة نائب القائد هنري ليست الإمبراطورية، بل الخارج.
فلماذا يوجد عميلٌ يعمل معه في عاصمة الإمبراطورية؟
‘يجب أن أتحقّق.’
فتحتُ النافذة ووضعتُ قدمي على عتبتها.
ثم أمسكتُ بالإطار وتركتُ جسدي يتدلّى. بحثتُ بيدي الأخرى عن مكانٍ لوضع قدمي.
كانت هناك بعض النتوءات في الحجارة، لذا تمكّنتُ من النزول بسهولةٍ باستخدامها كدرجات.
لديّ حوالي 20 دقيقةٍ فقط قبل أن يبدأ أحدٌ بالشك.
يجب أن أجد ذلك الطفل خلال هذا الوقت.
‘اتّجه الطفل نحو منطقة التسوّق.’
تذكّرتُ أن وجهه ويديه كانتا ملطّختين بلمعة الأحذية.
إذن، فهو يتظاهر بأنه ملمّع أحذيةٍ هناك.
بعد تحديد الوجهة، بدأتُ بالمشي بسرعة.
لم أركض، لأن ذلك سيجذب الانتباه.
بدلاً من ذلك، اخترقتُ الحشود متجنّبةً الأنظار.
لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى وصلتُ إلى منطقة التسوّق، حيث وجدتُ الطفل يتظاهر بكونه ملمّع أحذية.
“هل تلمّع أحذية النساء أيضًا؟”
سألتُ بعد أن تنفّستُ بعمق.
“نعم! بالطبع! بالنسبة للنساء، خصمٌ خاصٌّ بسعر 5 بنسات…”
ابتسم الطفل مُرَحِّبًا بي، لكنه توقّف فجأةً عندما رأى وجهي. لقد تعرّف عليّ.
“أحسنتَ، لقد عرفتَني. سيكون التواصل أسهل.”
“أ… أنا…”
“إذا تظاهرتَ بعدم المعرفة، سأقتلك.”
“لكن…”
“إذا هربتَ، سأقتلكَ أيضًا.”
على الرغم من أنني كنتُ أبالغ، إلّا أن الطفل صدقني.
أنا عميلةٌ في كاتاكل منذ أكثر من 20 عامًا.
بينما هو طفلٌ لا يتجاوز العاشرة، مما يجعلني رفيقةً قديمةً بالنسبة له.
“لـ لا… لا يُفترض أن أتحدّث مع العميلة.”
بما أنه لا يعرف اسمي، ناداني فقط بـ’العملية’. لذا استجبتُ بلا اكتراث.
“لكننا بدأنا الحديث بالفعل، أليس كذلك؟”
ثم ابتسمتُ بخبث.
“بما أنكَ تحدّثتَ معي، إذا اكتشفوا الأمر، سأنجو بينما ستموت. إذن، ماذا يجب أن تفعل؟”
رأيتُ تفاحة آدم تهتز. مددتُ يدي نحو المسدّس المخفي في فخذي.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات