رائحة الميناء المميّزة، رائحة الملح والزيت، وحتى الرطوبة المتسرّبة من سطح السفينة الخشبي القديم.
كان كلّ شيءٍ عنصرًا مثاليًا في ليلة الميناء.
‘هذه أوّل مرّةٍ أعود إلى الميناء منذ أن جئتُ إلى هنا لأجد آثار هنري.’
أتذكّر.
العثور على سجلّ سفينة هنري، ثم الاصطدام بلُــو وكنا لى وشك الموت معًا.
في ذلك الوقت، عندما كان الماء يرتفع وكنتُ ألهث لالتقاط أنفاسي ……
«إن كنتِ آسفةً حقًا كما تقولين. إذًا عليكِ اختيار فستان الزفاف بنفسكِ.»
حاول لُــو طمأنتي بقوله ذلك.
في ذلك الوقت، كان الأمر سخيفًا لدرجة أنني صُدِمت، لكن بالنظر إلى الماضي، ربما كان أفضل شيءٍ قاله لُــو.
فكرة أنه اختار تلك الكلمات بعنايةٍ من أجلي أثلجت صدري.
و…
‘بالتفكير في الأمر، لقد تبادلنا قُبلةً أيضًا، أليس كذلك؟’
صحيح أنّه نفخ فيّ الهواء حين كنتُ عاجزةً عن التنفّس، لكن على أيّ حال!
فُزعت من الذكرى المفاجئة، فغطّيتُ شفتي بكفّي.
لماذا نسيتُ ذلك!
ولماذا تذكّرتُه فجأةً الآن!
‘آه….’
غمرني شعورٌ بإحراجٍ لا داعي له. شعرتُ بحرارةٍ في وجهي.
‘كان مجرّد تنفّسٍ اصطناعي.’
لم تكن قبلةً بين عاشقين أو شيءٍ من هذا القبيل.
لذا، دعنا لا نفكّر في الأمر. لا تفكّري في الأمر … لكن، كان لطيفًا، أليس كذلك؟
“يا إلهي.”
عودي إلى رشدك، شارل.
صفعتُ وجهي بخفّة، محاولةً استعادة رباطة جأشي.
ثم راقبتُ الأرصفة مجدّدًا.
ومضت الأضواء بشكلٍ متقطّع. تمايلت أعمدة إنارة الشوارع القديمة وأصدرت صريرًا في الريح، وسُمعتُ أصواتًا خافتةً لبحارةٍ يضحكون ويتحدّثون في البعيد.
اختبأتُ بعيدًا عن الأنظار، وتأملّتُ تصميم الأرصفة.
بحكم العادة، أحسبتُ طريق التراجع أوّلًا. وما إن أنهيتُ حساباتي، حتى اختفيتُ في الظلام.
كان من المفترض أن أكون عند الرصيف 3.
“….”
نهاية الرصيف.
بينما كنتُ أتّجه نحو حيث اشتدّت رائحة السمك، رأيتُ مستودعات بالكاد مضاءً.
ألقى المستودع بظلالٍ رماديةٍ عميقة.
أبطأتُ من سرعتي.
ثم، وأنا ألتقط أنفاسي، تحقّقتُ من اتجاه الريح والصوت. ووقفتُ مُقابل الريح مُباشرةً.
‘تهريبٌ غير مشروعٍ للإمدادات العسكرية.’
ضممتُ أصابعي.
بالطبع، لم يكن الأمر مُؤكَّدًا. كان مُجرّد تحذيرٍ لرصد وتتبّع أيّ تهريبٍ غير مشروعٍ للإمدادات العسكرية المُشتَبه به.
لكن ……
أخبرني التوتر الذي تحمله الرياح.
لا ينبغي أن أكون مُرتابة، بل واثقة.
‘لنُعِد النظر في الأمر.’
تعيش الإمبراطورية في سلامٍ حاليًا.
لا مجال لاندلاع حرب، ولا ينبغي أن تحدث كذلك.
فلماذا يُهرِّبون الإمدادات العسكرية؟
“……”
شعرتُ بشعورٍ مشؤوم.
‘لا يُمكن.’
مستحيل.
هززتُ رأسي وركّزتُ أكثر. بدأت الأصوات تأتي من مكانٍ ما.
“سيحدث قريبًا …”
“… لن يطول الأمر …”
“تحرّك بسرعة …”
بسبب المسافة، لم أستطع السمع بوضوح.
هل أصعد إلى المستودع وأقترب؟ رفعتُ رأسي ومسحتُ السماء بنظري. كان في ذلك الوقت.
شعرتُ بوجودٍ قريب. على بُعد خطواتٍ قليلةٍ فقط.
حسبتُ الموقف بسرعة.
هل من الممكن وجود عابر سبيلٍ عشوائي؟ لا. عذا غير محتمل.
هل من المحتمل أن يأتي هجومٌ أولًا من هذه المسافة؟ احتمالٌ كبير.
لذا …
‘سأتحرّك أولًا.’
دون تردّد، استدرتُ على كعبيّ وأرجحتُ يدي التي تحمل الخنجر بسرعة.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
تجدون الفصول المتقدمة لغاية فصل 95 على قناة التيلجرام 🙈 الرابط: Link
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 70"