نظرتُ إلى ماردي وهي تبتعد مسرعة، فتوقّفتُ للحظة، غارقةً في أفكاري.
خرج لُــو.
لو كان للأمر علاقةٌ بالآثار المقدسة، لأخبرني.
لكن الآن ……
« سأبدأ بمعرفة غرض هذا الهجوم أولاً.»
لا بد أنه شرع في البحث عن حقيقة المحاولة الإرهابية.
وسواء كنتُ متورّطةً فيها أم لا.
ربما حاول معرفة هويتي.
مكانتي في المملكة المقدّسة واضحة.
مع ذلك، لا أستطيع الاطمئنان تمامًا.
كان لُــو عميلًا بارزًا في جارديان.
لو كان مصمّمًا على تعقّبي، فقد يجد سببًا واحدًا على الأقل.
لكن.
على الأقل سيراقبني حتى تظهر أدلّةٌ دامغةٌ بين يديه.
‘لأننا أصدقاء.’
بالطبع، كنتُ الخائنة التي خدعته.
لقد كذبتُ وخدعتُ عددًا لا يُحصى من الناس طوال مسيرتي التجسّسية، لكن لم يوخزني ضميري قط كما يفعل الآن. لم يسبق أن خفق قلبي بهذه السرعة كلّما فكّرتُ في الأمر.
ربما لأنني لا أعتقد أن لُــو شخصٌ عليّ خداعه لمجرّد مَهمة.
لهذا السبب أشعر بالذنب.
لهذا السبب أشعر بأسفٍ أكبر عليه.
ابتلعتُ المرارة التي كانت تملأ حلقي وأخفضتُ عيني.
أتمنى ألّا يعرف لُــو هويتي الحقيقية.
أتمنى ذلك حقًا.
* * *
ذهبتُ إلى عنوان منزل داميان الذي أعطاني إياه بينكي.
“…ما هذا؟”
لكن ما ظهر أمامي لم يكن مبنىً يشبه المنزل، بل مستودعًا قديمًا مهجورًا يبدو على وشك الانهيار في أيّ لحظة.
“داميان يسكن هنا؟”
هذا ليس مكانًا مناسبًا للبشر على الإطلاق.
انبعثت رائحة عفنٍ من الباب المائل، فغطّيتُ أنفي بسرعة.
لكنني لم أستطع الالتفات.
‘بينكي لن يكذب عليّ.’
ففتحتُ الباب ببطء.
عوارضٌ حديديةٌ تتدلّى من السقف، آلاتٌ معطّلة، صناديقٌ خشبيةٌ متراكمةٌ هنا وهناك، وبراميل نفطٍ مغطاةٍ بالغبار.
للوهلة الأولى، بدا وكأنه مستودعٌ مهجورٌ عادي.
لكن …
‘أحدهم يراقبني.’
ساد صمتٌ قسريٌّ المستودع.
دخلتُ الظلامَ، مُخفِّفًا صوت خطواتي. قلبتُ عينيّ ونظرتُ حولي.
وسط الصناديق الخشبية المتداعية، رأيتُ غطاءً أرضيًا مفتوحًا قليلًا.
دفعتُ الصندوقَ الخشبيَّ جانبًا برفقٍ ومرّرتُ أصابعي بخفةٍ على إطار الباب.
بصماتُ يدٍ محفورةٍ على الغطاء.
كان هذا دليلًا على أن أحدهم فتحَ وأغلقَ هذا البابَ مؤخرًا.
‘دميان.’
ها هو ذا.
كانت معلوماتُ بينكي صحيحة.
أخذتُ الخنجرَ من حزامي ووضعتهُ في يدي. تقدّمتُ خطوةً إلى الأمام بهدوء.
كانت السلالمُ المؤدّيةُ إلى القبو رطبةً جدًا.
صدرَ صريرٌ من الخشبِ القديمِ تحتَ قدمي، وتسرّبت الرطوبةُ المتدفقةُ على الجدرانِ إلى الهواءِ البارد.
كعادة داميان، بدا وكأنه قد جهّز المكان بدقّةٍ لأيّ متطفّل.
نزلتُ الدرج مسرعة. وفجأةً، ظهر ممرٌّ طويلٌ مظلم، يبدو بلا نهاية.
دويّ. في اللحظة التي وطأتُ فيها بقدمي، غاصت الأرض قليلًا، وانتشر اهتزازٌ غريب.
“ويحي.”
تساقطت الشباك المعدنية من الأعلى. تفاديتُها بصعوبةٍ وأنا أتدحرج مبتعدةً عن المكان.
“لو كنتُ محاصرةً هناك، لكنتُ في عداد الموتى الآن.”
لم تكن الشبكة للصيد فحسب، بل كانت فخًّا، مُحشوّةً بكثافةٍ بالمسامير الحادة.
“بحقك، داميان؟ هل ستتصرّف هكذا حقًا؟”
صرختُ واثقةً أنه يراقبني، لكن لم يُجِب أحد.
أزيز-
ثم سمعتُ صوت بخارٍ يتصاعد.
“إنه زيت.”
زيت.
إلهي العزيز!
اشتعل جهاز إشعالٍ ميكانيكيٍّ مُثبّتٍ على الحائط بشرارة.
بينما كانت النيران تنتشر في الأرض، ركضتُ بسرعة. دستُ على الفخاخ المنتشرة في كلٌ مكان، وقُوبلت بوابلٍ آخر من السهام وانهرتُ الأرض، لكنني تمكّنتُ من تفاديها.
“هاه!”
قفزتُ للأمام على طول الجدار، متدحرجةً للأمام. بالكاد استطعتُ تجاوز النيران، وصرختُ.
“هل ستقتلني حقًا؟!”
كما توقّعتُ، لم يُجِب.
ألصقتُ نفسي بالحائط، وواصلتُ السير.
أيّ قبوٍ هذا بهذه السعة؟
نظرتُ حولي، متجاهلةً رائحة الزيت النفّاذة.
أخيرًا، ظهرت نهاية القبو.
جدارٌ من الطوب الصلب قائمٌ أمامي بثبات.
تحسّستُ الجدار باحثةً عن ثغرة. ظننتُ أن داميان سيكون هناك.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات