همم. بدت نبرة صوتها وكأنها تقول ‘لقد رأيتما كلّ شيءٍ بالفعل عن بعضكما، صحيح؟’. لكن من الصعب القول إنه كان سوء فهم، لذا سأتظاهر بعدم الملاحظة.
“سأذهب إذًا. عليكِ المجيء إلى غرفة الطعام لاحقًا!”
“حسنًا.”
بعد أن غادرت ماردي الغرفة، بلّلتُ المنشفة بالماء وعصرتُها.
ثم مددتُ يدي بحرصٍ ومسحتُ العرق عن جبين لُــو.
كان جلده محمرًّا، كما لو أنه لا يزال يعاني من حُمًّى خفيفة. كان تنفّسه المتقطّع أثرًا للألم الذي عانى منه، غير قادرٍ على مساعدته على النوم.
مسحتُ العرق ببطءٍ عن جبهته، ثم خدّه، ثم مؤخّرة رقبته. ثم ….
تردّدتُ قليلاً.
تسرّب العرق إلى ملابسه.
‘لا ينبغي أن أخلعها.’
ولكن مع ذلك، شعرتُ أن خلعه مُبالَغٌ فيه بعض الشيء.
لذلك رفعتُ طرف قميصه برفق.
انكشفت عضلات بطنه المشدودة.
كنتُ أتوقّع ذلك تمامًا، لكن عندما رأيتُه شخصيًا، كان جسده أجمل وأكثر إثارةً للإعجاب.
كشفت عضلات بطنه، بطيّاتها العضلية البارزة، عن شكله الحقيقي، الذي عادةً ما يكون مخفيًّا تحت ملابسه.
لم يكن مُصطنعًا، بل جسدًا نحيلًا بُنِي على قتالٍ حقيقي.
“…..”
لكن ما غطّى ذلك الجسد لم تكن بشرةً نظيفة.
بل ندوبٌ عميقةٌ محفورةٌ على طول الجلد.
كان مغطًّى بندوبٍ باهتةٍ ملتئمةٍ وعلاماتٍ تشبه جروح السكاكين.
لم تتلاشى مع الوقت، بل تراكمت.
تمتمتُ في نفسي.
“لا بد أن ذلك كان مؤلمًا.”
في اللحظة التي تمتمتُ فيها، أدركتُ.
لا بد أن هذا ما شعرت به ماردي عندما رأتني.
ولا بد أن هذا ما شعر به لُــو عندما كان قلقًا عليّ.
“إذن، هكذا كان قلقه.”
ابتسمتُ بمرارةٍ وأخذتُ نفسًا عميقًا.
أخبرتني جروح لُــو أنه ليس مجرّد عميلٍ مُدرَّبٍ على ذلك.
أخبرتني أنه هو أيضًا كافح من أجل البقاء على قيد الحياة.
‘ومع ذلك، فقد كان قلقًا عليّ.’
يا لكَ من رجلٍ مُضحِك! تمتمتُ وأنا أمسح عرقه.
في تلك اللحظة، لفت انتباهي شيءٌ ما.
رسمٌ يلمع بالقرب من عظم حوضه.
‘وشم؟’
كانت هناك عدّة نقاط، متّصلةٌ بخطوطٍ رفيعة، مثل كوكبةٍ نجمية. وكان تتلألأ بلمعان.
لم يكن تمامًا مثل الوشوم التي أعرفها، ولكن …
‘هل هو موضةٌ رائجةٌ هذه الأيام؟’
فكّرتُ أنه قد يكون كذلك، تجاهلتُ الأمر دون أن أوليه اهتمامًا كبيرًا، وسحبتُ قميصه.
“انهض بسرعة.”
ثم نظرتُ إلى وجهه الشاحب، وقُلت.
“يجب أن أعتذر مجددًا.”
كان هناك الكثير مما يستدعي الاعتذار.
أولًا، أنا آسفةٌ لأنكَ في هذا الوضع بسببي. وأنا آسفةٌ لفقدان أعصابي في غرفة القيادة. أنا آسفةٌ لمعاملتي مخاوفكَ على أنها لا قيمة لها، ولتصرّفي على هواي في كلّ مرّة.
أخيرًا…
‘أنا آسفة، لتظاهري بعدم إدراك اهتمامكَ بي.’
أردتُ الاعتذار عن كلّ شيء.
لكنني لم أعتقد أن الاعتذار سيُحسِّن حالته.
لقد أخطأتُ بحق لُــو خطأً فادحًا بالفعل.
بإخفاء هويتي.
كان ذلك خيانةً لاهتمامه بي.
‘لكن لا يمكنني الكشف عن هويتي.’
لأن هذا يعني خيانة بايلور.
بعبارةٍ أخرى، كنتُ أسير على حبلٍ مشدودٍ بين الخيانة والخيانة.
دفنتُ وجهي بين يديّ وأخذتُ نفسًا عميقًا.
لا، لم يكن هذا الوقت المناسب للانغماس في هذه المشاعر الكئيبة.
كان عليّ فقط أن أظلّ أدعو وأرجو أن يستيقظ لُــو.
لذا،
“…افتح عينيك.”
ضممتُ يديّ معًا وصلّيتُ مجددًا.
حينها فقط.
“لا أعتقد أن لديكِ ما تعتذرين عنه.”
سمعتُ صوتًا مألوفًا يتردّد في الأرجاء.
“أوه، هل بدأتِ تكرهين اختيار فساتين الزفاف؟ إذًا عليكِ الاعتذار.”
رفعتُ رأسي بتعبيرٍفارغ. رأيتُ لُــو يبتسم لي.
“أنت. أنت …!”
هذا الوغد، يسخر مني مجددًا بمجرّد أن يفتح عينيه!
لكن كان هناك ما هو أهم من ذلك.
“سـ سأحضر الطبيب. انتظر!”
صرختُ وأنا أنهض بسرعة.
لكن …
“لا.”
أمسك لُــو بذراعي بقوّةٍ لدرجة أنني نسيتُ أنه مريضٌ كان مستلقيًا للتوّ.
“أعتقد أنني سأغفو مجددًا، لذا أرجوكِ، ابقي معي حتى ذلك الحين، شارل.”
” لكن، مع ذلك.”
“لا أريد أن يكون أوّل ما أراه عندما أفتح عيني هو طبيبٌ هَرِم.”
تحدّث بصوتٍ رقيق، بكلماتٍ لا تستدعي الرّد …
أردتُ الرفض، لكن عيني لُــو بدتا يائستين بعض الشيء، لذلك لم يكن لديّ خيارٌ سوى الجلوس بجانبه.
في تلك اللحظة، تكلّم.
“لماذا يبدو وجهكِ شاحبًا هكذا؟ هل فوّتتِ وجبات الطعام؟”
ضحكتُ.
لم أستطع إلّا أن أضحك.
“لماذا تضحكين؟”
عبس لُــو قليلًا وسأل.
“لا، لا. لم أكن أسخر منك.”
هززتُ رأسي بسرعة.
“شعرتُ أنكَ ستقول شيئًا كهذا لحظة استيقاظك.”
ضمّ لُــو شفتيه وأدار رأسه جانبًا.
ثم نظر إليّ، وعيناه تفحصانني بدقّة، كما لو كان على وشك أن يبدأ بتوبيخ.
فتابعتُ بسرعة.
“إذا كنتَ تفكّر في سؤالي إن كنتُ بخير، فلا تفعل. أنا بخير. أنا قلقةٌ أكثر على صحتك، لذا إن تفوّهتَ بأيّ كلامٍ تافه، فسأغضب بشدّة.”
“أنا بالفعل غاضبٌ الآن أيضًا.”
“لُــو.”
“حسنًا. سأتوقّف عن مضايقتك.”
قهقه لُــو وغمز.
حتى مع منظره النحيل، لماذا يبدو وسيمًا هكذا؟
تمتم بشيءٍ عن كونه وسيمًا حتى من هذه الزاوية، وأسند خده على السرير وأمال رأسه.
“بالمناسبة، مَن كان ذلك الطفل الذي أنقَذَنا؟”
يا إلهي. لقد بدأ بالارتياب لحظة فتح عينيه.
“طفلٌ قابلتُه في الأحياء الفقيرة قبل فترة. اشتريتُ له خبزًا عدّة مرّات، ولا بد أنه انتظرني ليُلقي التحية عندما صعدتُ إلى السفينة. ثم، عندما غرق القارب، أنقذنا.”
“مع ذلك، يبدو أنه أطلق النار من مسدس.”
“قال إنه استعاره من حارس الأمن.”
“مسدّسٌ مقاومٌ للماء؟”
“أعتقد أنه كان قريبًا من الميناء.”
حمدًا للإله أنني كنتُ قد أعددتُ إجابتي.
بالطبع، لم تتغيّر نظرة لُــو المرتابة.
“على أيّ حال، لقد أخبرتُ الحرّاس بجوهر الأمر.”
لذا غيّرتُ الموضوع عمدًا، لكن هذا الموضوع ظلّ محرجًا بعض الشيء.
“قالوا إنهم سيجدون الجاني … مع أنني أشك في أنهم سيجدونه.”
أعرف الجاني بالفعل.
ربما يكون أحد عملاء كاتاكل.
وبالتحديد، ربما يكون مرؤوس بايلور المباشر هو مَن يتجسس عليّ.
‘لا أعرف مَن هو، لكن سأُمسِك به.’
وعندما أفعل، سأضربه حتى يختفي الغبار.
على أيّ حال، بما أن كاتاكل متورّطون، فأنا متأكدةٌ من أن الجاني لن يُعثَر عليه.
لهذا السبب زاد وخز ضميري.
يمكن القول إن كاناكل هي سبب إصابة لُــو بهذا الشكل.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات