ما زال الحديث الذي دار بيني وبين لُــو آخر مرّةٍ رأيتُه فيها حاضرًا في ذهني.
«أقول إنني أكرهكِ، شارل.»
«أكرهكِ بشدّةٍ لدرجة أنني أكاد أجن.»
والآن، بعد أن أعلنتَ أنكَ تكرهني بوضوح، تشعر بالقلق فجأة ……؟
ما الذي تُخطّط له بحق السماء؟
ضيّقتُ عينيّ وهززتُ كتفي، فتصلّب تعبير لُــو قليلًا. توقّف، ويده معلّقةٌ في الهواء، قبل أن يقبضها.
“منذ وقتٍ ليس ببعيد.”
أكمل ببطء.
“كنتُ قاسيًا.”
انحنى بما يشبه الإعتذار. فزعت، رميتُ البطانية جانبًا وأمسكتُ بكتف لُــو.
“لا، لا، لا أعتقد أنكَ بحاجةٍ للاعتذار كثيرًا. انهض.”
ساعدتُه على النهوض بسرعة. بدت تعابير وجه لُــو، الغارقة في الضوء الخافت، أكثر كآبةً من المعتاد.
“لكن كلماتي آذتكِ، شارل.”
“لا. لم يكن الأمر سيئًا إلى هذا الحد.”
ثم سحبتُه ليجلس على الأريكة.
“كنتُ أعرف أنكَ تكرهني. لم أكن متفاجئةً حقًا.”
اتسعت عينا لُــو بمفاجأة.
لكنها كانت عابرة.
أدار لُــو بصره بسرعة، وابتسامته الماكرة المعتادة لا تزال ترتسم على شفتيه.
“إذن، كنتِ تتجاهلين كلّ تعبيراتي عن حبّي لكِ؟”
“كنتَ تمزح فقط.”
أجبتُ بحزم.
“لماذا يُعجَب بي شخصٌ عظيمٌ مثلك؟”
مثل لُــو، كنتُ أمزح فقط.
لكن تعبير لُــو كان غريبًا.
حدّق بي، وعيناه ترتجفان كما في السابق.
“لماذا …”
ضيّق إحدى عينيه وانحنى نحوي قليلًا.
“أتقولين هذا؟”
ارتسمت على وجهه نظرة حيرة، كما لو أنه سمع للتوّ شيئًا سخيفًا.
“أنتِ شخصٌ عظيم، شارل.”
عيناه الزرقاوان، اللتان ترتجفان الآن، حدّقتا بي مباشرةً.
“أنتِ شخصٌ لا ينهار أبدًا، مهما كانت الظروف. لا تُظهِرين خوفًا حتى عندما تكون حياتكِ على المحك.”
“…..”
“على الرغم من أنكِ عشتِ على هذا النحو، إلّا أنكِ لا تزالين تتقدّمين لمدّ يد تلمساعدة الآخرين.”
في جوٍّ أصبح جادًّا في لحظة، عضضتُ شفتي من دون أن أشعر.
غمرني شعورٌ بالحرج، ثم غمرني الإحراج في لحظة.
لذا تظاهرتُ بالابتسام على نحوٍ مازح.
“الأمرُ ببساطةٍ هو الصمود لا أكثر. إنه ليس أمرًا رائعًا حقًا.”
“الصمود هو الجزء الأصعب.”
لكن هذه المرّة، كان صوت لُــو حازمًا.
“العيشُ مثل شارل ليس شيئًا يستطيع الجميع فعله.”
مدّ يده وضغط على يدي التي كانت تتلوّى من الحرج.
“بعض الناس يُلقون باللوم على ظروفهم وينهارون، والبعض الآخر يهرب ببساطة. لكنكِ تحمّلتِ كلّ شيء، ومع ذلك تبتسمين.”
شعرتُ بالدفء.
دفءٌ أدفأ بكثيرٍ من البطانية التي غطّتني.
“إن لم يكن هذا رائعًا، فما هو إذن؟”
حاولتُ التحدّث مرّةً أخرى، لكن الغريب أن الكلمات لم تخرج.
لطالما عشتُ هكذا، وظننتُ أنه أمرٌ طبيعي.
لذا، لم أشعر أن هذا ‘أمرٌ رائع’.
ولم يُخبرني أحدٌ بذلك قط.
“حسنًا.”
ضيّق لُــو عينيه وزفر بهدوء.
“لا تقولي هذا مُجددًا. أنتِ شخصٌ أكثر روعةً وجمالًا مما تظنّين، شارل.”
مرّت لحظة صمت.
لكنني لم أستطع الهدوء إطلاقًا.
شعرتُ بوضوحٍ بقلبي يخفق بشدّة ووجنتاي تحمرّان.
كنتُ … جميلةً ورائعة.
بطريقةٍ ما، شعرتُ برغبةٍ في الابتسام، وشعرتُ برغبةٍ في البكاء. كان قلبي يؤلمني بمشاعر لا يُمكن السيطرة عليها.
“حسنًا، حتى لو قلتُ ذلك، فمن المُرجّح أن تنسي الأمر غدًا.”
في تلك اللحظة، تابع لُــو.
“لذا، عليّ إخباركِ كلّ يومٍ من الآن فصاعدًا.”
رفعتُ نظري المُنخفض ورأيتُ وجه لُــو المُبتسم. اقترب أكثر وقال.
“أنتِ رائعة، وستظلّين رائعةً دائمًا.”
حدّقتُ به كالممسوسة.
كان وجه لُــو كعادته.
لكنني لم أكن كعادتي.
كان قلبي ينبض بلا توقّف.
وبطريقةٍ أخرى، شعرتُ باحمرارٍ في وجنتي.
‘لماذا؟’
لم أستطع فهم سبب نبض قلبي بقوّة.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
تجدون الفصول المتقدمة لغاية فصل 50 على قناة التيلجرام، الرابط: Link
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 35"