—

ألقت سيرين نظرة على وجه يوري لترى ما إذا كانت مستاءة مما قالته . رغم أنه بالطبع ، لم تكن يوري تفكر في أي شيء ، ومع ذلك أصبحت سيرين كانت قلقة عندما رأت وجه يوري الخالي من التعابير . ثم أغمضت عينيها وأخذت الشيء من يد يوري .

” أنا لا … لا أحتاجه! ولكن بما أنكِ تريدين مني آخذه ، فسأقوم باستثناء وأقبله هذه المرة! “

كما هو الحال دائمًا ، لا يمك لـسيرين أن تكون صادقة مع نفسها .

” على أيةِ حال ، لم يأتِ أودين إلى هنا صحيح ؟ “

ذكّر سؤال يوري سيرين بما نسيته .

” صحيح! كنتُ أبحث عنه لأني أردت أن أسأله شيئًا! متى سيأتي ذاك الغراب ؟ “

” لا أستطيع التواصل معه ، لذا لا أعرف .”

عندما سمعت رد يوري ، اتسعت عيون سيرين قليلاً . أن لا يتواصل أودين مع أراكاني … بطريقة ما ، لا يبدو أن هذا شيء يمكن تمريره .

سألت سيرين يوري بحذر :

” هل يجب أن أرسل طائرًا للبحث عنه؟”

بعد قول ذلك ، نظرت يوري إلى سيرين بنظرة مختلفة .

” صحيح . أنتِ أيضًا تملكين هذا النوع من القدرات . “

” أكنتِ تنظرين إليّ باستخفاف ؟!”

“لا ، أسدي لي معروفًا .”

تغير مزاج سيرين مجددًا ، ولكن عند كلمات يوري التي أعقبت ذلك ، ذاب غضبها . مجرد التفكير أن أراكاني طلبت منها معروفًا جعلها تبتسم من الحماس .

“احم احم! نظرًا لأنكِ تطلبين بهذه الطريقة ، فلا يمكنني المساعدة . سأضطر إلى استخدام قوتي لأجلكِ . “

لكن من الداخل ، كانت مبتهجة .

‘ لا داعي للخوف من النظر في منزل أراكاني الآن! ‘

حسنًا ، كانت فرحتها مؤقتة لأن كلمات يوري التالية سدت طريقها .

” هذا لا يعني أنه يمكنكِ إلقاء نظرة داخل منزلي .”

” لن أفعل! هل تعتقدين أنني مهتمة بكِ حتى؟ “

آلمها ضميرها مرة أخرى . مع إحباط خططها ، أصبح تعبيرها متجهمًا وأخذت تلعب بجناحيها . مما حدث ، كان عليها أن تتراجع عن سؤال يوري عن لاكيس أفالون الذي يقبع في منزلها .

* * *

في اليوم التالي .

—

توقفت عربة فاخرة أمام المقهى على بلو فيريت . صُدم الناس بمظهر العربة الرائعة المرصعة بالجواهر ، والمغطاة باللون الذهبي .

كلاك!

بعد فترة ، نزل رجل وسيم حسنُ اللباس . ألقى نظرة سريعة ثم عبس كما لو أن هناك شيئًا لا يُعجبه .

‘ هذا الحي رديء للغاية . ‘

ثم أخيرًا ، تحركت نظرات الرجل القاتمة نحو المقهى أمامه .

‘ همم ، إذن هذا هو مكان لقاء كاليان كروفورد وجينوس شيلدون؟ ‘

السبب الذي دفع ديمون إلى مغادرة برج الخيمياء والمجئ إلى شارع يعيش فيه العامة كان بسبب التقرير الذي تلقاه مؤخرًا .

احتوى على معلومات توضح أنه في الآونة الأخيرة ، أتى كاليان كروفورد إلى هنا عدة مرات مما يثير الريبة . بالطبع ، قال الشخص الذي قدم المعلومات أنه لا يبدو أن كاليان قد قابل الرجل الذي يُشبه جينوس شيلدون . وخمنوا أن كاليان ربما يكون مُنخرطًا في تحقيق سري .

كان هذا هو التفكير السليم .

لكن دواخل ديمون أخبرته أن هناك شيئًا مهمًا جدًا في هذا المقهى . ولإرضاء فضوله ، وَلَج إلى الداخل .

* * *

دخل متجر لعامة الناس لأول مرة في حياته ، وكما كان يتوقع ، كان مليئًا برائحة الشاي الرخيص .

كان جيلبرت يراقب العربة منذ أن توقفت أمام المقهى ، لذا ركض على الفور لتحية العميل .

” مـ—ماذا تحب أن تطلب ، سيدي؟”

” أي شيء ، أحضر الشيء الأقل إثارة للشفقة .”

كان الأمر أصعب بكثير من طلب كاليان كروفورد عندما أتى قبلًا .

ابتسم جيلبرت بألم وأجاب .

” هل تقصد … أغلى شيء في القائمة ؟”

نظر ديمون إلى صاحب المقهى بشيء من الانزعاج . تجمد جيلبرت عند تلك النظرة .

” احضره . سأرى مذاقه . “

قال ديمون بينما ينقر على لسانه . في رأيه ، كانت القائمة كلها نفس الشيء . بعد ذلك ، تحركت نظراته حول المقهى . كما هو متوقع ، كان الديكور الداخلي مثيرًا للشفقة كما الخارج .

كان يعتقد أن كاليان كروفورد وجينوس شيلدون يتمتعان بذوق رديء لاختيار مكان مثل هذا من بين كل الأماكن . كانت هناك أماكن أخرى أكثر رُقيًا لعقد اجتماع سري . في كلتا الحالتين ، جاء إلى هنا لأنه كان يشك ، لكن كان الأمر مخيباً للآمال .

لا يبدو أن المتجر يتمتع بأي شيء مميز . لقد كان مجرد مكان شائع بشكل عادي بمظهر ممل .

‘ … لا توجد أية حشرات هنا صحيح ؟ ‘

اكتسحت نظرة ديمون المكان . سرعان ما شعر بعدم الراحة وجعد حواجبه . على الرغم من أن نظافة المكان لم تكن سيئة للغاية ، إلا أن المبنى نفسه بدا رديئًا جدًا مقارنة بالقصر الذي يعيش فيه ، لذا كان غير مرتاح .

الآن وقد جاء بنفسه ، لم يفهم لما يستمر كاليان كروفورد في القدوم إلى هكذا مكان؟

” هذا هو الشراب الذي طلبته .”

في ذلك الوقت ، أتت موظفة المقهى إلى طاولته ومعها الشراب . أدار ديمون رأسه ، بعد أن فكر في سؤال صاحب المقهى مباشرة عن كاليان كروفورد .

“هاي ، نادي لي مالك هذا المقهى في الحـ— …”

وفي اللحظة التالية ، ظهرت سيدة ذاتُ شعر داكن وعيون حمراء في مجال بصره . وفَتح ديمون عينيه على مصراعيها .

* * *

‘ ذلك ديمون سالفاتور هاه ؟ ‘

بمجرد أن نزل من العربة ، تعرفت يوري على وجهه .

‘ ما الذي يفعله في هذا الحي؟ ‘

شعرت بالحيرة ، لكنها اعتقدت أنه ربما أتى إلى هنا من أجل شيء آخر . حتى بدون ذلك ، كان سنو الذي افترضت أنه جينوس شيلدون عميلًا منتظمًا في المقهى ، ومؤخرًا ، كان كاليان كروفورد يأتي بشكل متكرر . لذا فقد فإن نسبة ظهور أبطال الرواية قد ارتفعت بشكل كبير .

بالحديث عن ذلك ، آن ماري وكاليان كروفورد .

في البداية ، تصرفوا وكأنهم لم يكونوا مهتمين ببعضهم البعض ، ولكن حاليًا ، كانوا يجتمعون بشكل متكرر ويبدو أنهم يتناقشون في شيء ما .

أربما يعملون على شيء ما ؟

هل كان من الجيد أن تنخرط آن ماري في أعمال كاليان .. والتي ربما تكون خطِرة ؟

عبست يوري بينما تفكر ، وفي ذلك الوقت دخل ديمون سالفاتور المقهى .

“هييك .”

سمعت جيلبرت يتنفس بتوتر .

مع حقيقة أن العربة توقفت مباشرةً أمام المقهى ، مهما كانت الزاوية التي تنظر فيها إليه ، فقد بدا ديمون رجلًا من النبلاء . لذلك بدا جيلبرت غير مرتاح وهو ينظر إلى باب المقهى .

على عكس يوري ، لا يبدو أن جيلبرت قد اعتاد التعامل مع النبلاء على الرغم من زيارات كاليان كروفورد المتكررة .

نظر ديمون حول المتجر بعبوس على وجهه ثم وجد مقعدًا فارغًا . عند رؤية ذلك ، هرول جيلبرت سريعًا نحوه .

” مـ—ماذا تحب أن تطلب ، سيدي؟”

” أي شيء ، أحضر الشيء الأقل إثارة للشفقة .”

عندما سمعت ما قاله ديمون ، كادت يوري أن تضحك .

إذا وضعنا جانباً حقيقة أنه وضع قدمًا على الأخرى وأخذ يتصرف بتعالٍ ، ألا يبدو أنه واحد من أولئكَ التشايبول الذين يرمون المال في الميلودراما؟ 

[ تقدور تبحثو في جوجل عن التشايبول لو عايزين تفهمو أكتر ، أنا مبتفرجش ع دراما أصلا فـ مش فاهمة حاجة 😂 ]

بعد التفكير في الأمر ، وُلِد ديمون سالفاتور بملعقة ذهبية كما كاليان كروفورد .

” سيدة يوري ، الطلب … “

“الأغلى ، لقد فهمت .”

بعد فترة ، جاء جيلبرت إلى المطبخ وهو يمسح عرقه . نظرًا لأن يوري استطاعت سماع محادثتهما من مسافة بعيدة ، فقد كانت تُعِد بالفعل طلب ديمون سالفاتور .

تمامًا كـ كاليان ، لم يُناسِب ديمون سالفاتور هذا المكان ، لذا لم يكن لديها أي فكرة ما الذي كانوا يفعلونه بمجيئهم إلى هنا .

” سآخذه إليه .”

” هل ستكونين بخير سيدة يوري؟ لا يبدو أن هذا العميل يتمتع بشخصية جيدة . “

” حسنًا ، أنت تقلق بشأن النبلاء ، سيد جيلبرت .”

نظرت يوري إلى جيلبرت المبتل بالعرق كما لو أنه وقف تحت المطر ، التقطت الصينية ثم ذهبت لتسليم طلبه .

علاوة على ذلك ، على الرغم من حقيقة أن ديمون كان يتمتع بشخصية مزعجة ، إلا أنه لم يكن من النوع الذي يسيء إلىى الأبرياء بدون سبب .

” هذا هو الشراب الذي طلبته .”

لذا اقتربت يوري من الطاولة حيث جلس ديمون دون تفكير كثير .

“هاي ، نادي لي مالك هذا المقهى في الحـ— …”

لكن ديمون الذي كان ينظر حول المتجر سأل فجأة عن جيلبرت . وفي اللحظة التي استدار فيها وقابل عيناها ، اتسعت عيونه السوداء .

بام!

هبَّ ديمون واقفًا على قدميه وارتطمت ركبته بالمنضدة . اهتزت الطاولة واهتز معها المشروب أيضًا .

“هل أنت بخير؟”

سألت يوري بلطف ، ونظرت إلى ديمون الذي بدا متفاجئًا جدًا لسبب ما .

” هل يجب أن أنادي بالسيد جيلبرت؟ إنه صاحب المقهى “.

“لا…”

تمتم ديمون يرد عليها ، محدقًا باهتمام في يوري . بدا مصدومًا للغاية .

‘ ما الأمر ؟’

عندما تلقت تلك النظرة المُرهِقة ، عبست يوري قليلاً .

عندها فقط بدا أن ديمون قد عاد إلى رشده . أصلح تعابيره وجلس مرة أخرى .

” ماذا حدث؟ “

” من يدري .”

اقترب جيلبرت على عجل من يوري وسأل بصوت خافت . لكن مما لا يثير الدهشة ، لم يكن لدى يوري إجابة . بعد ذلك ، استمر سلوك ديمون الغريب .

جلس بهدوء في مقعده وحدق في يوري وهي تمشي في المقهى . كانت نظرته شديدة للغاية ، قارب على حفر حفرة في وجهها .

• ترجمة سما