ارتفع صوت كيم سول-ها وقد غلّفته محاولةٌ فاشلة لإخفاء القلق. شعورٌ باردٌ مرعب صعد على طول عمودها الفقري.
“أيون-سول… واجهت يو سوك-سو تسأله إن كانت حصص طعامك يا الآنسة غير كافية، لكن السيدة هونغ رأت ذلك، وقالت إنها متغطرسة… وضربتها.”
ارتجف وجه ها دو-وون وهو يتحدث، مجلَّلًا بالقلق والتوتر.
“اتهموها أيضًا بسرقة الطعام الذي كان يختفي دائمًا من المطبخ… بل ظهرت شهادة خادمة قالت إنها رأت ذلك بعينها.”
“….”
“لكن يا آنستي، لا يمكن أن تفعل أيون-سول شيئًا كهذا أبداً.”
شهقت كيم سول-ها عندما سمعت أن أيون-سول وقعت في فخ تهمةٍ زائفة.
“لو كانت مجرد خادمات لكان أمرًا آخر، لكن بما أن السيدة هونغ تدخلت… فأنا عاجز.”
حاول ها دو-وون أن يتحدث ببرود، لكن عروق يده كانت منتفخة من الغضب.
“أين هي؟”
تحركت شفتا كيم سول-ها الجافتان من التوتر.
رغم أن الأيام التي قضتها مع أيون-سول لم تتجاوز بضعة أيام، إلا أن ذلك كان كافيًا لتعرفها. لقد كانت إنسانةً دافئة. شخصًا أحب كيم سول-ها بصدق، رغم أنها ليست من دمها ولا من عائلتها.
كل الأفكار عن الاختباء وعدم لفت الأنظار قبل مغادرة هذا المكان تلاشت منذ زمن.
تذكرت بوضوح حضنها الذي حماها وهي على الأرض، ويدَيها اللتين رعَتاها ليلًا ونهارًا وهي محمومة تفقد وعيها.
حتى بعدما أصبحت بلا ذاكرة، كالحمقاء، كانت أيون-سول ودو-وون دومًا بجوارها يحميانها ويعتنيان بها.
لذا، الآن جاء دورها هي.
“أين هي ايون-سول الآن؟”
مع أنها نفسها لم تُعامَل يومًا كبنت حقيقية لهذه العائلة…
لكن إن كان ها دو-وون قد اختارها كالشخص الوحيد القادر على إنهاء هذا الموقف—
“يجب أن أنجح.”
مكانها، هويتها، لم تعد مهمة.
كما مدّوا لها أيديهم من قبل… الآن جاء دورها لتمد يدها.
“إلى أين يجب أن أذهب؟”
“إنها بعيدة. سأحملكِ.”
رفعها ها دو-وون بين ذراعيه، وهو يعرف إصابتها في كاحلها. خرج من الغرفة بخطوات سريعة تحولت إلى جريٍ متسارع.
راحت كيم سول-ها تمعن النظر في كل ما يمر أمامها.
أرضية خشبية قديمة تراها لأول مرة، لأنها لم تخرج من جناحها من قبل.
نساء غريبات بملابس مختلفة يسرعن حاملات أشياء.
أصوات صياح وتدريب تتردّد من بعيد.
كل ما تراه وتسمعه أكد لها شيئًا واحدًا: هذا المكان لم يكن العالم الذي تعرفه.
وبينما غاصت في تلك المناظر الغريبة، تباطأ جري ها دو-وون، ثم توقف فجأة. رفعت كيم سول-ها رأسها لترى ما كان يراه—فشهقت.
“ايون-سول؟”
كان المشهد مرعبًا لدرجة يصعب تصديقها. لم تثق بعينيها.
“أيتها الوقحة! ما زلتِ ترفضين الاعتراف بخطاياكِ؟! والكل هنا يشهد على جرائمك، كيف تجرؤين على إنكارها؟!”
اخترق أذنها صوتٌ لامرأةٍ حادٌ مليء بالغل.
وبين الخدم الذين رفعوا المشاعل، ظهرت ايون-سول مطروحة على الأرض، مضرجة بالدماء. تجعد وجه كيم سول-ها من الغضب والألم.
راقبته كيم سول-ها حتى ابتعد، ثم التفتت ببطء إلى السيدة التي اتهمت ايون-سول.
لأول مرة، شعرت بالسعادة لأنها في عالم رواية قرأتها. لأن إن كان هذا بالفعل ذاك العالم، فهي تعلم أنها لن تخسر هذه المواجهة.
“أي جرأة هذه! كيف تجرؤين على التدخل؟!”
صرخت السيدة بوجهها. لكن كيم سول-ها ارتسمت على شفتيها ابتسامة ساخرة.
“جرأة؟ أحقًا تظنين أن مقامكِ يخولكِ أن تتحدثي هكذا معي؟”
توهّجت عيناها البنيتان الفاتحتان تحت ضوء المشاعل كالنار.
“في عائلة كيم، قلة قليلة فقط هم من يملكون الحق في مخاطبتي بهذه النبرة.”
تذكرت يو ايون-سول، كيف كانت دومًا تتجنب الحديث عن هذه العائلة أو تُمسك لسانها حين يُذكر اسمها.
أنا… آنسة؟ أي آنسة في الدنيا يمكن أن تعيش في مكان بائس ومتهالك كهذا؟-
ال… الآنسة هي بالفعل شخصية كريمة! فقط، فقط…-
أم أن الأمر له علاقة بأصل والدتي؟-
لا، ليس الأمر كذلك! إنما سيد العائلة، عندما رحل والداك، تألم بشدّة واعتلّ حزنًا، ولهذا فقط جرى الأمر على هذا النحو.
كانت “يو ايون-سول” تنتقي كلماتها بعناية لتجنّب أن تجرحني، لكنني استطعت أن أرى عينيها الواسعتين تحدّق في وجهي باندهاش.
على أي حال، أشعر بفرح كبير لأن الآنسة أصبحت أكثر إشراقًا. فسابقًا بالكاد كنتِ تنطقين بضع كلمات في اليوم.
…أنا كنت هكذا؟
نعم، كنتِ كذلك. بالكاد كنتِ تخطين خطوة خارج مسكنك الخاص.
حينها، لا أستطيع وصف الاضطراب الذي اجتاحني بسبب تفسير “يو ايون-سول”. ذلك الاسم غير الغريب، وتلك الأوصاف، كانت كأنها تقول لي: “لا تنكري بعد الآن أنك داخل رواية سماء زرقاء بلا نهاية”.
“ايون-سول كانت تصفني دومًا بأنني آنسة رقيقة كزغب الطيور.”
لكن صورتها عني كانت مختلفة كثيرًا عمّا قاله “ها دو-وون”. ولم يكن ذلك لأنها لم تعرفني، بل لأنها كانت تحمل في قلبها مشاعر عاطفة تجاهي. لم يكن من الصعب أن أفهم ذلك.
كلما وقع نظرها عليّ، كانت عيناها تزدادان دفئًا ولطفًا. وحتى “كيم سول-ها” الحقيقية، بلا شك، كانت تكنّ لها المحبة ذاتها.
لذلك…
“حقًا، يا لها من حالة يرثى لها لهذا البيت.”
أنا… يجب أن أحمي تلك الفتاة.
بما أنني أصبحت “كيم سول-ها”، فقد صار ذلك ضمن مسؤوليتي.
كلماتي، التي نطقتها وأنا ما زلت بملابس النوم، وسط كل هذه الفوضى، جعلت همهمة كالشرر تنتشر بين الحضور.
“لم يعرفوا حتى مظهر سيدتهم الحقيقي، وراحوا يثرثرون! حقًا يمكن معرفة مستواهم من هذا فقط.”
عند تلك الكلمات، أدرك البعض فجأة من أكون، فانتابهم الذهول.
“س… س-لا يمكن! هل هي آنسة الملحق؟”
“مستحيل! تلك السيدة لا تخرج إلى الخارج إلا للضرورة القصوى!”
“ألم يقولوا إنها ضعيفة الجسد…؟”
شعر الخدم أن الأمور قد خرجت عن السيطرة، فتراجعوا بخوف واضطراب.
فمجرد خروج “كيم سول-ها” من مقرها، وهي التي لم تجرؤ يومًا على تجاوز عتبته*، كان يعني أن شيئًا خطيرًا يحدث.
*العتبة يعني مدخل الباب*
وسط ذلك التوتر، عضّت السيدة “هونغ” – “هونغ يونغ-ريونغ” – شفتيها بقلق. لكن ترددها لم يدم طويلًا.
“يبدو أن هناك… سوء فهم.”
رغم كلماتها الناعمة التي حاولت أن تخفف بها الموقف، إلا أنني لم أخطئ في التقاط نظرتها التي تقلل من شأني. عندها، ابتسمت ابتسامة ساخرة مائلة.
“نعم… لو انتهى الأمر بسهولة، لما كان ممتعًا على الإطلاق.”
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 8"