“بينما هناك من خاطر بحياته، وذهب حتى للقاء أشخاصٍ قد ينهون حياته، فقط لينقذ أحدهم من الموت….”
*تقصد نفسها*
“…….”
“فإذا بالحمقى من أبناء الكلاب هنا يقررون فضح كل شيء علنًا!”
*تقصدهم هم*
ارتجفت عيون الرجال المرتدين السواد بعنف، وكان الوحيد الذي فهم كلامها كله جيدًا هو زعيمهم، الذي انتفخت عروق جبينه غضبًا.
لكن كيم سول ها لم تمنحه فرصة:
“لا إعتراض ولا هم يحزنون. قلتُ لكم ألا تتسللوا، يعني لا تفعلوا. ليس فقط سيدكم من سيكون في خطر، بل آخرون أيضًا سيجدون رقابهم تحت المقصلة.”
رفعت بصرها بحدة، هذه المرة بعينين باردتين لا أثر فيهما لابتسامتها المعتادة.
“أنتم الآن متورطون مع هاو مون، وكذلك مع شؤون عائلة كِيم رين الداخلية. فإذا تعثر أحد الأطراف ولو قليلًا، فهل تظنون أن الوحيد الذي سيدفع حياته هو سيدكم؟”
أدرك زعيمهم مغزى كلامها، لكنه بدا عاجزًا عن الاستسلام التام، فألقت كيم سول ها عليه نظرة ملؤها السخط:
“أما أنا؟ حتى لو تعرضتُ للطرد أو الإهانة، في النهاية أنا من دماء كِيم رين، ولن يمسني سوء.”
لم يكن هذا تبجحًا، بل حقيقة لا تقبل الجدل.
“لكن صاحبة ذلك الكيس العطري… لن تحظى بالحماية نفسها.”
كانت نبرتها ناعسة كسحابة تمرّ، لكن نظرتها الحادة كالخنجر أجبرت الجميع على الاختيار.
“فإن أردتم اختيار طرفٍ تقفون معه، فاختاروا بحزم.”
قالتها كيم سول ها بصرامة:
“إن أردتم أن تمسكوا بيدي، فارموا من عقولكم أي فكرة رعناء. حينها سأضمن أن يخرج سيدكم من كِيم رين سالمًا.”
تأكد زعيم الرجال السود بأن ظنونه صحيحة.
وبعد صمتٍ متردد قال:
“إذن… أريد أن أضع رجلًا من طرفي معك.”
“ماذا؟!”
ارتفع حاجبا كيم سول ها بغضب.
كانت تظن أنها أخذت زمام المبادرة، فإذا به يحاول التسلل خلسة إلى الموقف وكأنها مساومة.
“……أريد أن أضع شخصًا معك.”
“مرفوض.”
قطعت كيم سول ها كلامه بصرامة:
“أنا شخص يتعرض لسوء المعاملة داخل بيتي، فإذا رأوا من حولي شخصًا غريبًا يلازمني، فسوف أثير الشبهات مباشرة.”
حينها بدا على وجوه الرجال السود تعبيرٌ غريب، وكأنهم فهموا شيئًا آخر.
“لكن… لا تبدين كمن يتحمل المعاملة السيئة.”
ارتعصت حاجبا كيم سول ها .
آه، إذًا هذه هي النقطة التي علقت في أذهانهم؟
قالت ببرود:
“أنا فقط من النوع الذي لا يثير المشاكل طالما لم يمسني أحد.”
حتى ها دوون، الذي لم يبد عادةً أي انفعال، أظهر وجهًا متفاجئًا، وفي عينيه نفس المعنى الذي ارتسم على وجوه الرجال.
حقًا؟ مهما نظرت، لا يبدو الأمر كذلك.
شعرت كيم سول ها بالدم يغلي في عروقها.
ما الذي يظنونه عني بحق الجحيم!
“كفى، كفى.”
قررت أن تتغاضى عن سلوكم، فقد كانت كريمة النفس بما يكفي لتكظم غيظها.
ومع ذلك، خيّم جوّ غريب للحظة، لكن كيم سول ها لم تكترث.
لقد أمضت أيامًا وهي تحيك خطتها بدقة، والآن انتهى الأمر.
بقي فقط أن تقلب بيت كِيم رين رأسًا على عقب.
“لقد استغرق الأمر طويلًا.”
قالت وهي يبتسم ابتسامة واثقة.
الصبر طويل، لكن ثماره حلوة.
آن أوان الحصاد.
***
تألقت عيناها باللون الذهبي، وعادت من جولاتها تلك لتزور غرفة يو إيون سول.
جلست بجانبها وهمست:
“لقد عدت يا إيون سول.”
مدت يدها بلطف لتلمس شعرها.
بفضل رعاية يو وون كانغ التي طلبتها من السيدة بايك، كانت حالتها مستقرة أكثر من ذي قبل.
“لا بأس… الحمد لله.”
تنهدت بارتياح، ثم ألقت نظرة على الخادمة التي وقفت بالقرب.
فأشار إليها يو وون كانغ لتذهب وتُحضر دواءً مغليًا.
قال الطبيب:
“هل لديكِ ما تريدين قوله؟”
التفتت نظرات كيم سول ها إلى ها دوون.
فأومأ الأخير مؤكدًا أن لا أحد يتنصت.
حينها أخرجت كيم سول ها الصندوق الصغير الذي حصلت عليه من الرجال السود، وقالت:
“أوصل هذا إلى السيدة بايك.”
ففتح يو وون كانغ الصندوق واتسعت عيناه:
“هذا…!”
أوضح ها دوون بدلًا عنه:
“هذا ما سيُستخدم لسيدهم. وإذا استقرت حالته، فعليهم أن يبلغونا بالنتيجة.”
ارتجف صوت الطبيب:
“لا تقُل… أنه ترياق؟”
هزّت كيم سول ها رأسها:
“ليس ترياقًا كاملًا. مجرد دواء لتخفيف أثر السم. لكن بما أنه صمد كل هذا الوقت، فقد يعمل كالترياق تمامًا.”
اهتزّت يد الطبيب من الانفعال.
لم يكن يعلم من أين أحضرت هذا، لكنه كان واثقًا أنها لم تكذب.
أضافت بصوت خافت فيه إصرار:
“أنت كنت تراقب حالة السيدة بايك في بعض الأوقات، وفي بقية الوقت كنت مشغولًا بالاهتمام بخادمتي بطلبٍ مني. أليس كذلك؟”
ازدادت نظراته عمقًا وهو يرد:
“هذا أمر بديهي.”
سألته بنبرة حادة:
“مهما سألك أحد، فهل ستجيب بنفس الجواب؟”
أجاب بثقة:
“لا تقلقي.”
ابتسمت ابتسامة ناعسة حينها.
عادت الخادمة الصغيرة بالدواء، وغادر يو وون كانغ ليوصله إلى السيدة بايك.
أما كيم سول ها فقد جلست طويلًا بجانب يو إيون سول حتى عاد الطبيب.
وبعدها، عادت مع ها دوون إلى غرفتها.
قالت بابتسامة حادة:
“علينا الآن تجهيز كل شيء هنا أيضًا.”
فأجابها بقلق:
“هل أنتِ واثقة مما تفعلينه؟”
ضحكت بخفة:
“ألم أقل لك يا ها دوون؟ سأصبح سيدة كِيم رين.”
أولئك الذين ستقف ضدهم اليوم، سيصبحون خصومها غدًا على أي حال.
فما الضرر إن تقدّم الأمر قليلًا؟
“وفوق ذلك… الفرص لا تأتي إلا مع المخاطر.”
كانت تعرف طباع عائلتها بعض الشيء، لكنها لم تعرفها كلها.
ومع ذلك، كانت متأكدة من أمر واحد:
كلما زادت المخاطر، كان النجاح أعظم.
وهذا كان أسلوبها المفضل.
رفعت رأسها متحدية:
“فليأتوا إذن. سأجعل كل شيء يصب في صالحي.”
بدأت هي وها دوون يضعان الأعشاب الطبية وأدوات العلاج والضمادات هنا وهناك.
تمتمت وهي تفكر:
“الرائحة ليست قوية بما يكفي… هل نسكب الدواء فوق الفراش ليبدو مقنعًا أكثر؟”
لكن ها دوون هز رأسه:
“ترك الفراش مبللًا سيجعلهم يشكون أكثر.”
“صحيح.”
هزت كتفيها بأسف.
وبعد قليل، طرق أحد الباب.
“سمعت أنكِ تحتاجين مساعدتي، آنستي.”
ابتسمت:
“أهلاً يا يونغ يونغ.”
دخلت سو يونغ يونغ.
والآن اجتمع كل من يحتاجهم على المسرح الذي أعدته.
استمعت إلى خطتها بعناية، ثم سألت بقلق:
“هل ستكونين بخير حقًا، آنستي؟”
طمأنتها:
“لا تقلقي.”
“لكن…”
“أنا لا أخوض معاركَ خاسرَةً.”
رغم ثقتها، بقي القلق على وجه يونغ يونغ، لكنها شدّت عزيمتها في النهاية:
“حسنًا. سأفعل كما طلبتِ. عليّ أن أُسرب الأسماء إلى أولئك الأشخاص، صحيح؟”
ابتسمت عيناها حين سمعت الأسماء التي كررتها.
كانوا جميعًا هناك في ذلك اليوم.
قلتُ أني لن أنسى… وها قد حان وقت سداد الدين.
قالت بثبات:
“بالضبط.”
فأومأت بعزم:
“سأنجز المهمة بدقة.”
ثم أمسكت بالقلادة المزينة بقطعة من اليشم الأخضر، التي أهدتها إياها كيم سول ها لتساعدها على المهمة.
رفعت بصرها نحو السماء.
كانت الشمس تغرب، والظلام يزحف ببطء.
سألها ها دوون:
“هل ستذهبين مرة أخرى الليلة؟”
ابتسمت:
“الآن بعدما عرفت أن قصر كِيم رين ليس آمنًا… فأرجوك ألا تمنعني.”
قطب جبينه وقال ببرود:
“كنتِ لا تنوين إخياري، صحيح؟”
“كنتُ سأخبرك…”
“حتى لو لم يكن ذلك ضروريًا؟”
“……بالطبع.”
“لكنك تأخرتِ في الجواب.”
طأطأت رأسها بحرج:
“هل أنت غاضب؟”
أجاب وهو يشيح بوجهه:
“لست غاضبًا… بل قلقًا.”
لو كانت يو إيون سول هنا، لكانت عبّرت عن مشاعرها بوضوح، أما هو فلم يستطع.
مدت يدها وأمسكت بيده.
“لا تقلق. سينجح الأمر.”
ابتسم بمرارة:
“أتمنى ذلك.”
وبينما كانا يخطوان إلى الخارج، تجاوزا ثقبًا في جدار بيت كِيم، ووصلا في حالة متسخة إلى حيث تنتظرهم السيدة بايك بعينين دامعتين.
♤♧♤♧♤♧♤
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 30"