الرجل الذي كان يضغط قبعة الخيزران العريضة على رأسه بدا وكأنه قد ارتبك حقًا، فرفع يديه إلى الأعلى.
“خطأ؟ أتظن أن كلمة خطأ تكفي لإنهاء الأمر؟ أتعرف كم يساوي هذا الثوب الحريري؟!”
صرخ السكير منتشيًا وهو يواجه الرجل المستسلم بسهولة.
“يا للمصيبة. تسك تسك.”
الـمُقاتل الذي كان يضايق كيم سول-ها بكلامه من قبل نقر بلسانه، فأثار ذلك فضولها.
“لماذا؟”
“انظر جيدًا، صغيري. هل ترى السيف المربوط إلى خصره؟”
“أهذا الرجل أيضًا من أهل المويريم؟”
“لو كان مجرد مقاتل لعُدّ الأمر هيّنًا. لكن انظر جيّدًا إلى مقبض السيف.”
بتفسيره المفصل، حدّقت كيم سول-ها مطولًا في مقبض السيف وأمالت رأسها حائرة. لم يكن هناك شيء مميز سوى حُلية صغيرة حمراء تتدلى منه.
“لا أرى شيئًا مميزًا سوى تلك الشرابة الحمراء.”
“في أماكن أخرى قد لا تعني شيئًا، أما هنا فهي بالغة الخصوصية.”
ابتسم الرجل ضاحكًا وهو يربت على قبعة الخيزران خاصته، بينما رمشت كيم سول-ها بعينيها باستغراب.
“ولماذا هي مميزة؟”
“ستعلم بعد قليل.”
ولم يطل الأمر حتى وجدت كيم سول-ها جوابًا.
“أعتذر. سأعوّضك عن هذا الثوب.”
“تعويض؟ تـعـويـض؟! بوجهك البائس هذا وتتكلم عن التعويض؟ لا حاجة لي به!”
“إذن على الأقل اتركني من عنقي…….”
“سألقّنك درسًا اليوم على وقاحتك!”
وما إن قبض السكير على مقبض سيفه المزخرف حتى دوّى صوت بارد:
“أنصحك ألا تسلّه. فما من أحد تجرأ على سحب سيفه أمامي إلا ولم أُعده سالمًا.”
مع الضحكة الخافتة تغيّر الجو في المكان. اتسعت عينا كيم سول-ها.
“أجواؤه…….”
“تغيرت تمامًا، أليس كذلك؟ هكذا هو على حقيقته. يتظاهر باللطف، لكن ما إن يلمس السيف حتى ينقلب.”
هزّت كيم سول-ها رأسها متفهمة، وفي اللحظة التي سحب فيها السكير سيفه وقد احتقن وجهه غضبًا، كان الأمر قد حُسم.
شَـقّـة.
في طرفة عين، سقط خصلة من شعر السكير على الأرض.
“أ… أ…؟”
راح يلمس رأسه المرتجف غير مصدق، ثم هوى جالسًا على الأرض.
“ماذا، ماذا… هذا؟”
“لقد أفسدت جدوى تغطيتي بالقبعة.”
“مـ… من يكون هذا الرجل؟!”
“لا تقل هراءً. بسببك سأتلقى اللوم مجددًا، أفهمت؟”
خلع الرجل قبعة الخيزران وجلس القرفصاء أمام السكير.
“كان يكفيك أن أعتذر بصدق لتتفادى كل هذا.”
ثم ابتسم كاشفًا عن أنياب بارزة، وأضفت الندبة الغليظة التي تعبر جانب عينه اليسرى على وجهه الوسيم مسحةً من الوحشية.
“عِشْ حياة صالحة. لقد أبقيت على حياتك، واكتفيت بأخذ خصلة من شعرك بدل رأسك كله.”
وضرب بخفة على وجنة السكير.
“هـ… هـيييك!”
كان الإحساس صادقًا. لم يكن في كلامه أي مبالغة. لقد كان الرجل يعني ما قاله. وأدرك السكير بوضوح أنه كان على شفا موت حقيقي، ففقد السيطرة على نفسه وبالَ على ثيابه.
“لولا الضيف الكريم هنا، لما نجوت حتى هذا اليوم.”
بعد أن ألقى تهديده المثلج، وقف الرجل ونظر حوله.
“ما الذي تنظرون إليه جميعًا؟ أهذا مشهد للفرجة؟!”
وبتوبيخه عادت الموسيقى لتعزف على عجل، وانفكّ التوتر شيئًا فشيئًا، وبدأ الناس يتهامسون.
“من أسلوبه بالكلام، لا شك أنه جيك-رانغ.”
*جيك رانغ معناها الذئب الاحمر*
“أنظر إلى الشرابة الحمراء في سيفه. حتى لو غطى وجهه، لا يمكن أن يكون غير جيك-رانغ.”
“عجيب، الجميع يفرّ من طريقه، فلماذا يتخفى ويثير كل هذا؟”
“هس! ألا تعرف طبيعته؟ إن غضب طالتنا نفس العاقبة.”
رغم أن الأجواء لم تعد صاخبة كما قبل الحادثة، إلا أن الضوضاء عادت تدريجيًا. وفي النهاية دخل الحراس وسحبوا السكير إلى الخارج.
الرجل الذي كان يفسر لكيم سول-ها الموقف نقر على ظهرها بلطف.
“يا للورطة، هل تعرف كم هو حساس هذا الرجل؟ لا تنظر نحوه أكثر.”
أجل، قيل إن أصحاب المهارات العليا حواسهم حادة. وما إن همّت كيم سول-ها بتحويل نظرها عن جيك-رانغ حتى التقت عيناهما.
“ها؟”
شعرت بقلق غامض.
“عمي، ماذا يحدث لو رآني هذا الرجل؟”
“ماذا سيحدث؟ ذاك الرجل لا يمكن التنبؤ بأفعاله، ستغرق في متاعب جمة.”
وما هي إلا لحظة حتى رأت جيك-رانغ يتجه نحوها بخطوات واسعة. ابتسمت بتوتر. بدا أن الأمور ستسوء.
وما إن مدّ يده نحوها حتى اعترضه أحدهم.
“أيها الفتى، ليس من الأدب أن تعبث بأطفال الناس.”
“هاه؟ ولماذا لا تترك يدي أيها العجوز؟”
دارت عينا كيم سول-ها في حيرة. ما الذي يحدث هنا؟
كان الرجل نفسه الذي قال لها إنها تذكره بابنه هو من أمسك بيد جيك-رانغ.
“اهتمامي ليس بالصغير، بل بالرجل الذي يقف بجانبه.”
رد جيك-رانغ بضجر. استدارت كيم سول-ها.
“أبي، هل تعرف هذا الرجل؟”
“…… أبي؟ تقول أبي؟”
أدخل جيك-رانغ إصبعه في أذنه بدهشة، ثم صرخ غير مصدق.
“هاااه؟ أأنت تقول أبـي؟! أهذا الرجل أبوك؟!”
نظر إلى ها دو-وون مذهولًا، بينما انهالت أسئلة كيم سول-ها بعفوية:
“أتعرف أبي يا عم؟ وهو حتى يخفي وجهه تحت قبعة الخيزران، فكيف تعرفت على أبي؟”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات