استعادت كِيم سول هـا المعلومات من الرواية في ذهنها.
“فالدواء لن يفعل سوى إبطاء الوضع، لكنه ليس ترياقاً كاملاً.”
“إن كان كذلك.”
“إذا تناول الدواء، فذلك الشخص سيفتح عينيه. وذلك سيكون دليلصدقي و نيتي بمساعدتك.”
قالت كِيم سول هـا بهدوء. لكي تجعل الآخرين يصدقون كلام طفلة لا تملك شيئاً، كان عليها أن تكشف أوراقها أولاً.
“ماذا تريدين مني أن أفعل في المقابل؟”
وأخيراً خرجت الكلمات التي أرادت سماعها من السيدة بايك، فابتسمت كِيم سول هـا بابتسامة خفيفة.
“استعيدي السلطة الحقيقية في بيت كِيم رين.”
غرزت عيون الحرس المستطلِع في “كِيم سول-هـا”.
“ولا تسلّميها لأحد.”
“…….”
“أمسكي بها جيداً، بحيث لا تتركين أي ثغرة للعبث أو التحايل، ولا تتنازلي عنها لأحد.”
عند هذه الكلمات غير المتوقعة، كتمت السيدة بايك أنفاسها.
“إنه طلب يميل لصالحـي أكثر مما ينبغي.”
“لا. إنه طلب يصب في صالحي أنا أيضاً.”
فلا أحد في هذه العائلة ينظر إلى كِيم سول هـا بعاطفة أو محبة.
‘لا بأس في ذلك.’
“بدءاً من المال المخصّص لحفظ كرامتي كفرد من عائلة مرموقة، وصولاً إلى أساسيات العيش كالحطب والطعام.”
“…….”
“أريد أن يكون كل ذلك ‘عادلاً’ تماماً، مثلما هو مع باقي أفراد عائلتي.”
“…… هل تجرأت السيدة هونغ على التحايل إلى هذا الحد؟”
اشتدّ فكّ السيدة بايك بغضب. حينها تراخت شفتا كِيم سول هـا بابتسامة رقيقة.
“أجل. ولم يقتصر الأمر عليّ وحدي.”
فالأشخاص الأدنى منزلة، البسطاء والوضيعون الذين لا يملكون من يدافع عن أبسط حقوقهم، كانوا أول من عومِل بذلك الأسلوب بلا شك.
رأت كِيم سول هـا ارتباك السيدة بايك التي بدا أنها فهمت الأمر، فبدا الرضا في عينيه.
‘لا بأس بها.’
كانت قد توقّعت ذلك منذ سمعت كيف يصفها الخدم، لكنها أفضل مما تخيّل.
“إثباتي سيأتي أولاً، أليس كذلك؟ لِنؤجّل بقية الحديث لما بعد أن أقدّم دليل صدقي.”
حتى الاستماع لكلام طفلة يبدو كالحماقات، حتى هذه اللحظة كانت ضرباً من الخيال .
“لكن، هل يمكنني أن أحصل على كيس عطر صنعته بيديك؟”
“كيس عطر من صُنعـي؟”
“أجل. وأيضاً الخنجر الذي كان بحوزة ذلك الرجل.”
بعد لحظة صمت على كلمات كِيم سول هـا، أومأت السيدة بايك برأسها موافقة.
“انتظري قليلاً.”
غادرت السيدة “بايك” القاعة، وبعد فترة عادت وهي تحمل ما طلبته كِيم سول هـا. فأخذتها بين ذراعيها بعناية، ثم قالت:
“سأعود خلال أربعة أيام. وإن حصلت على الترياق، فسوف أتواصل مباشرة مع يونغ-يونغ.”
“يونغ-يونغ… تعنين الطفلة التي تعمل بقاعة العلاج صيدلية؟”
كان ذكاءها حاضراً.
فاجابتها بمعرفتها من تكون سو يونغ-يونغ، فتبدّلت نظرة كِيم سول هـا إلى نظرة أكثر مودة.
فمن ذا الذي يحفظ أسماء الخدم واحداً واحداً؟
لكن هذه السيدة تنظر إلى من هم دونها دون بتواضع.
“صحيح.”
أومأت كِيم سول هـا بخفة، ثم ابتعدت عن العمود الذي كان يسند ظهرها.
بدا أن الحديث قد بلغ غايته.
“سأكون مشغولة بدءا من هذه، لذا سأنصرف الآن.”
وبخطوات خفيفة، كأنها لا تنتظر منها جواباً، ابتعدت. عندها رفعت السيدة بايك صوتها.
“لماذا تُظهرين لي هذه المودة؟”
عند تلك الكلمات التي كأنها تمسكها من كعبها، التفتت كِيم سول هـا بنصف جسدها.
“ألم تُظهري أنتِ المودة أولاً؟”
وانسابت لأول مرة لمسة دفء رقيقة فوق وجه الطفل تحت ضوء القمر.
“كما قلت قبل قليل. أنا أعلم أنك من وضع طبيباً خاصاً بـ”إيون-سول”، وأنك تركتهم ليعتنوا بها في الطابق الأوسط لا في الطابق السفلي الخاص بالخدم وكل ذلك كان بيدك.”
“…….”
“أنا لا أنسى ما مُنح لي، سواء كان نعمة أو ضغينة. لذا يمكنك أن تكفي عن الشك.”
توقفت السيدة بايك عند رؤيتها لتلك العينين التي اشتعلت كالشمس.
فقد ذكّراها بشخص كانت تذكر ابتسامته في كل الظروف.
‘السيد الكبير.’
ابتسمت كيم سول هـا بنفس الابتسامة التي كانت تشبهه.
“على كل حال، الوقت سيثبت كل شيء.”
هزّت كِيم سول هـا كتفيها بلا مبالاة.
ولم تكن السيدة بايك تبدو شخصاً ساذجاً ليسلّم كل شيء لثقة غير مبنية على أساس متين.
“سنلتقي قريباً.”
لوّحت كِيم سول هـا بيدها بخفة وغادرت.
أما السيدة بايك، فظلت واقفة لوقت طويل تحدّق في المكان الذي اختفت فيه كِيم سول هـا، وكأنها قد صارت مثبتة في الأرض.
***
بعد أن عادت كِيم سول هـا بسلام إلى قاعة الطب، كان أول ما وقع بصرها عليه هو الأطباء والخدم الذين يتحركون في عجلة واضطراب.
“ما… هذا؟”
لقد كانت تلك هي الغرفة التي تقيم فيها يو إيون سول.
أسرعت كِيم سول هـا واندفعت راكضة، وما إن فتحت الباب الخشبي الصلب بعنف حتى وقع بصرها على إيون سول بوجه شاحب إلى حدٍ مريع.
خفق قلبها وسقط في قاعها.
“إيون سول؟”
اقتربت بخطوات متعثرة من سريرها.
“… آنستي.”
“ما الذي يحدث؟”
ارتجفت شفتا سول هـا وهي تنطق.
“ألم تقولوا إنها ستشفى تماماً؟ ألم تقولوا إنها تجاوزت الخطر؟”
كان بصرها يشتعل كالنار، يطعن يو وون كـانغ بشراسة.
*هذا الطبيب يو اللي عالج إيون سول و اللي لقته بغرفة الرجل المصاب*
“تكلم.”
أمام الغضب المتأجج، أغمض يو وون كانغ عينيه ثم فتحهما ببطء.
“لينسحب الجميع.”
عند أمره، وضع الخدم ما كانوا يحملونه جانباً وانسحبوا.
أما سول هـا فقد بقيت واقفة بلا حراك، لا تطرف لها عين، وعينا وون كـانغ ارتكزتا عليها.
“كنت قد سمعت أنها تعاني من مرضٍ مزمن.”
“أعرف.”
“لكن… لم يكن مرضاً مزمناً.”
“…ماذا؟”
ارتبكت نظراتها والتفتت نحو ها دو وون، وكأنها تسأله إن كان يعرف شيئاً.
لكنه هز رأسه بوجه متجهم؛ هو أيضاً لم يكن يعرف.
“ماذا تقصد بذلك؟”
“إنه سم.”
“…”
“لقد ظهر وكأنه مرض مزمن يمكن تفسير أعراضه على هذا النحو، لكن حقيقته… هو التسمم.”
كانت عينا الطبيب العجوز تلمعان باليقين، لا بالافتراض.
عند إدراك هذا، عضّت سولهـا على أسنانها.
“أتقول إن كل ما كنا نعتقده مرضاً مزمناً كان في الحقيقة سُمّاً؟”
“نعم. عندما كانت صحتها قوية، استطاع جسدها مقاومته، فبدا وكأنه مرض يمكن التحكم به.”
“إذن حالتها الآن…”
“ضعف جسدها جعل أعراض التسمم تتفاقم بسرعة.”
ترنحت سول هـا.
“وماذا الآن؟ ما هو هذا السم؟ كيف يمكن علاجه؟”
تغير وجه يو وون كـانغ وهو يجيب بصوت مفعم بالأسى:
“آسف يا آنستي.”
“يو الحكيم…”
“بقدرتي… ليس هناك علاج. أفضل ما أستطيع فعله هو إبقاؤها على هذه الحال.”
“إبقاؤها… هو الأفضل؟”
فهمت سول هـا على الفور معنى كلامه.
“أن تظل على هذا النحو، مستلقية تتنفس وحسب… هو أفضل ما يمكنني تقديمه.”
شعرت وكأن الأرض تنهار تحت قدميها.
وقفت بملامح يائسة، كطفلة فقدت أمها.
عندها استأنف يو وون كانغ كلامه:
“العالم واسع، وهناك أطباء أعظم مني بكثير، آنستي.”
“…آه.”
تسرب من شفتيها تنهيدة أشبه بالأنين.
“صحيح… هذا صحيح.”
بدأت أنفاسها المضطربة تستعيد توازنها.
حتى في أسوأ الظروف، لا بد أن يكون هناك مخرج.
‘يجب أن أجد “الطبيب العظيم”’.
ذلك الطبيب العظيم المذكور في أسطورة السماء الزرقاء اللانهائية، الذي قيل إنه قادر على إعادة أي شخص إلى سابق عهده طالما أن روحه لم تفارق جسده.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 22"