لو سأل أحدهم اليوم: من هو أقوى محارب في العالم؟ لكان الجواب بلا شك: رب عائلة نامغونغ.
ولو سأل: من هو أعظم العلماء؟ لأشار الجميع إلى كبير العلماء في القصر الإمبراطوري.
إذن، إن سأل: من هو أغنى رجل في العالم؟
فسيكون الجواب واضحًا تمامًا، ولن يتردد أحد في الإشارة إلى جهة واحدة:
بيت “غيم” (금 家)، أصحاب “التجارة العظمى غيم رِين”، التي تلقب بـ”أعظم شركة في العالم”.
في قاعة محصّنة بأشد الحراس وأمهر المحاربين، جلست امرأة في قلب الغرفة تبتسم.
قالت بهدوء:
“الآن فقط بدأتم تحسبون الحساب الصحيح، يا كبير أسرة نامغونغ.”
وجه نامغونغ هيوك، شيخ العائلة وصاحب الشهرة كأعظم محارب في العالم، اكتسى بظلّ كئيب.
“هل كان لابد أن تصل الأمور إلى هذا الحد؟”
أجابت المرأة بابتسامة ماكرة:
“لا أفهم قصدك، يا سيدي.”
قال بنبرة حادة:
“أنتِ لستِ مجرد تاجرة جشعة مهووسة بالمال.”
في عينيها لمعت شرارة حين ردّت بخفة:
“الناس يقولون ذلك، لا أنا.”
رفع نامغونغ هيوك صوته:
“شروط العقد بيننا لم تكن مجرد صفقة بين عائلة وتجار. هناك بنود غريبة، ما الذي تخططين له؟”
ضحكت المرأة، “غيم سُلها”:
“إن أردت أن تعرف أكثر، عليك أن تدفع أكثر.”
تنهّد الرجل العجوز بحرقة. لو لم يوقع ابنه على أعمال مشينة خاسرة لما اضطر هو أن يقف هذا الموقف المذلّ.
قال بحزم:
“يكفي، لا جدوى.”
ابتسمت هي بدهاء:
“غريب، توقعت منك إصرارًا.”
ردّ:
“يكفيني أن أعرف أن التعامل مع ثعلب مثلك سيجرّ علينا المتاعب.”
لكنها لم تتراجع، بل أخرجت العقد سريعًا وخبأته في صدرها، وكأنها تحمي كنزًا.
قال بتأوه:
“حتى جدّك “غيم تشونغ” المعروف بدهائه لم يكن مثلكِ.”
ضحكت بخفة:
“سيكون سعيدًا جدًا لو سمعك تقول هذا.”
هزّ رأسه ساخطًا:
“حقًا، لقد ورثتِ كل جرأته.”
ثم ارتجف فجأة وهو يحدّق فيها:
“مهلاً… هل تجاوزتِ حاجزًا جديدًا في فنون القتال؟! هذا مستحيل!”
لكن عينيه لم تخطئا: الفتاة الشابة تخطّت بالفعل مرحلة لا يتجاوزها إلا أعظم المحاربين.
صُدم الشيخ حتى قال في نفسه:
“لو كان ابني يملك نصف صفات هذه الفتاة، لما حملت همًّا أبدًا!”
وبعد صراع داخلي طويل، غادر المكان وهو يتمتم:
“يكفي، سأرحل الآن.”
انحنت غيم سُلها بأدب مصطنع:
“طريق السلامة، يا سيدي.”
وما إن اختفى حتى انفجرت بضحكة عالية، تمسح بيدها العقد وكأنه أعظم غنيمة.
لكن صوتًا أجشًا جاء من خلفها:
“هل نجحتِ فعلًا في إتمام تلك الصفقة؟”
كان جدّها، العجوز العظيم غيم كانغسوك، يراقبها.
ابتسمت بثقة:
“نعم، لقد تمت.”
أجابها بنظرة نافذة:
“هذا لم يكن مجرد عقد تجاري… ما الذي تسعين إليه حقًا؟ هذا ليس أسلوب تاجر، بل خطة مستشار حرب.”
توقفت لحظة، ثم ابتسمت ابتسامة غامضة.
قالت بهدوء:
“إن كان سؤالك يعني أنك ستساعدني… فلا مانع.”
زمّ شفتيه وقال:
“أيتها الماكرة… لكن اعلمي أن التاجر يجب ألا ينحاز، وإلا وجب أن يضع كل شيء على المحك.”
نظرت إليه بعينين واثقتين:
“أنا أضع كل شيء لأجل حماية الجميع. إن لم أفعل، فلن أستطيع حماية أي شيء.”
ساد الصمت لحظة، ثم سألها:
“هل تحتاجين مساعدتي إذن؟”
ابتسمت بجرأة:
“إن منحتني إياها، فسأقبلها بسرور.”
تنهّد وهو يتأملها:
“إذن تعالي بعد أربعة أيام، وقت الظهيرة، إلى قاعة الذهب. سأعطيكِ ما تحتاجين إليه.”
رفعت حاجبها بدهشة:
“تقصد… “الوسام الذهبي”؟! رمز سيادة عائلتنا؟!”
أومأ بهدوء:
“لقد حان الوقت.”
ارتجفت عيناها غير مصدقة. فذلك الوسام هو الدليل الوحيد على هوية رب العائلة، ومفتاح السيطرة على “التجارة العظمى غيم رِن”.
وقفت صامتة تحدق فيه، بينما هو استدار مغادرًا.
قال:
“لا تتأخري.”
ثم رحل بخطى ثابتة، تاركًا وراءه حفيدته في دوامة من الأفكار.
اقترب منها أحد مساعديها وقال بخضوع:
“تهانينا، يا سيّدتي. عقدٌ مع أسرة نامغونغ… ووسام غيم الذهبي فوق ذلك.”
أمسكت بالعقد ولوّحت به مبتسمة:
“بهذا يمكننا حتى إجبار عائلة نامغونغ على تحريك جيشها إن أردنا. لقد أصبح لدينا ورقة قوة حقيقية.”
ضحكت بصوت مرتفع، وقالت بعينين تلمعان بالطموح:
“الآن فقط… صار بإمكاننا خوض حرب حقيقية.”
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
التعليقات لهذا الفصل " 1"