هل العودة إلى الماضي فرصة؟ أم أنّها مجرّد حياة بمستوى صعوبة مختلف، حيث يكون من الجيّد فقط تجنّب الأخطاء؟
كان بيون يغرق في التفكير العميق كلّما نظر إلى وجه كايلا الصافي. كان وجهها يأسر الناظرين بمجرّد رؤيته. جميل ، أنيق ، و ملامح مصقولة بعناية، لكنّه خالٍ تمامًا من أيّ تعبير.
لذلك، لم يستطع إلا أن يتأمّل فيها أكثر. ما الذي تفكّر فيه بالضبط؟
ظهور بياتريس رالفالي المفاجئ كفيل بأن يُشتّت ذهنه، و كان عليه أيضًا التفكير في مسألة نقصان أمتعتها التي نُقلت عبر الأداة السحريّة.
لكن بيون أوقف كلّ هذه الأفكار ونظر إلى كايلا.
كيف تعطي غرفة الدّوقة الكبرى لها؟
المرأة التي رفضت الزواج منه حتّى الموت، بل قالت إنّ الموت أفضل، لا يمكن أن تكون هادئة و كأنّها أُفرغت من أحشائها ثمّ أُعيدت نظيفة. لا يمكن أن يكون ذلك.
“سموّ الدّوقة الكبرى.”
“هيّا.”
نظر إليه كل مم رئيسة الخادمات، و حتّى كبير الخدم، بتعبير يقول: “هل هذا منطقي؟”.
كان بيون هو الوحيد القادر على منعها.
لكن كلام كايلا هو القانون بالنّسبة له.
الرجل الذي، قبل العودة بالزمن، لم يستمع إلى كلامها، و لم ينظر إلى عينيها، و أغلق فمه و سدّ أذنيه، لم يجرؤ على فعل ذلك مرّة أخرى.
بالنّسبة له، كانت كلماتها قانونًا يجب اتّباعه.
لم يستطع أن يظهر و كأنّه يعارض كلامها أمام بياتريس. كان لدى كايلا خطتها بالتأكيد.
لذا، أومأ بيون برأسه فقط دون أن يضيف كلمة.
و هكذا، قرّرت بياتريس رافالي البقاء في غرفة الدّوقة الكبرى التي لم تُستخدم أبدًا.
“أرشديها.”
“أعرف الطريق.”
ردّت بياتريس بحدّة بنظرة تقول إنّها زارت قلعة لوسنفورد أكثر منها، ثم استدارت و غادرت.
همست رئيسة الخادمات، التي بقيت على مضض، إلى كايلا:
“سموكِ، كيف…”
“لا بأس. أليس هذا أفضل مكان متاح الآن؟”
قاطعتها كايلا بحزم و استدارت.
كانت هي أيضًا تشعر بالضيق عند رؤية بياتريس رافالي.
لقد جعلتها دوقة مونتي تشعر بأنّها شخص تافه.
جعلتها تغار ، تحسد ، و تفكّر بأفكار سيئة.
إذا لم تواجه بياتريس، لكانت كايلا شخصًا يبحث عن السعادة، يهتمّ بأحوال الآخرين، و يبحث عن أماكن تحتاج إلى المساعدة.
لم يتوقّع أحد ظهور بياتريس رافالي، لكن عند التفكير في الأمر، لم يكن مفاجئًا. على الأقل، بالنسبة لكايلا.
طوال فترة زواجها، رأت بياتريس تظهر فجأة في لوسنفورد، تهـزّ بيون، تسيطر على القلعة، تُسقطها، ثمّ تختفي. لذا، لم يكن هذا جديدًا. كانت هذه مجرّد البداية.
“سيدتي.”
المشكلة الطفيفة كانت أنّ زوجها الآن مختلف تمامًا عمّا كان عليه قبل موتها.
ناداها بيون بوجه معقّد، أو بالأحرى، مليء بالاستياء و الغضب.
ما الذي أزعجه هذه المرّة؟
“بما أنّ سموكِ تكلّمتِ، لم أجرؤ على التدخّل، لكن هل تنوين تحمّل هذا السلوك الوقح باستمرار؟”
نظرت كايلا إليه بدهشة.
هي حقا لا تستطيع التعوّد على ذلك.
الزوج الذي يفكّر مثلها كان غريبًا مهما اختبرته. لم تكن تريد تغيير رأيها عن دوق لوسنفورد، هايبريون سيبراند فيرارو، لكن الأسباب التي تدفعها لتغيير رأيها كانت تتزايد.
“إذا ارتكبتُ خطأ ما، فأخبرني من فضلك. سأصحّح ذلك.”
“لم أقل إنّكِ أخطأتِ…”
كانت تكره التغيير.
ارتجفت كتفاها.
كلّ ما أرادته هو الغرق في صمت هادئ و إغلاق عينيها.
توقّف بيون عن الكلام وهو ينظر إليها.
“لا بأس. سأتولّى هذا الأمر. افعلي ما ترينه مناسبًا، سيدتي. لكن…”
لكن؟
نظرت كايلا إليه.
“قد أمنع بعض الأشياء التي تفعلينها. أطلب عفوكِ مسبقًا.”
آه، هذا مألوف. أومأت كايلا بجديّة.
“افعل ما تراه مناسبًا، سموكَ.”
إذن، هل يمكنه طرد بياتريس من غرفة الدّوقة الكبرى؟ حتّى لو كانت تحت التجديد، لماذا غرفة لم تُستخدم أبدًا…
عندما وصلت أفكاره إلى هذه النقطة، نظر إلى كايلا.
هل من الممكن؟
كانت زوجته تسير بهدوء، بتعبير أنيق كالعادة، دون صوت. مـدّ بيون ذراعه.
“امسكي بيدي. الربيع دائمًا يتطلّب الحذر.”
كانت ذكرى كسر عظام كايلا بعد سقوطها على السلالم، حيث ساعدها الفرسان للعودة، لا تزال واضحة في ذهن بيون.
في لوسنفورد، يُصاب الكثيرون و يموتون بجروح أكبر. لذا، كسر عظمة الدّوقة الكبرى لم يكن مهمًا بصراحة. لم تكن جنديّة، و كان سيتم الإعتناء بها على أيّ حال.
لكن تلك الذكرى، قبل موتها و بعد عودتها، كانت تطارده باستمرار.
في ذلك الوقت، كان بإمكانه فعل الكثير.
مثل التحقّق من مدى الكسر، أو حمل كايلا بنفسه إلى غرفتها. لو فعل ذلك، لكان قد رأى حالة غرفتها المروّعة و غيّرها على الفور.
كانت أشياء لم يكن ليفعلها أبدًا آنذاك، لذا ظلّ يفكّر فيها مرارًا و تكرارًا. الأشياء التي لم يفعلها كان يجب أن يفعلها، و الأشياء التي فعلها كانت عديمة الفائدة.
“نعم، شكرًا.”
كايلا، التي كانت دائمًا تقول “أوبا، هيّا نذهي معًا!” منذُ الطفولة، لم تعد تعتمد عليه أكثر.
أمسكت ذراعه بخفّة، كما لو كانت تنزل من عربة أو تصعد على حصان، دونَ أن تضع وزنها.
كان ذلك يجعل بيون فيون يتساءل إن كان يقدّم مساعدة حقيقيّة.
اضطر بيون إلى الاقتراب منها أكثر. لكن حتّى عندما اقترب نصف خطوة، كانت كايلا تمشي بضع خطوات ثم تبتعد قليلًا.
يبدو أنّ اقترابه منها يزعجها.
على الرغم من أنّه أصبح إلى جانبها، شعر بيون و كأنّه يمشي وحيدًا. تمامًا كما كانت كايلا تمشي ذات مرّة، وحيدة.
“أحضر الحصان.”
عندما أمر بيون، ركض أحد الفرسان إلى الإسطبل على الفور. بما أنّ الإمبراطور أرسل بياتريس، فقد يصل المفتش مبكرًا أيضًا. سيكون هناك الكثير من العمل.
حرّرت كايلا يدها من بيون و كانت على وشك تركه يذهب. لكن يدًا كبيرة مغطاة بقفاز أسود غطّت يدها الضعيفة.
“ما رأيكِ باستنشاق بعض الهواء المنعش، سيدتي؟”
ما هذا الكلام؟
تفاجأت كايلا عدّة مرات بسبب كلام لم يكن من المفترض أن يقوله بيون.
يبدو أنّ عودتها من الموت أضافت مهارة جديدة له.
“لكن لدينا ضيف، سموكَ.”
“لا يجب أن يؤثّر قدوم ضيف على روتين سيّد القلعة. و الأهم، أنـتِ لا تزالين في مرحلة النقاهة.”
في قلعة لوسنفورد، كان هناك عدّة إسطبلات، لذا كانت الخيول متاحة دائمًا وفي أيّ مكان. كلّ ذلك تحسبًا لمعركة قد تبدأ في أيّ لحظة. و بفضل ذلك، اقترب حصان أسود ضخم من بيون.
قال ذلك، ثم أمسك خصر كايلا بكلتا يديه و رفعها بسرعة. في لحظة، طارت و هي مرتدية فستانا شتويا ثقيلا مع الفرو، في الهواء و هبطت على سرج الحصان.
بينما كانت كايلا تلهث متفاجئة من تلك القوّة الهائلة، كان بيون قد قفز خلفها و أمسك باللجام. شعرت و كأنّها لمحت قوّته و سرعته في القتال.
“لا حاجة للمرافقة.”
“وداعًا.”
بدأ الحصان يمشي بهدوء، على عكس حجمه الضخم.
كان أسرع من المشي، لذا ابتعدت قلعة لوسنفورد القاتمة و الكئيبة بسرعة. نظرت كايلا حول القلعة و مالت برأسها قليلًا.
“لا تضعي قوّة في جسدكِ، استندي إليّ.”
كايلا، الزهرة التي تتكئ على جدار لا ينظر إليه الرجال، لم تركب حصانًا مع رجل من قبل.
عندما تكون مع بيون، كانت دائمًا تتصرّف بحماقة و ترتكب أخطاء، فتتذكّر الهمسات التي سمعتها قبل موتها.
كانت معظمها تنبع من فم بياتريس، و كانت دوقة مونتي تؤجّجها. لذا، كانت الهمسات التي كان من المفترض أن تقال بين النبيلات فقط ينطق بها أشخاص أقلّ شأنًا من كايلا دون اكتراث.
كانت هذه هي مكانة و معاملة كايلا، التي فقدت والدها و منصبه في آن واحد.
كانت تلك الكلمات التي سمعتها كثيرًا لدرجة أنّها أصبحت تتذكّرها بشكل تلقائي.
ربّما سمعها بيون أيضًا. فقد كانت صاخبة جدًا.
“سموكَ، إلى أين نحن ذاهبون…”
لم تجب على كلمة “استندي” و سألت عن شيء آخر، بينما تحاول الحفاظ على توازنها، متمايلة بعدم استقرار بين ذراعيه.
جذبها بيون إليه بقوّة.
سقطت المرأة الصغيرة، التي تحمل رائحة زهرة خفيفة، في حضنه.
كانت تحمل رائحة صيف زاهية لا يمكن تخيّلها في لوسنفورد.
تفاجأت الأميرة الثمينة، لكن بالنّسبة لابن غير الشرعي وغد و حقير مثله، كان التصرّف الوقح يناسب طباعه.
خوفًا من أن يراها أحد، أدخل كايلا أكثر تحت عباءته.
لم يستطع مواجهة وجهها الذي يحاول رؤيته، فأغلق عينيها الباردتين بالقرب من قلبه النابض بقوّة.
“لم ترَي المناطق المحيطة بعد، أليس كذلك؟”
تسارع صوت حوافر الحصان قليلًا، و كان صوت اصطدامها بالأرض الصخريّة مرحًا.
“لنأخذ جولة قصيرة.”
لأنّكِ ستغادرين هذا المكان قريبًا على أيّ حال.
زاد من سرعة الحصان و ابتعد عن قلعة لوسنفورد، بعيدًا جدًا.
كلّما ابتعد، شعر بأنفاسه تتحرّر، و لم يشعر إلا بالدفء الخفيف للجسم الصغير في حضنه.
شعر بارتياح في داخله.
نعم، هكذا أراد أن يركض.
أن يحتضنها و يهرب من العالم.
سار الحصان السريع و المرح في الاتجاه المعاكس للقرية أسفل القلعة.
كان الحصان العسكري الوفي يتبع أوامر سيّده.
فقط الدّوقة الكبرى الصغيرة، المحصورة في حضنه، كانت تحرّك عينيها الزرقاوين دون أن تعرف إلى أين تذهب.
نظر بيون إليها و ضحك بهدوء.
كان وجهها الأبيض ينظر إليه.
‘أنـتِ جميلة و محبوبة جدًا.’
أدرك ذلك من جديد.
“اعتقدت أنّكِ ستحبّين مكانًا خاليًا من الناس.”
رفع العباءة قليلًا، فأخرجت وجهها من بينها و نظرت حولها.
كانت عيناها الزرقاوان تمتصّان المشهد بعناية، دون أن تفوّت شيئًا، كما لو كانت طفلة تزور المكان لأوّل مرّة.
لا، إنّها المرّة الأولى بالفعل.
شعر بيون و كأنّه تلقّى ضربة على رأسه.
هذه هي المرّة الأولى لكايلا هنا. لم تخرج منذ زواجها.
“هذا شمال القلعة. الحدود قريبة… و هناك غابة جيّدة للصيد. هناك جدول ماء بدأ يذوب الآن، لذا المشهد مقبول نوعًا ما.”
كان حلقه جافًا، فلم يخرج الكلام بسهولة، لكنّه أجبر نفسه على التحدّث.
حتّى الدّوقة الكبرى المتوفاة، التي كانت محصورة في قلعة لوسنفورد طوال الوقت، رأت ما هو خارج القلعة فقط عندما سُحبت إلى البرج الشمالي.
الآن، عند التفكير في الأمر، إذا ذهبت عبر هذه الغابة لمسافة طويلة، سيظهر البرج الشمالي.
ارتجف بيون مرّةً أخرى.
كان يتمنّى لو أنّ أرنبًا أو سنجابًا، أيّ حيوان أليف يشبه كايلا، يأتي إلى الجدول ليشرب الماء، لكي تراه و تشعر بالسعادة.
لكن الغابة، التي لا تزال تحمل هواءً باردًا، لم تحتوِ سوى على الجبال الوعرة المغطاة بالثلج، و جدول ماء رمادي، و أشجار كثيفة.
لم يكن هناك مشهد ملون و جميل يناسبها.
كلّ ما يمكنه تقديمه كان هذا المشهد القاحل.
“لقد ذاب بالفعل.”
تكلّم صوت صغير من حضنه. كان صوت جريان الجدول الذائب قويًا إلى حدّ ما.
“نعم، ذاب كثيرًا. إنّه الربيع.”
نظرت كايلا إلى طائر كبير مجهول يطير بعيدًا. كانت السماء صافية و منعشة.
“بالفعل، إنّه الربيع.”
جاءت في الشتاء و اعتقدت أنّها ستموت في الشتاء، لكنّها تواجه الآن موسمًا جديدًا.
نظرت كايلا طويلًا حول الجدول الذي تزوره لأوّل مرّة، و استنشقت الهواء النقي.
لم تكن تعتقد أنّ لوسنفورد بها مثل هذا المكان.
بعد أن أبقت عينيها على المشهد لفترة طويلة، ربّتت على الذراع التي كانت تحتضن خصرها بقوّة.
“لنعـد الآن.”
هذا يكفي.
・ 。゚✧: *. ꕥ .* :✧゚. ・
في نظر كايلا، كان بيون شخصًا غير مبالٍ إلى حدّ كبير.
كانت لامبالاته تصل إلى ذروتها مع مَنٔ يكرههم، و حتّى مع مَنٔ يحبّهم، لم تكن لامبالاته تختفي تمامًا.
لا، كان لطيفًا، لكنّه كان أحيانًا غير مبالٍ مع بياتريس. و كانت كايلا تتوق إلى الحصول على القليل من هذا اللطف.
“سموكَ، السيدة رافالي تبحث عنكَ…”
“كايلا، ما هذا؟”
عندما عادا إلى القلعة، ساعدها بيون على النزول من الحصان، و دخلا معًا.
قبل أن تكمل رئيسة الخادمات كلامها الرسمي بتعبير متعب، هرعت بياتريس نحوهما.
بالطبع، لم تكن تنوي الإمساك بكايلا جسديًا، لكن قبل أن تتفاجأ كايلا بوجهها الممدود فجأة، وقف بيون أمام بياتريس.
تراجعت بياتريس عند رؤية بيون واقفًا كجدار.
“ما الأمر؟”
“الغرفة، لماذا هي بتلك الحالة؟ كيف أنام هناك؟ لا توجد ستائر، و أعمدة السرير مكسورة! و لماذا تغيّرت رئيسة الخادمات؟ أين دوريس؟”
كانت غرفة الدّوقة الكبرى التي واجهتها بياتريس تبدو و كأنّ شبحًا سيخرج منها.
كان الأثاث الممزوج بالمخمل الوردي الفاتح بشعًا و رخيصا، و لا توجد ستائر، و حتّى أعمدة السرير ذي الأربعة أعمدة كانت مكسورة، فلا يمكن تعليق الستائر عند النوم.
“إنّها أفضل غرفة. أنـتِ مَنٔ أردتِها، أليس كذلك؟”
نظرت كايلا إلى بياتريس، مقلّدة ما تفعله عادةً.
فتحت عينيها على مصراعيهما و أمالت رأسها.
مقارنة بزهرة المجتمع الراقي، كانت تبدو غريبة و محرجة، لكنّها نجحت على أيّ حال.
“أنـتِ… أنـتِ… كايلا، أنـتِ…!”
فقدت بياتريس قدرتها على الكلام.
كان منظرها وهي تفتح فمها دون صوت مضحكًا و محبطًا في الوقت ذاته.
لقد كانت تقاتل هذا الشخص التافه و البسيط طوال أربع سنوات. لو تخلّت عن رغبتها في إثارة إعجاب بيون، لكان الأمر سهلاً، فهي في النهاية شخص أقلّ بكثير منها.
لم يعـد يهمّها ما يفكّر فيه بيون عنها. كانت معتادة على بروده.
“ليس ‘أنـتِ’، بل سموّ الدّوقة الكبر’.”
لذلك، صُدمت كايلا عندما تحدث بيون، بعبوس هادئ و واضح.
مرّة أخرى؟ ينحاز إليها مرّة أخرى؟ إلى كايلا و ليس بياتريس؟
لو توقّف الأمر عند هذا، لربّما استطاعت بياتريس أن تضحك و تتجاوز الأمر. لكن بيون وجّه الضربة القاضية:
“لا يوجد في لوسنفورد مَنٔ هو بمكانة عالية بما يكفي لينادي الدّوقة الكبرى باسمها. ألا تعرف السيدة رافالي آداب الرتب؟”
التعليقات لهذا الفصل " 45"