قامت رئيسة الخادمات الجديدة، فابيولا، بتعريف جميع أطفالها على الدّوق الأكبر و الدّوقة الكبرى، ثم تفقّدت مكتب الدّوقة الكبرى و غرفة نومها، وكذلك غرفة نوم الدّوق الأكبر ومكتبه، قبل أن تعود ممسكة بذراع زوجها.
“سموّكِ.”
عند سماع النداء، رفعت كايلا عينيها إلى بيون، الذي كان أطول منها بكثير، مما اضطرها لمـدّ رقبتها لتنظر إليه.
“لا تهتمي بما قالته رئيسة الخادمات الجديدة.”
“ما الذي تقصده؟”
“كلامها عن الأطفال.”
آه، يقصـد “الأخبار السارة”.
كانت كايلا تعلم جيدًا أنّ هذا لا يعنيها، لذا لم تهتم به من الأساس. لكن يبدو أنّ بيون كان منزعجًا جدًا من هذا الكلام.
“إنّها كلمات نمطيّة، لكن الآن، الأهم هو أن تتعافي، سيدتي. و…”
نظرَ حوله، و بعد التأكّد من أنّ الجميع بعيدون بما فيه الكفاية، خفض صوته و همس:
“زواجنا سيتبع العقد بدقّـة.”
آه، عقد الزواج.
كايلا، التي كانت تعلم أنّه لم يعـد له أيّ تأثير و نسيت أمره على الفور، تذكّرته الآن.
“مسألة خلافتي…”
“مسألة خلافتكَ، سموكَ.”
قاطعته كايلا. فأغلق بيون فمـه على الفور و استمع بهدوء لصوتها الخافت.
“هي شيء تقرّره أنـتَ، و ليس أنا.”
ماذا سيقول الآن و قد أصبح أكثر لطفًا مؤخرًا؟ هل سيقبل الأمر بهدوء، أم سيعتقد أنّها تعرف حدودها؟
توقّفت كايلا عن التفكير بعد أن تساءلت للحظات و هي تقـف ساكنة.
مهما كان الأمر، إذا كان بإمكانه جلب سلام مؤقّت لهذه العلاقة الزوجيّة الهشّـة، فلا بأس.
“إذن، إذا قرّرتُ أن يكون وريثي منـكِ، يا سيدتي، هل ستقبلين قراري؟”
بـدا صوته الهادئ الذي يبدو غريبا في العادة و كأنّه يحمل نبرة عصبيّة. يبدو اللمىعو كأنّه يشعر بالإستياء.
لم تفهم كايلا ما الخطب.
كان بيون يقول كلامًا لم يكن من المفترض أن يقوله، و بنبرةٍ لم يكن من المفترض أن يستخدمها.
وقـف سيّـدا لوسنفورد في قاعة القلعة الواسعة، الخشنة و القاحلة، ينظران إلى بعضهما.
كانت عينا بيون البنفسجيّتان تلمعان بعواطف مكبوتة، لكن كايلا لم تستطع تمييز ما إذا كانت غضبًا أم انزعاجًا.
كانت مشاعر معقّدة مختلطة تُسكَـب عليها بالكامل.
قبل أن تتراجع كايلا غريزيًا لتحمي نفسها، تحدّث بيون بسرعة و كأنّه يمسك بها:
“لا تتحدّثي بهذه الطريقة و أنـتِ لا ترغبين في ذلك. و مسألة خلافتي ليست قراري وحدي، بل شيء يجب أن نقرّره أنا و أنـتِ معًـا.”
“إذن، هل تريد أن يكون وريثـكَ منّـي؟”
هذه المرّة، نظرَ إليها بيون و كأنّه لا يفهم. بـدا مصدومًا بسببِ هذا الكلام الذي لم يكـن يتوقّعه.
شعرت كايلا بنوع من النشوة لأنّها استطاعت جعله يصمت.
كايلا العاجزة، التي كانت مجرّد هدف للتجاهل و عقبـة أمام زواجـه بحبيبتـه، نجحت في مفاجأتـه.
كان ردّها بعيدًا عن الموضوع، لكنّها أرادت فقط أن تجرب ذلك.
على الرّغمِ من علمها بردّ فعله، أرادت أن تهـزّه و لو لمرّةٍ واحدة على الأقل.
“في رأي الناس العاديين، من الطبيعي أن أنجـب وريثـكَ، لذا قال السير سيرنستر و زوجته مثل هذا الكلام.”
بصراحة ، كانت تشعر بالدهشة لسماع مثل هذا الكلام بعد أن ماتت و عادت من جديد.
كان كلامًا لا علاقة له بها.
قبل أن تموت، كان الجميع يعلم أنّ الدّوق الأكبر يعامل الدّوقة الكبرى ببرود و لا يزور غرفتها.
لم يتوقّع أحد أن تنجب الدّوقة الكبرى خليفة لدوق لوسنفورد.
“لكن أن يعتقد الناس ذلك لا يعني أنّ علاقتنا طبيعيّة. لا أهتم بكلامهم عن ‘الأخبار السارة’ وما إلى ذلك. لا يهمني ما يقولونه.”
لقد سئمت من كلام الناس حتّى أصبحت الإهانات العاديّة لا تؤثّر فيها. هل يعلم هو، الذي لم يرتكب ذنبًا بعد ولكنّه يحمل وجه المذنب، بذلك؟
ضحكت كايلا. أمسكت بجيب فستانها، الذي يحتوي على زجاجة السمّ، و ضحكت.
“لذا، الوريث هو شأنـكَ أنـتَ، سمـوّكَ. إذا أنجبـتَ طفلًا خارج إطار الزواج، فأحضـره عندما يولد. يجـب أن ينشأ وريث سموّكَ في لوسنفورد. سأربّيه بقدر ما أستطيع.”
على أيّ حال، هي ستموت قريبًا، لهذا لا تعرف إلى متى يمكنها تربيتـه.
هل كان النبيذ الذي شربته الليلة كثيرًا؟ أم أنّ الموت قد أحـرق بعضًا من خوفها؟
عند رؤية وجه بيون المذهول، انطلقت الكلمات التي كانت عالقة في حلقها قبل موتها، تلكَ التي ابتلعتها دونَ أن تتمكّن من قولها.
كان التحدّث بها مريحًا.
“و إذا لم يعجبكَ ذلك، فلن أتدخّل، لذا لا تقلق.”
طفـل.
في ذكريات كايلا، لا تزال السنوات الأربع الماضية واضحة، لكنّها غير موجودة الآن في هذه اللحظة.
خلال تلكَ السنوات الأربع، عاشت كايلا وهي تترقّب متى ستسمع خبر حمل بياتريس.
إذا سمعت أنّها حامل، ستشعر أنّ مصيرها المحتوم قد جاء.
إذا سمعت أنّها أنجبت، ستتساءل بحماقة عن شكل الطفل.
كانت تعرف بياتريس رافالي جيدًا، و لهذا كانت ستشعر بالقلق دون داعٍ إذا كان الطفل سيحصل على تربية لائقة أم لا.
إلى أي درجة سيشبه بيون؟
كانت تريد رؤيته ولو لمرّةٍ واحدة.
حتّى لو انتهى بها الأمر بتربية الطفل، كانت ستشعر بفرحة صغيرة لأنها ستجـد ملامح بيون في وجه الطفل.
كانت ستفرح لقدرتها على تربيته.
كانت ستفرح لأنّها تستطيع فعل شيء لبيون، حتّى لو كان بهذه الطريقة.
إذا استطاع شخص تافـه مثلها أن يشغل ولو جزءًا إيجابيًا صغيرًا، كانت ستقبل بأيّ شيء.
حقًا، كانت ستقبل بأيّ شيء.
كانت هناك أيام كهذه.
أمّا طفـل كايلا…
لا، لا.
“سأذهب أوّلًا…”
“أنا لا أهتم بأي نساء أخريات غيـركِ، كايلا.”
قُطعت كلمات كايلا، التي كانت على وشكِ الرحيل و هي تقطع أفكارها.
اختفت الابتسامة من وجهها الأبيض الصغير. بل تراجعت مصدومة.
“أكره فكرة الأطفال غير الشرعيين.”
كانت كلماته تهتـزّ بعنف.
“لكن إذا أردتِ طفلًا، سأبذل قصارى جهدي للتعاون.”
كانت عيناه، التي كانت دائمًا غير مبالية و باردة تجاهها، تلمع بكلّ أنواع العواطف.
لم تكن عيونًا فارغة لا يمكن قراءتها، بل كانت مليئة جدًا لدرجة أنّها قد تجذبها دونَ وعي.
“من حسن الحظّ أنّـكِ لا تهتمين بكلام الناس.”
أخفض رأسه، ممّا جعل عباءته السوداء تلفّ فروها الأبيض. في لحظة، اختفت الدّوقة الكبرى الصغيرة في حضن الدّوق الأكبر .
“إذن، يجب أن تتعافي بسرعة. هكذا يمكننا إنجاب وريث، أليس كذلك، كايلا؟”
・ 。゚✧: *. ꕥ .* :✧゚. ・
أحيانًا، هناك أمور نفكّر فيها أكثر فتصبح لا رجعة فيها. أو ربّما هي أمور لا توجد لها إجابة مهما فكّرنا.
كلّ شيء عبثي، لذا يجب أن تُطوى في ذكريات بعيدة و لا تُفتح أبدًا.
لكن بيون جعلها تواجه هذا الأمر.
“غيّري الأثاث كما تريدين، سيدتي. أعتذر، لكنّه حقًا فظيع. كيف يمكن لأحد أن يستخدم مثل هذا الأثاث الرخيص…”
عبّرت فابيولا سيرنستر، رئيسة الخادمات الجديدة، عن استيائها، قائلة إنه حتّى البيوت العاديّة في لوسنفورد لا تستخدم مثل هذا الأثاث.
“ورق الحائط نفسه خاطئ، سموكِ. يجب تغيير كلّ شيء. إنّه محرج و مخجل.”
ابتسمت كايلا.
“لقد طلبتُ الأثاث بالفعل، و سأسلّمه إليكِ.”
أخيرًا، حان وقت تراجعها.
يمكنها تسليم معظم الأمور إلى رئيسة الخادمات و التركيز على إعادة خادماتها إلى أوستين.
كانت هذه الفرصة التي انتظرتها كايلا : فرصة لعدم فعل شيء سوى حلّ مشكلة واحدة و الاستعداد لمواجهة الموت براحة.
أرادت أن تكون في حالة خفيفة، خالية من التعلّقات، جاهزة للموت دونَ ندم عندما تأتي الأزمة.
“نعم، سموكِ. سأعـدّ كلّ شيء بإخلاص، لكن سأحرص على الحصول على موافقتكِ قبل الشروع في أيّ شيء. أنا من لوسنفورد، لذا أفتقر إلى الخبرة في استقبال الوفود من كراين.”
لكن هذا الطريق كان بعيدًا جدًا. بل بدا و كأنّه يبتعد أكثر.
كانت رئيسة الخادمات الجديدة، بكلمات لطيفة، قويّة و جديرة بالثقة، و بعبارةٍ أخرى، كانت تؤمن بشدّة أنّ الدّوقة الكبرى يجب أن تؤدّي دورها.
لذلك، كان على كايلا أن تستعدّ بنفسها لاستقبال مفتش الإمبراطور القادم، و اضطرّت أيضًا إلى تفقّد المطبخ الذي بدأ بيون بإصلاحه بعد المأدبة.
و هناك شيء آخر.
“يبدو أنّ سموّكَ هنا أيضًا.”
كانت أعمال المطبخ مرتبطة بمرافق المياه و الصرف الصحي في القلعة، و كان استقبال المفتش أمرًا يتطلّب تدقيق بيون بعمق، لذا كان على كايلا مواجهته عدّة مرّات في اليوم.
بدأت رئيسة الخادمات الجديدة بالابتسام و التحيّة، و تبعتها خادمات كايلا بالإنحناء لبيون.
“يجب ألا ترهقي نفسكِ كثيرًا، سموّكِ.”
تحقّق بيون أوّلًا مما إذا كانت ملابس كايلا خفيفة، ثمّ تحدّث إلى رئيسة الخادمات بصرامة.
“بالطبع. و أهم شيء هو أن تكون سمو الدّوقة الكبرى بصحّة جيّدة.”
أجابت فابيولا و هي تنظر إلى الزوجين.
كان واضحًا من تعبيرها أنّها تعتقد أنّهما زوجان متناغمان. لكن الحقيقة ليست كذلك على الإطلاق.
مع قدوم مفتش الإمبراطور، كان على كايلا أن تبدو أكثر صحّـة من أجل سلامة لوسنفورد.
لكن بعد مغادرة المفتّش، مَـنْ يدري ماذا قد يحدث لسلامتها؟
علاوةً على ذلك، بعد أن قالت لبيون ما لا ينبغي قوله، كان من الواضح أنّه يكبح غضبه الآن.
“هذا العمل ذو حجم كبير جدًا. سيتطلّب ذلكَ لمس أنابيب الصرف الصحي أيضًا.”
اقترب الخادم الرئيسي ليقدّم تقريرًا.
“هل أنابيب الصرف الصحي سليمة؟”
“ليس تمامًا.”
“إذن، قدم تقريرا عن كلّ شيء و أعـدّ أعمال الصرف الصحي. لا أعرف الكثير، لكنّني أعلم أنّ المطبخ يجب أن يكون نظيفًا.”
تحدّث بيون بحزم. فتحت كايلا، التي كانت تستمع فقط، فمهـا:
“لكن إذا جاء المحقّق، ستظلّ الأعمال جارية.”
سيبدو الأمر فوضويًا.
“لا مفرّ من ذلك. مرافق المياه هي أساس القلعة. و…”
نظر الرجل الطويل إلى العمّال الذين يكتسحون المطبخ المظلم و تمتم:
“إذا أُجريت الأعمال بشكلٍ جيّـد هذه المرّة، ستكون مريحة للأجيال القادمة.”
لكن أعمال المطبخ كانت تتضخّم كثيرًا. و بما أنّ الطاهي الرئيسي أُعـدم، كان الطهاة الذين يعملون في المطبخ المؤقّت يعانون من الإزعاج و الصعوبة.
لم يكـن هناك خطط لإقامة مآدب أخرى حتّى وصول المحقّق، لكن كايلا، كسيدة القلعة، كانت قلقة من امتداد الأعمال إلى أنابيب الصرف الصحي.
هل تملك لوسنفورد أموالًا كافية لذلك؟
حتّى لو كانت تملكها، فإنّها تُخصص عادةً للأغراض العسكريّة، حتّى أن حاكم القلعة يستخدم أثاثًا بسيطًا منذُ عقود.
هل سيستخدم سلسلة كيرفان بشكلٍ مختلف هذه المرّة؟ فكّرت كايلا تلقائيًا في خاتم الألماس الذي تلقّته. ما الذي يفكّر فيه بيون؟
على الرّغمِ من أنّها قالت ما لا ينبغي قوله، ظلّ كما هو دائمًا.
“هل نصعد إلى الأعلى؟ الهواء هنا ثقيل و ملوّث.”
كان لا يزال يمسك يدهـا و هي تصعد السلالم، و لم يكـن في صوته أيّ أثر للغضب.
لكن في الحقيقة، لم تكـن كايلا تبحث عن الغضب، بل عن اللامبالاة و البرود.
عيون لا تنظر إليها، ظهر يديره لها، صمت يقابل كلامها.
“السلالم شديدة الانحدار، فكوني حذرة.”
لكن بيون لم يفعل ذلك أبدًا، و لو مرّة واحدة. بل ظلّ ودودًا و لطيفًا مع كايلا التي لم تتحدّث.
في هذه المرحلة، لم تستطع كايلا إلا أن تفكّر في الكلام الذي قالته له.
لقد أهانته كلّ كلماتها بعد إرسال عائلة سيرنستر.
قالت إنّه لا بأس له أن ينجب طفلًا غير شرعي، رغم كونه هو نفسه ابنًا غير شرعي. لهذا ردّ بنبرة خشنة.
هل يحقّ لـ”بيون الحالي” سماع مثل هذا الكلام؟
“كيف حالكِ مع المشي؟ هل هو مرهق؟”
“ليس إلى هذا الحدّ، سموكَ. أنا بخير.”
أجابت كايلا بهدوء و بدأت تعيد التفكير في كلّ ما فعله بيوت منذُ عودتها من الموت إلى الماضي.
قبل موتها، ساعد في قتل الدوق أوستين، حسب كلام بياتريس. لكن بعد موتها، التقته و قد منـعَ موت الدوق أوستين.
رأت ذلكَ بنفسها.
قبل موتها ، تجاهلها تمامًا، مما جعلَ لوسنفورد بأكملها تتجاهلها.
لكنه الآن، رغمَ حذرها، لم يفعل ذلك.
قبل موتها، عندما اتُّهمت ظلمًا، عزلهًا و حرمها من الطعام حتّى ماتت جوعًا.
ربّما هو مَـنْ اختلق التّهمة.
لكن الآن…
“هل نتمشّى قليلًا؟ المشي مفيد للصحّة.”
“ألستَ مشغولًا؟”
“لديّ دائمًا وقت للتمشّي مع سموّكِ.”
على الرّغمِ من أنّه يجب أن يكون غاضبًا و منزعجًا، إلا أنه ظل يبتسم لها.
هل من العدل أن تتهمه بجرائم لم يرتكبها بعد؟
هل هذا عدل؟
كشخص مات ظلمًا، شعرت كايلا بثقل و عدم راحة في قلبها.
لا تعلم كيف عادت لتعيش هذه اللحظة، لكن شعورها بأنّها على قيدِ الحياة جعلها تواجه هذه التساؤلات.
عندما خرجت إلى الخارج، أزعجتها الشمس قليلًا، لكن بيون اقترب ليحجب الضوء، فشعرت بتحسّن.
“يمكنكِ ركوب الخيل قريبًا. لن نهرول، بل سنمشي ببطء.”
“أعرف كيف أركب الخيل.”
“نعم، لذا أقصـد أن نمشي معًا ببطء.”
هل يجـب أن تعتذر؟
يجب أن تفعل ذلك، أليس كذلك؟
بغضّ النظر عن زواجها من رجـل اشتهر بحبّـه الشهير لامرأة أخرة، كان قولها له عن إنّه يمكنه إنجاب طفل غير شرعي مؤذيًا له. لذا يجب أن تعتذر.
إذا مشـت قليلًا حتّى تبتعد الخادمات و الفرسان، ستعتذر حينها.
إذا اعتذرت الآن، ربّما يكون لقائهما لتفقّد الأدوات الفضيّة ليلًا أقلّ إحراجًا.
عزمت كايلا على ذلك و تقدّمت تحت أشعّة الشمس.
“سموّكِ، تراجعي.”
فجأة، سـدّ بيون طريقها بسرعة و لـفّ ذراعه الكبيرة حولها.
نظرت كايلا إليه بحيرة، ثمّ نظرت إلى حيث كان ينظر.
كان هناك تجمّع لأضواء ذهبيّة.
كانت تلك قوّة الأداة السحريّة التي يملكها الإمبراطور.
“بيون!”
عندما تبدّد الضوء، ظهرت بياتريس رافالي مع صوت مفعم بالحيويّة و حقائب كثيرة.
“آه، لا يزال الجوّ باردًا هنا. من حسنِ الحظّ أنّني ارتديت معطف الفرو. لم نلتقِ منذُ زمن، بيون! لقد اشتقتُ إليكَ!”
عند رؤية بياتريس تركض نحوه بذراعين مفتوحتين لتعانقه، تخلّت كايلا عن فكرة الاعتذار.
التعليقات لهذا الفصل " 43"
متشوقة للفصول القادمة 🤍