لقد كرّر بالفعل مرّتين أنّه سيستبدله، بالإضافة إلى مسألة رئيسة الخادمات، وبالنظر إلى تصرّفاته حتّى الآن، كان هذا احتمالًا قويًا جدًا.
نعم، هو هكذا.
لم تكن كايلا تثق ببيون تمامًا.
كيف يمكنها أن تثق به وهي التي عُزلت و تـمّ تجويعها حتّى قبلت السمّ بشكر و ماتت؟
كلّ ما تثـق به هو الزجاجة الصغيرة في جيبها وتجربتها في الموت مرّة واحدة.
بما أنّها ماتت مرّة، يمكنها أن تموت مرّة أخرى. يمكنها تحمّل ذلكَ بثبات.
“لقد وصلت رسائل إلى سموكِ.”
نظرت كايلا إلى الصينيّة الفضيّة التي وضع عليها الخادم الرئيسي بضع رسائل، وتساءلت كم عدد هذه الصواني الفضيّة المتبقي. كانت جردة الأدوات الفضيّة صادمة إلى حدّ ما.
“شكرًا.”
كم عدد الرسائل التي يمكن أن تصل إلى دوقة كبرى بالكاد نهضت من مقعدها؟
على الأكثر، ربّما رسائل من والدها في أوستين، لكن كان هناك عدد لا بأس به من الرسائل.
“هل تعملين على اختيار رئيسة خادمات؟”
نظرت سيسيل و دينيز إلى الخادم الرئيسي بحدّة على الفور. هذه كانت مشكلة البارون رولف أندرسون.
كان يجب على الخادم الرئيسي أن يبقى صامتًا حتّى تأمر الدّوقة الكبرى، أو يسأل بحذر شديد.
لكن في كلّ مرّة يواجه فيها كايلا، كان يردّد مسألة رئيسة الخادمات و كأنّه يتفقّد عملها بصفته رئيسًا عليها، لدرجة أنّها أرادت أن تفتح رأسه لترى كيف يفكّر بالتسلسل الهرمي و الطبقات الاجتماعيّة.
“لم أنـسَ.”
لن يغيّر نقاشه من عاداته اللفظيّة. بما أنّه من الواضح أنّه سيردّ بطريقةٍ خاصّة على الدّوقة الكبرى التي يراها مثيرة للسخرية، لم يكن لدى كايلا الطاقة للتعامل معه.
كانوا يتعمّدون إرسال خادمة تستمرّ في ارتكاب الأخطاء، أو يدفعونها لارتكاب أخطاء متعمّدة، و عندما تعاتبها كايلا، كانوا يبكون مدّعين أنّهم بذلوا قصارى جهدهم، ممّا يجعل كايلا تبدو الشريرة.
“صادف أنّ الذين أرسلوا الرسائل هم جميعًا مرشّحون جيّدون لمنصب رئيسة الخادمات. يمكنكِ الرجوع إليهم عند اختياركِ، سموكِ.”
“حسنًا، يمكنكَ الذهاب.”
“نعم.”
عندما لوّحت كايلا بيدها، اضطرّ الخادم الرئيسي إلى المغادرة. بمجرّد إغلاق الباب، نظرت سيسيل، التي كانت تظهر تعبيرًا مرتبكًا، إلى كايلا.
“هل… يعني أنّه اطّلع أوّلًا على مَنٔ كتبوا الرسائل إلى سموكِ…”
“التفتيش أمر طبيعي. هذا ليس قصرًا، بل حصن، سيسيل.”
“لكنه قال ‘يمكنكِ الرجوع إليهم’، و ليس ‘يرجى الرجوع إليهم’…!”
لم تستطع سيسيل حتّى ربط كلماتها من الصدمة.
كيف يجرؤ على التحدّث بوقاحة إلى أميرة أوستين الثمينة، و ابنة أخ الإمبراطور!
“عادات الكلام الصغيرة ليست مهمّة هنا.”
تمتمت كايلا دونَ أن تبتسم وهي تفحص الرسائل.
“عادات الكلام مهمّة جدًا، سموكِ. في أوستين…”
“هذا المكان ليس أوستين، و كلّما تحدّثتِ هكذا، عوملنا كغرباء.”
لم تكن سيسيل من النوع الذي يتهرّب، لكنّها تحمّلت في هذا المكان مع كايلا حتّى مرضت و ماتت.
كان من الطبيعي أن تكون معاملة خادمة الدّوقة الكبرى أسوأ من معاملة الدّوقة نفسها، لذا كان من المنطقي أن تنهار سيسل أوّلًا.
فتحت كايلا الرسائل بحزم. ربّما يجب أن ترسل سيسيل قبل ماري. يجب أن تُرسلها بعيدًا بعناية، و بذريعة مقنعة.
كلّ شيء كان مرهقًا بالفعل.
“لماذا أرسلت سيدات لوسنفورد رسائل إلى سموكِ؟”
أرسلت جولنيس باري، زوجة حارس البوابة، و أليسيا رولمون من عائلتها الأصليّة التي أرادت تقديمها، بالإضافة إلى سيدات أخريات كانت كايلا تمقت حضورهن، رسائل إليها.
“يريدن مقابلتي.”
فتحت كايلا الرسائل الأخرى بلا مبالاة، و قامت بمسحها سريعًا ثمّ أبعدتها.
“أحرقيهم جميعًا.”
ما لم تستدعِ الدّوقة الكبرى السيدات، لا يمكنهن زيارتها. لذا، كنّ يطلبن منها أولا أن تستدعيهن عبر الرسائل.
كان واضحًا أنّهن يطمعن في منصب رئيسة الخادمات الشاغر.
بالطبع، لم يكن لدى كايلا أدنى نية لاستدعاء أيّ من المقرّبات من رئيسة الخادمات السابقة، دوريس ويندغوت.
‘رئيسة الخادمات.’
كان تعيين الأشخاص هو الأمر الأكثر إزعاجًا و تعقيدًا.
كان منصب رئيسة الخادمات نفسه مملًا.
أليس من الأسهل أن يبقى فارغًا؟
لكن مع كلّ هذه الفوضى، ربّما يكون من الأفضل تعيين شخص ما و وضعه في المنصب لتسهيل الأمور.
حسنًا، بعد أن تحقّقت من الدفاتر واحدًا تلو الآخر، و ذهبت في منتصف الليل لتفقّد الأدوات الفضيّة، سيكون من السخيف القول إنّها لا تستطيع اختيار رئيسة خادمات.
سيكون من الأسهل على كايلا أن تكلّف سيسيل بهذه المهمة، لكنّها لم ترغب في إرهاق سيسيل، التي ليست من السكّان المحليّين، أكثر، كما أنّ سيسيل و دينيز و ماري كنّ سيغادرن إلى أوستين.
“دينيز، هل يمكنكِ الذهاب لتري ماذا يفعل سمو الدّوق الأكبر ؟”
“نعم، سموكِ.”
عادةً، كان يجب عليها دائمًا تفقّد الوضع بعناية لمعرفة توقيت مناسب لرؤية الدّوق الأكبر .
شعرت كايلا و كأنّها عادت إلى تلك الأيّام التي كان من الصعب إجراء محادثة واحدة مع زوجها، و تنفّست بعمق وهي تشعر بضيق في صدرها.
هل يجب أن تصفعه مرّةً أخرى؟
إنّـه رجل ينتمي إلى امرأة أخرى.
قبل أن تموت، شعرت كايلا بالحقارة لعدم تمكّنها من قطع حبّهـا غير المتبادل، و كانت تعاني من الشعور بالذنب لفعل شيء لا ينبغي فعله.
عندما كانت شبه وحيدة ، كلّ ما أرادته من بيون هو احترامها كدوقة كبرى، و هو أمر تخلّت عن الكثير من أجله.
حتّى الآن، كانت تحاول بشدّة أن تظلّ متيقّظة و تؤمن بكلمات بياتريس بأنّ بيون شارك في قتل والدها، و أنّ ذكرى محاولته لتجويعها حتّى الموت كانت حقيقيّة.
لم يكن لدى بيون أيّ مشاعر تجاهها. لذا، يجب أن تحافظ على الحدود و تتعامل معه بحذر.
قبل كلّ شيء، كان عليها أن تتذكّر أنّ بيون كان دائمًا شخصًا يصعب رؤيته.
“سموكِ.”
بعد فترة وجيزة من مغادرة دينيز، سمعت طرقًا على الباب، فذهبت سيسيل للتحقّق و استدعت كايلا بتعبير محرج قليلًا.
“أخبريها أن تدخل.”
على أيّ حال، من المؤكّد أنّها دينيز التي عادت من مكتب الدّوق الأكبر المقابل لمكتب الدّوقة الكبرى.
تحدّثت كايلا دونَ أن تنظر.
“قالت إنّه يمكنكَ الدخول.”
“قالت إنّه يمكنكَ الدخول”؟
هذا أسلوب محترم للغاية، ما الذي يحدث؟ هل هناك خطأ ما؟
رفعت كايلا رأسها بسرعة.
لم يكن الشخص الذي دخل دينيز فقط.
بل كانت دينيز في الخلف، و دخل الدّوق الأكبر ، طويل القامة، عريض الكتفين، و هو يرتدي ملابس سوداء تبدو مهدّدة.
نهضت كايلا مذعورة.
نظرَ بيون إلى الديكور البسيط و غير المريح إلى حدّ ما لمكتب الدّوقة الكبرى، و عقـدَ حاجبيه قليلًا، ثمّ اقترب بخطوات واسعة.
كانت قد طلبت من دينيز تفقّد الوضع، لكنّه جاء بنفسه، مما يعني أنّ شيئًا ما قد حدثَ بالتأكيد.
هل هو منزعج؟ هل يعتقد أنّها تراقبه؟
نظرت كايلا الشاحبة إلى الرجل الذي ملأ المكتب بسرعة.
“اجلسي، سيدتي.”
“سموكَ.”
كان صوتها المجيب يرتجف.
كانت عيناها الكبيرتان مملوءتين بالحيرة و الخوف.
في كلّ مرّة يواجه فيها تلكَ العينين، كان بيون يشعر باليأس، لذلك أمسك بذراعي كايلا بسرعة و أجلسها بلطف في مقعدها.
“اجلسي. جئـتُ لأنّه يبدو أنّ سموّكِ بحاجة إليّ.”
منذُ متى بدأت كايلا تخاف منه هكذا؟ لماذا تخـاف منه أصلاً؟
دائمًا ما يريد أن يبحث عن الأسباب في أماكن أخرى.
ربّما لأنّه يبدو مخيفًا.
رجل مهـدّد و خشن.
بالنّسبة لأميرة أوستين الرقيقة، ربّما هو زوج أقلّ من مستواها.
لكنّها كلّها أعذار اختلقها . هو يعلم أنّ جوهر الحقيقة يكمن في مكانٍ آخر، لكنّه يستمرّ في تجاهله و التمسك بأعذاره.
“كيف يمكنني مساعدتكِ؟”
كانت كايلا شجاعة.
حتّى و هي خائفة لدرجة أن يدها البيضاء الصغيرة كانت ترتجف، إلا أنها كانت تجيب بثبات عندما يسألها.
“خشيتُ أن تكون مشغولًا، لذا أرسلت خادمتي للتحقّق أوّلًا. إذا كان ذلك قد أزعجكَ، فأنا أعتذر.”
“كيف يمكن أن يكون ذلكَ مزعجًا؟ إذا أرادت صاحبة السموّ زيارتي، فيمكنها القدوم في أيّ وقت. أو يمكنها استدعائي.”
بينما كان يُجلس الدّوقة الكبرى على الكرسي و يركع على ركبة واحدة أمامها، تحدّث الدّوق الأكبر بلطف.
كان السير لينار، الذي تبعـه، يريد فرك عينيه مما يراه.
هل يفعل سمو الدّوق الأكبر، الذي يشبه الحجر، هذا لسيدة؟
حتّى مع السّيدة رافالي، التي كانت تبدو مشبوهة أحيانًا، لم يكـن يتصرّف بهذه الطّريقة!
الآن، أدرك أنّ الدّوق الأكبر الذي يخدمه قد فقـدَ الاهتمام بالسّيدة رافالي منذُ زمن طويل.
كانت نظراته إلى الدّوقة الكبرى مليئة بالدفء فقط.
“شكرًا.”
عندما عبّرت كايلا المتردّدة عن شكرها لعدم تمكّنها من إيجاد كلمات أخرى، ضحكَ بيون دونَ وعي.
كان من الغريب و المحرج بالنّسبة لكايلا أن يخفّض الدّوق الأكبر الجادّ و صعب المراس نفسه ليتناسب مع مستوى عينيها.
بما أنّها لم تعتـد على ذلك، ظلّت حذرة.
لو كانت بياتريس رافالي مكانها، لكانت أومأت برأسها بأناقة و قبلت الأمر كما لو كان طبيعيًا، لكن كايلا دي شاسير لم تكن كذلك أبدًا.
أكثر ما يمكنها فعله هو قول”شكرًا” فقط.
كيف يمكن لها أن تكون منافسة لبياترس؟
لو بقيت مجرّد أخت صغيرة لطيفة، لكان ذلك كافيًا. و سواء أرادت كايلا ذلك أم لا، كان هذا هو الصواب.
“لماذا كانت سموّكِ في حاجة إليّ؟”
أُعجب السير لينار حقًا.
تأكّـد الآن أن سمو الدّوق الأكبر لم يكن جاهلا بكيفية التصرف ، بل كان يعلم ذلك لكنّه لم يكن يريد فعله.
بمجرّد أن رأى خادمة الدّوقة الكبرى تتجوّل، سأل مباشرةً عمّا يحدث، و تـركَ عمله على الفور و ذهـب إلى مكتب الدّوقة الكبرى .
بل إنّـه كان يضحك من سعادته و هو الذي نادرًا ما يبتسم، لذا كان الوضع واضحًا جدًا.
التقى نظر السير لينار سريع الفهم بعيون الخادمة دينيز التي أُرسلت في المهمّة.
يبدو أنّها أيضًا فهمت الوضع تقريبًا.
“لديّ طلب.”
“نعم، تفضّلي.”
كان السير لينار في مزاج رائع.
بهذا المعدّل، ربّما يسمعون بكاء طفل العام القادم ، و سيرون دوقًا أكبرًا أكثر استرخاءً و راحة.
كان دائمًا قلقًا لأنّ سيّـده يعيش حياة صعبة، لذا كان السير لينار غارقًا في أحلام سعيدة.
“لديّ شيء أودّ مناقشته مع السير لينار، و أتمنّى أن تسمح بذلك.”
تفاجأ السير لينار، الذي كان يريد فقط أن يحلم، عندما ذكرت الدّوقة الكبرى اسمه فجأة.
تحوّلت نظرة بيون أيضًا إلى السير لينار.
“و لماذا تطبين إذني في هذا؟ فقط استدعيه و اسأليه.”
“لكنّه فارسكَ.”
“إذا كان فارسي، فهو فارسكِ أيضًا”
“شكرًا.”
انحنت الدّوقة الكبرى بأدب لتعبّر عن شكرها، ثمّ التفتت إلى السير لينار.
في تلكَ اللّحظة ، أضاف بيون جملة:
“لا بأس أن أكون موجودًا، أليس كذلك؟”
من بين كلّ تجارب المعارك العديدة التي مـرّ بها السير لينار في لوسنفورد و تجارب التجسّس في كراين، لم يـرَ أبدًا شخصًا مخيفًا مثل الدّوق الأكبر الذي ينظر إليه الآن.
بـدت عيناه الهادئة عاديّة للوهلة الأولى، لكن السير لينار كان يعرف جيدًا أنّ هذا الهدوء هو ما يجعلها مخيفة.
“نعم، بالطبع. إنّه شيء أودّ مناقشته مع سموكَ أيضًا. اجلس، يا صاحب السّمو. و أنتَ أيضًا، يا سيد.”
جلسَ بيون على الأريكة في مكتب الدّوقة الكبرى، التي بـدت غير مريحة، و هو يفكّر في كيفيّة استبدالها دونَ كسرها.
من جانبها، شكّـت كايلا في قدرة الأريكة ذات النقوش الزهريّة القرويّة على تحمّل وزن فارس قوي و كبير مثل بيون.
كانت على الأرّجح أثاثًا جديدًا أعدّته رئيسة الخادمات المطرودة، لكنّها كانت تصدر صوت صرير.
طلبت كايلا من ماري إحضار الشاي، ثمّ واجهت أحد مساعدي بيون و مصدر المعلومات، الذي تتعرّف عليه رسميًا من قبل لكنّها كانت تعرفه.
“السير لينار.”
“نعم، سموكِ.”
كان السير لينار، المليء بالتوتر، يملك شبكة علاقات واسعة في لوسنفورد و كراين بأكملها.
بفضل جاذبيّته الخاصّة، كان لديه معارف كثيرون في فرقة فرسان الإمبراطوريّة، و كانت لوسنفورد بمثابة فنائه الخلفي.
و بسببِ معرفته بالكثير من الإشاعات، كان واحدًا من الذين نظروا إلى كايلا بنظرات غير ودّية.
في النهاية، ربّما كان السير لينار غاضبًا.
كان هناك الكثير من الأشخاص الذين غضبوا من كايلا، مدّعين أنّها خانـت سيّدهم.
“أنا لسـتُ معتادة على لوسنفورد و لا أعرف الناس هنا جيدًا. لذا، أتمنّى أن تساعدني”
طلبت كايلا المساعدة من الفارس بتواضع.
كان بإمكانها، بصفتها سيّدة لوسنفورد، أن تأمر السير لينار ليطيـع أمرها كفارس، لكن طلبها هكذا جعله يشعر بالإطراء الشديد.
“سأطيع أيّ أمر.”
“سمعتُ أنّ لديكَ شبكة واسعة. أريد أن أعرف عن السير هيوغو فيرودينغ.”
لكن مهما كان موقفها، كانت كلمات الدّوقة الكبرى تسحب السير لينار إلى مستنقع.
رغمَ أنها متزوجة ، قالت إنّ لديها شيئًا تريد سؤاله عنه هو. و الآن هي تسأل عن فارس آخر.
“أريد أن أعرف بدقة عن سمعته التي تدور بين زملائه.”
“آه، إنّـه رجل نزيـه.”
“و هل تعتقد ذلك أيضًا، سموكَ؟”
أكّدت كايلا مرّةً أخرى مع الدّوق الأكبر ، ثمّ سألت السير لينار مرّة أخرى:
“إذن، ماذا عن زوجته، السيدة ميرماس فيرودينغ؟”
فكّرت كايلا في الموقف الواثق للسيدة ميرماس فيرودينغ الذي رأتـه في أوّل لقاء لها مع سيدات لوسنفورد.
“أليس الزوجان متشابهان؟”
بالطبع، هذا لم ينطبق على بيون و كايلا.
“نعم، شخصيّتاهما متشابهتان.”
“أخبرني بصراحة عن الإشاعات التي تدور خلف ظهورهم. هل السيدة طموحة؟”
نظرَ السير لينار بحذر، ثمّ أجاب بصراحة:
“نعم. بصراحة، إذا كانت عائلات رئيسة الخادمات المطرودة هي التيّار الرئيسي، فإنّ السيدة فيرودينغ تُعتبر زعيمة التيّار الثاني الذي يتبعها.”
‘هذه هي الطريقة الأفضل للتحدّث.’
أومأت كايلا برأسها.
قبل أن تموت، لم يكن أحد في لوسنفورد يعطيها أيّ معلومات. لذا، كان عليها أن تصطدم بنفسها مباشرة لفهم قوى السيدات اللواتي لا يردن التعامل معها.
لكن كميّة المعلومات التي استطاعت جمعها كانت قليلة جدًا، وكانت كايلا تتخمّن فقط.
و الآن، استطاعت أن تأكد أخيرًا أنّ تخميناتها كانت صحيحة.
ربّما هذه هي المرّة الأخيرة التي تستطيع فيها التأكّد من شيء.
كانت التوقّعات شوكة تؤذيها.
ابتسمت كايلا بحزن دونَ وعي، بينما كان الدّوق الأكبر يحدق فيها حيث أنه لم يرفع عينيه عنها.
التعليقات لهذا الفصل " 41"