لم يكن في الغرفة الملحقة بمكتب الخادم الرئيسي أيّ نوافذ، لذا لم يكن هناك أيّ ضوء.
حتّى بعد أن تعوّدت عيناها على الظلام، كانت كايلا بالكاد تـرى ما أمامها مباشرةً فقط.
في اللّحظة التي رأت فيها الشخص الذي اقترب بسرعة و سـدّ فمها، كادت كايلا أن تصرخ دونَ وعي.
“شش، اهدئي.”
جاء صوت خافت مليء بالسلطة بنبرةٍ آمرة.
حتّى في الظلام، كانت عيناه البنفسجيّتان الداكنتان تتّجهان نحوها بوضوح.
أمسكت كايلا بذراعه التي سدّت فمها بشكلٍ غريزي.
لقد أُمسكت من قِبل بيون. إنّه يكرهها. فلماذا حاول معاملتها كدوقة كبرى على الرّغمِ من كرهه لها؟ هل لأنّ كايلا لم تكن هذه المرّة دلوًا بلا حبل؟ أم لأنّه إذا اختفت كايلا، ستجلس بياتريس رافالي في مكان الدّوقة الكبرى بالقوّة؟
كانت يد بيون كبيرة جدًا لدرجة أنّها غطّت فمها و أنفها معًا. كانت يدًا سميكة يمكن أن تُخنقها بسهولة لو ضغطت عليها قليلاً.
ألن يكون هذا موتًا بسيطا جدًا؟
توصلت كايلا إلى هذه الفكرة في ثوانٍ، وهي تحاول نزع يـده بعنف. استحوذ الرعب عليها، فلم تتمكّن من التفكير بوضوح.
“كايلا، كايلا، شش. لقد تسلّلنا إلى هنا.”
همس بيون بعجلة، مؤكّدًا على كلمة “نحن”.
حاول تهدئتها باستخدام نبرة ودّية كان يستخدمها سابقًا، لكن يبدو أنّ ذلك لم يُجـدِ نفعًا.
كانت عيناها الزرقاوان الباردتان تنظران إليه برعب فوق يـده التي تغطّي وجهها قليلًا.
بعد أن خاض معارك لا تُحصى و مـات في ساحة القتال، كان بيون يعرف الرعب جيدًا.
كما كان معتادًا على شعور الرعب موجها إليه في عيون الآخرين
لكنّه لم يرد أن يرى شعور الرعب في عيني كايلا بسببه.
“اهدئي. أنا أيضًا أتيت إلى هنا خلسة. أعتذر.”
عندما أزال يـده ببطء و هو يهدّئها، شعر بنفس دافئ و ضعيف يبتعد. رأى أيضًا أطراف أصابعها الصغيرة التي كانت تمسك بذراعه و تخدشه ترتجف.
أغلقت كايلا فمها بإحكام، ممسكة بجيب ثوبها وهي تحدّق به.
“لقد أخفتكِ، أليس كذلك؟ أنا آسف.”
ماذا وضعت في جيبها؟
عادةً، في المواقف الطارئة، يميل الأشخاص غير المدرّبين إلى الإمساك بشكلٍ لا إرادي بسلاح يدافعون به عن أنفسهم أو بشيء لا ينبغي أن يُكتشف. خاصّة عندما يشعرون بالتهديد.
كان بيون بالنّسبة لكايلا الآن مجرّد تهديد.
حتّى بعد أن اعتذر عدّة مرّات، ظلّت كايلا تمسك بجيبها بقوّة.
“أنا أيضًا أتيت إلى هنا خلسة.”
كيف عرف و تبعهـا؟
كانت كايلا، التي التصقت بالجدار، لا تدرك حتّى أنّها تتنفّس بسرعة. كان الشخص الأكثر رعبًا بالنّسبة لها هو الحاكم الوحيد للوسنفورد، و هو موجود هنا بالذات.
تجوّلت عيناها الزرقاوان بعنف بحثًا عن شيء.
هل أحضر فرسانًا معه؟ هل يحاول القبض عليها ليتهمها بالتجسّس؟
“كايلا.”
انحنى بيون بسرعة، بل و ثنى ركبتيه. حاولَ بذلك تقليل تهديد جسده الكبير للمرأة الصغيرة المرعوبة.
و بينما كان يُظهر راحة يديه، شعرَ بإحساس مدمّر و كأنّ كلّ شيء كان يقف عليه ينهار.
‘أنا أخيفهـا.’
كان يعرف رائحة الرعب جيدًا. الرعب الموجّه إليه كان يجلب له النصر.
خوف الأعداء، خوف سكان القلعة، و حتّى الخوف الذي كان يمـرّ بعيون الإمبراطور مع الازدراء كان دائمًا يعمل لصالحه.
كان يعرف معنى شعور الرعب جيدًا و يستخدمه بفعاليّة.
في الواقع، بالنّسبة لبيون الذي لم يملك الكثير من الأسلحة، كان الرعب سلاحًا لا يمكنه إلا استخدامه.
لكنّه لم يتوقّع أن يرى هذا الرعب في عينيّ كايلا.
كان متساهلًا جدًا.
كما فعلَ دائمًا، كان هذه المرّة أيضًا غبيًا و متأخّرًا، و قبِـلَ الجحيم المحتوم الذي لا يمكن مقاومته.
“كنتُ أقصد فقط ألّا تصدري صوتًا، لكنّني أخفتكِ. أعتذر حقًا. هذا الأوبا قد أخطأ.”
توسّل إليها أن تتذكّر الأخ الأكبر الودود الذي كان يلعب معها في الطفولة.
“لن أفعل ذلكَ مرّةً أخرى. أعتذر على إخافتكِ.”
في تلكَ اللّحظة ، استعادت كايلا رباطة جأشها أخيرًا، لمست شفتيها و أومأت برأسها. لم يكن هناك فرسان يتبعونه، و كان بيون يرتدي ملابس خفيفة تناسب النوم.
“ألسـتِ تشعرين بالبرد؟”
يبدو أنّ ارتداء شال فوق ثوب النوم ليس كافيًا. سألها بيون بحذر وهو يبتعد عنها قليلًا.
لكن كايلا فقط شـدّت كتفيها و هزّت رأسها. كانت تفكّر بسرعة في كيفيّة التعامل مع هذا الموقف.
هل يمكن أن تمـرّ الأمور ببساطة؟ أم هل يجب أن تسأل؟ إذا سألها، إلى أيّ مدى يجب أن تجيب، و أين يجب أن تموت؟
قرّرت أن تراقب أوّلًا، لكنّها كانت تواجه بيون أكثر شخص تخافه، دون أيّ استعداد.
“لا أحـد يعلم أنّنا هنا.”
تمتم بيون و هو يضـع إصبعه على شفتيه.
كان مخيفًا، و في الوقت نفسه، كان وسيمًا بشكلٍ غير واقعي حتّى في الظلام. و لهذا كان يبدو لها أكثر رعبًا بالنّسبة لها.
“يبدو أنّنا أتينا للتحقّق من الشيء نفسه.”
حاولَ أن يبتسم بلطف لكايلا، التي لم تكن قادرة على الكلام، و همس:
“جئتُ لأرى هذا.”
أشار طرف إصبعه إلى خزانة العرض التي حاولت كايلا فتحها. لم تقل شيئًا بعد. كان من الأفضل أن تسمع كلّ ما يقوله بيون بدلًا من ارتكاب خطأ بالكلام الأخرق. بالطبع، إذا بدأ بالسؤال، سيتعيّن عليها الإجابة رغمًا عنها.
لكن بدلًا من السؤال، أخرج بيون مفتاحًا صغيرًا. لم ترغب كايلا في الردّ، لكنّ عينيها اتّسعتا لا إراديًا. بـدا المفتاح و كأنّه سيتناسب تمامًا مع فتحة قفل الخزانة.
تبعت عيناها حركة بيون وهو يُدخل المفتاح و يفتح القفل.
كليك.
فُتحت الخزانة.
فتح بيون أبوابها على مصراعيها و سحب الأدراج أيضًا.
“كما تعلمين، لم أتعلّم الكثير.”
اعتقدت كايلا أنّ هذا مجرّد هراء. ما الذي لم يتعلّمه بيون؟
كانت تعرف جيدًا، منذُ أيّام اللعب معًا في القصر الإمبراطوري، أنّ الإمبراطورة، حتّى وهي محتجزة، بذلت قصارى جهدها لتعليم ابنها الوحيد.
عندما كان بيون يسأل إن كان بإمكانه اللعب أكثر مع بياتريس، كانت الإمبراطورة ترسل معلمين صارمين بحزم.
كانت هناك أوقات اضطرّت فيها بياتريس و كايلا للدراسة معًا.
كانت بياتريس تتعب بسرعة و تتذمّر و تهرب بمفردها، لكن كايلا، التي كانت تحبّ البقاء بجانبِ بيون، كانت تدرس معـه بحماقة.
في ذلكَ الوقت، كانت المواد التي يتعلّمها بيون متنوّعة جدًا. على الرّغمِ من أنّ الإمبراطورة كانت تعلم بمراقبة الإمبراطور، إلا أنّها علّمت ابنها سرًا العلوم العسكريّة و السياسة منذُ صغره، و بدأت بتعليمه السيف أوّلًا.
و كأنّها كانت تتوقّع الانفصال يومًا ما، أعدّته تمامًا ليكون قادرًا على الوقوف بمفرده.
كانت العلوم التي تعلّمها بيون واسعة و عميقة لدرجة أنها تبدو صعبة على طفل.
“كلّ ما أعرفه هو القتال بالسيف. إدارة الأراضي أو المهارات الاجتماعيّة الراقية ليست من اختصاصي.”
صحيح ، تعليم طفل صغير له حدود.
بعد ذلك، أُرسل إلى لوسنفورد مباشرة، فنمـا بيون كرجل قاسٍ من لوسنفورد، و ليس كأمير أنيق من كراين.
لو كان بارعًا في السياسة الراقية، لما تـمّ وصم لوسنفورد بالخيانة.
أو ربّما، قبل ذلك، لم يكن ليتعاون ضمنيًا في قتل دوق أوستين و يتزوّج ابنته قسرًا في موقف سخيف.
لقد حقّق إنجازات آنذاك، لكنّه تحمّل عبئًا ثقيلًا. و مع ذلك، ألم يفكّر في دوق أوستين و هو يعامل كايلا ببرود؟
“لذا سمعت من مكان ما أنّ الأشياء المهمّة يجب أن يتحقّق منها المالك بنفسه.”
نظر بيون إلى الأدوات الفضيّة في الظلام القاتم، حيث بـدت أكثر وضوحًا.
“أنـتِ، صاحبة الذكاء العالي جـدًا مقارنة بي، كنـتِ تعلمين ذلكَ بالتأكيد.”
جاء كلاهما بنفس الهدف، لكن كايلا لم توافق على أنّها أذكى منه.
ذكيّـة؟ أين؟ كيف يمكن أن تكون ذكيّة وهي قلقة على الرجل الذي قتل عائلتها الوحيدة؟
كان عليها أن تتذكّر أسباب كرهـه مرّات لا تُحصى، لكنّها كانت غبيّة و حمقاء، و ليست حكيمة أو ذكيّة.
الكراهية لا تحتاج إلى أسباب لتنشأ. كان يجب أن تنشأ فحسب. لكنّ كايلا دي شاسير ، الفتاة المجنونة بهذا الرجل، لم تستطع ذلك.
“هناك الكثير لأحصيه بمفردي، هل ستساعدينني في العـدّ؟”
بالتحديد، لم تكن هناك أدوات فضيّة للطعام فقط، بل كلّ الأدوات الفضيّة المستخدمة في القلعة، بما في ذلك صواني الفضّة التي يُوضع عليها الخادم الرئيسي الرسائل أو الشمعدانات هنا.
كان على كلّ نبيل امتلاك مجموعة واحدة على الأقل، و بما أنّها ثمينة، كان على الخادم الرئيسي تنظيفها و حفظها بعناية.
كانت تُستخدم عند استقبال ضيوف مهمّين على مائدة الطعام.
عندما شعرت كايلا بالتناقض في أرقام الدفاتر، فكّرت تلقائيًا في الأدوات الفضيّة. إذا كانت الدفاتر مشبوهة، ألن تكون إدارة الأدوات الفضيّة مشبوهة أيضًا؟
حتّى عـدّ الأدوات الفضيّة الواضحة قد يكشف عن إهمال الخادم الرئيسي أو ربّما اختلاسه.
أومأت كايلا برأسها وهي لا تزال مغلقة الفم. كانت تخطّط على أيّ حال لعدّها على مدى ليالٍ عدّة. حتّى السكاكين الأساسيّة كانت أربعة، وكان هناك أنواع كثيرة لتُحصى.
وقف الزوجان أمام خزانة العرض و بدآ في عدّ ملاعق و شوك الحلوى أوّلًا.
“الملاعق أربعة و ثلاثون.”
تمتمت كايلا بآخر رقم للشوك ردًّا على كلامه:
“…ثلاثون.”
منذُ البداية، لم تكن الأرقام تتطابق. كان من الأسرع البدء بالأشياء الصغيرة.
أكّدت كايلا أنّ أدوات تقطيع الكعك، التي تشبه المشط الكبير، كانت تسعة، و شوك اللحوم الكبيرة كانت أربعة عشر، بينما كانت مغارف الصلصات خمسة فقط.
من الطبيعي أن تُصنع أدوات الخدمة التي يستخدمها الخدم في الولائم الكبيرة بأعداد أقل، لكن لا يمكن أن تكون الأرقام مختلفة إلى هذا الحدّ.
“ما هذا، كايلا؟”
“أداة لدفع الطعام بعد تقطيعه.”
“و هذا… سبعة فقط. انتظري لحظة.”
كانت الأرقام التي يجب تذكّرها تتزايد. عاد بيون إلى مكتب الخادم الرئيسي و أحضر ورقًا و قلمًا و حبرًا.
ربّما كانت كايلا متوترة أثناء غيابه القصير، لأنّ عينيها الحادتين تبعته عند عودته.
إنّهـا خائفـة.
إنّهـا تشعر بالخوف منـه.
“كم كان عدد ملاعق الحلوى؟”
سأل بيون ببرود محاولًا أن يبدو عاديًا، كما لو كان الأخ الودود منذُ زمن بعيد جدًا.
“أربعة و ثلاثون.”
رغمَ أنه كان يعلم أنّ الأمر لا يمكن التراجع عنه، إلا أنه تجاهل ذلك. الرعب المزروع يصعب اقتلاعه. بل يكاد يكون مستحيلًا.
“آه، صحيح، أربعة و ثلاثون. شوك الحلوى ثلاثون.”
كان صوته الخفيف المزيّف مقيتًا. كان عليه أن يرسل كايلا بعيدًا بسرعة، إلى مكانٍ دافئ و آمن حيث تتدفّق أشعّة الشمس الذهبيّة التي تشبهها.
“أدوات تقطيع الكعك تسعة.”
شعر بيون بالدوار من حرارة الجسم و الوزن المفاجئ و صوت الهمس.
سال الحبر الأسود بقوّة من رأس القلم الذي ضغط عليه.
تساءلت كايلا إن كان يرى ما يكتبه، لكن بيون رأى البقعة السوداء بوضوح.
رغبة سوداء تنتشر، خطـأ، بقعـة تركهـا في حياة كايلا، بقعـة لا تُزال بسهولة من يديه.
“…تسعة.”
أومأت المرأة الصغيرة بجانبه برأسها بخفّة.
كان عطر الزهور الباهت ينبعث من شعرها المفكوك.
عاد عطر محفوظ في ذاكرة قديمة ليغطّيه من جديد.
كان يترنّح أحيانًا حوله، لكنّه نسيه وسط صدام الرماح و السيوف، و الرياح القارسة التي تمزّق الهواء، و تناثر الدماء.
كان هذا العطر عطر كايلا.
لم يدرك أنّه اختفى فجأةً يومًا ما، و كان ذلكَ طبيعيًا.
عاش بيون دونَ أن يدرك الأشياء الجيدة و ضيّـع كلّ شيء جيّـد .
لذا، حتّى لو عـاد، لم يكن يملك الحق في الإمساك به.
في وقت لاحق، إذا وجـد شيئًا يحبّـه حقًا و لا علاقة له بكايلا ، سيعامله بعناية.
لن ينسـاه أو يقوم بتضييعـه.
لكن بيون لم يعتقد أنّه سيجـد شيئًا أو شخصًا جيّدًا لا علاقة له بكايلا.
لقد أدرك الآن فقط أنّ الكائن الاكثر تميًزا الذي يعرفه هو كايلا، فكيف يمكن أن يكون هناك هو أكثر تميزا منها؟
“شوك تقطيع اللحوم الكبيرة أربعة عشر. مغارف الصلصات خمسة.”
الصوت الهادئ و النبيل، البرودة في سرد الأرقام دونَ القدرة على تحديد إن كانت تتحدّث بأدب أو بصراحة، الجرأة و الحكمة في ملاحظة النقاط المشبوهة من بضعة دفاتر و المجيء للتحقّق من الأدلّة الأكثر وضوحًا، كلّ ذلكَ كان يمثل كايلا.
في الذكريات القديمة، كانت كلّ الآثار التي كان يشتاق إليها دونَ أن يدرك هي كايلا.
لم يعرف ما يحبّـه أو يعتـزّ به، ولم يدرك حتّى أنّه يحـبّهـا، و دفعهـا للسقوط.
كان بيون يختنق بالفعل تحت وطأة الفراغ الذي أصابه بعد الخسارة.
“خمسة… و ماذا بعد؟”
“أدوات دفع الطعام سبعة. سكاكين تقطيع المثلجات أربعة.”
“أربعة؟ هذا قليل جدًا.”
إنّه وزن سيحمله طوال حياته. حتّى لو كان قلبه يتألّم من السحق، فهذا عقاب مجرم ارتكب أفعالًا لا يمكن التراجع عنها بغباء و حماقة.
حاولَ بيون أن يتصرّف بمزيد من الهدوء و الطبيعية.
“هل تعرفين ما هذا؟”
“مغرفة لرفع المكوّنات من حساء.”
“و هذا؟”
“كلّ ما يبدو هكذا مخصّص للمأكولات البحريّة.”
“لكن لا يوجد الكثير من هذا الشكل.”
نظرت عيناها الزرقاوان إليه مباشرةً في الظلام، كأنّها تقول: ‘لهذا السّبب هناك مشكلة.’
“هل كان من المفترض أن يكون هناك الكثير؟”
أومأت برأسها مرّةً أخرى بقوّة.
ضحكَ بيون بخفّة و هو يرى كايلا تحدّق في الدرج و كأنّها تثقبه بعينيها، حتّى في هذا الموقف حيث اختفت كميّة كبيرة من الأدوات الفضيّة.
“فهمتُ. لم أكن أعلم.”
كان يشعر بالخجل من جهله الكبير، وفي الوقت نفسه، أدرك مرّة أخرى أنّه لا يمكنه حتّى أن يقف جنبًا إلى جنب مع كايلا في هذا الموقف البائس.
كان ناقصًا جدًا.
“لنكتفِ بهذا اليوم.”
لمـاذا؟
نظرت كايلا إليه.
“الجو بارد. تأخر الوقت ، و هناك الكثير لنعـدّه. غدًا لن ينفع، لذا تعالي بعد غدٍ و سنكمل عـدّها معًا.”
غدًا، سيكون الخادم الرئيسي موجودًا حتّى وقت متأخّر. تساءل بيون عمّا تعتبره كايلا مهمًا وهي تنظر إليه بشكّ، ثمّ أكّـد على النقطة التي خمّنها:
التعليقات لهذا الفصل " 40"