كانت كلمة “محقّق الإمبراطور” تثير في لوسنفورد عداوةً لا يمكن وصفها.
كان من الواضح أنّ هذا التحقيق سيعيد فتح قضايا تمّ معاقبتهم عليها بالفعل، مما سيُشعل عاصفة دمويّة جديدة. فالإمبراطور كان دائمًا قاسيًا مع لوسنفورد.
“ما الذي جاؤوا ليفعلوه هذه المرّة؟”
“إنّها مجرّد ذريعة باسم الدّوقة الكبرى! كم سيعبثون هنا هذه المرّة؟”
“آه، ستندلع عاصفة دمويّة…”
الدّوق الأكبر كان يحبّ لوسنفورد منذ البداية، و الدّوقة الكبرى، التي كانت ضحيّة، كانت تمتلك قلبًا طيّبًا، لذا كانت العقوبة صارمة و لكنّها عادلة و مناسبة. لكنّ قدوم محقّق ليعبث في الأمر أثار استياء معظم الناس، بينما فرح البعض سرًّا بهذا الخبر.
بالطبع، كان من المفترض أن يكون الخادم الرئيسي أحد الذين يفرحون بهذا، لكنّه للأسف لم يستطع الاستمتاع بهذا الخبر المفرح بالكامل.
فقد بدأ يعاني مؤخرًا من آلام المعدة بسببِ تصرّفات الدّوق الأكبر الذي بدأ يكسّر الأثاث، و لم تكن الدّوقة الكبرى، التي لم تستقر بعد بشكلٍ كامل، قد اختارت رئيسة الخادمات، مما تسبّب بنقص في الأيدي العاملة.
و الآن، كان عليه أيضًا الاستعداد لاستقبال محقّق من طرف الإمبراطور، و مهما كان هناك متّسع من الوقت، فقد شعرَ و كأنّ النار تشتعل تحت قدميه.
“هل يمكن لسموّ الدّوقة الكبرى أن تتولّى هذا الجزء؟”
“لا تقلق، سأتولّى الأمر بنفسي.”
على أيّ حال، بما أنّها أميرة أوستين، فقد كانت نظرتها للأشياء أفضل بكثير من رئيسة الخادمات السابقة، و كانت دقيقة جدًا في التوفير، لذا مرّر الخادم الرئيسي بعض المهام الصغيرة إليها على عجل.
ففي النهاية، كان بيون قد أوصى بتمرير معظم الأمور إلى الدّوقة الكبرى، لذا كان هذا مقبولًا. لكنّه بالطبع لم يكن ليمرّر أبدًا، أبدًا، الأشخاص الأساسيين أو الدفاتر المهمّة.
كانت تلكَ أمورًا حيويّة سيتمسّك بها بقوّة حتّى يموت.
كان من الواجب على الخادم الرئيسي، الذي يدير قلعة لوسنفورد بأكملها، أن يحتفظ بالسيطرة الكاملة.
لقد فعلَ ذلكَ لمدّة عشرين عامًا دون أن يمرّرها لأحد، و لن يتغيّر ذلك.
“شكرًا، سيدتي الدّوقة. كما تعلمين، يجب أن يتمّ شراء الأثاث ضمن الميزانيّة المخصّصة فقط. إذا نظرتِ إلى هذه الصفحة، ستجدين الرقم هنا؟”
نظرت كايلا إلى دفتر الحسابات الفوضوي بالأرقام و الكتابات غير الواضحة بعينين نصف مغمضتين، و أومأت برأسها بإهمال.
كانت هناك عدّة دفاتر، و كان من المشكوك أن تكون إدارتها منظّمة.
كان هدفها قبل أن تموت من قبل هو تنظيم هذه الدفاتر و الوثائق بالكامل، و التحقّق من النقاط المشبوهة، لكنّها ماتت دونَ أن تتمكّن من الاقتراب حتّى من دفتر واحد.
الآن، كانت ثلاثة دفاتر أمامها، لكنّها لم تعـد تملك الرغبة في تنظيمها.
“لا أعرف الكثير، لكنّني سأبذل قصارى جهدي.”
“نعم، أرجوكِ، و يجب أن تختاري رئيسة خادمات بالتأكيد.”
محقق الإمبراطور قادم الآن.
سيصل بعد شهر، لكن بما أن الإشعار قد وصلهم، فإن عليهم الإسراع بالتحضيرات.
كان الخادم الرئيسي مصمّمًا على تمرير مهام رئيسة الخادمات، التي كانت تؤدّيها دوريس ويندغوت بالتنسيق معه، مباشرةً إلى رئيسة الخادمات التالية دونَ المرور بالدّوقة الكبرى.
بالطبع، كان ذلكَ بشرط أن يتمكّن من إقناع رئيسة الخادمات الجديدة، أيًا كانت.
ففي النهاية، ألن تكون إحدى نساء لوسنفورد النبيلات هي رئيسة الخادمات؟
و إذا كان الأمر كذلك، فسيكون بإمكانه التأثير عليها بسهولة بفضل نفوذه.
“حسنًا.”
رئيسة خادمات، إذن.
إذا كان لا بدّ من اختيار واحدة، فمن الأفضل أن تكون شخصًا أقل إزعاجًا لتكون الأمور أسهل لاحقًا.
لكن ما الجدوى من ذلك؟
بعد أن أغلق الخادم الرئيسي الباب و خرج، ظلّت كايلا لفترةٍ طويلة تحدّق في المكتب دونَ أن تفعل شيئًا.
على عكس المرّة السابقة، حيث لم تُعطَ الدّوقة الكبرى أيّة معلومات و لم تعرف شيئًا، كانت الأمور هذه المرّة أفضل قليلًا.
‘لقد أعطوني الدفاتر، يا لغرابة الأمر.’
و مع ذلك، كان غياب مكتب خاصّ بالدّوقة الكبرى لا يزال كما هـو. فهي ستعمل لفترةٍ قصيرة فقط، ثمّ ستُسلب منها كلّ السلطة مرّةً أخرى.
‘حسنًا، ليس و كأنٌني سأبقة هنا طويلًا على أيّ حال.’
على كلّ حال، كان قدوم محقّق الإمبراطور فرصة لكايلا.
عليها إنهاء كلّ شيء قبل وصوله.
إذا نجحت في هذا الأمر، قد تتمكّن من إرسال ماري، الخادمة الصغرى، إلى أوستين خلسة.
كان عليها أن تجـد طريقة لخلق هذه الفرصة. لذا، لا داعي للمبالغة، بل عليها أن تفعل ما يكفي لإخراج ماري فقط، لا أكثر.
كانت كايلا لا تزال مستلقية على الكرسيّ، غير قادرة على تحريك إصبع واحد، حتّى بعد أن رتّبت أفكارها.
・ 。゚✧: *. ꕥ .* :✧゚. ・
كان كلّ مَـنْ يزور مكتب الدّوق الأكبر يلقي نظرة غريبة على الأريكة التي وُضعت مؤقتًا هناك.
“سأزيلها قريبًا.”
بسببِ النظرات المتكرّرة، لم يستطع بيون إلا أن يقول هذا. عندها، كان الجميع يظهرون ارتياحًا واضحًا.
كان يعتقد أنّ اللون سيئ، لكن تفاجأ كلّ زائر بهذا الشكل جعل بيون يشعر بالأسف الشديد من أجل كايلا، التي كان عليها العيش مع هذا الأثاث المروّع في حياتها السابقة.
“هل هو سيّئ لهذه الدرجة؟”
“اللون… فظيع جدًا.”
“كان في غرفة نوم الدّوقة الكبرى.”
“آه، أذواق النساء تختلف تمامًا عن الرجال. نعم، ربّما يبدو جميلًا في عيون النساء.”
“لقد وضعته مجرمة تـمّ نفيها.”
“في الواقع، اللون بشع جدًا.”
“يبدو أنّ الدّوقة الكبرى لا تحبّه أيضًا.”
“من الأفضل استبداله فورًا. رؤيته يوميًا ستجعل العين تتعب.”
نظرَ بيون إلى السير لينار، الذي كان يغيّر كلامه بسرعة، و أبدى إعجابه بصراحة.
“أنـتَ سريع جدًا في تغيير موقفكَ، أيّها السير.”
“هدفي هو إسعاد سيّدي.”
“من الأفضل أن تكون صادقًا في إسعادي.”
“أنا شخص صادق جدًا و نزيـه.”
لم يستطع بيون أن يـردّ.
كان يفكّر أنّه لو استطاع، مثل لينار الوقح، أن يجعل كايلا تبتسم، لكان ذلكَ رائعًا.
“بالمناسبة، هل هذا هو السبب الذي دفعَ سموّكَ إلى تكسير الأثاث؟ السيّد أندرسون المسكين أصبح يمسك بطنـه من الألم. يقول إنّ معدتـه تؤلمـه.”
يبدو أنّ السير لينار وجـدَ معاناة الخادم الرئيسي من آلام المعدة مسلية إلى حدّ ما.
“لقد كان ييالغ بعض الشيء.”
تحدّث السير ويلبرك، الذي كان صامتًا، فأجاب بيون بحسرة:
“كان ذلكَ مقصودًا.”
منذُ البداية، كان الأمر كذلك.
كيف استطاعت دوريس ويندغوت، رئيسة الخادمات التي كانت دائمًا حريصة على توفير أفضل الأشياء له، أن تفعل هذا؟
شعرَ بيون أوّلًا بالخيانة، ثمّ بالغضب تجاه أولئك الذين تجرّأوا على اعتباره كابنهم.
“شخصيًا، لم أفهم في البداية كيف أمكنها أن تتجاهل نظامًا غذائيًا يتعلّق بصحّة الدّوقة الكبرى، لكنّني الآن أدركت الأمر إلى حدّ ما. كانت مجرّد شخص شرير.”
قال السير ويلبرك ببساطة و ببرود.
أومأ بيون برأسه.
كان ذلكَ صحيحًا.
كانت مجرّد شخص شرير، و هذا كلّ شيء.
لكن المشكلة أنّ هناك الكثير من “الأشخاص الأشرار” بالنّسبة لكايلا.
و أكثرهم شـرًّا كان بيون نفسـه.
“ومع ذلك، أليس من الأفضل أن تكسّر باعتدال و تنهي الأمر، يا سيّدي؟”
قال المساعد ليجين بحذر، و هو يتلقّى الأوراق التي كان بيون يوقّعها واحدة تلو الأخرى.
“لماذا؟”
كان بيون يتحمّل كثيرًا الآن.
كلّما رأى حال غرفة نوم الدّوقة الكبرى، شعرَ و كأنّ دمـه يغلي.
زوجته، التي كانت العدالة الوحيدة بالنّسبة لـه ، حليفتـه الوحيدة ، و الشّخص الوحيد الصادق، كانت تُعامل بهذه الطريقة؟
حتّى لو هـدم كلّ شيء و قام بتحطيمه، فلن يكون ذلكَ كافيًا.
“لأنّ الدّوقة الكبرى بـدت خائفة بعض الشيء. عندما رأت الأريكة ممزّقة، اصفرّ وجهها.”
تجمّـد بيون على الفور.
“في هذا المكان، ارجل القوي هو الذوق المفضل لدى معظم النساء، لكنّ الدوقة الكبرى من أوستين، أليس كذلك؟”
و إذا كان الزوج يكسّر أثاث المنزل كلّ يوم، فهذا يجعل الآخرين يسيئون الفهم بسهولة، و يجعل الزوجة أكثر عرضة لسوء الفهم.
“…هل كانت خائفة؟”
لم يستطع السير ويلبرك الإجابة على سؤال فيون المتشنّج، لكن السير لينار أجاب كعادته:
“إذا قلنا أن الدّوقة الكبرى شجاعة، فبدلًا من أن كونها خائفة، ألن تكون منزعجة من زوج يُسبّب المشاكل باستمرار؟”
“منزعجة…”
أصبح صوت بيون أثقـل.
في كلتا الحالتين، لم يرد أن تشعر كايلا بالنفور منه.
كان ذلكَ رفضًا غريزيًا ، و كان أيضًا مصدر الخوف الذي ينهشـه.
كان يريد أن يُذكر كأخٍ أو صديق طيّب بعد طلاق ودّي. لكن يبدو أنّ كايلا لا تعتبره كذلك.
“إذا لم أقم بتكسير تلك الأشياء، لن يفكّروا في تغييرها.”
“لكنّ أمورنا الماليّة ليست فقيرة إلى هذا الحدّ، أليس كذلك؟ ألا تعتقد أنّك قلق أكثر من اللازم بسبب المظهر؟ تحدّث معها. أليس الحديث بين الزوجين مهمًّـا؟”
لم يتردّد السير لينار في تقديم النصيحة. فإسعاد سيّده كان مرتبطًا مباشرةً برفاهيته.
“نعم، في هذه المرحلة، الحديث قد يكون كافيًا لاستبدال بقيّة الأثاث. في الحقيقة، لقد كسّرتَ ما يكفي، يا سيّدي…”
حتّى ليجين أومأ موافقًا، فلم يجـد بيون ما يقوله.
أن تخاف كايلا منه أو تعتقد أنّه شخص عنيف لم يكن مختلفًا عن حياته السابقة. لكن الحديث؟
بالنّسبة له هو الذي كان دائمًا يتجاهلها بيأس، كان ذلكَ أمرًا صعبًا للغاية.
・ 。゚✧: *. ꕥ .* :✧゚. ・
كيف يمكن أن يتحدّث مع كايلا؟
ظلّ بيون طوال اليوم، بينما كان يعمل، مشغولًا بهذا السؤال الذي استحوذ على ركن من عقله.
لقد وضعت خطًا فاصلًا بينهما منذُ تحضيرات الزواج، و تصرّفت و كأنّ طفولتهما معًا قد تبخّرت و لم تكن موجودة.
كما فعلَ هو في حياته السابقة، كانت هي الآن تتصرّف بنفسِ الطريقة.
كان ذلكَ غير مريح، و في الوقت نفسه، كان يعلم بأنّـه من الوقاحة أن يشعر باللحزن و الألـم.
نعم، الألـم.
كان يجـب أن يتألّـم أكثـر.
ذهب إلى الخارج و هو غارق في التفكير و ظلّ ينظر طويلًا إلى غرفة نومه التي لا تزال مضاءة بالأنوار.
لم تكن كايلا نائمة.
لذا في النهاية، صعـد إلى الغرفة.
كانت درجات قلعة لوسنفورد شديدة الانحدار، و هي خطيرة بشكلٍ خاص على النبيلات اللواتي يرتدين فساتين طويلة.
كان يتذكّر كيف عانت كايلا عندما سقطت على الدرج المتجمّد.
كانت المرأة القويّة التي بـدت دائمًا قادرة على تحمّل كلّ شيء قد انهارت بسهولة.
أم أنّه من الطبيعي أن تنهار عندما تُكسر بأقسى يـد و أكثرها عنفًا؟
وقـفَ أمام الباب المغلق بإحكام بقلب ثقيل.
“سيدتي، أنا بيون. هل يمكنني الدخول؟”
طرقَ بيون الباب بحذر، و عندما لم يسمع أيّ صوت من الداخل، تغيّـر وجهه على الفور.
شعر وكأنّ قلبه توقّف.
مـرّت أمام عينيه صورة كايلا الممدّة على أرضيّة البرج بعينين مفتوحتين.
لم يكـن هناك وقت لإرسال خادمة للتحقّق. ماذا لو كانت قد انهارت بالفعل؟
فتـحَ الباب بعنف، و كان وزنها الخفيف بشكلٍ لا يصدّق لا يزال واضحًا في يديه.
بمجرّد أن فتحَ الباب، نظرَ إلى المكتب المضاء بالأنوار.
كانت كايلا مستلقية على المكتب الصغير الذي يستخدمه أحيانًا للعمل في غرفة النوم.
اقتربَ بيون على الفور ليتأكّد إن كانت تتنفّس.
شعرَ بنفس دافئ على أصابعه.
كانت يدهـا الصغيرة ملطّخة بالحبر، و شعرها اللامع كالنجوم تحت الضوء مفكوكًا.
عيناها النقيّتان، اللتين كان من الصعب عليه النظر إليهما مباشرة، مغلقتان.
كانت نائمـة.
‘لا أعرف إن كنت زوجًا مخيفًا، لكنّني بالتأكيد زوج يُسبّب المشاكل باستمرار.’
كان بإمكانها أن تفعل الأمور باعتدال، لكن هل كانت كايلا لا تعرف كيف تفعل ذلك؟ أم أنّ العمل كان ممتعًا بالنسبة لها؟
على المكتب، كانت الدفاتر الثلاثة التي يحملها الخادم الرئيسي مفتوحة، و كانت كايلا قد كتبت بعض الأوراق بأرقام و تواريخ و معلومات منظّمة.
هل هذا العمل ممتع لها، أم أنّه، كما قال لينار، كان مزعجًا و متعبًا؟
“أليس من واجبي أن أقوم بعملي، يا صاحب السّمو؟”
كانت هناك أيام كانت كايلا تظهر فيها باستمرار، و هي تطالب بأن يُسمَـح لها بأداء واجبات الدّوقة الكبرى، و ذلك كان يزعجه.
لم يكن تجاهل شخص ما بشكلٍ متكرّر أمرًا سهلًا.
حتّى عندما كان يتجنّب مقابلتها أو يتجنّب الأماكن التي تتواجد فيها، كانت تظهر بإصرار شديد.
“إذن اذهبي و اعملي، لماذا تتوسّلين إليّ للحصول على عملكِ؟”
حتّى عندما أهان بيون كرامتها لعدم قدرته على تحمّلها، كانت كايلا تتحمّل بصبر و تدافع عن حقوقها.
فكّـر في السماح لها إلى حدّ ما، لكن عندما تـمّ إثبات التهمة عليها بأنّها جاسوسة الإمبراطور، هنّـأ نفسه على صبره.
“أيّها الأحمق.”
نهض و قد قام بتوسيع المسافة بينهما دونَ أن يشعر.
هل يملك الحق في النظر بوقاحة إلى كايلا النائمة بعد كلّ تلك الكلمات القاسية التي قالها ؟
حـوّل نظره إلى الأوراق التي كانت تكتبها.
كانت هناك دوائر مرسومة حول أرقام مع علامات استفهام.
نظر بيون إلى الأرقام و صفحات الدفاتر لفترةٍ طويلة، ثمّ التفت تلقائيًا إلى المدفأة.
كانت هناك أوراق كتبتها كايلا و حرقتها لم تحترق بالكامل.
يبدو أنّها كانت تحرق الأوراق باستمرار.
أخذ عصا الإشعال بهدوء و ألقى بقايا الأوراق في النار حتّى اختفت تمامًا دون أثر.
・ 。゚✧: *. ꕥ .* :✧゚. ・
“سيّدي، سيدتي الدوقة، يجب أن تنامي في السرير. إذا نمـتِ على المكتب، ستصابين بالبرد.”
استيقظت كايلا فزعـة من لمسة ماري التي كانت تأخذ القلم من يدها.
“يبدو أنّـكِ متعبة جدًا. لقد تأخّر الوقت.”
“آه، يبدو أنّني غفوتُ. سأرتب الأمور. اذهبي و نامي.”
“لا، لا. يجب أن أتأكّد من أنّ سموّكِ نائمة أولا.”
بينما كانت ماري تجلب الماء لتنظيف الحبر من يدها، أحرقت كايلا جميع الأوراق التي كتبتها بعد أن اكتشفت النقاط المشبوهة في الدفاتر.
“يا إلهي، لقد تلوّثت يـدكِ.”
شعرت ماري بالأسف وهي تنظر إلى الحبر الذي لم يُزَل رغمَ مسحه.
“لا بأس. سيختفي بعد أيام. اذهبي و نامي الآن، سأنام أنا أيضًا.”
“نعم، سموّكِ. تصبحين على خير.”
بعد أن رأت ماري كايلا تطفئ الأنوار وتستلقي في السرير، أغلقت باب الغرفة المظلمة بهدوء وخرجت.
كان بيون ينتظر بهدوء خارج الغرفة بعد أن أرسل ماري إلى الداخل.
“سموّ الدّوقة الكبرى قد استلقت في السرير.”
“حسنًا، فهمت. لا تذكري شيئًا عني.”
“نعم، سموّكَ.”
بعد أن أكّـد على ماري ألا تتحدّث، غادر بيون المكان بهدوء.
التعليقات لهذا الفصل " 38"