كان من الغريب أن يظلّ اللقاء الأول مع سيدات لوسنفورد النبيلات محفورًا بوضوح في ذهن كايلا.
فبسبب الإرهاق الشديد، كانت ذاكرتها تميل إلى نسيان الأمور أو طمسها جزئيًا، ولم يبقَ سوى الأحداث الأكثر إثارة.
الكلمات التي سخرت منها، النظرات المتعالية، التجاهل، أو بيون الذي لم يستمع إلى كلامها أبدًا، و بياتريس المتألّقة بجمالها الساحر.
هذا كلّ شيء.
لكن لماذا بقيت ذكرى ذلك اليوم الذي خرجت فيه، وهي شابة، لاستقبال السيدات النبيلات؟
تحديدًا، كانت مشاعر الترقّب، و التوتر، و القليل من الخوف، و التوقّع هي الأكثر وضوحًا.
الآن، كانت كايلا مرهقة جدًا و فاقدة للطاقة لتشعر بهذه المشاعر، فدخلت المكان بينما كانت السيدات النبيلات يقفـن جميعًا.
سُمعت صوت أنفاس مندهشة من أماكن متفرّقة، ثم أمسكت السّيدات النبيلات بأطراف فساتينهنّ وانحنين بأدب. لم يتوقّعن أبدًا أن يأتي الدّوق الأكبر معها.
“هذا أول لقاء تستضيفه الدّوقة الكبرى، لذا آمل أن تستمتعن.”
التفت بيون إلى كايلا و قال بنبرةٍ ودودة أمام الجميع.
“لكن إذا شعرتِ بأيّ إرهاق أو سوء في حالتكِ، فعليكِ العودة فورًا.”
أن يصطحب زوج زوجته إلى لقاء خاص بالنساء و يظهر بنفسه؟ في لوسنفورد، كان هذا يُعتبر أمرًا ينتقص من هيبة الرجل.
بالطبع، لم تكن أعمال السيدات النبيلات في لوسنفورد تُعتبر “مجرد أعمال نسائية” تافهة إلى هذا الحدّ.
ففي كلّ مكان، تؤثّر الأمور التي تحدث في الأوساط النسائية على السياسة في النهاية.
هنّ سيدات نبيلات، الوحيدات اللواتي يقفن جنبًا إلى جنب مع أزواجهنّ الحاملين للألقاب.
لكن أن يعامل الرّجل زوجته أو ابنته بلطف، أو يصطحبها إلى أيّ مكان، أو يتصرّف بـودّ؟
في لوسنفورد، كان هذا يُعتبر “تصرّفًا محرجًا يقوم به رجال الجنوب الضعفاء”.
حتى في كراين، نادرًا ما يصطحب رجل زوجته إلى لقاء خاص بالسيدات.
كانت كايلا تعرف ذلك.
‘هذا شيء كان والدي قد يفعلـه.’
كان أديو دي شاسير، دوق أوستين، الذي تزوّج عن حـبّ و لم يتزوّج مجدّدًا بعد وفاة زوجته، من هذا النوع.
عندما كانت والدتها على قيدِ الحياة، كان دائمًا يصطحبها إلى لقاءات السيدات و يعود لأخذها.
لذلك، ظنّت كايلا أن هذا هو الطبيعيّ بالنّسبة للأزواج.
كانت تعتقد أن الزوج هو مَنْ يكون دائمًا مع زوجته، يهتمّ بما تفعله، يستمع إليها، و يشاركها أحاديث عميقة.
ربّما لهذا كان فشلَ زواجها بشكل مؤلم للغاية.
لو لم تتوقّع شيئًا منذ البداية ، لما تأذّت. لكنها كانت ساذجة و توقّعت الكثير.
الآن، هي لا تتوقّع شيئًا.
تعرف أن الزوج هو مَـنْ لا يفعل شيئًا.
“اعتنين جيّدًا بالدّوقة الكبرى.”
“نعم، يا صاحب السّمو.”
لكن هذا مختلف تمامًا، أليس كذلك؟
بيون، الذي لم ينسَ أن يوصي الخادمات أيضًا، لم يكن “زوجًا لا يفعل شيئًا”، بل “زوجًا يفعل الكثير جدًا”.
أن يقوم دوق لوسنفورد، الذي نشأ في لوسنفورد، بهذا التصرّف الذي لا يمكن أن يفعله بسهولة؟
نظرَ إلى السيدات النبيلات بنظرة شاملة، ثم التفت إلى كايلا أخيرًا.
“استمتعي. سأذهب الآن.”
كان تأثير الدوق، الذي ابتسم بلطف و غادر، هائلًا على هذا اللقاء.
كانت النظرات إلى الدّوقة الكبرى، وريثة أوستين وابنة أخ الإمبراطور الهشّـة، حذرة بالفعل. و كان معظم الحاضرات قد شهدن مأدبة الترحيب التي سقطت فيها الدّوقة.
بعد أن طرد الدّوق رئيسة الخادمات، التي كانت تملك سلطة مطلقة، و أعدمَ الباقين، ثم جاء إلى هذا اللقاء ليُظهر اهتمامه البالغ بالدّوقة الكبرى، أدركت الأكثر ذكاءً بينهنّ شيئًا.
الآن، سيكون للدّوقة الكبرى تأثير هائل على هيكل السّلطة في لوسنفورد.
“اجلسي، سموّ الدّوقة الكبرى.”
أجلست خادمات أوستين، برؤوس مرفوعة بفخر، الدّوقة الكبرى في أعلى مقعد، ثم تراجعن بهدوء.
كانت الدّوقة الكبرى، التي لفّـت كتفيها بفراء أبيض نقيّ تـمّ الحصول عليه من لوسنفورد بالتأكيد، ترتدي ماسات حول عنقها و يديها لا يمكن لسيدات لوسنفورد النبيلات حتى أن يحلمن بها.
كان فستانها بتصميم راقٍ مختلف تمامًا عن تصاميم لوسنفورد الشائعة، و مصنوع من قماش نادر، مما جعلَ عيون السيدات المهتمّات بآخر صيحات الموضة تدور من الإعجاب.
جلست الدّوقة الكبرى بهدوء و هي تنظر إلى السيدات النبيلات.
في الحقيقة، لم تعرف كايلا ماذا تقول لهؤلاء الوجوه التي تعرفها بالفعل.
أو بالأحرى، لم تكن تعرف كيف تتحدّث دونَ أن يُسخر منها، فلم تستطع فتح فمها بسهولة.
سابقًا ، مهما قالت، كانت الحاضرات يبتسمن بنعومة، يتبادلن النظرات بمعانٍ خفيّة، ثم يرمين بكلمة أو اثنتين.
كلمات كانت تخترق قلب كايلا لاحقًا عندما تبقى وحيدة، و تدرك معناها، فتشعر بالألم.
‘كيف أتحدّث من دونَ أن تتمّ إهانتي ؟’
برزت آليّة دفاعيّة لم تكن أميرة أوستين لتتعلمها أبدًا بشكلٍ غريزيّ و على الفور.
سيطر عليها القلق من أنهنّ سيضحكن مهما قالت.
ماذا يجب أن تقول؟
لم تكن ترغب في ذلك.
ألا يمكنها التخلّي عن كلّ شيء؟
في تلكَ اللحظة، تقدّمت إحدى السيدات النبيلات.
“سأجرؤ على تقديم التحيّة أولًا، يا سموّ الدّوقة الكبرى.”
أدارت كايلا رأسها المتصلّب بصعوبة نحوها.
كانت امرأة في منتصف العمر ترتدي فستانًا من المخمل الأخضر الداكن مطرّزًا بنقش أصفر، تنحني بعمق لكايلا.
كادت كايلا أن تضحك بدهشة لكنها كبحت نفسها.
كانت تعرف جيّدًا أن هذه السيدة تُظهر أدبًا مبالغًا فيه.
“أنا جولنيس من عائلة باري. زوجي هو السير باري، قائد حرس بوّابة القلعة.”
كانت جولنيس باري، التي تتصرّف كممثلة لهؤلاء السيدات النبيلات، من اللواتي انضممن إلى رئيسة الخادمات دوريس لتتعالى على الدّوقة الكبرى الشّابة.
كانت من النوع الذي يحـبّ الظهور، بصوتٍ عالٍ، و هي نموذجيّة لأهل لوسنفورد.
في مأدبة الترحيب الأولى، كانت من اللواتي دعمن الذين هاجموا كايلا.
ربّما نجـت من العقاب بفضل زوجها قائد الحرس، لكن هل يمكن أن تتغيّر طباعها؟
كانت تمتلك البنية القوية النموذجيّة لأهل لوسنفورد، طويلة القامة، ممتلئة الجسم بسببِ دهون منتصف العمر.
كانت عظام الحاجب بارزة، و أنفها كبير، و عظام وجنتيها مرتفعة قليلًا.
كانت شخصيّتها واضحة في ملامحها، مكتملة بعينين كبيرتين بارزتين.
عندما كانت تلكَ العينان تدوران و تنظران إلى الدّوقة الكبرى الشّابة، و تهمسان بكلمات من لوسنفورد ثم تضحكان، كانت الدّوقة الكبرى الهشّـة الشابة تتجمّد من الخوف دون أن تعرف ماذا تفعل.
كانت دائمًا صاحبة الصوت العالي و تتولّى القيادة.
و هذه المرة أيضًا كانت كذلك.
“بما أن رئيسة الخادمات غائبة في لقائنا الأول مع الدّوقة الكبرى، يبدو من المناسب أن نتناوب على تقديم التحيّة لها مباشرة.”
بمعنى آخر، كانت تقول إنه بما أن رئيسة الخادمات غائبة، فستتولّى هي دورها.
كان الجميع يعرف أن مَـنْ سيتمّ اختيارها لمنصب رئيسة الخادمات يجب أن تكون من بين الحاضرات.
تقدّمت جولنيس باري لتكسب الأفضليّة.
إذا كان زوجها قائد الحرس و أصبحت هي رئيسة الخادمات، فستصبح عائلة باري قوّة هائلة.
ومع ذلك، يبدو أن أيام كايلا كدوقة كبرى لم تذهب سدى، إذ استطاعت أن تفهم نواياها على الفور.
“افعلي ذلك.”
بما أن رئيسة الخادمات غائبة، لم يكن هناك طريقة لتطبيق الآداب بشكلٍ صحيح. و عندما أومأت كايلا برأسها بلا مبالاة، أشرقت جولنيس باري فرحًا.
“شكرًا. إذًا، من عائلة رولمون، أليسيا أولًا…”
“لا.”
حتى لو لم تكن لديها رغبة لفعل شيء، إلا أنّ شعور الغضب لا يزال موجودًا.
توقّفت جولنيس باري فجأة عندما ذكرت عائلتها الأصليّة أولًا.
شعرت كايلا بالغضب تلقائيًا من أهل لوسنفورد المتعجرفين هؤلاء الذين يزدرونها بطبيعتهم، فأخرجت صوتًا من جسدها الضعيف بجهد.
في مثل هذه المواقف المألوفة، كان أسلوب كايلا الوحيد في التعامل هو الكلام المباشر.
“ألم تكوني أنـتِ مَـنْ قالتِ إنهنّ يجب أن يقدّمن التحيّة مباشرة بالتناوب؟”
كيف تجرؤ على محاولة تولّي دور رئيسة الخادمات وترتيب تقديم التحيّات لأقربائها وصديقاتها أولًا؟
كان من يقدّمون التحيّة للأميرة الكبرى أولًا في موقف أفضل.
كلّما تأخّر الدور، أصبحت التحيّة تُتلقّى بلامبالاة.
مهما كانت رغبتها ضعيفة، لم تكن كايلا لتقبل مثل هذه الحيل الماكرة بهدوء.
إذا استمرّت جولنيس باري في النظر إليها وهي تدير عينيها و تضحك، ستعلّقها على منصّة الإعدام.
فتحت كايلا عينيها بثبات و تحدّثت بقوّة، غاضبة مجدّدًا من تجارب الازدراء السابقة.
كان الردّ الوحيد هو الصمت.
تراجعت جولنيس باري، ذات البنية الكبيرة، وهي تنظر بحذر بعد توجيه الدّوقة الكبرى اللنّقد القوي.
هل شعرت أنها طُعنت بعد محاولتها المراوغة؟
لم تستطع الردّ فورًا.
حسنًا. أكّـدت كايلا أن السيطرة بيـدها، ثم أبعدت نظرها عن جولنيس باري وأشارت إلى الجهة المقابلة، حيث تجمّع أشخاص بعيدون عن عائلة باري.
“هناك، من تلكَ الجهة، تعالوا و قدّموا أنفسكم مباشرة بالتناوب. نعم، أنـتِ، الجالسة في الطرف.”
تفاجأت سيدة بسيطة كانت جالسة بهدوء عند الحائط عندما أُشير إليها. بدت و كأنها كانت مكبوتة بالفعل، تنظر حولها بحذر.
“هيّا.”
مهما تعرّضت للازدراء، ظلّت كايلا دوقة كبرى حافظت على كرامتها وهيبتها حتى النهاية. كانت تجيد رفع كتفيها، و شـدّ ذقنها قليلًا، والتحدّث بوضوح و قوّة.
عندما حثّتها بقوة و اختصار هذه المرة، سارعت السيدة المختارة للخروج و انحنت.
“أ، ألتقي بكِ لأول مرة، يا سموّ الدّوقة الكبرى.”
كان صوتها مرتجفًا و ضعيفًا في البداية، لكنها استعادت رباطة جأشها بسرعة.
“أنا فابيولا، زوجة الفارس ألفريد سيرنستر. أهنّئكِ على زواجكِ، و أرحّب بقدومكِ إلى لوسنفورد.”
كانت كلمات التحيّة الأولى هي التي تُحاكى عادةً من الآخرين.
تلقّت كايلا تهاني الزواج و ترحيبًا بقدومها إلى لوسنفورد من سيدات تعرفهنّ بالفعل واحدة تلو الأخرى.
تصرّفت نساء عائلات باري، رولمون، و دنكاستر، اللواتي سيطرن على لوسنفورد و أُعدم خمسة من نبلائها هذه المرة، بأدب بالغ تجاه الدّوقة الكبرى.
انحنين بعمق أكبر، و قالت إحداهنّ إنها “سعيدة جدًا” بقدوم الدّوقة الكبرى.
‘كلمات لا تعني شيئًا.’
كانت كايلا تعرف أن هذه الكلمات كلّها أكاذيب محضة.
في أيامها الأولى كدوقة كبرى، كانت هذه العائلات تحتقر كلامها المباشر، و تقود الجميع لتجاهلها مع الدّوق.
بالتأكيد، ساهمن بشكلٍ كبير في تشويه سمعتها و حبسها.
هذه المرة، ستموت قبل أن تُهـزم.
الهدف بعدم السّماح لهنً بهزيمتها كان طموحًا مفرطًا و حلمًا بالنّسبة لها.
“أنا ميرماس، زوجة الفارس هيوغو فرويدينغ. إنه لأمر رائع و سعيد أن تكوني قد تعافيتِ، يا صاحبة السمو. أتمنّى أن تجدي في لوسنفورد أيامًا مليئة بالفرح من الآن فصاعدًا.”
بالطبع، كانت هناك مَنٔ رأت هذه فرصة للتحدّث بجرأة.
تجمّدت الأجواء المتوترة أصلاً، و نظرت نساء عائلات باري، رولمون، و دنكاستر، و بعض قريبات رئيسة الخادمات دوريس من عائلة ويندغوت، إلى ميرماس فرويدينغ بنظراتٍ نارية.
الآن تذكّرت، كان الفارس هيوغو فرويدينغ شجاعًا و نزيهًا جدًا. الأزواج يتشابهون. أو ربّما كانت لدى ميرماس فرويدينغ طموحات خفيّة.
على أيّ حال، كان الجميع يعرف أن هذا اللقاء هو الأول للدّوقة الكبرى بعد تعافيها، وأيضًا فرصة لاختيار مَنٔ ستحلّ محل دوريس ويندغوت كرئيسة للخادمات.
“شكرًا.”
لذلك، و لأول مرة، ردّت كايلا، التي كانت تكتفي بإيماءات الرأس عند تلقّي التحيّات.
كان ردّ الدّوقة الكبرى، التي لم تبتسم أبدًا، كافيًا ليحمل معنى.
كانت ستقصي تمامًا أولئك الذين أذوها.
・ 。゚✧: *. ꕥ .* :✧゚. ・
لماذا كانت تتذكّر أول يوم قامت فيه بواجباتها كدوقة كبرى؟
لم يكن يومًا مميّزًا.
من الخارج، بـدا خاليًا من المشاكل، وكانت كايلا تشعر بالفخر بنفسها لأدائها الجيّد. كانت الخادمات سعيدات معها أيضًا.
لكن اليوم، بدلاً من الفرح، كانت هادئة فقط. قدّمت السيدات النبيلات تحيّاتهنّ للدّوقة الكبرى، واستمتعن بمائدة الضيافة التي قدّمتها، ثم عـدن.
في الماضي، كانت تولي اهتمامًا كبيرًا حتى لمائدة الضيافة، و تعتقد بسذاجة أن إدخال أساليب أوستين أو كراين سيثير إعجاب السيدات النبيلات.
لكن هذه المرة، لم تهتم كايلا بالمائدة أبدًا.
كلّما واجهت هؤلاء، عـادت الكلمات، التعابير، و النظرات التي قلنها و فعلنها في الماضي، و التي لا وجود لها الآن، لتخترق قلب كايلا.
لم ترغب في إعطاء أهميّة أو بذل جهد لما يدخل أفواههنّ.
لم يكن الأمر يستحقّ ذلك.
“هل أنـتِ سعيدة، يا صاحبة السّمو؟”
سألت الخادمة دينيز، التي كانت تتبعها، بابتسامة مشرقة.
سعيـدة؟
“نحن أيضًا سعداء جدًا. كم كان منعشًا رؤية الجميع يخفضون رؤوسهم ولا يجرؤون على النطق أمام سيّدتنا!”
“اخفضي صوتكِ، يا دينيز. قد يسمعـكِ أحدهم.”
وبّختها سيسيل وهي تلقي نظرة على فرسان لوسنفورد الذين عيّنهم بيون لحماية كايلا، لكن كانت هناك ابتسامة على شفتيها أيضًا.
“و ماذا لو سمعوا؟ لقد أُعيـد النّظام أخيرًا كما ينبغي! كيف يجرؤون على ارتكاب مثل تلكَ الأفعال الهمجيّة أمام صاحبة السّمو؟ اليوم كان منعشًا جدًا!”
كلّ ما قالته كان صحيحًا.
لكن، هل يجوز قول هذا الكلام علنًا؟
شعرت كايلا للحظة بأن قلبها يهبط، و حاولت منع دينيز.
“حتى تعبير سيّدتنا أصبح أكثر إشراقًا، وابتسمت قليلًا، و هذا شيء جيّد.”
أنا ابتسمت؟
لمست كايلا شفتيها دونَ وعي.
لا يمكن أن يكون ذلكَ صحيحًا.
في تلكَ اللحظة، تفاجأت الخادمات، بما فيهنّ دينيز التي كانت تتحدّث بحماس، وتراجعن بسرعة إلى الخلف عندما رأين ما خلف ظهر كايلا.
لمـاذا؟
“هل انتهى الأمر الآن؟”
وقفَ الفرسان المرافقون لكايلا بأدب و انحنوا، وكذلك فعل فرسان بيون تجاه كايلا.
كان الدّوق الأكبر الطويل القامة يقف على بُعد ثلاث خطوات.
متى اقترب؟ ردّت كايلا بدهشة بالكاد:
“نعم.”
“كيف كان الأمر؟”
“لـ، لم يحدث شيء خاص.”
“لا، ليس هذا.”
لم يكن بيون، الذي وضع عيونًا و آذانًا موثوقة حول كايلا، مهتمًا بما حدث.
“أخبريني كيف شعرتِ هناك، و ما الذي فكّرتِ به.”
“كان الأمر… بخير…”
“ليس ‘بخير’.”
عبس بيون قليلًا لكنه ابتسمَ بلطف.
بدا و.كأنه يحاول جاهدًا أن يبتسم.
“ليس هذه الكلمة، بل كلمة أخرى.”
لكن حقًا، كان الأمر بخير.
لم تشعر بالغضب أو الإهانة، و لم يكن هناك أحد يزدريها أو يتحدّاها بغرابة.
على العكس، كما قالت دينيز، كان من الجيّد جدًا رؤية الجميع يحترمون الآداب دون أن ينطقوا.
توقّفت كايلا للحظة.
‘شعرت بالسّعادة؟’
نعم. تحديدًا، شعرت بالانتصار، و الرضا، و الانتعاش. لذلك كان شعورًا جيّدًا.
من المدهش أن يكون هناك شيء يجعلها تشعر بالسّعادة في لوسنفورد.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 34"