منذ الصباح، كانت خادمات الدّوقة الكبرى مشغولات للغاية، وهو أمر نادر الحدوث.
“ماذا عن هذا؟”
ردّت كايلا بابتسامة ضعيفة على السؤال.
“لا يهمّ، أيّ شيء يناسب.”
كانت فعلًا غير مبالية بما يختارونه، لكن الخادمات كنّ مصمّمات على عدم ترك اليوم يمرّ دونَ عناية خاصّة.
كنّ أكثر حذرًا من دوريّات لوسنفورد التي تجوب الحدود، و أكثر دقّة من فرسان قصر سولاي الذين يحرسون الإمبراطور.
“لا يهمّ؟ هذا مستحيل! هذه مناسبة لمواجهة أولئك النبلاء الأشرار مجدّدًا! يجب أن تُظهري هيبة أميرة أوستين!”
كانت هذه المرة الأولى التي تلتقي فيها الدّوقة الكبرى، بعد تعافيها من حادثة كادت أن تقتلها في مأدبة الترحيب، بنساء النبلاء في الشمال.
صُدمت الخادمات بشدّة من تصرّفات نبلاء الشمال الطائشة و القاسية خلال تلكَ المأدبة.
كان الانطباع الأول قويًا لدرجة أن الخادمات اعتقدن أن جميع نبلاء الشمال هكذا، فبذلن جهدًا كبيرًا في تزيين الدّوقة الكبرى.
كان هذا هو القانون الأساسي في المجتمع:
كلّما زاد عدد الأعداء، زادت الحاجة إلى التزيّن بفخامة لتكون درعًا.
“هذا الأزرق السماوي يناسب لون عينيكِ جدًا، يا سيّدتي.”
“هذا الأزرق الزاهي جميل أيضًا.”
كانت هذه المرة الأولى التي تمتلك فيها كايلا، بصفتها دوقة لوسنفورد الكبرى، هذا الكمّ من المجوهرات.
حصلت على العديد من الهدايا من الوفود الأجنبيّة عند زواجها، و بالإضافة إلى مجوهراتها كأميرة أوستين، أحضرت أيضًا مجوهرات والدتها، دوقة أوستين.
كلّ هذه كانت أشياء سُرقت منها في زواجها السّابق بعد وفاة والدها المفاجئة.
عندما أخبرها والدها أن تأخذ كلّ شيء، سارعت بجمعها.
طالما هذه المجوهرات بيدها، حتى لو سُلب منها لقبها لاحقًا، ستظلّ المجوهرات ملكها.
تحوّلت العروس التي كانت فقيرة و متواضعة لدرجة تثير النظرات الازدرائيّة إلى امرأة ثريّة جدًا.
إلى جانب المجوهرات، كان لديها ثروة وفيرة أعطاها إياها والدها، فهل يمكن القول إنها محظوظة؟
‘مستحيل.’
لقد بدأت كايلا حياتها كدوقة لوسنفورد الكبرى بالسقوط بعد تناولها فيرينكو.
الضعف هنا يُعتبر جريمة، و عدم قدرتها على تناول ما يأكله الجميع كان أمرًا لا يُفهم في هذا المكان. كانت و ستظلّ دائمًا غريبة لا تنتمي إلى هنا.
قبل موتها، كانت تحاول بضراوة أن تُثبت نفسها و تُقبل، لكنها أدركت، عندما حُبست، أن جهودها لن تجدي نفعًا.
هذه المرة، لم يكن لديها حتى الرغبة في المحاولة، لذا ربّما ستُسجّل في التاريخ كـ”دوقة لوسنفورد الكبرى التي لم تتأقلم”، أو ربّما تنتهي الأمور قبل أن تُسجّل.
“ما بكِ، يا سيّدتي؟ وجهكِ شاحب.”
نظرات نبلاء لوسنفورد التي كانت مليئة بالازدراء و اللوم عادت إلى ذهنها. كانت دائمًا مضطرة لإثبات نفسها باستمرار لتخفيف تلكَ النظرات قليلًا، لكنها سرعان ما تعود إلى سابق عهدها.
تذكّر هذه النظرات جعلها تشعر بالاختناق مجدّدًا.
“هل أنـتِ مريضة؟”
عندما توقّفت الخادمات عمّا كنّ يفعلنه و تجمّعن حول كايلا، سُمع طرق على الباب.
خرجت إحدى الخادمات من خلف الحاجز وفتحت الباب.
“المعذرة، يا صاحبة السمو، لقد حان الوقت. يجب أن تخرجي الآن.”
بما أن رئيسة الخادمات غائبة، ظهر الخادم الرئيسي.
“عن أيّ شيء تتحدّث؟ لا يزال هناك وقت كافٍ. لم تنتهِ الأميرة من تجهيز نفسها بعد!”
“في لوسنفورد، الالتزام بالمواعيد هو الأهم. بما أن الدّوقة الكبرى هي المضيفة، يجب أن تخرج أولًا لاستقبال الضيوف القادمين.”
“ماذا؟ أيّ قانون هذا؟ الضيوف قادمون إلى هنا من أجل تقديم تحيّتهم للدّوقة الكبرى!”
“القادمون هم على الأقل أعلى مرتبة منكِ، لذا احترسي في كلامكِ. سموّكِ، عليكَ بالإسراع، لقد تأخّرتِ كثيرًا.”
ها قد رأيتِ. لم يتغيّر شيء.
كان هناك الكثيرون ممن ينظرون بازدراء إلى كايلا، التي يرون أنّها سرقت مكان بياتريس رافالي، و يعتبرون أنفسهم آباءً أو أوصياء لبيون.
“الدّوقة الكبرى ليست بصحّة جيّدة. أوصت الطبيبة بالحذر، لذا يجب أن تتحرّك ببطء.”
قالت سيسيل بثبات بعد أن سيطرت على نفسها.
“و مع ذلك، لا يجب تجاهل تقاليد لوسنفورد. يجب على المضيف استقبال الضيوف مقدمًا.”
“منذُ متى أصبح هذا تقليدًا في لوسنفورد؟”
رنّ صوت منخفض في الرواق المبني من الحجارة الباردة.
عندما دخل بيون مرتديًا عباءة مزيّنة بفراء أسود حول ياقته، شعرت و كأن الغرفة الواسعة قد امتلأت.
نهضت كايلا على مضض من مكانها، لكن بيون أوقفها على الفور.
“لا، سمـوّكِ، اجلسي. لم آتِ لأزعجكِ.”
‘اجلسي’ و ليس ‘ابقي جالسة’، استخدم لقبًا رسميًا للغاية. لاحظَ الخادم الرئيسي أن الدوق يستخدم لغة محترمة جدًا مع الدّوقة الكبرى، فصُدم.
“استقبال المضيف للضيوف يعتمد على رغبته، فمنذ متى أصبح هذا تقليدًا في لوسنفورد، يا رولف؟”
أشار بيون إلى الخادمات لمواصلة تجهيز الدّوقة الكبرى، ثم استدار نحو الخادم الرئيسي.
“عشت هنا حوالي عشرين عامًا، ولم أسمع بهذا التقليد.”
“هذا، بين السيدات النبيلات…”
“حتى لو وُجد مثل هذا التقليد، فالعادات المحلّية لا تتجاوز قوانين الإمبراطورية.”
إذا خرجت الدّوقة الكبرى أولًا لتحيّة نساء النبلاء الشماليّات، فسيبدأ الازدراء من هناك.
كايلا في مكانة تتلقّى التحيّة، و ليست مَنٔ يقدّمها.
كان واضحًا لماذا يصرّ الخادم الرئيسي على أن تتزيّن الدّوقة الكبرى الشابّة لإرضاء نساء النبلاء.
“أنـتَ تعرف جيّدًا التسلسل الهرمي للرتب.”
أليس هذا هو السبب في أنك علّمت الخادمة أن تحترس في كلامها مع السيدات النبيلات الأعلى مرتبة منها؟
“لذا، لا حاجة لتكرار مكانة الدّوقة الكبرى هنا.”
كانت الخادمات يعبثن بشعر كايلا، لكنهنّ كنّ ينظرن إلى الدّوق الأكبر باستمرار. كان حضوره الطاغي يسيطر على الجميع في الغرفة.
حتى الخادم الرئيسي، و هو رجل طويل وقوي البنية كما يتميّز رجال لوسنفورد، كان مشلولًا تمامًا و غير قادر على الكلام.
“إذا أردتَ التعبير عن ترحيب قلعة لوسنفورد بالضيوف، فمن الأفضل أن تخرج أنتَ الآن لاستقبالهم.”
نظرَ بيون إلى الخادم الرئيسي من الأعلى. لم يقل شيئًا عن ضرورة احترام الدّوقة الكبرى أو ما شابه.
لم يكن هناك داعٍ لذلك.
إذا جاءت لحظة يجب أن يقال فيها، فسيتعيّن على الخادم الرئيسي التخلّي عن منصبـه.
“نعم، نعم!”
أجابَ الخادم الرئيسي بصوتٍ مرتجف وخرج مسرعًا.
بينما كان الجميع يخفضون أصواتهم و يراقبون مزاج الدوق، كانت كايلا الوحيدة التي لم تغيّـر تعبير وجهها.
كانت معتادة جدًا على هذا الجوّ الثقيل و الخانق.
كانت تعرف جيّدًا شعور الخادم الرئيسي أيضًا. عندما يريد بيون، يمكنه أن يتحدّث بطريقةٍ تجعل المستمع يشعر بالإهانة الشديدة. و مع ذلك، كان هذا المستوى معتدلًا نسبيًا بالنّسبة لخادم رئيسي.
‘…لا، هل يمكن أن يكون الخادم الرئيسي قد أغضب بيون بالفعل؟ لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا؟’
كان بيون يتحدّث أكثر مع مَـنْ يهتم بهم، ولا يقول شيئًا غير الضروري لمـنْ لا يهتم بهم.
بالتأكيد، الخادم الرئيسي رولف، الذي يفخر بأنه ربّى بيون، كان يجب أن يُعامل بلطف و هدوء. لكن هذه المرة أيضًا، تعاملَ معـه بيون بقسوة.
بينما كانت كايلا تغرق في التفكير وتشعر أن شيئًا ما غريب، تحدّثَ بيون أولًا.
“…أعتذر، سموّكِ. لا أملك سوى الاعتذار. سأطلب منكِ تنظيف الداخل.”
‘تنظيف الداخل’. كان يعني طرد رولف أيضًا.
ارتجفت رموش كايلا عندما طلب منها أن تتولّى الأمر بنفسها.
“كيف أتدخّل في المكان الذي تحكمه أنـتَ؟ لا يمكنني فعل ذلك.”
“إدارتي جعلت الأمور مخزية هكذا.”
أجابَ بيون وهو يطحن أسنانه. ثم، عندما بدا أن كايلا تراقب تعبيره، أخفى ملامحه بسرعة.
“غيّري ما تشائين، يا صاحبة السمو. من الآن فصاعدًا، هذا المكان تحت رعايتكِ.”
في تلكَ اللحظة، انتهت الخادمات من تجهيزها و انسحبن بسرعة.
اقتربَ بيون من كايلا قبل أن تنهض. نظرت كايلا إلى انعكاسه في المرآة.
كانت المرآة، التي نُظّفت بعناية من قِبل الخادمات، خالية من أيّ غبار.
قبل موتها، كانت غرفة نوم الدّوقة الكبرى دائمًا مليئة بالبقع غير المنظّفة جيدًا، لكن هذا المكان كان نظيفًا تمامًا في كلّ زاوية، لامعًا من شدّة التنظيف.
بعد اختفاء رئيسة الخادمات، أصبحت الخادمات يراقبن مزاج الدّوقة الكبرى بشكل مبالغ فيه.
“بالطبع، افعلي ذلكَ ببطء دون الإضرار بصحّتكِ.”
أشار بيون بيده إلى الخلف. اقتربَ السير ويلبرك بهدوء، حاملًا صندوقًا فتحه و قدّمـه بأدب.
“يا إلهي!”
“آه، يا للروعة!”
يا إلهي. كان الصندوق مبهرًا لدرجة أن خادمات أوستين، اللواتي يقلن إن الذهب يتدفّق في بلادهن، لم يتمالكن أنفسهن من الإعجاب والدهشة.
“أعددته لأنه يناسب الخاتم. لحسن الحظ، تـمّ صنعه بسرعة.”
كان العقد الذي رفعه بيون بيده المغطاة بالقفاز ثقيلًا جدًا.
غطّى العقد رقبة كايلا و عظمة الترقوة التي كانت خالية من أيّ زينة. كان فخمًا لدرجة أنه يعكس الضوء بشكلٍ مبهر، يكـاد يعمي العين.
ارتجفت شفتا كايلا بدهشة عند رؤية حجم الماسة المركزيّة. تحدّث بيون قبل أن تقول شيئًا، و هو يضع العقد حول عنقها.
“سمعت أن هيبة الزوجة يرفعها زوجها.”
عادةً ما يُعتقد العكس، لكن لم يجرؤ أحد في تلكَ الغرفة على القول إن كلام الدّوق الأكبر خاطئ.
“لم أفعل هذا من قبل، لذا أخشى أن أكون أخرقًا وأسبّبَ لكِ الإزعاج.”
كانت كلماته متواضعة للغاية.
هل يجب على دوق لوسنفورد، الذي تزوّج بالفعل، أن ينحني هكذا لزوجته؟
لكن في الحقيقة، كان عليه ذلك.
كان بيون يعرف جيّدًا أن شخصًا مثل دوق لوسنفورد، الابن غير الشرعي للإمبراطورة، الأدنى من الكلاب، لا يمكنـه الزواج من كايلا أميرة أوستين.
قتـلَ الإمبراطور، الطامع في أوستين الغنيّـة، شقيقه متذرّعًا بحادثة إطلاق نار، و سلـبَ الأراضي و الألقاب بمكر، ثم بـاع كايلا إلى الشمال لتقييد بيون.
لولا ذلك، لما كان بإمكانه حتى النظر إلى فتاة ثمينة مثلها. كان يكافح يوميًا للبقاء على قيدِ الحياة، ثم سقطت عنده فجأةً دمية بلا إرادة فقدت كلّ شيء.
كانت الدمية تعيسة جدًا.
حتى بعد عودتهما إلى الحياة و زواجهما مجدّدًا بمحض الصدفة، كان هذا الزواج مهينًا لأميرة أوستين.
أن تتزوّج حفيدة الإمبراطور السابق، التي يمكن أن تتزوّج من أمير أجنبي، من ابن غير شرعي؟
بالنّسبة لكايلا، كان هذا يعني الموت.
“لماذا هذا…”
“هذا الحجر الخام الذي أريتكِ إياه قبل الزواج. ألا يعجبكِ؟”
“لم يمـرّ وقت طويل منذُ استلامه.”
عندما تحدّثت بصوتٍ منخفض بحذر، انحنى بيون أكثر. مع اقتراب الدوق و الدّوقة الكبرى من بعضهما، تراجع الفرسان و الخادمات تلقائيًا إلى الخلف.
“ألم أقل إن جميع الأحجار الاثني عشر التي أريتكِ إياها ملكـكِ؟”
كان صوته الذي يهمس في أذنها لطيفًا بشكل لا يُصدّق مقارنة ببيون المعتاد. لهذا، ظلّت كايلا تشعر بالخوف.
لماذا يعاملني بلطف هكذا؟
من المفترض أنه يكرهني لأنه لم يتزوّج بياتريس رافالي.
يجب أن يكون كذلك. نعم، هو كذلك.
“يبدو أنني سأظلّ أقدّم الهدايا حتى تعتادي عليها. إذا استمررتُ في ذلكَ حتى تشعري بالملل، ربّما ستقبلينها يومًا ما كأمرٍ طبيعي؟”
نظرت كايلا إلى بيون في المرآة، و هو يبتسم بلطف، بعيون متجمّدة.
لماذا يتصرّف هكذا؟
كلّ شيء كان يختلف قليلًا عمّا تعرفه كايلا. لا، بل كان مختلفًا منذُ فترة طويلة.
هل هذا فـخّ آخر؟
حتى بيون، الذي تحمّل اضطهاد و إهانات الإمبراطور لفترة طويلة، لم يكن شخصًا عاديًا.
قوّته العقليّة الهائلة، و جرأته في اتّخاذ القرارات، و فوق كلّ شيء، مهارته القتاليّة و قيادته الاستثنائيّة التي اكتسبها من كفاحه للبقاء في بيئة قاسية، جعلته سيد الشمال.
لو أُعطي وقتًا أطول، لكان قد هزم الإمبراطور بالتأكيد.
لقد عرف الإمبراطور ذلك، لذا سارع في التخلّص منـه.
على أيّ حال، لماذا يعامل رجل بهذا الحجم كايلا المتواضعة و الضعيفة بلطف؟
لا يمكن أن يفعل ذلكَ دون سبب.
بالتأكيد لديه هدف.
“الآن نحن في البداية، فماذا لو واصلتِ الرفض؟ لا يمكننا إلغاء الزواج.”
تحدّث بيون بهدوء و هو يكمل تزيين كايلا بنفسه، حيث لم تنتهِ الخادمات من ذلك.
عندما حاول وضع الأقراط بنفسه، سارعت كايلا لأخذها و وضعتها بنفسها، بينما كان يعتني بها كما كان يفعل أحيانًا في صباه عندما كان يهتم ببياتريس المتذمّرة.
“يمكنني فعل ذلك بنفسي…”
“انتهى الأمر.”
لم يكن قوله “انتهى” بطريقةٍ قاطعة، بل كان كأن أخًا أكبر يهدّئ أخته الصغيرة المتذمّرة قائلًا: ‘انتهى، تحمّلي قليلًا.’
يُقال إن الرجال الذين يحبّون زوجاتهم أو يحاولون إرضاء عشيقاتهم يعرفون كيف يهتمّون بملابسهنّ قليلًا، لكن كايلا لم تتوقّع أن يكون فيون من هؤلاء. لا، بالأحرى، لم تتوقّع أن يعتني فيون بها.
لذلك، ظلّت متجمّدة وهي تنظر فقط إلى الفراء الأبيض الذي يغطّي كتفيها بلطف.
‘بالطبع، دوقتنا الكبرى لا تعرف كيف يُعبّر الرجال عن حبّهم.’
عندما كانت كايلا تكافح للحفاظ على مكانتها كدوقة لوسنفورد الكبرى، كانت كلمات بياتريس رافالي، التي كانت تبتسم بنعومة و هي تُظهر عينيها فقط من خلف مروحتها المتأرجحة، لا تزال واضحة في ذهنها.
نعم، كايلا لم تعرف شيئًا عن ذلك، وكانت دائمًا هي من تُكرّس نفسها و تعطي.
لذلك، لم تفهم حقًا لماذا يتصرّف هذا الرجل هكذا.
بالتأكيد لديه غرض، و عليها اكتشافه…
‘لا، إذا مـتّ، سينتهي كلّ شيء. هذا كلّ ما أعلم كيف أفعلـه.’
أجبرت كايلا نفسها على طرد القلق و الخوف غير المجديين، و أمسكت يـد بيون التي مدها لها و نهضت من مكانها.
“لا أعرف كيف أشكركَ…”
كان العقد ثقيلًا للغاية، و بالتأكيد كان باهظ الثمن، ربّما يكفي لشراء قلعة.
بدأت كايلا، وهي تلعب بالعقد، تعبيرها عن الشكر بحرج.
“إلى هنا.”
توقّف بيون، الذي كان يتأكّد من أن الدّوقة الكبرى ملفوفة جيدًا بفراء جديد دافئ، عن شكرها فجأة.
“يكفي إلى هنا فقط.”
“ألا يجب أن أقدّم شكري؟”
عندما سألت كايلا ببلاهة، ابتسم بيون بنضارة.
“‘شكرًا.’”
كان يشبه تمامًا الصبي الذي كان يضحك بحيوية قبل أن يُسحب إلى لوسنفورد.
عيناه البنفسجيّتان مليئتان بالحياة، و ابتسامته مليئة بالفرح الخالص. كان من المستحيل ربط هذا الوجه بأيّ خداع أو نوايا أخرى.
“هل نذهب؟ اليوم، سأرافقكِ بنفسي.”
إذا ظهـرَ زوج محترم منذُ البداية إلى النهاية في مناسبة السيدات النبيلات ليصطحب زوجته، فإن مكانة تلكَ الزوجة ستصل إلى السماء.
كلّ ما كانت كايلا تتوق إليه و تتمنّاه قبل موتها تحقّق الآن.
كانت دائمًا تمشي مرتجفة بمفردها في رواق قلعة لوسنفورد البارد المليء بالهواء الجليدي، لكن الآن، الخادمات و الفرسان يحيطونها بإحكام، و بيون إلى جانبها.
لم تبـكِ من التأثّر أو تفرح. كانت تعرف جيّدًا أن كلّ هذا باطل و عبثيّ.
بينما كانت تمشي و هي تنظر ببلاهة إلى السقف الحجري، لم تلاحظ أحيانًا النظرات القادمة من جانبها.
كانت تلكَ النّظرات مضطربة جـدًّا و مهتـزّة.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 33"