بعد ليلة الزّفاف المحرجة ولكن الغريبة نوعًا ما، استيقظت كايلا على شمسِ الصّباح الساطعة وسرعانَ ما حاولت استعادة هدوئها.
على الرّغمِ من أنها كانت المرة الأولى التي تختبر فيها مثل هذه الأمور مع بيون، إلا أنها كانت تعلم أن التّعلق بالعواطف في علاقةٍ من طرف واحد، استمرت بشكلٍ مزعج، لن يجلبَ لها سوى الألم.
‘تذكّري. لقد كان هكذا في الأصل. إنه لطيف معي لأنني ما زلتُ أملك والدي و لقبي ما زال محفوظًا…’
وبينما كانت كايلا تستمرّ في هذا التفكير محاولة الخروج منه، توقفت.
هل كان دوق لوسينفورد الأكبر في الأصل شخصًا يغيّر موقفه حسبَ الشخص الذي يتعامل معه؟
وبينما كانت تفكر، خرجَ الناس لتوديع العروسين المتجهين إلى لوسينفورد.
حـيّى بيون الإمبراطور أولاً بينهم.
“شكرًا لرعايتكَ لنا، جلالتكَ.”
“و ما الذي فعلته لأرعاكما؟”
في الواقع، لم يكن شخصًا يتبادل مثل هذه المجاملات مع الإمبراطور عادة. نبضَ قلبها بعصبية.
“كايلا.”
التفتتْ لمواجهة والدها. احتضن أديو ابنته التي كانت على وشكِ المغادرة إلى لوسينفورد، بمودة.
“لقد كنتِ مشغولة جدًّا في الأيام القليلة الماضية، أليس كذلك؟ هل أنتِ بخير؟”
مع كل الاستقبالات، والولائم، والمراسم الرئيسية، وحتى المدنية، استمرّ جدول الزفاف وحده ثلاثة ليالٍ و أربعة أيام.
على الرّغمِ من أنهم قالوا إنه تم تقليصه لأن الإمبراطورة انهارت، أصرَّ الإمبراطور على أن يتم الأمر بمقياس ملكي يليق بأميرة أوستين و دوق لوسينفورد الأكبر ، مما أجبرَ كايلا، ذات البنية الضعيفة، على تحمّل جدولٍ مرهق.
كان أديو قلقًا بشأنِ ابنته، التي، مثل والدتها، كانت تمرضُ فورًا عند تراكم التوتر.
“أنا بخير.”
وبما أن النّاس كانوا بعيدين نوعًا ما، وبيون مشغول في الحديث مع الإمبراطور، انتهزَ أديو الفرصة للحديث مع ابنته على انفراد.
“كايلا. لم تتح لي الفرصة لقولِ هذا، لكن بصراحة، أنا سعيد بزواجكِ من دوق لوسينفورد الأكبر.”
نظرت كايلا إلى والدها الذي كان يتحدّث بحذر.
“في الحقيقة، كنت آمل أن تتزوجي من شخصٍ تحبينه، كما فعلتُ أنا و والدتك، لكن من الصعب جدًّا حدوث هذا في مثل هذه الأيام.”
انخفضَ صوت أديو أكثر.
كان يُعتقد على نطاقٍ واسع أنه بينما تصرّف الإمبراطور بشكلٍ لائق و لعبَ دور رأس العائلة الملكية عند تزويج دوق لوسينفورد الأكبر، لم يكن أحدٌ يعلم كيف قد يُجـنّ بعد الزّفاف.
“لا أقصد أن الدوق الأكبر هو العريس المثالي. لكنه بالتّأكيد الأفضل الذي يمكن أن نجده الآن. لم أكن أحلمُ حتى بأنه سيكتب عقد الزواج بهذه الدّرجة من الاعتبار لكِ، إلى حدّ يكاد يكون مفرطًا.”
“أنا سعيدة لأنكَ توافق، أبي.”
“يبدو أن لديهِ شخصيّة حذرةً و محترمة للغاية. وفوق كل ذلك…”
نظرَ أديو حوله و خفضَ صوته أكثر حتى لا تسمعه إلا كايلا.
“إنه شخصٌ قوي، أليس كذلك؟”
كان هذا القول يختصر كل شيء. كانت لوسينفورد تمتلكُ قوّةً عسكرية تفتقر إليها أوستين.
حتى الإمبراطور، على الرّغمِ من أنّه يعتبره شوكةً في خاصرته، احتفظَ بالدوق الأكبر كأقوى درعٍ ضد التنين الشرير غوسالانتي.
“لكن كما قلتُ دائمًا، لا يهم إن كنتُ أنا أحبه. المهم أن تحبّيه أنتِ. أتمنى أن تكوني سعيدة هناك.”
ظلت كايلا صامتةً في الغالب خلالَ الأيام القليلة الماضية، وهي تعرف أنه بعد كل الإجراءات التقليدية المملة و الأحداث الصغيرة، سينتهي بها الأمر في لوسينفورد الباردة.
كون بيون غريبًا بعضَ الشيء، لا، غريبًا جدًا، كان يزيد من قلقها. نمت مخاوفها حتى اختفت في النّهاية عندما فكّرت في الموت كوسيلةٍ للهروب.
لماذا تقلق إن كانتْ ستموتُ في كلّ الأحوال؟
“نعم، أبي. شكرًا على بركتك.”
“لقد كنتُ قلقًا جدًا بشأنِ ما سيحدث لكِ إن لم أكن موجودًا.”
وقد أزعجَ هذا القلق أديو أكثر بعد أن أطلق الإمبراطور الزناد ضده. ماذا سيحدث لابنته الوحيدة؟ الإمبراطور، الذي بالكاد يُسمّى أخًـا، لن يتركها و شأنها بالتّأكيد .
“أتمنى أن تكوني سعيدةً جدًا.”
كل كلمة كانت مليئة بالقلق و الحبّ. كانت نظرته الحذرة مشبعة بالمودة.
كانت كايلا تعلمُ جيّدًا أن الحب الذي وعدها به والدها، لملءِ الفراغ الذي تركته والدتها، لا يزال قائمًا حتى الآن.
على عكسِ النبلاء الذين تزوجوا مرّةً أخرى فورًا، لم يتزوّج والدها مجدّدًا و قام بتربية كايلا بنفسه.
لقد ندمت على عدم تمكنها من إظهار نسخة أكثر سعادة من نفسها له.
بالنّسبة لكايلا، التي كانت تقلق باستمرار بشأنِ موعد موتها أو متى سيكون موتها أقل ضررًا لأوستين، كان والدها هو الوجود الوحيد الذي جعلها تتردّد و لو قليلاً في فكرة الموت.
“كوني على طبيعتكِ في لوسينفورد أيضًا. أنتِ ذكية وواعية، لذا كوني واثقة. ستقومين بعملٍ جيد. اكتبي لي كثيرًا. و تعالي إلى الجنوب في الصيف.”
“نعم، سأفعل.”
قدّمت كايلا وعودًا لا تستطيع الوفاء بها عندما رأت بيون يقترب. يبدو أن الوقت قد حان للمغادرة.
“أبي، ستعود إلى أوستين فورًا، أليس كذلك؟”
“بالطبع. هذا طبيعي.”
كان أديو يعلمُ جيّدًا لماذا كانت ابنته حسّاسة جدًا بشأنِ مكان وجوده.
“يجب أن تحافظَ على صحّتكَ. اذهب لركوب الخيل، ومن فضلك، تجنّب أيّ شيءٍ خطير.”
وقبل أن يتمكّنَ أديو من الرد، ابتعدت كايلا سريعًا عن والدها. ثم اقتربَ بيون فورًا.
“سأبقى على تواصلٍ دائم. من فضلك، حافظ على صحّتكَ.”
“أنا بخير، لكنني قلقٌ لأنها تمرض كثيرًا.”
عند تلكَ الكلمات، نظرَ بيون إلى كايلا بعينيه الباردتين.
هل كان يفكر بأنها عبء؟ حسنًا، لم يعد يهم. أليست لوسينفورد مكانًا لا يمكن للضّعفاء النّجاة فيه على أي حال؟
شخصٌ ضعيف مثل كايلا سيهلكُ بسرعةٍ في البرد القارس و العواصف الثّلجية العنيفة.
قبل موتها، كانت قد حاولتْ التحمل بقوة الإرادة. كانت تؤمن أنه إن أدّت واجباتها كدوقةٍ كبرى دون أن تفقد كرامتها وشرفها، فسيعترف أحدهم يومًا ما بجهودها.
لكن لم يعترف بها أحد، و كايلا الآن تفتقر إلى القوة لتحمّل الطّريق إلى لوسينفورد. يبدو أنها استنزفت كل طاقتها عندما أسرعت لإنقاذِ والدها بعد أن استيقظت من جديد.
“سأنتبه أكثر و أظل على حذر دائمًا.”
“شكرًا.”
نظرَ بيون بالتّناوب إلى الإمبراطور وأديو، اللذين اقتربا أكثر.
“يجبُ أن يحافظ جلالتكَ و سموّ الدّوق على صحتهما أيضًا.”
“لا تقلق علينا. ما زلنا نشعر بالحيوية مهما حدث.”
“إذا سمحتَ لي، سآتي للزّيارة كثيرًا.”
“لا حاجة للإذن. تعال في كثير من الأحيان. تعال و املأ مكانكَ. سيكون القصر وحيدًا مجدّدًا عندما ترحلان. و أديو أيضًا سيعود إلى أوستين.”
“نعم، جلالتكَ.”
بمجرّدِ انتهاء الزفاف، سيذهب الصهر شمالًا، و والد الزّوجة جنوبًا.
كايلا، التي تأكّدت من هذا الأمر عدّة مرات، شعرت بالراحة لأن والدها لن يبقى في كرانيا.
“آه، آه، الأب وابنته سيفترقان أكثر. اكتبا لبعضكما كثيرًا، و زوري أوستين من حينٍ لآخر.”
“نعم، جلالتك.”
“اذهبا الآن. ستغرب الشمس.”
أشارَ الإمبراطور، متصرفًا كأنه والد العريس حتى النهاية. استقلّ العروسان العربة بعد أن أدّيا تحيتهما الأخيرة بأدب.
ابتسمت كايلا بصدقٍ فقط عندما لوحّتْ لوالدها. ولكن عندما غادرت العربة ولم يعد والدها في مجال الرؤية، اختفت ابتسامتها.
* * *
كانت الرّحلة إلى لوسينفورد طويلة و مملّة جدًا. استغرقَ الأمر عدة أيام للتنقل بالعربة عبر إمبراطورية كرانيا الشاسعة.
كانت تعتقد أنها ستكونُ رحلةً شاقة، أو بالأحرى مجنونة، لتغطيةِ مسافة طويلة كهذه في أسبوع واحد فقط.
في ذلكَ الوقت، كانت كايلا بحاجةٍ إلى مَنْ يدعمها للنّزول من العربة، وهي نصف ميتة.
اندفعت العربة التي غادرت كرانيا بسرعة. كانت ظروف الطريق جيّدةً نسبيًا في مركز العاصمة. لكن كلما اتجهوا شمالًا، أصبحَ السير بهذا الشكل جنونًا.
“ألستِ تشعرين بالبرد؟”
على الرّغمِ من أنهما تزوّجا في الربيع الدافئ، إلا أن درجة الحرارة انخفضت كلما اتجهوا شمالًا.
سألَ بيون كايلا، التي كانت جالسةً بهدوء دون أن تنطق بكلمة.
“أنا بخير.”
كان هذا سيكون ردّها المملّ من الآن فصاعدًا. ما أهمية إن كان الطقس باردًا قليلًا؟ ستموت قريبًا على أية حال.
“سنتوقّف كثيرًا للراحة. و مع ذلك، سنصل باكرًا، لذا لا تقلقي كثيرًا.”
استمعت كايلا بهدوء ثم نظرت إلى بيون.
“لستُ قلقة.”
“تبدين متوتّرة.”
“أنا بخير.”
مرّةً أخرى “بخير”.
كايلا، التي بدا على وجهها الجفاف بوضوحٍ منذُ مغادرتهم كرانيا، كرّرت نفس الكلمات بهدوء.
[والدتكَ بخير.]
[أنا بخير، سموّك.]
كل من والدته، الإمبراطورة، و كايلا التي ماتت قبلَ الرجوع بالزمن، قالتا نفسَ الشيء.
كانت بياتريس، و الإمبراطور، و الخونة في الشّمال هم مَن قالوا إنهم ليسوا بخير. كانوا يحدثون ضجة، يتذمّرون و يضغطون عليه.
في النّهاية، مَنٔ قالوا إنهم بخير ماتوا، و مَنٔ قالوا إنهم ليسوا بخير نجوا.
حتى بيون ماتَ قائلًا إنه بخير بينما كان يتحمّل كلّ شيءٍ وحده.
لذا، بدت له كلمات “أنا بخير” مشؤومةً بشدة.
لم يكن ينبغي له أن يفترض أن كل شيء بخير لمجرّدِ أنها قالت ذلك.
من المرجح أنها قالت أنّها بخير بدافع اللامبالاة، أو لأنها منزعجة، أو لأنه لم يكن لديها شيء آخر لتقوله. لا يمكن أن تكونَ صادقةً وهي تقول إنها بخير بذلكَ الوجه الجاف.
“هل تشعرين بالغثيان؟”
كان قد أمرَ عمدًا بوضع وسائد ناعمة مكدّسة على مقاعد العربة و أعـدّ وسائد لتتكئ عليها براحة، لكنها كانت تعاني بوضوح، كونها شخصًا هشًا.
“لا.”
هـزّت كيلا رأسها، و وجهها شاحب.
“أنا حقًّا بخير.”
كان من الأسهل و الأقل تعبًا أن تقول فقط “نعم، نعم” بهدوء.
وبما أن بيون كان شخصًا قليل الكلام بطبعه، لم يقل المزيد لها. ومع ذلك، لاحظت أن سرعة العربة انخفضت بمجرّدِ أن ابتعدوا عن العاصمة.
مع غروب الشمس، وصلت حاشية دوق لوسينفورد الأكبر إلى أماكن مبيت كما لو كان الأمر مخططًا له، و كانت تلكَ الأماكن مناسبة للدّوقة كبرى للإقامةِ بها.
كان هذا غير معتاد من الدّوق الأكبر الذي كانَ يدّخر كل قرشٍ لزيادة الأموال العسكرية. كما أنهم غادروا متأخرين، و استيقظوا متأخّرين في الصباح.
“ألن نسافر ليلًا؟”
في اللّيلة الرّابعة من المبيت، سألت كايلا أخيرًا بيون.
بدا مندهشًا للغاية، فقد كانَ قلقًا طوال الوقت لأنها كانت تتحدّث قليلًا لدرجةِ أنه لم يستطع معرفة ما يعجبها أو ما يزعجها.
لم يكن هذا شيئًا يمكن توقّعه من أميرةٍ تربت بعناية.
“من أين سمعتِ ذلك؟”
“سمعتُ أنه من الممارسات الشّائعة لفرسان الشمال.”
مَنٔ الذي يمكنه أن يقول مثل هذه الأشياء للدّوقة الكبرى أثناء الرحلة؟
دارت عينا بيون بهدوء، وقد بدأ بالفعل يخطّط للتّخلصِ من الخونة بمجرّد عودتهم إلى لوسينفورد.
“أي فارس شمالي يمكنه قول مثل هذا الكلام لسموّ الدّوقة الكبرى؟”
عندَ السّؤال البارد الذي بدا كأنه مزحة، اتسعت عينا كايلا، و بعد أن رمشت، أجابت:
“أنا فقط… سمعتهُ من مكانٍ ما.”
شخصٌ لم يذهب إلى لوسينفورد من قبل لا يمكنه أن يقول إنه سمعه في لوسينفورد.
“المسير ليلًا لا يحدث إلاّ في حالات الطوارئ. يجب أن تكون رحلة الدّوقة الكبرى الجديدة مريحة، فالسّرعة ليست أولويّة.”
مَنٔ الذي قال مثلَ هذا الهراء؟
كافحَ بيون ليخفي العبوس على وجهه بينما كان يتحكم في تعبيراته.
في هذه المرة، كان مصمّما على أن تحظى كايلا بمعاملةٍ لائقة كدوقة كبرى. لم يكن من المفترض أن تعرف دوقة كبرى محترمة عن المسير القسريّ الذي يحدثُ ليلًا و نهارًا.
“لكن كايلا، كيف خطر لكِ التّفكير في السفر ليلًا؟”
السّيدات النبيلات العاديات لم يكن ليخطرَ لهن مثل هذا الشيء. بياتريس، على سبيلِ المثال، كانت سترتعب. لكن كايلا اعتقدت أنهم سيفعلون ذلك؟ هذا ليسَ شيئًا يجب أن تفكر فيه سيّدة ذات بنية ضعيفة، أليس كذلك؟
“فقط… فقط خطرَ لي.”
راقبَ بيون كايلا بهدوء و هي تبعدُ نظرها وتتمتم. شعرَ بقشعريرة غريبة في مؤخرة عنقه. تناقضات صغيرة أثارت أعصابه.
“لا يهمّ مقدار التّدريب الذي يخضع له فرسان الشمال أو مدى كونهم من النّخبة، فلن يفعلوا مثل هذا الشيء أثناء مرافقتهم للدّوقة الكبرى الجديدة. هم لا يختلفون عن باقي الفرسان في هذا الصدد.”
“أنا آسفة. لم أكن أعلم.”
“لا، لم أقل ذلكَ لكي أسمع اعتذارًا.”
هل من الممكن أن تُفَسَّر كلماته على أنها نقد منه؟
كثيرًا ما كانت بياتريس تشير إلى أنه “أكثر من اللازم في صراحته”.
هـزَّ بيون رأسه، وهو يفرك فمه.
“لا يمكن أن تُجبَر الدّوقة الكبرى على المعاناة. لا تقلقي بشأنِ أشياء كهذه.”
كايلا، التي كانت ترمش ببطء، نظرت إليه بعينين اتسعتا قليلًا.
“نعم.”
نظرَ بيون إليها و ضحك. حدّقت فيه كايلا المحتارة، لكنه تحدّثَ مبتسمًا.
“استريحي.”
“نعم.”
لماذا يبتسم؟
كل تصرّفٍ من تصرفات بيون كان محيرًا.
هل كان يبتسمُ بهذا القدر من قبل؟ هل كان ردها مسليًا؟
كايلا، التي كانت تلمس وجهها، أنزلت يدها.
لا، لماذا تهتمّ أصلًا وهي ستموت على أية حال؟ الموت كان مخرجها، ملاذها، وكان الآن في متناول يدها.
* * *
في صباحِ أحد الأيام، بينما هي مرتدية عباءةً أعطاها إياها بيون، مصرًّا على أن ترتديها بسببِ البرد، نظرت كايلا من نافذة العربة إلى منظر لوسينفورد المألوف.
النّاس الذين كانوا يلوّحون للدّوق الأكبر العائدِ على ظهرِ حصانه، و المواطنون الذين كانوا ينظرون بفضولٍ إلى الدّوقة الكبرى الجديدة داخلَ العربة، كانوا مألوفين.
وسطَ المدينة في لوسينفورد، التي لا تزال مغطّاة بالثّلوج التي بدأت تذوب للتّو، و الهندسة المعمارية الشّمالية ذات الأسقف المدببة و الأعمدة السميكة المصممة لتحمّل الثلوج، و قلعة لوسينفورد بخندقها العميق وأسوارها العالية المهيبة، كانت كلّهـا مألوفة.
لذا، لم يكن يومها الأوّل في لوسينفورد يبدو جديدًا على الإطلاق.
“نرحٌب بك، نحن سعداء بقدومك.”
خرجَ النّبلاء الشماليون و مسؤولو القلعة لاستقبال الدّوق الكبير و دوقته الكبرى الجديدة. نظرت كايلا نحوَ الشّمال حيث كانت محتجزةً و لقيت حتفها من قبل، ثم نزلت من العربة.
“انتبهي لخطواتك. و ارتدي عباءتكِ جيّدًا.”
كان هذا أوّل لقاءٍ مع النّبلاء.
غيّـرَ بيون نبرته عن عمد، متحدثًا بصوتٍ منخفض و هو يمـدُّ يده. أمسكت كايلا بيده و نزلت، لتواجه الوجوه المألوفة.
“أهلًا بكِ في لوسينفورد، سموّكِ. مبارك زواجكِ.”
كانت هذه وجوهًا تعرفها.
جعلها ذلكَ تحبسُ أنفاسها قليلًا. لكن لا بأس بهذا القدر.
نعم، لا بأس.
“دعيني أُعرّفكِ. هذه…”
“في هذا البرد؟”
تمامًا عندما كانت لعبة القوى المملّة على وشكِ أن تبدأ، مع أشخاص يرتدون الفرو و هم يقدّمون أنفسهم واحدًا تلو الآخر إلى الدّوقة الكبرى الشابة الواقفة في الرّياح القارصة، قاطعَ بيون الكلمات فجأةً.
“دعونا لا نفعل أشياءً غبيّة. لندخلَ أوّلًا. الرحلة الطويلة أنهكتنا. لندخل. سيكونُ الجو دافئًا في الدّاخل.”
قالها ببرود، و هو يسحبُ عباءة الدّوقة الكبرى الثقيلة التي كانت تغطّي كتفيها، و سارَ إلى الدّاخل.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 25"