اقتربَ يوم الزفاف بعروس غير مبالية و عريس متحمّسٍ بشكلٍ مفاجئ.
كانت لوسنفورد، بقيادةِ الدوق الأكبر، تُعِدّ أفضل ما لديها لاستقبال الدوقة الكبرى الجديدة. أمّا في أوستين، فكانَ والد كايلا يُحدِث أكبر قدرٍ من الضجّة. كان يتحقق من كل شيءٍ عدّة مرات، مصرًّا على ألا ينقص شيء في تحضيرات زفاف ابنته يتيمة الأم.
وسطَ كل هذا، وحدها العروس لم تكن لها أيّ رأي. عندما سُئلت من جانبِ العريس عمّا تريده، كانت تجيبُ بإجابات فاترة مثيرة للإحباط، قائلة أنًه لا بأس بأي شي و أنّ كلّ شيءٍ على ما يرام.
كان بيون، الذي يشعرُ بالذّنب تجاه زفافه الأول الذي بالكاد يتذكّره بسببِ لا مبالاته المتعمّدة و معاناته الشخصية، يريدُ أن يكونَ أفضل هذه المرة.
وعلى الرّغمِ من أن كايلا لم تكن تعرف، فقد بذل جهدًا كبيرًا في كلّ تفصيلٍ بدافع من الندم.
ومع ذلك، وجدَ أنه من الصّعب بشكلٍ متزايد الحفاظ على رباطة جأشه.
هل سبقَ لأحدٍ أن تزوّج مجدّدًا من المرأة التي قتلها بيديه؟
* * *
المرأة التي كانت تسير بهدوء في الممر ممسكة بذراع والدها كانت عروس الرّبيع المتألقة.
لم تكن تتناسبُ إطلاقًا مع حاكم الشّمال الكئيب المليء بشتاء الحزن والكآبة.
في الحقيقة، لم تكن تتلاءم. كانت وجنتاها بلون ورديّ خجول، و عيناها ذات الرّموش الطّويلة تحملان صفاء السماء، و أنفها الحادّ وشفاهها الحمراء كوجنتيها، تزيّن وجهها الصغير بشكلٍ متناسق.
كان فستان الزفاف و الحجاب اللذان يغلّفان قوامها الرقيق طويلَين بشكلٍ استثنائي، يرمزان إلى ثروة أوستين و مجد لوسنفورد.
“لو جاءت لكانت قد أُعدمَت في الحال. كيف تجرؤ على إظهار وجهها هنا؟”
همسات مرّتْ بجانبِ أذني الرجل الذي يتزوّج نفس المرأة للمرّة الثانية. كانت هذه أصواتًا لم يسمعها في الزّفاف الأول.
أدركَ بيون للمرّة الأولى اليوم أنّ العروس التي كانت تسير نحوه لم تكن تحمل أيّ تعبير.
كيف كانَ الأمر قبلَ العودة؟
لم يستطع الزّوج غير المبالي أن يتذكّر حتى.
كان سيكون من حسن الحظ لو أن العروس التعيسة، المجبَرة على الزواج، لم تبكِ و هي تُسحَب إليه سابقًا.
و الآن، حتى مع أحد أغنى آباء الإمبراطورية، ما زالت عروسًا تعيسة.
“كيف لسيّدةٍ نبيلة رُبّيت برقّـة أن تتحمّلَ الحياة في ذلكَ المكان البارد؟”
“بالتأكيد كان هناك خُطّـاب أفضل… جلالته حقًا…”
“المستفيد الوحيد هو دوق لوسنفورد الذي كسبَ زوجة ثريّة. و جلالته الآن يستطيع أن يقلّل من الدعم المالي للشّمال.”
كانت موسيقى الأرغن الرسمية بوضوحٍ تسيّر حفلة الزّفاف، لكنها في أذنيّ العروس الجديدة بدت كأنها لحن جنازة.
هل سبقَ لأحدٍ أن تزوّج مجدّدًا من الرّجل الذي قتله؟
على الرّغمِ من كلّ رفضها ومقاومتها، ها هي كايلا تتزوّج مجدّدًا من دوق لوسنفورد في يوم ربيعي مشرق.
كانت تسير بهدوءٍ في الطّريق إلى موتها، كالمواشي التي تُقاد بهدوء إلى المسلخ، و هي تعرفُ أن هذا هو طريق فنائها.
“كايلا. لقد كان حلمي أن أسير معكِ هكذا. أنا سعيد جدًّا اليوم.”
أديو، الذي سارَ معها حتى نهاية الممر، ابتسمَ بلطف. وسط النظرات الحادّة، كان والد العروس وحده يغمر ابنته بتفانٍ صادق و مودّةٍ حقيقيّة.
أما بالنّسبة لكايلا، فلم يكن لهذا الزفاف أي معنى، لذا لم تشعر بشيء. لم يكن زفافها الأول، بل الثاني، و من نفسِ الرجل أيضًا. كيف لها أن تشعر بالتوتر؟
زهور ترمز إلى زواج سعيد، قطع ذهبية مخيطة في نعل الحذاء ترمز إلى اتحادٍ ثري، فستان طويل و حجاب يرمزان إلى حبّ العريس.
كايلا، التي كانت في الماضي تمنح هذه الأشياء معاني، باتتْ الآن تعرف أنها بلا جدوى. لقد تعلمت من زواجها السّابق أن كل هذا الضّجيج لا يحقّق شيئًا.
العروس الشّابة التي فقدتْ والدها حاولتْ على الأقل الحفاظَ على المظاهر لتجنّبِ الانتقادات. لكن دونَ وجود بالغين يعتنون بها، كانَ من الطبيعي أن تُنتقَد على أشياءٍ كثيرة، و كانت تبكي كثيرًا بمفردها.
لكن هذه المرّة، لم تكن العروس قلقة. كان لديها أب يواصل التقدّم من أجلها، قائلاً: “إنّه زفاف ابنتي!”
كان لديها أب سعيد بإمساكِ يدها والسّير معها حتى النهاية. وهكذا استطاعت كايلا، ولو لمرّةٍ واحدة، أن تبتسمَ بصدق لوالدها.
“أتمنّى لكما السعادة.”
شعرَ بيون بالخجل أمامَ دوق أوستين، الذي قال إن كلاً من ابنته و بيون يجبُ أن يكونا سعيدَين.
“لقد اجتمعنا اليوم هنا لنباركَ هذا الاتحاد المقدّس…”
كان يرتكب خطيئةً أخرى لا تُغتفر بحقّ كايلا.
الرّجل الذي أنهى زواجًا مقدّسًا بحماقة كان الآن يتمسّكُ به بيأس مجدّدًا، شاعِرًا كأنه قد يفقدُ صوابه.
من هذه اللحظة، أصبحت أوستين و لوسنفورد واحدًا. عليه ألا يتردّد. عليه أن يفكّرَ فقط في تحقيق أهدافه دونَ زعزعة هذه المرة، بينما يحمي كايلا أيضًا.
‘لا، يجبُ أن أحميها… ثم أتركها.’
كان ينسى باستمرارٍ مسألة تركها. عليه أن يتركها. كانت عروسه الوحيدة الواقفَة بجانبه جميلةً و نبيلة للغاية بالنّسبة له. كان ينسى دومًا، بسهولة، أنه لا يستحقّها.
الآن وقد أصبحَ واثقًا من قدرته على حمايتها، سيطر عليه أوّلًا التّفكير السّهل في الاحتفاظ بها فحسب.
و على الرّغمِ من أنه لم يكن ينوي إخفاء طبيعته الحقيقية بعد العودة، كان عليه أن يحافظ على اللّباقة أمام كايلا و يلتزم بوعوده.
لقد وعدها بأن يتركها، وعليه أن يفي بهذا الوعد.
كان الزّفاف، الذي أُقيمَ بينما كانت الإمبراطورة في حالة عجز، هادئًا و رسميًا، ليسَ فخمًا لكنه مؤثّر في فخامته.
كان بيون، الذي لم يتذكّر زفافه السّابق إلا كحدثٍ مزعج و مُحبط و مهين، يأملُ ألاّ تشعر كايلا بالمثل تجاهَ هذا الزفاف.
“يبدو الأمر و كأنه طقس للصلاة من أجلِ شفاء الإمبراطورة أكثر من كونه زفافًا.”
سمعَ سكان الشمال، المعروفين بعدم خوفهم من الإمبراطور، يُلقون تعليقات ساخرة. كانت طعنة للإمبراطور، الذي أدركَ الآن فقط أنه قد شاخ، في مواجهة أزمة احتمال فقدان الإمبراطورة.
سعى على عجلٍ لاختيار ولية عهد لغريغوري، الذي كان يحملُ لقب وليّ العهد الفارغ، و رتّبَ أيضًا زفاف بيون المتأخر للغاية. كان كلّ ذلكَ قرارًا أحاديًا من الإمبراطور.
“على الأقل يمكنني مواجهةُ الإمبراطورة الآن.”
كانت محاولة الإمبراطور لإلقاءِ كلمة تهنئة بعد الزفاف و خلالَ حفل الاستقبال الطويل متوقعة.
كان ثملاً بدوره في لعب دور “الأب” و”الإمبراطور”، كأنه يعتقد أن ذلكَ سيوقظ الإمبراطورة بطريقةٍ ما.
“كنتُ قلقًا من ألا يكون لديّ شيءٌ أُظهره عندما تستيقظ قريبًا. لكنكما أنجزتما أمرًا عظيمًا. الآن يمكنني مواجهتها ببعضِ الفخر.”
وكأن الإمبراطورة ستُبالي بهذه الشكليات و هي لم تعرف سوى العنف و الإساءة منذُ البداية.
كانَ على الزوجَين، اللذين تزوّجا على عجل، أن يمكثا لفترةٍ وجيزة في القصر الملكي قبلَ التوجه مباشرةً إلى لوسنفورد.
نظرًا إلى مسؤوليات الدّوق الأكبر، لم يكن بوسعهما قضاء شهر عسل منفصل، لذا ستكون الرحلة إلى لوسنفورد بمثابةِ شهر العسل للعروس الجديدة.
بالنّسبة لكايلا، كان الطريق مألوفًا، لذا لم تكن مهتمة بشكلٍ خاص.
“أنا قلقٌ لأنّها ضعيفةٌ بعضَ الشيء. أرجوكَ اعتنِ بها جيدًا.”
كانَ وجه أديو مليئًا بالقلق على ابنته عندما قال على مضض: «أرجوكَ اعتنِ بها» في هذا الموقف.
“سأبذل قصارى جهدي. و أطلب دعمكَ أيضًا.”
انحنى بيون بصدقٍ لأديو فقط، و ليس للإمبراطور، وعلى الرّغمِ من كونه عريسًا جديدًا، لم يستطع أن يبتسم.
“كونا سعيدَين.”
تاركَين وراءهما أمنيات السّعادة من الإمبراطور، السّبب الرئيسي لكل مصائبهما، صعد الزوجان المتزوجان حديثًا إلى العربة.
لا بدّ أن كايلا كانت أكثر الأشخاص إرهاقًا و تعبًا، إذ استيقظت عندَ الفجر لتستعد، و خضعت لمراسم الزفاف التي بدأت في الصباح، و تحملت حفل الاستقبال الطّويل حتى الآن.
تبديل الفساتين مرّتين، تغيير تصفيفة الشّعر مرتين، تلقي و تقديم التحيات طوالَ اليوم – بحلول غروب الشمس، كانت بالفعلِ في حالة صدمة.
عدم شعورها بالتوتر لا يعني أنها لم تكن مرهقةً. كون هذا زواجها الثاني لم يجعل الأمر مألوفًا.
في الواقع، كان هذا الزفاف أضخمَ بكثير من حيث الحجم، مما جعلها مرهقةً و متعبة بصدق.
عندما أُغلق بابَ العربة بصوت “كليك” و تركوا وراءهم الحشد الملوّح بيديه، متجهين نحوَ أطراف القصر الملكي، تلاشت الهتافات، و حلّ الصمت في العربة. حينها فقط أدركت كايلا ما فقدتهُ مرّةً أخرى.
‘هذا هو الأمل’
كان شعور بالاستسلام يثقل كاهلها. مع زوال الأمل، لم يعد هناك ما يُنتظر.
جلستْ بصمت مثل دميةٍ خزفية مزينة جيّدًا عند دخولهم إلى الجناح المستخدم من قبل دوق لوسنفورد الأكبر كلّما زار القصر الملكي. و رغمَ أنه دُعي جناحًا، إلا أنّه كان مجرّد قصر فخم من قصور القصر الملكي.
أعلنَ الإمبراطور عن عطلةٍ لمدّة يومين، متمنيًا شفاء الإمبراطورة و زواجًا سعيدًا لابنه.
على عكسِ الهتافات في الخارج، كان الهدوء يحيط بجناحِ العروسين. كايلا كانت غير مباليةٍ بهذا الهدوء أو بأيّ شيءٍ آخر.
“استريحي جيدًا.”
بطبيعة الحال، كانت كايلا وحدها في غرفة الزفاف بعد أن اغتسلت لتريحَ جسدها المتعب. كانت تعرف ما سيحدثُ بعد ذلك؛ لم يكن الأمر جديدًا عليها.
بيون لن يدخلَ هذه الغرفة اللّيلة. حتى عندما كانا يتشاركان الغرفة، كان دائمًا ينام على الأريكة البعيدة، ولم ينضمَّ إليها في السّرير قطّ.
“آه، أنا متعبةٌ جدًا…”
بينما يكتفي البعضُ بمراسم زواجٍ متواضعة عند الزواج مرّةً أخرى، كايلا، العروس الجديدة، انهارت على وجهها فوقَ السرير الكبير، متجاهلة المظاهر، و ضحكت.
كيف كانت اللّيلة الأولى؟ هل بكت و هي تتذكّر والدها الراحل، أم كانت تملك أملًا عبثيًّا بزوجها الجديد؟ ربّما فقط حاولت أن تبقى هادئة و هي تنتظر زوجًا لم يأتِ إليها.
لكن الآن، كلّ ما كانت تتذكّره هو ابتسامة والدها السّعيدة اليوم. كان فخورًا جدًا، وقال إن من الطبيعيّ أن يرافق الأب العروس .
كانت قد أقامت زفافًا من قبل دونَ أن يكون لديها أحد لتُريه حياتها الزوجية، ولكن اليوم، مع وجود والدها، كان ذلك كافيًا ليجعلَ اليوم جيدًا.
كان هذا كافيًا لها.
بعد أن استلقت على وجهها لبعضِ الوقت و بلغت هذا الاستنتاج، تحرّكت كايلا ببطء. زحفت عبرَ الفراش الناعم غير المجعد، و تعثّرت وهي تسحب الغطاء، ثم ارتمت عليه مرّةً أخرى.
حتى الدّخول تحتَ الغطاء كان مرهقًا. رغمَ أنها اعتادت ارتداء الفساتين الثقيلة و الأحذية طوالَ اليوم كسيّدةٍ نبيلة، إلا أن تعبَ اليوم لا يُقارن.
“سأستريح قليلاً ثم أنام بشكلٍ صحيح.”
و أثناءَ محاولتها جمع قواها لسحبِ الغطاء مرّةً أخرى، فُتح الباب بصوت “كليك” ودخلَ أحدهم.
“…نائمة؟”
الصّوت الهادئ الذي سقطَ كان أقرب إلى تأكيد منه إلى سؤال.
لماذا هذا الرجل يدخل؟ ردّت كايلا بفتور وهي لا تزال مستلقية على وجهها.
“لا.”
آه، يجبُ أن أنهض. من الوقاحة أن أحيي أحدًا و أنا مستلقية. و يجب أن أبدأ باستخدام الكلام الرسمي مرّةً أخرى من الآن فصاعدًا. لكن هل سيكون من المهم جدًا أن أكون غير مؤدبة قليلاً؟
كان عقلها البليد يتحرّك ببطء. أو بالأحرى، لم يكن لديه الإرادة للتحرك بسرعة.
“لماذا تستلقين هكذا؟ هل أنتِ متعبة جدًا؟”
“لم يبقَ لديّ سوى قوّة لتحريك فمي. لا، أعني، لا أملك، سموّك.”
سمعت خطواتٍ تقترب. قد تشعر سيّدة نبيلة تقليدية بالتّهديد لوجودِ رجلٍ ضخم مثل بيون معها وحدها في غرفة النوم، لكن كايلا لم تكن خائفة على الإطلاق.
هذا الرّجل لم يكن من النوع الذي يهاجم النساء بيديه. علاوةً على ذلك، هل سيكون مهتمًّـا بها أساسًا؟
لذلك، فوجئت كايلا، التي كانت مستلقيةً تمامًا على وجهها، عندما رُفع جسدها فجأة. رفعها بيون بسرعة، سحب الغطاء، و عدّةَ وضعيّتها، تاركًا قدميها فقط بالخارج.
“اخلعي نعليكِ.”
“ها؟ لماذا؟”
“هل ستصعدين إلى السّرير بحذائكِ؟”
بالطّبع لا.
رمشت كايلا بعينيها و ركلت نعليها بخفة. كانت على وشكِ أن تسأل إن كان هذا مقبولًا، لكنها سمعت ضحكةً ناعمة قبل أن يغطّيها بالكامل بالغطاء.
بعد أن تعاملَ معها بسهولة و كأنها دميةٌ خفيفة جدًا أو قطة، عبسَ قليلاً و سارَ ليفتحَ باب غرفة النوم.
“هل هناكَ أحد يعرفُ كيف يعطي تدليكًا؟”
رمشت خادمة من ذات الرّتب الأدنى في جناح الإمبراطورة بدهشة.
“يبدو أن ساقيّ و قدميّ الأميرة منتفختان جدًا لتتمكّن من النوم براحة.”
“آه. سأُحضِّر حوضًا من الماء الساخن، و مناشف، و زيتًا.”
“لا، فقط أريدُ أحدًا يعرف كيف يعطي تدليكًا…”
ابتسمت الخادمة الأكبر سنًا بلطف. و قد كانت مسؤولة عن المهام العملية في جناح الإمبراطورة لفترةٍ طويلة، و كانت تعرف بيون.
“سيكون من الأفضل إن قام العريس الجديد بذلكَ للدّوقة الكبرى.”
ارتبكَ العريس الجديد.
التّغيير في اللّقب من “أميرة” إلى “دوقة كبرى” كان مفاجئًا، كما شعرَ.بالإحراج لأنه فهمَ ما كانت تلمح إليه الخادمة من خلال ابتسامتها.
و كأنّ الماء الساخن كان قد أُعـدّ مسبقًا، أسرعت الخادمة في جمعِ و إحضار الأدوات.
“استمتعا بوقتكما.”
ما هذا؟
نظرت كايلا بالتّناوب إلى بيون المحرج جدًا وإلى الباب الذي أُغلق بإحكام.
رغمَ أن ساقيها كانتا منتفختين، كانت معتادةً على النّوم مع بعض الألم. كان زوجها عادةً لا يهتمّ و يكتفي بتغطيةِ نفسه باللحاف لينامَ بعمق، فلماذا كان هذا الشّخص يفعل شيئًا لم يفعله من قبل؟
“سأنام فقط، أممم.”
كانت كايلا على وشكِ أن تقول إنها ستنام فقط، لكنها تذكرت أنها وقّعت عقد الزواج مع بيون اليوم. و الآن بعد أن أصبحت دوقة كبرى، شعرت أنها يجب أن ترفع مستوى حديثها مرّةً أخرى و تجعله رسميًّا ، كما كانت تفعل في السّابق.
و كان هذا أكثر راحة. فخفض الحديث يدل على القرب. وهي و بيون، اللذان محيا أي أثر لعلاقةِ الأخ و الأخت التي كانت بينهما في صغرهما بمجرّدِ زواجهما، لم يكونا قريبين.
“سأنام فقط.”
بدت كتفاه العريضتان و كأنهما ارتجفتا عند استخدام الحديث الرّسمي مجدّدًا.
حسنًا، ربّما يبدو الأمر غريبًا بعضَ الشيء. لكن ما العمل؟
الآن بعد أن أصبحت دوقةً كبرى مرّةً أخرى، لا يمكن أن تُسمع و هي تتحدّث بحديثٍ غير رسميّ مع سموّ الدّوق الأكبر. و عندما تذكرت وقت كونها دوقة كبرى وكانت تقريبًا مهووسة باتباع وحفظ البروتوكول، فكّرتْ أنّ الحديث الرّسمي سيكونُ أفضلَ .
“لا تقلقي.”
بعد أن قال ذلكَ فقط، أغمضت عينيها، قاطعةً تمامًا اهتمامها عن بيون.
“…حسنًا، إذًا.”
مع الصّوت المنخفض المتردّد، أصبحت الغرفة أكثر ظلمة.
“تصبحين على خير.”
على نحـوٍ غير متوقع، سمعتْ تحيّةً لم تسمعها من قبل. و بدلًا من الرّد، ارتجفت كايلا و هي مستلقية على جانبها.
لسببٍ ما، كان لديها شعورٌ دائم و مريب بأنّ الرجل الذي تزوّجتُـهُ هذه المرّة كان غريبًا حقًا، لكنها في الوقتِ الحالي أغلقت عينيها بشدّة.
لم يعد هناك رجعة.
كان عليها أن تسيرَ مرّةً أخرى في طريق الموت الذي سلكته من قبل، دونَ عودة.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات