بحلول هذه المرحلة، أصبح زواج دوق لوسينفورد الأكبر من أميرة أوستين موضوع الاهتمام الأقصى.
أولًا، العريس وسيم، و العروس جميلة. العريس لديه العديد من القصص المأساوية، بينما العروس هي الابنة الوحيدة المُدللة و وريثة ثرية.
لكن فوقَ ذلك، صديقة العريس المقربة هي ملكة الدوائر الاجتماعية، وقد تشاجرت مع العروس؟
وملكة المجتمع ذهبت لرؤيةِ الدّوق الأكبر ولكن تمَّ طردها في نوبة غضب، أليس كذلك؟
كان هذا ببساطة أكثرَ عرض ترفيهيّ في العالم، ومن الغباء أن يفوّت المرء حتى أدّق التّفاصيل.
كانت دوقة موندي وحدها مثيرة للاهتمام بما فيه الكفاية، و لكن عندما تدخّلت بياتريس رافالي بنفسها، دخلت العاصمة في حالة من الضجيج. كان الجميع يتوق لمعرفة ما سيحدثُ بعدَ ذلك.
هل اعتذرت دوقة موندي للأميرة؟ ما الحوار الذي دار بين السّيدة رافالي و الدّوق الأكبر و جعلَ السّيدة رافالي تغادر في غضون دقيقتين فقط؟ ما الحوار الذي تلا ذلك بين الأميرة و الدّوق الأكبر؟
كانوا جميعًا فضوليين جدًا!
بما أن الجميع لديهم شيء من حبّ التلصص في داخلهم، حتى الإمبراطور، الذي كانَ نصف وجهه مشلولًا بسببِ الإمبراطورة، شعرَ بالإغراء ليسأل.
و لأنه أكثر وقارًا من أنْ يسألَ ابنة أخيه التي كادت أن يُغمى عليها من أمر الزواج، توجّه إلى بيون الأكثر قربًا.
حقيقة أنه كان يسأل بيون عن شيءٍ حدث في القصر الملكي تشير إلى أن “آذان” الإمبراطور لم تعمل بشكلٍ جيّد هذه المرة. وقد تذكّر بيون كل التفاصيل بأمانة.
“يجب أن أكونَ مخلصًا للزّواج الذي رتبته جلالتكَ”
قال بيون بهدوء، ناظرًا إلى الإمبراطور بعينين تبدوان و كأنهما تقولان: “أليس كذلك؟”
الإمبراطور، الذي كانَ يتحدث سابقًا عن عدم خيانة الإيمان و عدم الطّمع في ممتلكات الآخرين أثناءَ حديثه عن الإمبراطورة و ذكر الدّم غير النقي، لم يجد ما يقوله .
فكّر فقط أن بياتريس رافالي لم تعد رهينةً مفيدة لبيون.
حسنًا، لم يكن الإمبراطور يهتمّ لأن الرهينة ستتغير الآن إلى عائلة أوستين.
“نعم، يجب أن يكون لديكَ عقلية مختلفة بما أنكَ ستتزوج أيضًا.”
هـزّ الإمبراطور رأسه ببساطة، معتقدًا أن هذا الرجل سيتغيّر مرّةً أخرى الآن بعد أن سيتزوج. و كان راضيًا نوعًا ما.
لم يكن هناك الكثير مما يمكن لبيون قوله أمام الإمبراطور. لم يستطع حتى أن يسأل عما كان يشغله أكثر – حالة والدته. ذلكَ من شأنه فقط أن يزعجَ الإمبراطور.
ولكن إن لم يسأل على الإطلاق، فسوف يناديه الإمبراطور بالإبن الغير بـارّ. كان من المرهق تلبية نزوات هذا الحاكم المتقلّب دومًا.
“يجبُ أن يسير هذا الزواج بشكلٍ جيّد. كايلا لا بدّ أنها مستاءة. يجبُ أن تواسيها.”
آه. لم يحن الوقت بعد ليسأل عن حالة والدته.
حقيقة أنّ الحديثَ ظلّ يدور حول كايلا و زواجهما تشير إلى أنه لم يحدث تغييرٌ في حالة الإمبراطورة.
وبما أن هذا كان متوقعًا، انسحبَ بيون دونَ أن يسأل أكثر. ربّما لن تتحسن حالة والدته كثيرًا في المستقبل.
بعيدًا عن ذلك، عندما غادر بيون القصر، تنهّد بهدوء.
“يقول واسيها، ههه.”
إذا ذهبَ إلى كايلا الآن و اعتذر مجدّدًا، فإن كل ما يمكنه قوله هو: “آسف لأن عشيقتي أزعجتكٌ.”
لقد عاشَ حياةً قذرة بكلّ معنى الكلمة. غادرَ قصر سولي الخانق و بدأ يمشي بلا هدف.
كان مرهقًا جدًا أيضًا.
منذُ عودته بعد الرجوع بالزمن، كان الوقت الوحيد الذي ارتاح فيه فعليًا هو عندما كان مع كايلا، التي اختبأت في غرفة الاجتماعات أثناء تحضيرها لاستقبال مبعوث كيروزان.
كايلا، التي احمرّ وجهها عندما رمتْ حذاءها عليه بمزاح و أصابته، كانت محبوبة جدًا. هل كانت عزيزة عليه لدرجةُ أنه لم يلاحظ حينها؟ عندما يتذكر الأمر، حتى حينها، لم تكن كايلا كما كانت من قبل.
شعرَ بغصّةٍ في حلقه، و استمرَّ بيون في المشي بلا هدف.
“هل بكت مجدّدًا؟”
إذا كان الأمر كذلك، فماذا يجب أن يفعل؟ كان لا بد من مواساتها، لكنه كان بالتّأكيد غير مؤهل لذلك.
عندما كانت كايلا صغيرة، كانت تمسك بثيابه، تجلس على الأرض و تبكي بصوت عالٍ.
كان عليه أن يمسحَ دموعها، يعانقها بقوة، و يزيل الغبار عن ثيابها قبلَ أن تمسك بيده و تقف.
و لكن منذُ قدومها إلى لوسينفورد، لم تذرف دمعةً واحدة أمامه. تلكَ الفتاة كثيرة البكاء لا بدّ أنها بكت في مكانٍ ما. لا بد أنها اختبأت في مكانٍ ما لتبكي.
“يا للسّخف… ما هذا…”
نعم، تمامًا مثل هذا.
أخفى بيون وجوده على الفور. كانت المنطقة خلفَ.قصر الإمبراطورة، التي كانت تملؤها أصوات لعب الأطفال، محاطةً الآن بالأشجار الكثيفة فقط. و من هذا المكان، الذي لم يمر به أحد منذ قرابة عشرين عامًا، جاءَ صوتُ بكاء غاضب.
مستندةً إلى شجرة بلوط ضخمة، كانت كايلا قد خلعت حذاءها و احتضنت وعاءً مليئًا بالفراولة و التوت الأزرق.
بينما كانت متضايقة للغاية، كانت تشهق و تتنهد وتنظرُ إلى الجانب، ثم أمسكت بعلبة الكريمة المخصصة للتغميس و سكبت محتواها بالكامل في الوعاء.
كان صوت ضربها لقاعِ علبة الكريمة بكفها مزعجًا. قد يكون الأمر غير راقٍ بعضَ الشيء، لكنها جلبت العلبة كلها بدلًا من أخذ بعض منها في وعاء، لذا لا بأس.
“…يبدو لذيذًا.”
مسحت كايلا دموعها وهي تشهق. كانت تعرف أن الأمر لا يستحقّ البكاء. ففي النهاية، هي التي انتصرت هذه المرّة.
كان مزعجًا أن تضطر إلى القتال عن طريق كسر جميع المبادئ التي كانت تؤمن بها حتى الآن، مناداة بياتريس بـ”أختي” و بيون بـ”أوبا” دونَ تردد، و معاملته كحبيب. و حقيقة أنها ستتزوج من بيون مجدّدًا كانت مجرّد وضعٍ لا مفرّ منه.
لكن حتى وإن كانت تفهم هذا منطقيًا، إلا أن عينيها بدتا و كأنهما تعانيان خللًا لأن الدموع لم تتوقف عن الانهمار.
أخذت كايلا ملعقةً كبيرة من الفواكه الممزوجة بالكريمة و ركّزت على المضغ والبلع جيدًا.
كانت الفراولة الربيعية و مربى التوت الأزرق التي لا تتوفر إلا في العاصمة، مع الكريمة الناعمة و الغنية، أفضل عزاء لها.
خصوصًا لشخصٍ مات جوعًا مثلها ، فهي تتوق إلى تذوّق أطعمة لم يكن ممكنًا تناولها في الأماكن الباردة.
لم يكن هناك عزاء أعظم من هذا.
“لذيذ.”
لذيذ فعلًا. رائحة الفراولة العطرة، التوت الأزرق الحلو والحامض، ومعها علبة كاملة من الكريمة – لا يوجد شيء ألذّ من هذا.
بالنّسبة لعروس تحتضن طعامًا مشبعًا بالسعرات الحرارية و تأكل وعاءً كاملًا، فهذا غير مقبول في دوائر المجتمع في كرينا، لكن كايلا لم تهتم. كان عليها أن تفعل كلّ ما تريد قبلَ أن تموت.
على سبيلِ المثال، ألا تخسر أمامَ بياتريس وأن تنتقمَ منها بالمثل، ألاّ تكبتَ غضبها و أن تصرخ في وجهِ بيون، أو أن تأكل كل ما تشتهيه قبل أن تموت جوعًا.
بعد أن كشطت علبة الكريمة بملعقة خشبية، نظرت كايلا إلى وعاء الفواكه المبعوج وهمست.
“ألا يوجد خوخ؟”
لو أضافت شرائح خوخ، سيكون الطعم مذهلًا.
في ذلك البرج الشّمالي البارد في لوسينفورد ، فكّرت في الخوخ العطري المليء بالعصير، والبرقوق الناضج لدرجةِ أن حموضته كادت تختفي. كان عليها أن تأكل كل شيء قبل أن تُسحبَ إلى لوسينفورد.
مع هذه الفكرة، وضعت كايلا ملعقتها جانبًا بصوتٍ خافت. بعد أن جاعت بشدّة لدرجة أن حياتها كانت في خطر قبل أن تشرب السم و تموت، أصبحت مهووسةً بالطعام.
لكن مجرّد التّفكير في الذهاب إلى لوسينفورد جعلَ شهيتها المجنونة تختفي.
كان قلبها يرتفع إلى السماء و يهبط إلى القاع عدة مرات في اليوم.
مرهقة من محاولتها تمالك نفسها، أسندت كايلا رأسها إلى الشجرة و أغمضت عينيها.
في النهاية، بدا أن كل هذا كان خطأها. لأنها ليست بياتريس، لأنها ليست مشرقة و جميلة مثل بياتريس، لأنها ليست من لوسينفورد، فقط لأنّها كايلا…
لكن ماذا يمكنها أن تفعلَ إن وُلدت هكذا؟ إذا كانت قد وُلدت بهذه الطريقة، ألا يُسمح لها بأن تُحبّ أحدًا أو أن تبذل جهدها لتؤدي واجبها؟
تجهمت كايلا بشدّة وفتحت عينيها لتنظر للأمام.
“ماذا؟”
سألت دونَ وعي بصوتٍ حادّ الشّخص الذي ظهر فجأةً بين الأشجار الكثيفة.
عادةً، لم تكن كايلا لتفعلَ هذا، لكن وجهها كان متورمًا من البكاء، حذاؤها مرمي بشكلٍ عشوائي، وكانت جالسة هناك تحتضن وعاءً من الفواكه والكريمة في حالةٍ فوضوية.
في مثل هذا الوضع، وفي مواجهة خطيبها غير المرغوب فيه، لم يكن ممكنًا أن تخرج كلماتها بلطف.
“هل أتيتَ لتواجهني؟ ماذا قالت ‘الأخت’ عندما ذهبت لرؤية ‘الأوبا’؟ هل أتيتَ لتغضب منّي الآن؟”
بعد أن استخدمتها مرّةً مع بياتريس، جاءت الكلمات بسهولة هذه المرة. كانت طريقة خطابها غير متسقة، وقد قطعت النهايات المهذبة التي كانت تحرص عليها من قبل، لكن ما أهمية ذلك؟ كانت كايلا تتدلل.
“…هل تريدين بعضَ الخوخ؟”
نظرَ بيون إلى كايلا، التي كانت تلهث بعينين محمرتين ، بتعبير لا يمكن قراءته، ثم رفعَ ما في يده بشكلٍ غير متوقع.
في يده العارية، المبللة بالرطوبة، كانت هناك مجموعة من الخوخ النظيف المغسول جيّدًا. كانت كبيرةً و ناضجة لدرجةِ أن رائحتها وصلت إلى كايلا على بُعد عدة خطوات.
نظرت إلى عرضِ الخوخ و بيون بتعبيرٍ طفولي. مرة أخرى، كان يضبط كلامه على طريقتها. أجابتْ كايلا بوجهٍ بدا وكأنها ستنفجر في البكاء من أقل لمسة.
“أريد أن آكلهم.”
ما زال يعاملها كأختٍ صغيرة، اقتربَ بيون بابتسامة خفيفة و جلس. كان الوعاء المملوء بالخوخ كبيرًا جدًا، و بداخله سكّين فواكه.
“هل أقطعهم و أضيفهم لكِ؟”
“نعم.”
مـدّتْ كايلا الوعاء الذي كانت تعانقه. بدلاً من الأميرة التي لم تستخدم السكين أبدًا، أخذ بيون سكّين الفواكه وبدأ في تقطيع الخوخ العصيري إلى قطع صغيرة.
غير قادرة على الانتظار، التقطت كايلا قطعة خوخ مقطوعة حديثًا و أكلتها. كانت حلوة جدًا و ذابت في فمها.
طعم رائع.
سقطت قطعُ الخوخ التي قطعها على الملعقة الخشبية. بعد أن أكلت عدّة ملاعق، تمتمت كايلا.
“لا أنوي أن أتدخّلَ بينكما.”
“لا توجد علاقة لتتدخّلي فيها أصلًا.”
أجابَ بيون، الذي كان غريبًا في تلبيته لتقلبات كايلا.
“لا أمانع إن أنجبتَ وريثًا من بياتريس.”
عند تلكَ الكلمات، توقّفت يد بيون التي كانت تقطع الخوخ إلى قطعٍ صغيرة. رفعت كايلا عينيها متأخرة. كان يحدّق بها بتركيز.
“لا. لن يحدثَ ذلك.”
تحدّث بشكلٍ غير متوقع بجدية، وزبتعبير جاد.
لكي تقول أميرة أوستين شيئًا كهذا، فلا بد أنها ابتلعت كل كبريائها، و مع ذلك كان جادًا جدًا.
يا للإحراج.
أخفضت كايلا نظرتها مرّةً أخرى.
“أنا فقط أريد لكما السّعادة.”
مع أن ذلك كان تفكيرها خبيثًا، وهي تعلم أن بياتريس لن تُحقّق ذلك أبدًا.
” ليست تلك هي السّعادة التي أريدها، كايلا.”
لم تردّ كايلا، و بدلاً من ذلكَ أكلت ملعقةً من قطع الفواكه العطرة الممزوجة بالكريمة. و بخدود ممتلئة، تمتمت بجملةٍ أخرى وهي تمضغ.
“على أيّ حال، هذا زواج لا تريده أنتَ أيضًا. أعلم ذلك.”
“إنه زواجٌ لا تريدينه أنتِ أيضًا.”
“نعم.”
أومأت كايلا، و هي تراقب قطع الخوخ وهي تسقط في الوعاء بينما كانت الملعقة في فمها.
“و أنا مجرّد وغدٍ لا يرى سوى بياتريس، التي طردتُها اليوم ، أليس كذلك؟”
“نعم.”
كايلا، التي كانت تومئ بنشاط، رفعت رأسها متأخّرة.
“أنتَ طردتها؟”
“لا تنكرين جزء ‘الوغد’ حتّى ، أرى ذلك.”
حتى أنها أخرجت الملعقة التي كانت تمسكها بفمها وسألت.
“أنتَ طردتها؟”
لم يجبْ بيون، فقط حدّقَ بها للحظة قبل أن يبدأ في تقطيع المزيد من الخوخ بدقة.
“لماذا؟”
أمامَ نظرتها المليئة بعدم الفهم المطلق، لم يكن لديه ما يقوله.
بالنّسبةِ لها، كان دائمًا ذلكَ النّوع من الرجال.
وغد مهووس ببياتريس فقط، لا يرى شيئًا آخر، و يثير ضجة كبيرة.
“لماذا تصنعين كلّ هذه الضجة و نحنُ على وشكِ الزواج؟”
“لا أمانع في إثارة ضجة.”
“إذن لماذا كنتِ تبكين؟”
أشارَ بيون بعينيه إلى عيني كايلا المتورمتين والحمرتين.
“لأنني أصبحتُ امرأةً تتشاجر مع عشيقة زوجها.”
“أنا آسف.”
“لا بأس. لا يمكننا تغيير ما حدث.”
لا مفرّ منه، كان سيتجاهلها، وكانت ستموت بهدوء في برد لوسنفورد. بهدوء، دونَ أن يعرف أحد.
“ليست غلطتك، أوبا.”
الزّواج نفسه لم يكن خطأه.
“و ليست غلطتي أيضًا.”
ما حدثَ بعد الزواج لم يكن خطأ كايلا.
“لا يمكن المساعدة. دعنا نعيش الحياة بلا مبالاة.”
بغضِّ النظر عما فعله بيون، كانت كايلا تنوي أن تعيش بلا مبالاة حتى تموت.
“إلى أيّ درجةٍ من اللاّمبالاة؟”
“حسنًا، كما تعلم… سموّ الدوق الأكبر سيفعل ما يفعله أيّ دوقٍ أكبر…”
“و هل سمو الدّوقة الكبرى ستفعل ما تفعله دوقةٍ كبرى؟”
لا. سأمـوتُ فقط.
ابتلعت كايلا الكلمات التي أرادت قولها. لم يكن بإمكانها أن تكونَ صادقةً مع بيون مرّةً أخرى.
التظاهر بأنها أختٌ صغيرة جيّدة بلا قوة ولا تهديد له ربّما على الأقل يضمنُ ألا تموت بشكلٍ مؤلم. كانت قد انحنت بالفعل و وضعتْ نفسها أمامه، لكنها لم تشعر أن كرامتها أُهينت.
لم يعد لديها كرامة أمام بيون.
“برأيكِ ، ما الذي تقوم به الدّوقة الكبرى؟”
كان صوته لطيفًا بشكلٍ مفاجئ. كما لو كان يدلل أختًا صغيرة جدًا، و لكن تحتَ السطح، لم يكن لديه أي اهتمامٍ حقيقيّ بها على الإطلاق.
كان فقط يقيس ما إذا كانت بطاقةً مفيدة أم لا.
كانت تعلم ذلك.
“لا شيء يختلف عمّا أفعله الآن. فقط أبقى هادئة ولا أولي اهتمامًا لكَ.”
لن أفعلَ شيئًا، فقط أرجوكَ لا تجعلني أموت موتًا مؤلمًا.
الموت جوعًا كان مؤلمًا جدًا.
كانت كايلا مثلَ حيوان عاشب مستلقٍ يعرض بطنه أمام حيوان مفترس. حيوان عاشب مرتجف يتوسّل لإنهاء حياته بسرعة.
“إذًا، تقصدين أنّني لا يجب أن أولي اهتمامًا لكِ أيضًا.”
“لم تكن تولي اهتمامًا لي على أيّ حال.”
كم من الوقت استمرّت تلكَ النظرة المليئة بالرطوبة، و الحماس، و المودة، و الاهتمام؟
حدّقَ بيون بصمتٍ في عينيها الزرقاوين اللّتين جفتا.
تلكَ العيون لم تعد تلتقي بنظره. حتى التّواصل البصريّ كان امتيازًا. امتيازًا مُنح لبيون و لن يُمنح مجدّدًا.
“كايلا.”
ناداها بصوتهِ اللّطيف و البارد وكأنه يغويها. مهما حاولت كايلا الهرب، كانت قد وقعت تمامًا في شَرَك الاهتمام الذي رماه تجاهها و كأنه يمًنّ عليها.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 21"