كان الإمبراطور في عجلةٍ من أمره. كان ذهنه في غاية الاضطراب. ازداد نفاد صبره كلّما طال غياب الإمبراطورة عن الوعي.
و خلال هذا الوقتِ الطويل ، كانت الشائعات تدور، و كانت تعيد فتح قضايا قديمة بينه و بين الإمبراطورة مرّةً أخرى.
كان يجب أن يتمّ هذا الزّواج بسلاسة لإظهار أن الإمبراطور ربّ لأسرة طبيعية.
لذا أراد أن يستخدمَ ابنة أخيه كايلا لدمج دوق لوسينفورد الأكبر بشكلٍ أعمق في هذه العائلة، و للإعلان عن أنه ابن الإمبراطورة و ابنه في الوقتِ نفسه.
بالنّسبة لبيون، كان هذا غير مفهوم، لكن الإمبراطور كان دائمًا كيانًا غير مفهوم.
‘كان الأمر هكذا من قبل أيضًا.’
كان بيون يعلم.
إن الإمبراطور غير صبور تمامًا عندما يعاني من الغيرة تجاهَ بيون ، كان يأمل أن ينجب أطفالاً من الإمبراطورة، و انتهى به الأمر إلى التّورط مع نساء أخريات.
وبهدفِ إثبات أنه لا يعاني من أيّ مشاكلَ في قدرته على الإنجاب، وُلد العديد من الأطفال غير الشرعيين.
و عندما تجاوزَ العدد عشرة أطفال في سنة واحدة، توقّفَ لفترةٍ وجيزة، ربّما بدافعِ من الرأي العام، لكنه سرعان ما عادَ لذلك، وعندما مرض هؤلاء الأطفال غير الشرعيين و ماتوا في غضون عام، أصبح الإمبراطور يبحث عن النساء بشكلٍ مرضي.
ورغمَ كلّ هذا الضّجيج، لم يستطع تجنب الحديث عن أن المشكلة كانت فيه.
والآن يتكرّر الأمر نفسه.
حاولَ تجنّب الحديث عن أن العائلة المالكة غير طبيعية من خلالِ نسب سبب انهيار الإمبراطورة إلى أسباب متنوعة.
كلما سمع همسات من هنا و هناك، كلما تمسّـك الإمبراطور بجنون بـ”صورة العائلة الطبيعية”، كما لو كان في نوبة هيستيرية.
خائفًا من أن تموت زوجته، ندمَ على أخطائه تجاهها بطريقتهِ الخاصة.
لذا ، ما إن سمعَ أنّ دوقة موندي تجرأت على إهانة كايلا، حتى منعها من دخول القصر. و ذلكَ رغم أن دوقة موندي كانت صديقة مقربة و رئيسة وصيفات الإمبراطورة.
“لوسينفورد و أوستين سيصبحان الركيزتين اللتين تدعمان هذه الإمبراطورية.”
تمتمَ الإمبراطور كالمجنون. لكن ذلكَ العقل المجنون كان يعمل بدهاء و عقلانية لصالحه في النهاية. لذلك كانَ الجميع يخافون منه.
قبل العودة بالزّمن، كان بيون قد عارضَ قراره بشدة، لذا قامَ الإمبراطور بسحقه. و هذه المرة، برزت دوقة موندي أكثر نسبيًا، لذا لم يكن الإمبراطور ليتركها وشأنها.
“يجبُ على الركيزتين أن تدعما وليّ العهد جيدًا. كل هذا من أجل الإمبراطورة، هايبريون. ألن تقلق إمبراطورة كرانيا بشأنِ ما إذا كانت كرانيا تسير بشكلٍ صحيح أم لا؟”
أمي شخصٌ لا يهتم إن سقطتٍ كرانيا أو لا.
لكن بيون وافقَ كلامه بهدوء.
“إنه أمر مشرّف و سبب للاحتفال . لن أغفر لأيّ شخصٍ يفسد هذا. يجب أن يتمَّ.زواجكَ دون أي عوائق.”
تمتم الإمبراطور بعينين محمرتين. في هذه المرحلة، ماذا سيحدث إن وصل إلى مسامعه أن كايلا رفضت الزواج و هربت؟
‘حينها ستُدمر عائلة أوستين.’
كانت كايلا ستدفع ثمنًا أسوأ بكثير من الزواج من بيون. كان سيشملُ بالتّأكيد إجبارها على الزواج من رجلٍ أدنى بكثير من حيث المكانة و أكبر سنًا بكثير، كما ستفقد دوقية أوستين.
الإمبراطور لم يكن يغفر أبدًا لمَن يشوّه سمعته.
رغمَ أن مدى مَنْ يعتبرهم من العائلة المالكة كان يتغير بطريقةٍ غير متوقعة، إذا أهانَ شخص أي أحد ضمن هذا النطاق فإن الامبراطور يرى ذلك كإهانة شخصية له .
و الآن، توسّعَ هذا النطاق ليشملَ حتى دوق أوستين، الذي لم يكن يُعتبر من العائلة المالكة من قبل.
“قبلَ الحدثِ السعيد، تتعقد الأمور، تسك.”
نقر الإمبراطور بلسانه، و هو مستاء من دوقة موندي.
“يجبُ أن يكون الزواج مناسبًا للمكانة. حتى لو كان القلب في مكان آخر، يجب أن يكون الدم الذي يجري في الجسد نبيلاً.”
ذلكَ الحديث الممل عن الدم مرّةً أخرى. اكتفى بيون بالرد: “نعم، نعم”، دونَ نيّة حقيقية.
“كم يجب أن يكون الأمر صعبًا لفتاةٍ ضعيفة بالفعل كان قد أغمي عليها من الصدمة عند ذكر الزواج، أن تستعد له الآن؟”
“أنا أفهم وضع الأميرة لأنها مشغولة جدًا بالتحضير للزفاف بعدَ استقبال مبعوث كيروزان.”
لكنه لم يكن قادرًا على الاكتفاء بـ”نعم” عند الحديث عن كايلا.
إذا كان الخيار الأفضل الآن هو المضيّ في الزواج، ثم إزاحة الإمبراطور، ثم ضمان مكانتها و الطلاق بشكلٍ نظيف، فعليه أن يحمي كايلا الآن.
و مع ذلك، لم يستطع منع ابتسامة مريرة.
كيفَ يمكن لكايلا، الابنة النبيلة لأوستين، أن تملكَ هذه الخيارات في حياتها فقط؟
كان عليه أن يعمل على منحها خيارات أكثر. سواء كان ذلكَ تكفيرًا أو رضا ذاتي، لم يكن متأكدًا.
من هذه الناحية، ظنَّ بيون أنه يشبه الإمبراطور المجنون. كلاهما ضحى بزوجةٍ بريئة و كفّر بطريقته الخاصة.
“لا بد أن الأميرة شعرت بالحزن الشديد، أليس كذلك؟”
“لقد كانت متماسكة.”
لم تفقد كايلا كرامتها حتّى اللّحظة الأخيرة . حتى عندما تم اتهامها زورًا و سُجنت في البرج.
لكنها في النهاية ماتت دونَ أن تغلقَ عينيها.
كم من الحزن كان مكبوتًا في قلبها؟
“حسنًا، تلكَ الطفلة ذات طباع جيدة. إنها هادئة، مؤدبة، و تعرفُ اللياقة. أخبرها أنني سأتعامل مع دوقة موندي، لذا يجبُ أن تعتني بصحتها.”
“يجب على جلالتكَ أن تعتني بصحتكَ أيضًا. أنتَ تعتني بالإمبراطورة و تقلق بشأنِ هذا الزواج أيضًا.”
“لقد كنتَ مهتمًا بي كثيرًا مؤخرًا.”
ضحكَ الإمبراطور، قائلًا ان الأمر ممتع.
“لا بد أنني تقدّمتُ في السن قليلًا.”
تظاهرَ بيون بأنه لا شيء، أخفى قلبه القلق الذي كان يائسًا في البحث عن طريقة لإلغاءٌ الزواج من كايلا بهدوء.
مَنْ كان يظن أن دوقة موندي ستنتهي بهذه الطريقة؟ كانت مكانة أميرة أوستين ترتفع بلا حدود.
“لو أنَّ وليّ العهد كان كذلكَ أيضًا.”
“أنا فقط تأخرتُ في إظهار ذلك. لا بدّ أن صاحب السّمو ولي العهد سيكون أسرع مني.”
“سنرى ذلك. على أيّة حال، لقد انحرف الحديث، لكن يجب أن تعتني جيدًا بالأميرة.”
فرد بيون بإخلاص حقيقي:
“نعم، يا صاحب الجلالة.”
*****
بعد لقائه بالإمبراطور الذي استدعاه في كل الأوقات، عاد بيون و نظرَ إلى صندوق الألماس على مكتبه.
لم يتفوق أي ألماس على هذه الألماسات الاثني عشر المسماة بسلسلة كيرفان. كان المالك الشرعي لهذه الجواهر التاريخية الثمينة يجب أن يكون دوقة لوسينفورد الكبرى، حيث تمَّ اكتشاف سلسلة كيرفان.
الزّوجُ الأحمق الذي أعطى أكبر ثلاث قطع للإمبراطور لأنّها كانت ثمينة جدًا ، و قطعتين لبياتريس التي كانت تتذمر، و دفعَ بالبقية إلى صندوق الحرب، لم يرغب في تكرار نفسِ الخطأ.
لكنه يبدو و كأنه لا يزال لا يفهم قلب المرأة جيدًا، لذلك يستمر في ارتكاب الأخطاء.
“أخذتَ كل شيء إلى الأميرة أوستين؟”
السّير رينارد، الذي كان مسؤولًا فقط عن قراءة الأجواء بين الفرسان الشماليين الفظين، كان قادرًا على معرفة أن دوق لوسينفورد الأكبر كان محبطًا الآن.
حتى بالنسبة لدوق لوسينفورد الأكبر الذي كان عادةً بلا تعابير، كان السير رينارد، الذي خدمه عن كثب لفترة طويلة، قادرًا على إدراك ذلكَ تقريبًا.
“كان يجب أن تهدي لها المنتجات النهائية، يا صاحب السمو…”
“إذًا هذه كانت المشكلة، أليس كذلك؟”
تنهّدَ بيون أخيرًا. لقد ارتكب خطأً آخر بسببٌ نقص تدريبه المناسب على آداب كرانيا الرفيعة و كيفية التعامل مع السّيدات.
إرسالُ فارس دائمًا للعناية بكايلا كان أيضًا خطأ، انتهى الأمر بإزعاجها، و قد فعلها مجددًا.
يا له من مثيرٍ للشفقة.
السّيدات النبيلات الوحيدات اللواتي كان يعرفهن كنّ: دوقة موندي المتطلبة، و بياتريس التي كانت دائمًا تحمل نوايا خفية، و والدته التي أحبّته دونَ قيد أو شرط مع الحفاظ على كرامتها. لذلك ، كانت كايلا التي نشأت في بيئة محميّةٍ للغاية، تمثّل مشكلة صعبة جدًا بالنّسبة له.
كان عليه على الأقل أن يتحدث معها قبل العودة بالزمن.
ام يكن يعرف حتّى ما الذي تحبه أو أي نوع من الأشخاص هي. و لعدمِ معرفته بها جيدًا، كان يتجنبها خوفًا من أن تأخذ مكانًا في قلبه.
كان ذلكَ مثيرًا للضحك ، بالنّظر إلى أنه كان ملعونًا بالفعل.
الخوف من ذلكَ يعني أنها كانت منقوشة بالفعلِ في قلبه.
“ماذا قالت؟”
“قالت ان هذا كثير. و إن جلالة الإمبراطور سيكون غير راضٍ.”
كم يجب أن تكون كايلا خائفةً من الإمبراطور لتقول ذلك أولاً؟
منذُ اليوم الذي كاد فيه دوق أوستين أن يُقتل ببندقية الإمبراطور، كانت كايلا خائفةً للغاية من الإمبراطور.
بيون، الذي التقاها أمام الحديقة في ذلك اليوم عندما اندفعت بملابس المنزل دونَ أن ترتدي ملابسها بشكلٍ صحيح، ظلَّ يتساءل.
ألم تبدُ و كأنها تعرف ما سيحدث لوالدها؟
ربّما…
“آه، هكذا إذن. إذًا، أعطها منتجًا منتهيًا واحدًا في كل مرة، بدءًا من الأصغر.”
عندَ كلمات السير رينار التي قطعت أفكاره، توجهت نظرات بيون نحوَ أصغر حجر. حتى الأصغر كان يقارب 6 قيراط، لذلك كان مناسبًا لخاتم أو قلادة.
ماذا فعلت بياتريس بها؟ لم يكن يعلم.
المرّة التالية التي رآها فيها كانت قبل وفاته مباشرة.
على الأقلّ من أجلِ كايلا، أراد أن يفعل شيئًا مختلفًا عما فعله من قبل. أراد أن يُقدّمَ لها هدية مميزة، أكثر تميزًا، جديدة، و جميلة.
حتى لو انفصلا يومًا ما، و حتّى لو كانت شخصًا لا ينبغي له رؤيتها مجددًا.
“أعده إلى الصائغ. سنبدأ بالأصغر، كما قلت.”
“نعم، سموّك. ماذا يجب أن نصنع؟”
بغضّ النظر عن مدى انتقاده لنفسه لعدم معرفته بالنّساء، كان يراقب المجوهرات التي ترتديها والدته خلالَ المناسبات القليلة التي رآها فيها كلّ عام منذُ الطفولة.
العين الخبيرة و المعرفة المتراكمة على مدى طويل لا يمكن الحصول عليها حتى مع الثروة الطائلة.
“ابدأ بخاتم. دعنا نستمع لرأي الصّائغ فيما تبقى. ما يناسب الدوقة الكبرى…”
انزلق اللّقب المستخدم منذُ زمنٍ طويل مرّةً أخرى بعفوية.
تدريجيًا ، كان يتمّ محو كايلا في الأيام العديدة التي لم يكن يشير إليها فيها باسمها، بل بـلقب”الدوقة الكبرى”.
هل كان ذلك اللّقب مُرحّبا به من قِبل كايلا؟
بدا السير رينار مذهولًا قليلًا عند سماع الدوق الكبير ينادي الأميرة أوستين ، التي لم تكن بعد الدوقة الكبرى، بذلكَ اللقب.
‘يبدو أن دوقنا الأكبر يفكّـر في الأميرة أكثرَ مما نتوقع.’
“لا ، شيءٌ يناسب الأميرة خصوصًا.”
“نعم، سموّك”
لم يكن شيئًا سيتم توارثه عبر الأجيال للدّوقة الكبرى المستقبلية للوسنفورد.
كان يأمل أن تكون ممتلكات ستأخذها كايلا معها بعد الطلاق.
بتلكَ الطريقة، تمنى لو كان هناكَ شيء واحد على الأقل تأخذه من لوسنفورد.
لن يكون ذلكَ قريبًا حتى من تعويض الوقت و السّمعة التي فقدتها ، لكنه أرادَ أن يعوضها ولو قليلًا.
كان عليهٌ أن يرسلها بعيدًا بسرعة. حتى يضطر الإمبراطور للتّصرف بسرعةٍ أيضًا.
أصبحت أفكار بيون أكثر تعقيدًا.
“سأنفذ أوامر سموّكَ ، وصلت للتو أخبار بأن دوقة موندي قد تم حظرها من الدخول إلى القصر الملكي لمدّة ثلاثة أشهر. لم يُعلن عن ذلك بعد، كما قيل لي.”
هل هذا ما قصده الإمبراطور بـ”حلّ الأمر”؟
فركَ بيون شفتيه بأطراف أصابعه، التي كانت في الأصل طويلة و رفيعة لكنها أصبحت سميكة الآن من حمل السيف.
أخرجَ السّير رينار قطعة ورق رفيعة من جيب صدره و وضعها على مكتب بيون. فتح بيون الوثيقة الرسمية المكتوبة من قبل كتّاب الإمبراطور وقرأها.
“…أحد أفراد العائلة الملكية التي ستصبح قريبًا الدوقة الكبرى للوسنفورد.”
ارتفعت مكانة دوق لوسنفورد كثيرًا. متى كان يُنظر إليهم كمجرد دروع بشرية و مرتزقة، يكافحون في الخطوط الأمامية؟
“الجميع يحاول رفع مكانة ألقابهم، أليس من الجيد أن جلالة الإمبراطور يعلن ذلكَ رسميًا؟”
شعب لوسنفورد، رغمَ كراهيتهم للإمبراطور، كانوا يائسين للاعتراف بهم. لم يكن بالإمكان مساعدتهم في المنطقة الشمالية المنبوذة. كانوا يدّعون أن كبرياءهم قويّ لدرجة أنهم لا يحتاجون اعترافًا خارجيًا، لكنهم مع ذلكَ يغضبون إذا لم يُعترف بهم.
“إنه أمرٌ جيد.”
تمتمَ بيون بعد فترةٍ طويلة. سواء كان من الجيد أن ترتفع عندما يرفعك الإمبراطور، ثم تسقط عندما يضربك، لم يكن متأكدًا.
على أيّ حال، فقد تمَّ الآن حظر دخول دوقة موندي إلى القصر الملكي بأمر ملكي. لمدّة ثلاثة أشهر، مما يعني أنها لن تحضر زفاف دوق لوسنفورد القادم من أميرة أوستين.
“سيتحدّثُ النّاس عن هذا بكلّ تأكيد.”
ستقفز الدّوائر الاجتماعية على هذه الإشاعة المثيرة، خاصّة أن دوقة موندي، التي كان يُعتقد أنها ستصبح حمات دوق لوسنفورد ، تلقت هذه العقوبة بعد تجاهلها لتحية كايلا – كايلا التي أخذت مكان بياتريس.
يا له من موضوعٌ شيّق و سهل التناول لهذه النميمة. بالنّسبة لدوقة موندي، التي لم تكن تملكّ ثروة، كان وضعها الاجتماعي هو حبل نجاتها الوحيد، والآن تم قطعه – بضربةٍ قاتلة.
لو فقط تمكّنَ بيون من العودة إلى حين كان عمره 13 أو 14 عامًا، أو حتّى قبل ذلك.
ربما لم يكن ليُلحقَ مثل هذا الإذلال بكايلا، المثقلة بلقب “بياتريس”.
كان يعلمُ جيدًا مدى التضحية التي قدّمها ليعود بالزمن، ومع ذلكَ لا يزال يشعر بالندم.
“سيمرّ الأمر قريبًا.”
تردّدَ السير رينار قبل أن يتكلم، وكأنه يواسيه.
“لا حاجة لأنْ تواسيني.”
كان مجرّد قدر، أو ارتباط قدري. كان بيون رجلًا غير كافٍ و مليئًا بالعيوب بالنّسبة لكايلا، و كايلا، رغمَ نسبها النبيل، كانت متشابكةً معه بشكلٍ مؤلم – كانتْ علاقةً من طرف واحد و صعبة بالنّسبة لها وحدها.
“لن أجرؤ على مواساة سموّكَ بشكلٍ غير كاف. إنه فقط شيء سمعته. يقولون إن كل أنواع الشائعات تدور قبلَ الزواج. إذا بكـتْ العروس قليلًا، يقولون إنها تُباع. و إذا ضيّقَ العريس عينيه بسببِ ضوء الشمس، يهمسون بأنّ العروس قبيحة. هكذا هي حفلات الزًفاف.”
لم يستطع بيون حتى أن يضحك، متوقعًا أن يسمع بأن العروس تُسحب إلى الشمال.
“لكن سمعتُ أنه بمجردِّ أن يكون لهما طفل، تختفي كل تلكَ الأحاديث، لذا لا داعي للقلق. نعم، هذا ما سمعته.”
“مَنٔ قال ذلك؟”
“جدتي.”
الوضع مشابه في الطّبقة العليا. مهما حدث، إذا نجحَ الزواج في تحقيقِ هدفه بإنجاب وريث، فسيُعتبر زواجًا مناسبًا و مقدسًا.
لكن هذا كانَ بعيدًا عن واقع بيون. وريث؟ كرجل بالغ، لم يستطع حتى أن يحمي والدته و زوجته بشكلٍ صحيح، ناهيك عن طفل.
إذا لم يستطع حتى أن يكون زوجًا، فكيف له أن يكون أبًا؟
قرّر بيون، الذي لم يفكر حتّى في ذكر وريثٍ لكايلا، أن يقبلَ في هذه المرحلة أن الطّلاق الهادئ سيكون نجاحًا لزواجه.
لكن بعضٌّ النّظر عن مدى فشلِ الزواج، يجب أن يكون الفشل منه وحده، وليسَ من العروس أيضًا. لهذا السّبب زار المناجم مبكرًا، كانَ يعمل من أجل سعادةِ شخصٍ واحد فقط.
من أجلِ حفل زفاف تحتاج فيه العروس فقط لأن تكونَ جميلة، كانَ المالُ هو الشّيء الأكثرَ ضرورة.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات