شيء لا مفر منه ، حتى بعد العودة بالزمن (5)
اندهش العاملون في منزل دوقية أوستين عندما رأوا ابنة الدوق تعود مع الدوق الأكبر لوسينفورد في حالة مروّعة. متى غادرت أساسًا؟
في ظلّ هذه الظروف، كان واضحًا أنّها هربت لأنّها لا تريد الزواج. لقد سرقت حتى ملابس خادمة وارتدتها، و كان وجهها ملطّخًا على عجل بالغبار والرماد، و كانت تحمل قدرًا كبيرًا من الحليّ و المال.
و مع ذلك، أسكت الدوق الأكبر لوسينفورد كبير الخدم على الفور.
“لم يحدث شيء اليوم”.
كانت كلماته الثقيلة و نظرته الحازمة كافيتين.
طاقم المنزل، الذي لا يريد سوى سلامة الأميرة، علم أيضًا أنّ التزام الصمت هو الأولوية القصوى، فأطبق ألسنته. و مع ذلك، كان لا بدّ أن تصل هذه القصة إلى مسامع سيّد دوقية أوستين.
بعد مغادرة الدوق الأكبر لوسينفورد، عادت كايلا، التي تلقت حمامها بصمت من دون كلمة، إلى السرير و تناولت حتى بعض الدواء المُرّ.
لم تندم، لكنها لم تتسبّب في مزيد من المتاعب أيضًا. جلست فقط بهدوء، كأنّها تنتظر بهدوء اقتراب نهاية مروّعة.
أو لعلّها كانت تنتظر، مستعدّة لأن يوبّخها والدها.
“كايلا.”
كان الوقت أقرب إلى شروق الشمس منه إلى الغروب. قبيل الفجر، حين كان الظلام الدامس يلفّ كلّ شيء، دخل الدوق أَديُو دي شاسير أوستين غرفة نوم ابنته حاملًا شمعة. كان صوته حين ناداها مفعمًا بالمودّة، بلا أثر لغضب.
“هـل أيقظتُكِ؟”
جلس الأب بجانب سرير ابنته و هي تهزّ رأسها. الابنة التي هربت لأوّل مرة في حياتها أُعيدت بواسطة الرجل الذي كان سبب هروبها.
نظر أديو إلى ابنته، التي أصبح وجهها نحيلًا و كانت مريضة منذ أيام، وسأل:
“ماذا يمكنني أن أفعل من أجلكِ؟”
هزّت كايلا رأسها، إذ لم تكن لديها قوّة لتحريك إصبع بعد أن أرهقت نفسها بجسدٍ كان في غيبوبة لثلاثة أيام. لم ترغب في شيء من والدها.
“هل تكرهين الزواج؟”
سأل أَدْيُو بحذر شديد.
“أم أنكِ تكرهين الدوق الأكبر لوسينفورد؟ هل أذهب لأبحث لكِ عن عريس جديد؟”
ضحكت كايلا بلا حيلة عند تلك الكلمات، كما لو كانت تسمع نكتة.
“لا بأس”
همست بصوتها المبحوح، ممزوجًا بأنفاس لاهثة.
“أنا آسفة لأنني أقلقتك. لن أفعل ذلك مجددًا”.
“كايلا”
أغمض أَدْيُو عينيه لحظة.
“لا بدّ أنكِ كرهتِ الأمر حقًّا لتفعلي شيئًا كهذا. لم تتمرّدي أو تقولي شيئًا مزعجًا من قبل”
خطرت لكايلا فجأة فكرة غريبة مفادها أنّها استطاعت الهرب لأنّ والدها ما يزال حيًّا.
نعم. كانت هذه الحياة الجديدة ذات معنى لمجرّد أنّها فعلت شيئًا لم تفعله قبل أن تموت. لم تطلب الكثير.
“مثل أيّ والد، أردتُ أن أجد لكِ أفضل عريس. لكن أعتقد أنّني كنتُ متطلّبًا أكثر من اللازم، وبدا أنّكِ بلا رأي في الأمر، فوجدنا أنفسنا هنا و نحن نتلكّأ”
كايلا، التي لم يسبق لها أن أجرت حديثًا عن الزواج مع والدها ، رفعت عينيها الغائمتين بالكاد لتنظر إليه مرة أخرى.
“قد لا يكون أفضل عريس، لكنّه أفضل ما نستطيع الحصول عليه. أنا آسف لاضطراري لقول ذلك هكذا”
هزّت كايلا رأسها.
“و لكن إن كنتِ لا تزالين لا تريدين الزواج، سأبذل قصارى جهدي لأساعدكِ. يمكننا اختلاق أي عذر”.
“لا”
هزّت كايلا رأسها.
“لقد كنتُ مخطئة. لن أفعلها مجددًا”.
بينما ظلّت ابنتُه مطرقة الرأس و تعتذر مرارًا، تنهّد أَدْيُو بعمق بدلًا من أن يشعر بالراحة.
“أنا آسف، كايلا. كنتُ متهاونًا للغاية”.
كان متهاونًا في ثقته بأخيه، و متهاونًا في احترام رغبات ابنته بشأن الزواج دون اتخاذ قرارات.
إلى أيّ مدى كان على ابنته أن تكون يائسة حتى تنهار؟ اجتاحه ندمٌ مبهم لأنّه كان عليه أن يُعِدّ بعض التدابير مسبقًا. لا، ما كان ينبغي له أن يتوقّع من الإمبراطور أيّ صفات إنسانية أو حسّ مشترك.
يبدو أنّ الإمبراطور يعتقد أنّه إذا قام بأعمال طيّبة و بما يسمّى «أفعالًا صالحة» من أجل الإمبراطورة، التي ترقد في غيبوبة طويلة، فسوف تستيقظ. لهذا يواصل دفع الدوق الأكبر لوسينفورد و كايلا معًا.
“لأنّ زواجي كان عن حب، اعتقدتُ أن بإمكانكِ ذلك أيضًا. كنتُ ساذجًا جدًّا. أنا آسف”.
لام أَدْيُو نفسه مرارًا و تكرارًا.
“أكره قول هذا، لكن الدوق الأكبر لوسينفورد شخص محترم، كما قلتِ. لأكون صادقًا، شعرتُ بالارتياح. الدوق الأكبر مخلص وصادق. و هو قويّ أيضًا”
ظلت ملامح وجه ابنته خالية من التعبير عند سماعها هذه الكلمات. تمتم أديو بمرارة:
“هذا يكفي للثقة و الاعتماد عليه مدى الحياة. ولديكِ أنا، أليس كذلك، كايلا؟”
مدّت يدها و أمسكت بيد والدها. أمسك أديو بها بقوة، مغطيًا إياها بيده الأخرى.
“سأكون أكثر يقظة من الآن فصاعدًا. لا تنسي أن لديكِ عائلة قوية تساندكِ. سيكون لديكِ دائمًا مكان تعودين إليه.”
“أبي،”
نظرت كايلا إلى الأسفل بشرود و أخفضت رأسها أكثر.
“أنا آسفة لقيامي بشيء غبي كهذا. أنا… أنا غبية جدًا ولا أعرف كيف أقوم بأي شيء بشكل صحيح.”
“لا، لماذا تقولين مثل هذا الكلام؟”
“حقًا، لا أعرف كيف أفعل أي شيء. شخص غبي مثلي لن يعرف كيف يكون دوقة لوسنفورد الكبرى.”
“كايلا، كايلا. أنتِ ابنتي، لكنكِ فتاة ذكية جدًا. لماذا تقولين هذا فجأة؟”
ربّت أديو على كتف كايلا بارتباك، لكنها كانت تعتقد أنها تعرف مكانها جيدًا.
“لذا، إذا سمعتَ أنني لا أبلي حسنًا هناك، فقط تظاهر بأنكَ لا تعرف شيئًا عن ابنتكَ غير الكفؤة.”
بهذه الطريقة، على الأقل، يمكن لوالدها أن ينجو.
“ما هذا الهراء الذي تقولينه!”
لكن يا أبي، لقد اختبرت مدى غبائي طوال السنوات الأربع الماضية.
*****
هل كان هناك أي طريقة لتفادي هذا الزواج؟ بشكل أدق، هل كانت هناك طريقة لإلغاء الزواج بشكل نظيف، دون المساس بشرف كايلا، و فوق ذلك، دون إثارة غضب أوستين و لوسنفورد؟
نسي بيون النوم و كرّس نفسه للبحث عن طريقة، لكنه ظل يتوصل إلى نتيجة واحدة: أن الأمر مستحيل. كايلا، التي خارت قواها بعد محاولتها الفاشلة و المتوقعة للهروب، كانت على الأرجح تعرف ذلك أيضًا. لم يكن أمام ابنة دوق أوستين الثمينة أي خيار.
و كان دوق أوستين يعرف ذلك أيضًا.
“لقد أتيت.”
“تحياتي، سموّك.”
في مثل هذا الموقف، لم يكن بمقدور بيون رفض استدعاء من دوق أوستين. مهما كان مشغولًا، إذا استدعته عائلة أوستين، كان عليه أن يجد وقتًا و يذهب.
“شكرًا لتعاملكَ مع الأمر بهدوء. وفي الوقت نفسه، أنا آسف. لقد جعلناكَ ترى مشهدًا غير لائق.”
عندما سمع أديو أن بيون أعاد كايلا بعد محاولتها الهروب، لم يُظهر ذلك لابنته، لكنه شعر بالدوار من الصدمة. من بين الجميع، عرف بيون بمحاولة كايلا الهروب – و كان ذلك بمثابة تقديم نقطة ضعف قبل أن يبدأ الزواج حتى.
“على الإطلاق. أعتبره شرفًا لي كوني استطعت أن أكون هناك.”
نظر أديو إلى بيون، مندهشًا بعض الشيء من كلمة “شرف”. هذا الدوق الأكبر الجامد و الصارم لم يتحدث يومًا باستخفاف.
“هل أنتَ صادق؟”
“نعم.”
رغم أن أديو كان لطيفًا و عاديًا، إلا أنه كان يملك بعض النظرة في الناس. كان بيون الآن يقول بصدق إنه يعتبر خدمة سيدة كفارس شرفًا. خرجت ضحكة غير مصدّقة من شفتي أديو.
“يبدو أنكَ تُعجب بابنتي؟”
الرجل الذي لم يجرؤ حتى على استخدام تعبير “الإعجاب” تجاه كايلا ، تردد للحظة.
“لست مؤهلاً لقول شيء كهذا. الأميرة نبيلة إلى درجة لا أجرؤ حتى على النظر إليها.”
“لا تستطيع حتى النظر إليها؟ يا إلهي. تواضعكَ مبالغ فيه للغاية.”
“هذه هي الحقيقة.”
كانت كايلا شخصًا يحمل النور في داخله. حتى لو تم تجاهلها أو دفنها في الظلام، كانت تتألق بجمال، و تجذب الأنظار حتمًا.
“…بصراحة، عندما قرّر جلالته هذا الزواج، كأبٍ لديه ابنة، كنتُ قلقًا عليها. لكن الآن أنا من يشعر بالإحراج.”
تنهد أديو بعمق، و هو الذي لم يتخيل قط أن كايلا ستحاول الهروب.
“كان لدى سموّكَ و الأميرة أسباب كافية. أنا آسف.”
“يقولون إنه من الطبيعي أن تتبع المرأة رجلًا ناجحًا.”
لاحظ بيون تلميحًا خفيفًا من الانزعاج في كلمات أديو. بدا أن الآخرين قد يقولون مثل هذا الكلام، لكن أديو لا يفكر بهذه الطريقة.
في الواقع، كان أديو مشهورًا بزواجه من حبه الأول، و عدم زواجه مرة أخرى حتى بعد وفاة زوجته. كيف سيكون شعوره و هو يرسل ابنته الوحيدة الثمينة إلى رجل طالما انتشرت عنه الشائعات بعلاقته بامرأة أخرى؟
كان بيون يعتقد أن أديو شخص مهذّب و مؤدّب للغاية. لو كان هو في مكان والد كايلا، لكان قد استلّ سيفه منذ زمن.
“لستُ ناجحًا إلى هذا الحد، صاحب السمو. و ليس هناك ما يدعو للقلق.”
“اليوم، قال جلالته انه سيُعلن عن الزواج بنفسه غدًا.”
أراد بيون أن يُغلق عينيه بشدة ، لكنه لم يجرؤ على فعل ذلك أمام أديو. فالزواج الذي يُعلن بأمر ملكي لا يمكن الرجوع عنه إلا إذا قُطع رأس الإمبراطور.
“الآن نحن و أنتَ واحد. علينا أن نُغطي ماضي بعضنا البعض و نتقدم بتناغم معًا.”
كان المقصود تغطية محاولة كايلا للهروب، وعلاقة بيون ببياتريس رافالي، و التركيز فقط على المستقبل. و بالنظر إلى ما آلت إليه الأمور، لم يكن هناك خيار سوى قول هذا.
“سموّك،”
قال بيون وهو يكافح للحفاظ على وضوح رؤيته. كان نظره مشوشًا. لا، بل كان مظلمًا تمامًا.
“لا أجرؤ على أن أكون صهر سموّك.”
لم يكن لديه وجه ليقابل هذا الأب و هذه الابنة، بعد أن سمح بموت والدها السابق في محاولته اليائسة للبقاء، و بعد أن عامل ابنته ببرود، مما أدى إلى موتها المأساوي.
لم يكن مجرد غير مؤهل، بل كان مذنبًا لا يجرؤ حتى على الجلوس وجهًا لوجه معهما.
“لم أكن لأجرؤ على المضي قدمًا في هذا الزواج الذي لا أستحقه. لم تكن الأميرة وحدها من حاولت تجنّب الزواج.”
حرّك بيون شفتيه الجافتين بالكاد، مشيرًا إلى أنه لا ينبغي لهما أن يظنّا أنه فوجئ بالأمر.
“لكن إن كان زواجًا لا بد من حدوثه، فسأبذل قصارى جهدي لحماية أوستين، و كزوجٍ للأميرة..”
لم تخرج الكلمات. علقت في حلقه.
كانت كلمة “زوج” صعبة للغاية.
كيف له أن يقول مثل هذا مرة أخرى، و هو الزوج الذي قتل زوجته؟
لكنه كان مضطرًا لقولها. أمام والد ابنةٍ قلق، عليه أن يتكلم.
“سأبذل قصارى جهدي. ستتلقى ابنة دوق أوستين المعاملة التي تستحقها.”
كان يجب أن يكون الأمر كذلك أيًا كان الرجل الذي ستتزوّجه كايلا .
إذا لم تكن كايلا سعيدة في زواجها من رجل آخر، فإن بيون كان أكثر من راغب في استخدام سيفه كفارس يخدم سيدة.
لذا، فقد كشف أوراقه عن طيب خاطر.
“يمكنني أن أمنحها الطلاق إذا رغبت السيدة في ذلك.”
أديو، الذي كان يستمع دون أمل كبير، معتقدًا أن هذه مجرد مجاملات، فتح عينيه على اتساعهما.
الطلاق؟ في كرانيا، كان الطلاق ضربة هائلة للشرف. كان من الأفضل ارتكاب الزنا على الطلاق.
الإمبراطور، الذي كان متمسكًا بالإمبراطورة بإصرار، كان لديه سبب مشابه. لذا كان من المفاجئ أن تأتي كلمة “الطلاق” أولًا على لسان دوق لوسنفورد الأكبر.
“عندما يمرّ الوقت و يفقد جلالته الإهتمام بهذا الأمر.”
أو عندما يكتسب ما يكفي من القوة ليقطع رأس الإمبراطور.
“إذا رغبت الأميرة في الطلاق، فسأجعل الأمر كذلك. و ستكون الشروط كما ترغب الأميرة. سأدرج هذا الوعد في عقد ما قبل الزواج.”
قال هذا رغم أن مجرد تسريب هذا الوعد كان كفيلًا بجعله موضع سخرية فورًا كرجل خاضع لامرأة، و صهر لأوستين.
“هذا عرض غير متوقع، لكن لا يمكن رفضه.”
كان أديو، بصفته سيد دوقية أوستين التجارية المزدهرة ، يعرف مدى فائدة هذا.
بغض النظر عن مدى توجيه أصابع الاتهام إلى ابنته من قبل المجتمع بسبب الطلاق، فإنه سيرحب بها بحرارة و يقدمها كالدوقة التالية لأوستين. و مهما كان ما ينقصها، فإن والدها قادر على تعويضه.
“شكرًا لك. لدي ابنة واحدة فقط، لذا أقلق كثيرًا، لكن أن تذهب إلى هذا الحد، فأنا ممتن حقًا.”
و هكذا قَبِـل وعد الطلاق بحماس، إن رغبت ابنته به، دون تردد.
“أنا آسف لأن لوسنفورد باردة وقاسية، وهذا كل ما يمكنني تقديمه.”
“لا، لقد فعلت شيئًا عظيمًا. لا تقلق بشأن تحضيرات الزواج. سأعتني بكل شيء.”
“لوسنفورد سيبذل قصارى جهده أيضًا.”
هز بيون رأسه، قائلًا ان ذلك غير ممكن. لم يرِد أن يفكر في ما قد يحدث إن انهار هذا الزواج الذي كان الإمبراطور يدفع باتجاهه. كان يعلم جيدًا كيف سينتهي الحال به، و بـأديو، وبكايلا ، فما الذي تبقى للتفكير فيه؟
و مع ذلك، لم يمر وقت طويل حتى شهد بيون بنفسه مرة أخرى كيف يتعامل الإمبراطور مع من يعترضون طريق هذا الزواج.
****
أُعلن عن الزواج بمرسوم مختوم باسم الإمبراطور، و عُلّـق على البوابة الرئيسية لقصر كرانيا الإمبراطوري. اندهش الجميع كثيرًا من هذا الزواج المفاجئ في وقت كانت فيه الإمبراطورة في غيبوبة.
لكن الدهشة لم تدم طويلًا، و سرعان ما انهالت ردود الأفعال المختلفة. بعضهم صُدم، و بعضهم أُثير اهتمامه، و آخرون غَضِبوا.
“الدوق الأكبر للوسنفورد قبل سمو ولي العهد؟”
“أليس هذا زواجًا جيدًا فقط للوسنفورد؟ يا إلهي، يبدو أن كل ذهب أوستين سيذهب إلى الشمال.”
“لا، أوستين ستقوي قواتها بطريقتها الخاصة أيضًا. في النهاية، لوسنفورد هو المكان الذي يتم فيه جمع نخبة الجنود الذين يقاتلون في الخطوط الأمامية ، أليس كذلك؟”
“الدوقة موندي ستكون خائبة الأمل. كنا نظن أن الدوق الأكبر للوسنفورد سيتزوج الآنسة رافالي.”
“ها، لنكن واضحين. أليست ابنة دوق أوستين ذات مكانة أعلى و توافق أفضل بكثير من الآنسة رافالي؟ علاوة على ذلك، لا يزال الدوق الأكبر للوسنفورد دوقًا أكبر. لا يمكنه الزواج من أي شخص عشوائي. بالطبع.”
تفاعلت الأوساط الاجتماعية، التي كانت هادئة بسبب الحالة الصحية للإمبراطورة، بحماس مع هذا الحدث النادر المثير للاهتمام. أما رد فعل دوقة موندي فلم يكن مجرد حماسي، بل كان انفجاريًا.
“كيف يجرؤ على فعل هذا بعد أن لمس ابنتي!”
كان لدى الدوق الأكبر للوسنفورد جانب مهووس بالحفاظ على نزاهته، لذا لم يكن قد “لمس” بياتريس فعليًا ، لكن بالنسبة إلى دوقة موندي، فالأمر سيّان.
“كان يجب أن يكون منصب دوقة لوسنفورد من نصيب بياتريس! إنه أعلى منصب بعد الإمبراطورة و ولية العهد، و هم يعطونه لتلك الابنة التي تملك كل شيء بالفعل من دوق أوستين؟ هذا لا يُغتفر”.
لذا، هرعت دوقة موندي إلى منزل المدينة حيث كان يقيم الدوق الأكبر للوسنفورد، بنفس السرعة التي كانت تهرب بها من الدائنين. كانت أمًا تستطيع أن تفعل أي شيء من أجل طفلتها.
التعليقات لهذا الفصل " 15"