ظروفهم (8)
“هل أنتِ بخير؟”
لم تكن لتستطيع خداع عيني والدها أبدًا. عيناه كانتا دومًا مليئتين بالقلق والحب لابنته. وضعت كايلا ابتسامة شجاعة على وجهها لأجل والدها الذي اقترب منها وسألها بهدوء.
“إنه زكام خفيف. أنا بخير.”
“يبدو أنكِ أجهدتِ نفسك. هل لديكِ دواء؟”
“أخذتُ بعضًا منه.”
في الحقيقة، الدواء الذي تناولته على عجل لم يكن له أي تأثير. كانت الحمى تشتعل في جسدها، وألم جسدها بدأ يشتد و يزداد سوءًا.
إن استمر هذا من اليوم الأول للحدث، فماذا ستفعل؟ تنهدت، لكنها رغم ذلك قامت بما يجب عليها فعله. ماذا بوسعها أن تفعل غير ذلك؟ كما هو الحال دائمًا، كان عليها أن تصمد.
غادر الإمبراطور باكرًا، متذرعًا بسوء صحة الإمبراطورة كمبرر لمزاجه الكئيب، بينما قضى الأمير إلكانان وقتًا طويلًا في الحديث مع الدوق أوستين. و كانت بياتريس رافالي، مرة أخرى، ملتصقة بجانب بيون.
“بيون، دعني أحيي الأمير أيضًا.”
أخذ بيون بسرعة كأسًا من على صينية ذهبية يحملها أحد الخدم المارين، و ناولها لبياتريس.
“تفضلي، اشربي هذا أولاً.”
استعمل الشراب لإسكات بياتريس، مخفيًا استياءه.
لكن كايلا، التي شهدت هذا من بعيد، أدارت وجهها. كانت رؤيتها مشوشة، لذا من الأفضل ألا ترى مثل هذه المشاهد إن أمكن. لم يكن شيئًا جديدًا. ففي النهاية، كان دومًا يغدق اهتمامه على بياتريس وحدها.
“لقد قضيت وقتًا رائعًا اليوم!”
“شكرًا على الوليمة الفاخرة، سمو الأميرة.”
“لا داعي لمثل هذا الكلام، سموك. الفضل كله يعود إلى جلالة الإمبراطور، لا إليّ.”
بدأ تنفسها يصير متقطعًا قليلًا، لكن كايلا بذلت جهدها حتى اللحظة الأخيرة.
الدوق أوستين سيعمل حتى وقت متأخر في القصر الملكي هذه الليلة. كانت المفاوضات مع كيروزان قد بدأت بجدية. عندما رحل الجميع و أصبحت قاعة الولائم خالية، أسندت نفسها إلى البوابات الرئيسية، تزفر أنفاسًا حارة بينما كانت الحمى تعصف بها.
لقد أدت جميع واجباتها. و على أي حال، فإن هذا الحدث الذي استضافته الأميرة أوستين سيُقيّم كنجاح عظيم، مما يعزز من سمعة الدوق أوستين.
كان من حسن الحظ أن والدها على الأقل من المقرّبين الموثوقين للإمبراطور. ذلك قلل قليلًا من احتمال اغتياله.
“عذرًا، سمو الأميرة.”
استدارت، ممسكة رأسها. ظهر فارس تعرفه، لكن ذاتها الحالي لا ينبغي لها أن تعرفه، وقف بأدب وهو يمد لها برداء.
“أنا السير رينارد، أخدم تحت إمرة سمو الدوق الأكبر لـلوسينفورد. لقد كان قلقًا بسبب رداء سموك الخفيف، فأرسل هذا.”
كان الرداء الناعم الذي ارتداه الدوق الأكبر اليوم، مطويًا بعناية و أُرسل عبر هذا الفارس. حتى قبل وفاتها، كانت الأمور دائمًا على هذا النحو.
إن بدا عليها التعب، كان يرسل رسالة سريعة تأمرها بالراحة، يعلق بكلمة مقتضبة، ثم يدير ظهره فجأة. لم يزرها قط حين كانت طريحة الفراش. إن بدا أنها تحتاج شيئًا، كان أقصى ما يفعله هو أن يبعث السير رينارد أو السير ويلبيرك ليحضراه.
الشخص الوحيد الذي كان يعتني به بنفسه هو بياتريس رافالي. كان يقدم لها الشراب بيده و كل شيء آخر، بينما يكتفي بإرسال أتباعه لكايلا.
ربما كان ذلك مفهومه للعناية الخاصة، يقول لها ضمنيًا: ” ليس أنتِ”. عضت كايلا شفتها و هي تحدق في الرداء بغضب.
إن كان يقصد ” ليس أنتِ”، فالأجدر به ألا يرسل شيئًا على الإطلاق. لم يكن عليه أن يتفوه بأي ملاحظة عن قلقه بسبب خفة ملابسها.
“السير رينارد. خذني إلى سمو الدوق الأكبر.”
“عفوًا؟”
“بسرعة، دلني على الطريق.”
رغم أنها كانت تتمنى فقط أن تنهار و تنام، و رغم أن حالتها كانت تستوجب الراحة، إلا أنها اتجهت نحو بيون. كان يقودها السير رينارد الذي كان دومًا من يحمل لها “شيئًا أرسله سموه”.
لم يكن يهم إن كان مع بياتريس رافالي. لم تعد كايلا تعرف إن كانت الحمى التي تصيب جسدها ناتجة عن المرض أم عن شعور ملتوي بأنها ضحية مجروحة.
كان سيكون من الأفضل لو أن بيون كان مع بياتريس. عندها كانت لترسم خطًا واضحًا بينهما. لكن لسوء الحظ، كان منغمسًا في حديث هادئ مع أحد فرسانه فقط.
“سموك.”
نظر بيون إلى كايلا بدهشة و هي تقترب بثبات.
كان وجهها المحموم متوردًا بشدة، وكان الأفضل لها أن تستريح، لكنها لم تأخذ حتى الرداء المرسل من السير رينارد، بل جاءت و كتفاها مكشوفتان تمامًا في فستانها.
كان على وجهها تعبير غضب عميق.
“هل أبدو مثيرة للشفقة في نظرك؟”
“ماذا؟”
اغرورقت عينا كايلا بالدموع، تلك التي لطالما امتُدحت لزرقتها الساحرة التي بدت وكأن السماء حُبست فيها.
لا، هل جعلها تبكي؟ انتزعت كايلا الرداء من يد السير رينارد و دفعته بقوة نحو بيون.
كان بيون مرتبكًا تمامًا، إذ لم تعامله كايلا بهذا القدر من الجفاء من قبل.
“هل أبدو مثيرة للشفقة في نظرك؟”
“كايلا.”
تحوّل الجو إلى ثقيل، فتراجعت الخادمات المرافقات لكايلا و فرسان بيون ببطء إلى الخلف.
“عن ماذا تتحدثين؟”
“لماذا ترسل أشياء كهذه عبر أتباعك؟”
لم يكن صوتها يخرج بشكل طبيعي بسبب المرض، لذا أجهدت كايلا حنجرتها لتنطق بوضوح أكبر. و هكذا، بدا صوتها أكثر حدّة، موجّهًا كالسهم نحو بيون. و قد تسلّم الرداء الذي دفعته إليه.
“كايلا.”
“هل أردتَ أن تهدي شيئًا للنسخة المثيرة للشفقة مني عبر أتباعك؟”
“ليس كذلك.”
“إذًا، لماذا تعطيني إياه؟”
تلاشت القوة من صوت تساؤلها حين سألت كايلا المتعبة المنهكة:
“لماذا؟”
لماذا بدا عليه الحنان و عدم الحنان في آن واحد؟ منذ لقائهما الأول في الطفولة الباكرة التي لم تعد تتذكرها، لا بد أنه كان حنونًا.
رغم انزعاجه الظاهر، كان ينتظر عندما تركض كايلا خلفه قائلة “لنذهب معًا.” و إن تعثرت، كان يساعدها على النهوض، ثم يمسك بيدها بعد ذلك.
و حتى بعد ذهابه إلى لوسينفورد، كان يرد بجدية على رسائلها الطفولية، و في المرات القليلة التي التقيا فيها في القصر، ظل حبها الأول الذي لم يتغير.
لكن تراكم هذا اللطف و الحنان كان، للأسف، من طرف واحد فقط–فقد رُسم خط فجأة.
في اللحظة التي جلست فيها كايلا على المقعد الذي كان ينبغي أن يكون من نصيب بياتريس بصفتها الدوقة الكبرى، سواء كان ذلك بإرادتها أو لا، محا بيون حتى ذكريات الطفولة بينهما.
“هل تراقب كيف سأتصرف؟”
كان الأمر سخيفًا، يدعو للضحك. بالنسبة للرجل الذي سجنها دون ذرة من المجاملة، ماذا كانت تعني مواقفه اللطيفة الماضية تجاه كايلا؟
هل عاملها بلطف فقط لأنها أميرة أوستين، و تخلى عنها في اللحظة التي انقطعت فيها تلك الصلة؟ هل كان كريمًا بدافع الشفقة؟
ما الذكريات التي جمعتهما أصلًا في لوسينفورد؟ الزوج الذي لم يكن ينظر إليها، كان أحيانًا يلبّي احتياجاتها، على ما يبدو. لكن ذلك لم يكن سوى تعذيب نفسي لها.
في النهاية، تم سجنها بيدَي بيون.
لو كانت لديهما حقًا ذكريات طفولة ثمينة، لما أمكن لشخص أن يفعل ذلك. كان عليه أن يصغي لاعتراضاتها ولو لمرة واحدة.
“هل هذا ممتع بالنسبة لك؟”
لقد نسيت السنوات التي كانت تناديه فيها بمودة “أوبا”. ذلك الأسلوب في الحديث بات أقل ألفة من الطريقة التي كانت تخاطب بها دوق لوسينفورد الأكبر، الذي استبعدها تمامًا. بدا أسلوبها في الحديث مشوشًا.
“إن كانت نواياي الحسنة قد سببت لكِ الإزعاج…”
“ألستُ ذات قيمة كافية لتجلب لي الأشياء بنفسك، بل فقط ترسلها عبر الآخرين؟”
“كايلا.”
كانت هناك أوقات كانت فيها مرعوبة من أن تثير كراهيته، راغبة بشدة في أن تظهر بشكل أفضل، فتبتلع الكلمات التي كانت تتوق لقولها.
كانت تلك الأوقات كثيرة جدًا.
“أنتَ دائمًا ترسل إليّ الأشياء عبر الآخرين، ولا تجلبها لي مباشرة أبدًا.”
ربما بسبب كتمانها الطويل، خرجت الكلمات التي أرادت قولها دفعة واحدة دون سيطرة. لا، شعرت أنها لن تتحمّل إن لم تقلها.
“لا يرسل أحدٌ الأشياء عبر الآخرين إلا لمن يرغب في تجنّب لقائه مباشرة. بما أننا كنا في الحدث نفسه، إن كان سمو الدوق الأكبر لا يرغب في القدوم إليّ بنفسه، فلا يجب أن ترسل شيئًا على الإطلاق.”
ما المسافة التي كانت بينهما ليرسل فارسًا كل هذا الطريق إلى حيث كانت؟
كانت قد فرحت بتلقي الأشياء الصغيرة التي كان السير رينارد يجلبها في لوسينفورد، لكنها أدركت لاحقًا–أن بيون كان يؤدي فقط دور الزوج بلا مبالاة، متجنبًا حتى النظر إلى الدوقة التي لا يرغب بها.
لقد عاملها بيون كذلك حتى قبل زواجهما.
“كنتَ تفعل ذلك دائمًا معي. هل أبدو حقًا بهذا القدر من الشفقة و السخرية؟”
والآن، حتى و هي ترتجف إلى درجة تصطك فيها أسنانها، مع صداع نابض، كانت كايلا تكافح لتواجه بيون بنظرها رغم الرؤية المشوشة.
رغم أنها كانت تعلم أنه ليس بالضبط الزوج الذي قتلها، إلا أن ذلك كان يؤلمها بلا منطق، لأنه حتى قبل الزواج، كان دومًا بعيدًا عنها.
لقد شوّشت الحمى المرتفعة و ذكرياتها المتداخلة قدرتها على التفكير.
“لا تشفق عليّ. لستُ جديرة بشفقة سمو الدوق الأكبر!”
بدافع الشفقة، رغم أنها بلا شك زوجته، إلا أنها كانت تُعامل كمتسوّلة تتوسّل المودة عند الأبواب.
بعد أن أفرغت غضبها في وجه بيون، الذي لم يتغير منذ ما قبل موتها وحتى الآن، استدارت كايلا فورًا. تبعها فرسان وخادمات أوستين الذين كانوا واقفين بعيدًا، و هم يكافحون لإخفاء صدمتهم.
أميرة أوستين النبيلة ، لم تكن يومًا نِدًّا لزوجها. جرّت كايلا جسدها المنهك و المتألم وهي تبتعد، و اخدت رؤيتها تتأرجح من شدّة الحمى.
هل شعرت بالإحباط حين رأت المشهد المألوف لبيون وهو يدلّل بياتريس في النهاية، بعدما بدا وكأنه رسم خطًا من أجلها، لأنه عفا عن والد كايلا؟
لم تستطع أن تستعيد توازنها، ووجدت سخريتها من نفسها مؤلمة بمرارة، و شعرت بحرارة تلسع خلف عينيها.
“آنسة.”
“أنا عائدة إلى المنزل.”
مع دوران العالم من حولها، لم يكن أمامها خيار سوى العودة الآن. أجبرت نفسها على الاستمرار في المشي.
كانت هذه النهاية الكاملة بينها و بين بيون في عمر الواحدة والعشرين. الأوبا الذي كان يحيّيها بابتسامات مشرقة أصبح جادًا، و لم يعد هناك ما يُقال.
كان هذا هو مدى علاقتهما–الرابطة من طرف واحد التي تشبّثت بها كايلا رغم كل ندمها.
“لا، الأمر ليس كذلك…”
صوت مختلف يناديها ارتفع أكثر من صوت الفارس الذي كان يعترض.
“…يلا، الأميرة! الأميرة أوستين!”
كان صوت بيون بلا شك، يمكن تمييزه حتى من بعيد.
هل كان يريد حقًا التحدّث في هذا الأمر؟ عضّت كايلا شفتها و توقفت، كانت تنوي مواجهته مرة أخرى. لكن قبل أن تتمكن من الالتفات إليه، غطى كتفيها الباردتين رداء ثقيل و دافئ أولًا، دفؤه الكثيف يغمرها بالكامل.
“أميرتي.”
ارتسمت على ملامحه المصقولة و النبيلة، التي ورثها عن الإمبراطورة الجميلة و المشهورة، تعابير حائرة و مليئة بالعذاب.
“لقد كنتُ غير مهذّب.”
الرجل الذي كان دائمًا يتجاهل دموع كايلا و توبيخاتها، و كأنها غير موجودة، أظهر الان ملامح من الحيرة.
و لأول مرة تلقّت اعتذاره، لذلك صدمت.
حتى أسلوب حديثه قد تغيّر.
“أنا آسف. لم أكن أبدًا أنوي إيذاء مشاعر سموكِ.”
كان تعبيره النادم صادقًا بوضوح. أن تتلقى كايلا اعتذار بيون، أن يتغيّر موقفه بهذا الشكل–أدركت متأخرة أنها كان يجب أن تواجهه منذ زمن.
ماذا لو، بدلًا من الانتظار بصمت في لوسينفورد، كانت قد اعترضت، وأفرغت غضبها في وجه بيون؟
لا، في ذلك الحين كانت قد أخذت بالفعل مكان بياتريس بصفتها الدوقة الكـبرى، لذا ربما كان التنفيس عن غضبها سيبدو وقاحة منها ؟
بينما كانت كايلا تفكر بتلك الطريقة، قدّم بيون اعتذاره باحترام وإخلاص.
“حاولتُ تجنّب التدقيق العام، خشية أن تنتشر شائعات مزعجة، لكن تفكيري كان ضيّقًا جدًا. أعتذر.”
في لحظة، ارتفعت الألقاب، و النبرة الرسمية، و أسلوب حديثه–كلها لتوازي الطريقة التي كانت تخاطبه بها. علاوة على ذلك، بدت أسباب اعتذاره منطقية.
فبعد كل شيء، بالنسبة لرجل يحب بياتريس، هل كان سيرغب في علاقة أخرى مع كايلا بعد أن لمّـح الإمبراطور بأنهما ملائمان لبعضهما، و هو ما كان بيون بوضوح يرغب في تجنّبه؟
أخفّضت كايلا بصرها. كانت رؤيتها المشوشة بسبب الحمى، و ليس بسبب قلبها المجروح.
“إن سمحتِ لي، أرغب في مرافقتكِ إلى المنزل. أرجو أن تمنحيني الإذن.”
بالنسبة للدوق الأكبر من لوسينفورد، كانت الأميرة أوستين شخصًا لم يرغب في التورط معه أبدًا من البداية حتى النهاية.
أكدت ذلك مرة أخرى.
الرابطة التي كانت تتشبث بها يائسة، انزلقت واختفت هباءً من بين أصابعها.
*****
كانت حرارتها مرتفعة جدًا، و هي غائبة تمامًا عن الوعي. لا بد أن وجهها كان محتقنًا بحمرة بشعة.
لكن بعد أن واجهت بيون بجرأة كما لم تفعل من قبل، هل كان لاحمرار أو شحوب وجهها أي أهمية؟
أخفضت كايلا بصرها. الزوج الذي كان دائمًا يركب عربة منفصلة، كان للمرة الأولى، يشاركها العربة نفسها.
كانت حوافر الخيول تُحدث صريرًا خافتًا عبر شوارع كرانيا المظلمة. و فرسان من دوقيتي أوستين ولوسينفورد يرافقون العربة.
كان تنفّس الأميرة أوستين يصدر صوت أزيز مسموع. رغم مرضها الشديد، لم تكن شعرة واحدة في غير مكانها.
لسببٍ ما، شعرت أنها لا تزال غير قادرة على مغادرة برودة لوسينفورد القارسة. و كأنها وحدها محاصرة في شتاء أبدي.
“أنا آسف لأنني جرحت مشاعركِ ، لقد حاولت تجنّب الشائعات المزعجة عن ارتباطنا بإرسال الأشياء بشكل منفصل.”
اعتذار مخلص آخر بلهجة رسمية دقيقة. وبهذا، تم قطع رابط الطفولة بينهما تمامًا. ارتسمت على وجه كايلا ابتسامة ساخرة.
“لن ينشر أحد شائعات كهذه عنا، يا صاحب السمو.”
الآن كان جسدها كله يؤلمها كما لو ضُربت. وبما أنها كانت تتألم، كان بوسعها أن تقول كلمات مؤلمة بلا مبالاة.
“الجميع في كرانيا يعرف من هي حبيبة سموك.”
حتى بعد الزواج، كان تواضع الدوقة الكبرى يتناقض مع الحب الشهير، المتقد، والثابت الذي يكنّه الدوق الأكبر لبياتريس. شعرت كايلا بألم آخر يطعن خلف عينيها.
“من الذي سـيجرؤ على ربط شخص مثلي بسموك من خلال الشائعات؟”
رغم أنها كانت تتمنى غير ذلك، كانت كايلا تعلم أن نظرة هذا الرجل لن تقع عليها أبدًا. لقد حاولت مرارًا، لكنها الآن كانت مرهقة من كثرة المحاولة.
“لا أحد سيصدق مثل هذه الشائعات.”
فقط بعد الموت، أنهت بثبات إعجابها من طرف واحد.
كم كانت غبية.
التعليقات لهذا الفصل " 10"