في عالمٍ مستقبلي، حيث تتداخل التكنولوجيا مع الحياة اليومية، كان تاكومي يسير بين شوارع المدينة المزدحمة، عينيه الداكنتان تراقبان وجوه المارين وشاشات الإعلانات العملاقة التي تتلألأ بألوانها الزاهية. كانت الحياة تعج بالحركة والضوضاء، لكن ظلًّا غامضًا يختبئ في زاوية مظلمة، نظام العدالة الجنائية، منظمة سرية تسعى للسيطرة على العالم بصمت وذكاء.

توقف تاكومي أمام إحدى الشاشات التي تعرض صورة مشوهة. حدق فيها لبرهة، ثم تمتم بصوت منخفض: “هل هذا هو؟ هل هم من يقفون وراء كل شيء؟” من خلفه جاء صوت غامض، منخفض ولكنه مليء بالثقة: “أنت قريب، لكنك لم تكتشف بعد الصورة الكاملة.” تجمد في مكانه، يحاول فهم من يكون هذا الشخص، لكنه اختفى قبل أن يتمكن من الرد.

في مكانٍ آخر، بعيدًا عن ضوضاء المدينة، اجتمعت مجموعة من الشخصيات في غرفة مظلمة، تتبادل الكلمات بصوت منخفض لكنه شديد القوة. قال أحدهم: “لقد بدأوا في الاقتراب. يجب أن نكون مستعدين.” فرد آخر بثقة باردة: “العدالة ليست كما يظنون. نحن من نحدد من يستحق الحياة ومن لا.” شعرت الجدران نفسها بالرهبة من تلك الأصوات الغامضة، وكأن الغرفة تخبئ أسرارًا لا يعرفها أحد.

عاد تاكومي إلى منزله، يجر قدميه المرهقتين عبر الممرات المضيئة جزئيًا، فتحت يده جهاز الكمبيوتر الخاص به، وبينما كانت الشاشة تومض، ظهرت رسالة مشفرة: “هل ترغب في معرفة الحقيقة؟” أخذ نفسًا عميقًا، قلبه يخفق بسرعة، ثم ضغط على “نعم”. وفي تلك اللحظة شعر بأن حياته لم تعد كما كانت، وأنه على وشك الدخول في عالمٍ لم يتخيله أبدًا، عالمٍ حيث كل شيء ممكن، وكل سر مكشوف بانتظار من يجرؤ على اكتشافه.